ـ ما رأيكم بأن نكمل ، بـعد الطعام ، لقد تعبت جداً ,
وافقناه جميعـاً ، أحضر لهم بعض الدجاج المقلي والمشروبات الغازية ، لم تكن لدي الشهية للأكـل ، لذلك تجاهلتهم ،
وأخذت كتابي و تربعت بين أرفف المكتبة الضخمة ، لفتت نظري ورقة بوسط الكتاب ، خُطت حروفهـا بالأسـود الفاحم
[
اليونـان ، كـانت المهد الأول ، لخروج الإشاعات عن اللعنة ، و كـان سكانهـا يؤمنون بوجود مـاصي الدماء والوحوش
والمستذئبين ، لم تكن حـال الزعيم تسمح لـه بسمـاع الإشاعات " الملفقّة " كمـا يسميهـا ، لذلك أمـر بعزل الأنـاس
الذين يعتقدون بوجود هذه الخرافات وتأديبهم جيداً ، القرن السادس عشر كـان قرنـاً أسوداً في حيـاة اليونانيون ،
توقفت الإشاعات عن البلد ، ولكن فئة كـانوا لا زالوا متمسكين بآرائهم ، قام الزعيم بإعدامهم أجمعين ، واليوم التـالي
وجدت جثة الزعيم مقطعة بشكـلٍ يجلب الاشمئزاز ، وكـانت ورقة ملصقة بمـادة لزجة عـلى رأسه ، محتواهـا كـان
يحمـل تراتيل غريبة ولغة غـير مفهومة لدى اليونانيون ، وجزع الشعب مجدداً وعـادت إشاعات اللعنـة بالظهور ،
وكـان هنـاك أنـاس يدّعون رؤية أمـور غريبة ، غامضة ، مرعبة ، مقززة ، وبهذه الطريقة بدأت اللعنة أولاً في
اليونـان
]
ـ إذاً لهذا السبب ، قُرن اللغز بتاريخ اليونـان
اردفتُ بصياح :
ـ شباب ، هنـا ،
برهة واجتمعوا حـولي ، لم تبدوا عليهم ملامح التصديق ، يبدو كأسطورة خيالية ، ولكن مـا بي ، شبه مستحيل
التصديق ، لذلك أصدق كـل كلمة كُتبت هنـا ،
انتقلت تونسيـا لقراءة الجزء الآخر
ـ في الليلة الجدباء
صمتنـا للحظات ، تنهد جادين ، وقـال ببرودة أعصاب :
ـ جدباء ، تعني أرض ليست خصبة والأمطار لا تهطل بهـا أبداً ، وهو خـص ليلة واحدة فقط ، إذا هـي منطقة دائمـة
الإمطـار ، إذاً الليلة التي لا تنزل بها الأمطار هـي مـا يعنيه هنـا ،
نوا :
ـ ليلة جدباء ، أوي زايدن ، ألم تقل لي بأن منطقتك دائمة الإمطار ، ؟
زايدن :
ـ أوه ، نعم صحيح ،
ـ ولكن قـلت بأن بهـا أمرٌ غريب ، ذكرني بـه مـاذا كـان ؟
ـ نعم ، لقـد كـانت هنـاك ليلة مستحيل أن تهطل بهـا الأمطـار ، وكـانت في أواسط شهر فبراير ، ليست بعيدة عن هنـا
إنهـا تَبعُد ، ساعة واحدةً فقط
أردف جادين على عجلة :
ـ سنزورهـا لاحقـاً ، الآن لنكمل اللغز ، تونسيا
تونسيا بملامح جادة :
ـ حسنـاً ، ستنفتح أسارير الملاعين ، ستعيشون مجدداً ، وتموتون مرةً ، تأكلون دائمـاً ، تجوعون
في كـل برهةٍ
مسحت على شعري بفوضوية و صحت قائلةً بغيض :
ـ أيريد إفقادنـا صوابنـا ، أبله ، ماذا يعني هذا الكلام ؟
حـل صمت موحش لا تعمـل سوى عقولنـا في هذه الغرفة ،
نوا :
ـ الجزء الأول يعني بأن الملاعين يكونون فرحين بمـا سيحـل بهم ، و لكن البـاقي لم أفهمه تمـاماً ، ستعيشون مجدداً ،
آمم ، أتعتقدون بأن الملعون في تلك اللحظة يكون في حـالة موت على كـل حـال ..
آرجو عدم الرد ...