عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 09-20-2012, 11:18 PM
 
الجزء الثاني عشر (وقبل الأخير) ...

وفي صباح اليوم التالي وفي غرفة الصف الثاني/ب يجلس الأطفال بينما هم يلعبون و يتحدثون ويمرحون وجون يستمع لهم .
فيدخل تشارلي من باب الصف بعد أن فتحه بقوة وهو يركض ،، فيقف في منتصف الصف وهو يلتقط أنفاسه .

تشارلي ( وهو يلتقط أنفاسه ) : هل سمعتم آخر خبر؟؟؟

الأطفال : ما هو ؟؟؟

تشارلي : الآنسة سايا ستنتقل إلى مدرسة أخرى .


جميع الأطفال ينصدمون من الخبر و تعلو أصواتهم بينما يتحدثون عن ذالك الخبر المفاجئ .

هيمي : لا يمكنها ... لا يمكنها أن تذهب وتتركنا .

كارولين : سأبكي إن رحلت الآنسة سايا .

نايت : وأنا أيضا ً .

تشارلي (ينظر لـ نايت) : لا يمكنك أن تبكي .... أنا لا أصادق الأطفال الضعفاء الذين يبكون .

نايت : ولكن....إنها الآنسة سايا .

تشارلي (ينظر لـ نايت بينما يحاول تمالك نفسه ) : أظن أنني سأبكي أيضا ً .

ثم ينهض جون واقفا ً ويخرج من الصف تاركاً خلفه الطلاب وهم يتحدثون عن ذالك الخبر المفجع .

وفي غرفة المعلمين ،، يمشي جون متجها ً نحو مكتب الآنسة سايا فتنظر له سايا بوجه مبتسم وتقول : صباح الخير يا جون .

فيبتسم جون لها إبتسامة صغيرة ثم يقول : آنسة سايا ...... شكراً لكي .

فترفع سايا نظرها إليه .

جون يكمل كلامه : شكراً لأنك جعلتني أعيش كطفل سعيد ولو ليوم واحد ...
شكرا ً لأنكي كنتي تقفين دائماً إلى جانبي على الجسر ...
وشكراً لأنكي بكيتي من أجلي ...

فيصمت قليلاً ثم يكمل كلامه : أتعلمين............. كنت دائماً أجرب الوقوف على حافة الموت .... لكن الآن... لن أجرب الوقف عليها مرة أخرى .

فتنظر سايا إلى وجهه بصمت ،، و ينظر جون إليها ويبتسم ،، فتبتسم هي الأخرى عند رأيتها لـ ابتسامته ،، ثم يدير ظهره لها وما إن يديره حتى تنمحي الابتسامة من وجهه وترتسم خطوط الحزن عليه مجدداً ويمشي إلى خارج تلك الغرفة وسايا تنظر له من ورائه بوجه باسم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

وفي غرفة الصف...
تدخل الآنسة سايا إلى الصف بينما كان الجميع يتحدث عن ذالك الخبر المفجع ،، وما ان دخلت حتى جلس الجميع في مقاعدهم ،، ثم وقفت سايا أمام الطلاب ونظرت لكامل الصف وقد رأت مقعد جون فارغاً كما اعتادت أن تراه كل يوم فسألت عنه وقالوا لها بأنه قد ذهب ،، فبدأت الدرس وكان الأطفال شاردو الأذهان طوال الوقت وفي نهاية الحصة .

سايا : ما بكم اليوم هكذا عابسين ؟؟؟

فتقف هيمي وتقول : لا يمكنك أن تذهبي يا آنسة سايا .

ثم يقف نايت : أجل ...لا يمكنك الذهاب وتركنا هكذا .

سايا : هل علمتم بالأمر ؟؟؟

تشارلي : إبقي هنا ولا تذهبي .

سايا : آسفة لأنني لم أخبركم من قبل .... لكن بما أنكم علمتم الآن لا يمكنني إخفائه أكثر .... هذا صحيح أنا سأنتقل إلى مدرسة أخرى ...

كارولين : لماذا تتركيننا ؟؟؟

سايا : أنا أحبكم جميعا ً ولكن .... ليس لدي َ خيار آخر .....أنا آسفة يا أطفال ...... لكن أعلموا أنني لن أنساكم أبداً.

فيرن الجرس وتخرج سايا تمشي في ذالك الممر الطويل الذي لا يسمع فيه سوى صوت وقع خطواتها وهي تفكر بشرود وتسمع آخر جملة قالها جون لها تتردد في ذهنها .
أتعلمين ...... كنت دائماً أجرب الوقوف على حافة الموت .... لكن الآن لن أجرب الوقف عليها مرة أخرى .

فوقفت سايا فجأة ً في مكانها متجمدتا ً وكأن أحدهم ضربها بقوة على رأسها ،، ثم تسرع راكضتا ً إلى الدرج الذي يوصلها إلى سطح المدرسة وتفتح الباب الذي يدخلها إلى السطح و تخرج إليه و تقف وهي تلتقط أنفاسها بخوف ثم تنظر إلى حافة السطح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

وهناك على حافة السطح يقف جون رافعاً يديه وكأنه طائر يطير في السماء و ينظر للأرض تحته ،، والرياح تلفح وجهه مبعدتا ً شعره الأسود الناعم عن جبهته وتهمس له في أذنيه وكأنها تودعه ،، فيلتفت جون لورائه حيث تقف سايا ،، وهو رافع يديه ،، و نظر لها نظرة كئيبة أخيرة ...
نظرة جعلت قلب سايا يخفق بشدة من الخوف ...
نظرة وكأنها تقول لها :
لقد قلت لي بأنك لن تجعليني أحزن مرة أخرى...
ولن تجعليني أبكي مرة أخرى ...
ولن تجعليني أكون وحيدا ً مرة ً أخرى ...
و لكنكي لآن تذهبين وتتركيني وحدي ...
وحيداً ...
إذا ً ..... فهذا هو الوداع ...
وداعا ً...
وداعاً يا جنيتي الصغيرة ...

ومال جسده الصغير إلى الأمام بينما يغمض عينيه وتخرج منها دمعة أخيرة ...دمعة وداع أخيرة ,, والرياح تحاول ردعه ولكن بلا جدوى ،، سقط ذالك الجسد الصغير إلى أسفل ...


ماذا سيحدث ؟؟؟ ماهي توقعاتكم ل الفصل الاخير ؟؟؟؟؟
انتظروني في الجزء القادم والأخير

انتظروني .....
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.
رد مع اقتباس