الموضوع
:
مؤسس الجهاز الأمني لحماس رحلة من الجهاد لم توقفها قضبان السجون
عرض مشاركة واحدة
#
1
07-18-2007, 06:53 PM
ابورفيق
مؤسس الجهاز الأمني لحماس رحلة من الجهاد لم توقفها قضبان السجون
كان قائد بطبعه ، هادئ حتى السكينة ،ثائر حتى
التمرد ، وقدرة عجيبة على التجميع مع فهم واع للزمان والمكان ومتطلبات التجديد للعمل الإسلامي ، مزيج من هذا وذاك وغيره هو الأسير القائد "يحيى ابراهيم السنوار" أسد زنازين التحقيق الذي لم تمنعه قضبان السجن وقيود السجان من التخطيط والعمل فكان له مع إخوانه فضل رسم الخطوات الأولى للعمل الأمني والعسكري في عمل الحركة الإسلامية الذي أعطاها في غضون سنوات كل هذا الزخم والحضور والقوة المستمدة من قوة الحق وأصالة المشروع وقبل الغاية واحتضان الجماهير .
النشأة على مشاهد الوجع
القائد يحيى السنوار ولد في 29/10/1962 لأسرة متدينة لجأت إلى مخيم خانيونس بعد أن شردتها العصابات الصهيونية عن بيتها وفياتها في المجدل عسقلان التي قال فيها الرسول عليه الصلاة والسلام ' وخير رباطكم عسقلان ' وكبرت سنوات طفولته في أزقة وحواري مخيم خانيونس حيث يشهد المكان وشخوصه على الم النكبة وفظاعة الاحتلال وتصنع حالة الحرمان والفقر والقهر من المحتلين جيلا ورجالا لا يعرفون المستحيل .
وتكبر السنوات في ظلال المساجد
ويقول الحاج إبراهيم السنوار والد يحيى (70) عاما في هذه الأجواء نشأ يحيى و فهم الظلم الذي تعرضنا له فكان في طفولته رجلا اهتماماته تفوق اهتمامات اقرانه ومنذ سنواته الأولى ارتبط المسجد فكان جده الحاج حسن يصحبه دائما لكل الصلوات واستماع الدروس الدينية التي انعكست فيما بعد على فهمه واقتناعه بضرورة الحل الإسلامي كفريضة شرعية وضرورة بشرية وتحدث الوالد الذي تلمس اشتياقه لولده من نبرات صوته ودموعه التي تترقرق كلما تذكر موقفا عن فلذة الكبد الغائب بجسده في سجون الاحتلال والحاضر بروحه وذكرياته ومبادئه في كل مكان عن احد المواقف ليحيى في طفولته حيث صحبه جده الى المسجد وعقب الصلاة أراد أن يكافأ ب ' ببريزة ' فرفضها يحيى الذي لم يكن يتجاوز السنوات الست وقال بلسان الواعي والمدرك ' إذا أخذت الفلوس فان اجري وثوابي من الله سيضيع ' .
شخصية تتبلور
في هذه االجواء الدينية الممزوجة بظلم الاحتلال وقهر الواقع نشأ يحيى وكبرت سنوات طفولته التي بدأت تتشكل وتبلور شخصيته الكاريزمية الخلاقة فدرس الابتدائية في مدرسة الشيخ جميل وفي مدرسة احمد عبد العزيز تلقى تعليمه الاعدادي وكثيرا ما كان يسمع من اساتذته الحكايات عن هذا القائد الاخواني صانع الاعاجيب في الصهاينة خلال حرب 1948 حتى حفظ تاريخ هذا القائد واصبح محود حديثه لاقرانه واصدقاءه ولسان حاله يقول هكذا يصنع الاسلام الرجال .
الفهم الواعي
وفي مدرسة خانيونس الثانوية كان يحيى في بداية الشباب وكان دائما حاضرا بفهمه وخلقه الاسلامي الواعي الذي حببه لجميع زملائه هذا الحب والاحترام الذي حظي به من الجميع في الجامعة الاسلامية حيث ساهم مع اخوانه في تأسيس الكتلة الاسلامية كاطار طلابي يعبر عن حاجة المجتمع الى عودة الاسلام الراشد باعتباره خيار الخلاص .
علاقته قوية مع الجميع
ويمكن ان تفهم طبيعة يحيى السنوار وشخصيته المستقلة المبنية على الرؤية الاسلامية عندما تعرف ان ابرز احد قادة في صباه وشبابه هم محمد دحلان وزكريا التلمس من قيادات الشبيبة الفتحاوية انذاك وسعدي عمار من قادة الجبهة الشعبية وهما من الفصائل التي كانت تستهدي الكثير انذاك فاستطاع ان يكون صاحب رؤية صادقة ويحافظ على علاقة ايجابية معهم رغم اشكالات تلك المرحلة .
طالب وعادل بناء
وفي الجامعة الاسلامية ساهم مع غيره في بناء الصرح الاسلامي فكان يتعلم ويبني في نفس الوقت ويقول شقيقه حامد 43 عاما ' كان يحيى شخصية عجيبة فالى جانب دراسته ومشاركته في الدعوة وعمل المساجد كان يجد متسعا ليعمل ويوفر مصروفاته لضيق ذات اليد فتعلم صنعة البناءه والقصارة وغيره من الصنعات اليدوية وقد وظف هذه الخبرات في بناء غرف وقاعات الجامعة الاسلامية رغم قرارات الحاكم العسكري انذاك الذي كان يمنع البناء في هذه المؤسسة الامر الذي اوقعه في اشكالات عديدة من استعداءات واحتجاز وتحقيق ومن ثم اعتقال .
بين مجلس الطلاب والاعتقال الاداري
وانتخب يحيى ' ابو جميل ' اربع مرات على التوالي في مجلس طلاب الجامعة وقولي مهام اللجنةالفنية واللجنة الرياضية ، الرئيس واخيرا نائبا للرئيس . واعتقل اولى المرات عام 1982 عندما كان يزور مع اخوانه في المجلس الطالبات اللائي سمهن الاحتلال في جنين القسام او خرج ليعتقل بعد ذلك بأسابيع قليلة ويحكم ستة اشهر اداري في سجن الفارعة لمشاركته في النشاط الاسلامي وبناء الجامعة الاسلامية .
جهاد ودعوة
وخرج يحيى ليواصل مشواره الاسلامي الدعوي الذي يرتكز الى فهم شمولي للاسلام على نهج دعوة الاخوان التي قال عنها الامام المجدد ' دعوتنا جهاد ودعوة ، مصحف ولان العمل الاسلامي كان يرتكز في الاساس او كما يبدو على السطخ على العمل الدعوي والتربية بدأ يحيى يفكر بالشق الاخر .. الجهاد الاسلامي.
دورة في تأسيس الجهاز الامني ' مجد '
ويقول احد اخوان ابو جميل الذين عملوا الى جانبه في هذه المرحلة ' انه كان يفكر دائما ويبدو منشغلا وكأنه يخطط ويؤسس لعمل ما يتجاوز المألوف في العمل الاسلامي وكانت له عدة لقاءات مع الشيخ احمد ياسين بين عامي 1984-1985 اثمرت ( كما تبين فيما بعد من خلال ما تكشف بعد الاعتقالات ) عن تأسيس جهاز الامن ' مجد ' بجهد مشترك بينه وبين الاخ روحي مشتهى . ويبدو ان طبيعة الشخصية الكاريزفية لابو جميل وقدرته على التأسيس لعمل مميز كانت الدافع وراء توجيهه لتأسيس الجهاز الامني وليس احاقه بالجهاز العسكري ' المجاهدون الفلسطينيون ' الذي كان تأسس بقيادة المجاهد صلاح شحادة دون ان يعلم به يحيى رغم انه جاء يطرح فكرة العمل الجهادي المسلح .
جهاز امني متكامل
واستطاع يحيى مع اخوانه خلال هذه المرحلة بناء جهاز امني متكامل يمتد في كافة انحاء قطاع غزة عبر حلقة معقدة متصلة ببعضها بنقاط ميتة وتركز العمل على متابعة وتجهيز ملفات للعملاء والمتعاونين مع الاحتلال الى جانب رصد المستوطنات والمواقع الاحتلالية .
وانطلقت شرارة الانتفاضة
واستمر يحيى مع اخوانه في الجهاز الامني يعملون بصمت وهو الامر نفسه كان ينطبق على المجاهدين الفلسطينيون دون أي اعلان او حديث اعلامي رغم المزايدات والتبني من الشخصيات والفصائل الاخرى الى ان جاءت الانتفاضة المباركة اواخر عام 1987 فكان لهذين الهيكلين التنظيمين دورهما في ادارة النقل الانتفاضي ولنشاط يحيى وبروزه كأحد العناصر الطلابية الاسلامية النشطة اعتقلت قوات الاحتلال يحيى السنوار في 20/1/1988 وحولته الى الاعتقال الاداري بعد ان عجزت عن الحصول على اية معلومة منه .
من الاعتقال الإداري إلى أقبية التحقيق
وبعد ذلك بنحو شهر كان اعتقال روحي مشتهى بعد انفجار عبوة ناسفة كان يعدها مع احد الاخوة فأصابتهما بجروح فاستغل المحتلون ذلك في التحقيق لتنكشف جوانب عن عمل يحيى السنوار ويعاد الى اقبية التحقيق مجددا فكان صموده الاسطوري الذي دفع احد ضباط المخابرات الى تقديم التحية العسكرية له فيما بعد احتراما له ولشجاعته وثقته بنفسه واستطاع مع اخوانه في هذه المرحلة تحديد الدائرة في محيط صغير ودون الكشف عن النشاط الفعلي للمجموعات .
لقاء العمالقة
وبعد عدة اشر كان اعتقال المجاهد القائد صلاح شحادة وكان لقاء العمالقة شحادة والسنوار ومشتهى وكان التصميم على قهر السجن والسجان ومواصلة العمل فصدرت التوجيهات باستكمال ومواصلة العمل الجهادي وجاء اختطاف الجنديين افي سبورتس وايلان سعدون تتويجا لهذه التخطيط والتوجيه وليشكل صعقة للصهاينة وبداية للعمل الجهادي النوعي . وعقب ذلك كانت ضربة 1989 الشهيرة لقادة وانصار ومؤيدي حماس حيث انكشفت الخيوط واصيب ضباط ومحققوا الاحتلال بالجنود من هذا المجاهد الذي لم تنجح معه كل هذه الوحشية والعزل والعذاب والتهديد وتبين مسئولية ابو جميل عن تأسيس جهاز مجد الذي نفذ عدة مهام ناجحة ضد عملاء ومؤسسات اسقاط صهيونية .
عزة المؤمن في المحكمة
وفي عام 1989 تمت محاكمة يحيى السنوار ويومها اغلق المحتلون طرقات غزة وانتشرو في كل مكان ونقلوا المجاهد ابو جميل في ظل اجراءات امنية مشددة خوفا من ان يتمكن من الافلات من بين ايديهم وكانت محاكمته التي عبر فيها عن اعتزازه بجهاده من اجل دينه ووطنه ويقول شقيقه حامد 42 عاما الذي حضر المحكمة مع والدته فقط ان جميل وقف باعتزاز وصمود عجيب وقال للقضاة بعد بعد ان قالوا له هل انت نادم او تطلب الرحمة قال اطلب ان تحكموا باعدامي ليكون دمي اول دم يراق وليكون شعلة للمجاهدين وحكم المجاهد السنوار 426 عاما .
مسيرة جهاد لم توقفها السجون
فهل توقفت مسيرة العطاء والجهاد والتصميم لدى هذا القائد لا فقد تنقل بين عدة سجون وذاق الويلات في سجون العزل لانه كان جبارا في الحق ويرعب سجانيه الذين كان غالبيتهم يهابونه ويحققون ما يريده . ومن بين المواقف العديدة له في سجون الاحتلال والتي حدثتنا عنها والدته الحاجة رضا عبد الله السنوار 65 عاما التي تلتمع عيونها عندما تتحدث عن يحيى قالت كان يحيى في سجن الرملة وكان المدير سيئا ومعاملته وحشية فاتفق يحيى مع روحي مشتهى على رشق المياه الساخنة في وجهه حتى حرقوه الامر الذي استفز الادارة ولان يحيى كان يعلم انه سيعقب هذه الحادثة قمع السجناء اعطى توجيهاته بدهن ارضية الممرات والسجن بالصابون والمارغرينا حتى اذا جاء الجنود كانوا مستعدين لهم بعد وقوعهم على الارض ويومها كان داميا احتجز على اثره يحيى عدة اسابيع في زنازين العزل حتى اعيد بعد المشاكل اليومية التي كان يقوم بها اخوانه لضمان عودته اليهم .
محاولات عديدة لكسر قيود السجان
ورغم ان المجاهد ابو يحيى لم يكن بعيد عن الخارج بفكره وروحه وتوجيهاته الا انه كان يتطلع دوما ليكون خارج هذه الاسوار الظالمة ليلقن الصهاينة الويلات لذلك كانت محاولته المتعددة لفك اسره ابرزها محاولتين فشلتا في اللحظات الاخيرة وبمحض الصدفة حيث انه استطاع ان استطاع ان يحفر نافذة في جدار الغرفة في سجن المجدل الذي يؤدي الى ساحة خلفية مغطاة بشبك يقود الى خارج السجن وكان يحفر بتأن بسلك بسيط ومنشارة حديد صغيرة استطاع تهريبها فكان يحفر في الجدار ويقوم بوضع معجون الحلاقة مكان ما تم حفره لكي لا يظهر وهكذا حتى لم يتبق الا القشرة الخارجية وفيما كان يستعد ليحرر نفسه من القضبان جاءت قدم احد الجنود في مكان النافذة التي اعدها فانهارت القشرة وكشف المحاولة ليعاقب ويسجن في الزنازين الانفرادية ومحاولة شبيهه بعد ذلك كانت في سجن الرملة حيث استطاع ان يقص القضبان الحديدة من الشباك ويجهز حبلا طويلا ولكنها كشفت في اللحظات الاخيرة .
محاكمة جديدة
غير ان اكثر ما يقلق قوات الاحتلال في هذا البطل قدرته على التخطيط والابداع وتفكيره المستمر في العمل الجهادي حتى وهو في السجن وبعد كل هذه السنوات التي بلغت اربعة عشر عاما اذ تم الكشف قبل نحو ستة اشهر عن مخطط اعده المجاهد ابو جميل لاختطاف جنود وتنفيذ عمليات في الخارج الامر الذي اثار حفيظة الصهاينة وحولوه مجددا للتحقيق واضيف الى حكمه 25 عاما جديدة ليصبح 451 عاما .
والدته : يحيى حياتي وقلبي
وتقول والدته الحاجة ام جميل التي تحتفظ دائما بصورة يحيى معها انها تشتاق له جدا فهو روحي وحياتي واغلى ابنائي مؤكده ان ابو جميل خلال زيارتها المتكررة له كان يقول لها اذا كان الله كتب ان نخرج سنخرج رغم انفهم وتتذكر ابنها في شبابه عندما تلح عليه بالزواج فيقول لها ' لن اظلم بنات الناس فانا اما شهيد او سجين ' . واكتسى وجه ام جميل بالحزن فيما عكست دموعها حجم آلامها وهي تقول ان جنود الاحتلال يمنعونها منذ اشهر طويلة من زيارة يحيى فالان الزيارات عنه متوقفة وتناشد ام جميل الحاجة المريضة بنحو عشرة امراض في مقدمتها السرطان والضغط والسكري مؤسسات حقوق الانسان والمجتمع الدولي للتدخل لتسمح لها بزيارة ابنها كباقي امهات الاسرى مشيرة الى ان الزيارة تخفف من لوعة الاشتياق رغم انها تتألم كثيرا في الزيارة لانهم يحضرون يحيى مقيدا ويفصل بيننا مسافة تزيد عن 50 سم وطوال في منزل عائلة السنوار كان ابن شقيقه ابراهيم الذي كان طفلا صغيرا عندما اسر عمه يستمع بشغف لحكايات البطولة عن عمه كان يردد : عماه انت حر وراء السدود عماه انت حر بتلك القيود اذا كنت بالله مستعصما فماذا يفيدك كيد العبيد
اللقاء الأخير مع القائد يحيى السنوار
مؤسس وقائد جهاز الأمن الداخلي
.:: مجد ::.
http://www.upload.ps/uploads250407/848020e127.jpg
(
)
ابورفيق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ابورفيق
زيارة موقع ابورفيق المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها ابورفيق