(جين)
استيقظت على صوت ضجة ، قامت بإنزعاج من على سريرها وهي تفرك رأسها ، وقفت بالقرب من النافذة ..
_ قالت بتثاؤب : انها حقاً مدينة مزعجة ..
التفتت حولها لترى إلى أين انتهى بها المطاف .. الى غرفة رمادية غزتها شباك العناكب .. احتلها الغبار ..
وسرير رث في طرف الغرفة .. فقط .. لا شيء آخر .. ، عاودت الجلوس إلى السرير .. فأصدر صوت صرير مزعج..
ابتسمت لقد تذكرت سريرها .. وسرعان ما تحولت من ابتسامة مشرقة .. الى ذابلة .. عندما تذكرت السرير الذي قبض روح والدها ..
ولكن الإبتسامة عادت عندما سمعت صوت هولي من الخارج ..
_ جيسيكا هيا استيقظي ، فلدينا أعمال كثيرة ... هل تسمعينني
_ جيسيكا : نعم أنا قادمة .
مضى يومان .. من دون أحداث تذكر .. لقد كانت بطلتنا مشغولة بغسل الصحون و كنس الأرض ..، بالإضافة لنظرات جين التي لم ترحمها طبعا ..
بينما كانت جيسيكا تغسل الصحون ، و ماريا مع مارسيل مشغولان بإعداد الطعام .. فإذا بهم يسمعون دندنه ..لقد كان رالف
_ رالف بلطف : صباح الخير جميعا .
_ الجميع معا : صباح النور .
فارتسمت ابتسامة على وجهه .. ثم التفت نحو جيسيكا ..
_ رالف : اتمنى ان العمل أعجبك معنا يا آنسة ..
_ جيسيكا بلطف وابتسامة هادئة : طبعا أعجبني ..
_ رالف : يسعدني ذلك .. والآن هلّا تفضلتِ معي الى مكتبي ..
فإرتبكت جيسيكا و قالت في نفسها " هل فعلت شيئا خاطئا ، ما الذي يريده مني ، سحقًا لم يجعلني دائماً في حيرة من أمري و مرتبكة " .. بعد أن أفاقت من شرودها لحقت به إلى المكتب ..
دخلت وهي خائفة .. طلب منها رالف أن تغلق الباب خلفها .. أغلقت الباب .. لكن كان هناك سؤال آخر يطرق باب قلبها ( ما الذي يريده ) ... ابتسم رالف ..
_ قال بهدوء : لا تخافي .. تفضلي بالجلوس .. كلما في الأمر أني اريد ان أحدثك عن جين ..
_ جيسيكا بإستغراب : جين!!
_ قال رالف بعد ان جلس على مكتبه : لم مازلت واقفة .. اجلسي.
جلست جيسيكا بعدما ارتاح قلبها .. واطمئنت بأنها لم ترتكب خطأً ، لم يتبقى سوى يومان و تستلم راتبها لتكمل رحلتها ..
خلع رالف نظارته ثم شبك يديه على سطح المكتب .. اسند ذقنه على يديه ..
_ قال بهدوء : أراهن على أنك تريدين أن تكتشفي سر معاملة جين لگ .. و إنزعاجك منها .. لا اريد ان تأخذي فكرة خاطئة عنها ..، انها طيبة القلب .. انظري إلى النافذة ..
نظرت جيسيكا إلى النافذة .. لمحت جين و هي تلعب مع مجموعة من الأطفال .. فإبتسمت تلقائيا
_ قالت : أنت محق .
_ رالف : جين يتيمة الابوين .. وليس لديها سوى أخت تكبرها بثلاث سنوات تدعى ليزا ... ، ليزا تركت جين منذ ثلاث سنوات هنا ، غضبت جين كثيرا من أختها .. أخذت تبكي .. وهي تردد لن أسامحها أبدا ، الآن عادت ليزا إلى هنا لكي تأخذ أختها معها .. لكن جين لم توافق و طردتها لم تكتفي بذلك بل جرحتها بكلمات قاسية .. ليزا تحاول يوميا أن تقنعها بالعودة لكن من دون اي جدوى فجين عنيدة.. اما الآن ليزا تسكن هنا منتظرة عودة اختها الصغرى اليها .. بينما جين تقول اذا تخلت عني عندما كنت صفير ة و لم تهتم برعايتي فما الذي تريده مني وانا كبيرة .. بالتاكيد علمت باني اقبض راتبا .. ، تفكير جين خاطئ فليتك رايتِ دموع اختها فقد كانت صادقة ،
صدمت جيسيكا .. شعرت بقليل من الحزن .. احتشدت الدموع في عينيها .. لكنها أبت النزول .. قالت فس نفسها " احقا ما اسمع عن جين تلك المغرورة المتعجرفة التي كنت اظنها شريرة ، تخفي كل هذا الحزن بقلبها الطيب .. رالف لا يخطئ نظرته للأخرين ولكن .."
_قالت بصوت عال : ولكن ما علاقتي أنا ، لم تعاملني هكذا ؟؟!!
اسند رالف ظهره على الكرسي ثم ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه
_قال : لأنك تشبهين ليزا اختها كثيرا حتى عندما رأيتك للوهلة الأولى ظننتك ليزا ، ولكنك أقصر منها .
جيسيكا في نفسها " لهذا كان يحدق لي بطريقة غريبة عندما اتيت لمكتبه للمرة الأولى "
_رالف: حسنا يمكنك العودة الى عملك الآن .
_ جيسيكا بحزم وارادة : اريد أن اساعدها ، ... أريد ان التقي بليزا .. أعدك بأني سأعيدهما معا مرة أخرى .
نظر لها رالف بأستغراب فقال في نفسه "اذا كانت نظرتي لها صحيحة "
_اردف بصوت عال : حسنا جيسيكا سوف أكتب لك عنوانها .
ثم أخرج ورقة صغيرة من أحد أدراج مكتبه مع قلم ، كتب عليه العنوان ، أعطاه لجيسيكا
_رالف : تفضلي .
أخذته جيسيكا ، ألقت نظرة عليه ..
_ قالت بابتسامة : شكرا
عندها همت بالخروج .. أدارت مقبض الباب .. سمعت صوت رالف من الخلف قائلا "بالتوفيق "
التفتت اليه و أومات بابتسامة ، هي كثيرة الابتسامة اليوم لكن هل ستدوم ؟؟
أسرعت خطاها .. أستأذنت من مارسيل .. وخرجت تبحث عن العنوان .. في تلك المدينة الكبيرة .
سألت العديد من الناس في طريقها .. حتى وصلت .. ،
وقفت في ذلك الجو الربيعي الذي يحمل القليل من البرودة مع نسائمه .. تدقق في الورقة تارة ..
وفي العنوان تارة أخرى ..
_جيسيكا:ربما لا أجيد القراءة .. لكني على يقين بأنهما متطابقتان . يا الهي .. فالأطرق الباب و اسأل .
طرقت الباب بهدوء ثم ارتدت الى الخلف ، فتحت الباب آنسة جميلة كان لها مثل شعر جيسيكا البني و عينان زرقاوتان كالسمء ، نظرتا الى بعضهما باستغراب ..
_ليزا بلطف : هل يمكنني مساعدتك يا جميلة ؟
_جيسيكا و قد توردت وجنتاها : هل أنت ليزا ؟
_ليزا : نعم ، هل أعرفك ؟
_جيسيكا بسعادة : أنا جيسيكا ، أعمل مع أختك الصفرى جين .
_ليزا بفرح : يا للفظاظة لم أدعك للدخول ، تفضلي .
_جيسيكا : شكرا .
دخلت جيسيكا .. أول ما رأته درج للأعلى .. ثم ممر صغير .. دخلته و رأت من بعده غرفة الضيوف .. كان كل شيء في المنزل أبيض اللون .. الأبواب .. الأثاث .. حتى الدرج .. ، استغربت جيسيكا لكن المنزل كان يبدو جميلا .. يدخل الى قلبك شعورا بالسلام والهدوء و الطمأنينة .. كأنك تعيش داخل سحابة كبيرة .. جلستا على كنبة بيضاء من الجلد .. ،
_ جيسيكا : لديك منزل جميل .
_ليزا: شكرا ، هل تملين مع أختي حقا ؟؟ كيف حالها؟؟ هل انتما صديقتان ؟؟
كانت ليزا تطرح تلك الأسئلة بسرعة كبيرة .. وفي صوتها الحنان .. الفرح .. الشوق
_قالت جيسيكا بابتسامة لتطمئنها : نعم انها بخير ، نحن صديقتان ، ولأننا كذلك قررت مساعدتكما.
استغرب ليزا ثم تحولت ملاحمها الى الحزن ..
_ليزا: شكرا لك حاولنا كثيرا أنا ورالف بكل ما لدينا و بشتى الطرق ، لكنها أبت أن تستمع الي .. هي حتى لا تعلم سبب رحيلي .
_جيسكا بفضول : ماهو سبب رحيلك؟؟
كانت ليزا تنظر الى النافذة .. كأنها تتذكر شيئا ما ..
_ليزا : كان ذلك منذ سنين ليست ببعيدة .. يتبع .