عرض مشاركة واحدة
  #217  
قديم 09-21-2012, 11:34 PM
 
.










.


صفق جادين بيده وقـال بفرح :


ـ أصبت نوا ، لقد قلتهـا الملعون في تلك الحـالة ، شبه ميت ، جراحه تُشفى بسرعة ، والموت لا يُكتب عـليه ، أي لن يستطيع أن


يموت حتى يتذوق آخـر جرعة مـن كأس البؤس ، إذا علمـياً يٌعتبر الملعون ميتـاً ،


ـ كأس البؤس ، لقد ذكرته تونسيـا سابقـاً مـا هو ؟


ـ إنه مجرد مسمّىً أي لا يوجد كأس فعلي ، فقط اسم آخر وألطف من اللعنة ،


قهقهت بشدة :


ـ ألطف ؟ يا للسخرية ...هـيا فا لنكمل الباقي ، "وتموتون مرةً " ترجموهـا ..

اطبق على المكان الصمت الموحش نفسه ،


زايدن بارتباكه المعهود :

ـ آم ، ايعقل بأن الملعون ، يموت قبل أن يعود للحياة ؟


ضربته على رأسه ، لا ألومه ،لهذا هـو مرتبكٌ دائمـا كلامه يجلب الضرب له :


ـ أيهـا الأخرق ، توقف عن التفوه بالأمور الشركية ، إن إعادة الحياة وما شابه ، لن يمكننـا فعلهـا ، أخرق


أوقفني جادين ، وقـال :


ـ هنـاك أمرٌ مشابه لمـا يقوله ، الملعون حـين تفك لعنته ، تخرج من جسده خلية خلية ، لذلك يشعر بالألم لدرجة اعتقاده بأنه



سيموت ، وأعتقد بأنه مجرد تشبيه ، وليس الموت الفعلي ، وقـد قـال مرةً أي نفى التكرار ، إذا فعـلا هـو يعني الألم لا غير ،


ـ لماذا تعرف الكثير ؟


ـ لأنني عشت سيد من أسياد اللعنة ، أكثر من سبع سنين لذا من البديهي أن أعرف عن هكذا أمور ،


وأنهى جملته بابتسامة ساخرة ،

استطردت تونسيا :


ـ آخر جزء ، تأكلون دائمـاً ، تجوعون


في كـل برهةٍ ،


يبدو بأنه الأصعب !


ابتسم جادين بسخرية وقـال :


ـ بـل إنه الأسهـل ، معروفٌ في الموت الشنيع ، أن الملعون ، أو الوحوش ، نادراً مـا يتملكهم الشعور بالجوع ...

قاطعته تونسيـا :

ـ عكس البشريون ، فإنهم في أكـل مستمر ، وجوع غـير منتهي


ـ إذا ، فهم يشبهوننـا بأننـا لا نشبع ، لذلك أستخدم هذا التشبيه الصعب ، لذا هـي صفة من الصفات التي ستعود بـعد أن تنفك



اللعنة من الملعون ، إنهم أغبياء صدقوني ،

تنهدت بارتياح ، وارتمى الأصدقاء على الأريكة بأريحية تامة ، أخيراً حللنـا اللغز هذا ، والآن مـاذا سنفعـل ؟


كـأن جادين كـان يقرأ أفكاري ، إذ قـال بابتسامة جميلة ، كنت قـد اشتقت لرؤيتهـا منذ مدة :


ـ هـيا فا لتذهبوا لأخذ قسطٍ من الراحة ، سـوف نتوجه غداً إلى المكـان المعهود ، وأحب أن أذكر ، بأن البوابة سوف تفتح في


أعلى مكـان في المنطقة ، أتعرف أي مكـانٍ كهذا زايدن ؟


ـ آه ، نعم ، هنـاك برجٌ طويل ، و مهترئ ، لا شك بأنه الاعلى بالمنطقة


ـ إذا فا لتناموا ، تصبحون على خير


وخرج مـن الغرفة مسرعـاً ، تبعه زايدن و نوا ، وبقينـا أنـا وتونسيـا وحدنـا ،


ابتسمت ابتسامة أكـاد أجزم بأنهـا الأولى الحقيقية من بعد موت والداي ، بادلتني تونسيا بابتسامة شاحبة نوعـاً مـا ، لم أهتم ،



ربمـا من الإرهاق ، خرجـنا كلتانا من المكتبة ، لقد قضينـا فيهـا كـل النهار ، ولا أتمنى العودة إليهـا بعد الآن ، كـانت الدنـيا لا



تسع سعادتي ، فأخيراً ستنفتح اللعنة ، وسأصبح حرة مجدداً ، ذهبنـا إلى النوم في تلك الليلة من دون أحداث تذكر ، كنت خائفة



حقيقة من فـشل المهمة ،


حـل الصباح ، وكنـا بقلوبنـا الخـائفة والمرتجفة ننتظر جادين بأن يأتي ، مـع سيارة كـان قـد سرقهـا من أحد المعلمين في المبنى



b ، أتى بهـا ، كانت صغيرة تحمـل أربع مقاعد فقط ، حُشرنـا بهـا ، وكنـا ننتظر المُتنفس فقط ، بعـد حلول الساعة والنصف



تقريبـا ، كنـا قد وصلـنا إلى المكـان المنشود ، كـان التاريخ الرابع عشر ، إذاً فربمـا الليلة هـي المنتظرة ، كـانت الأمطـار تهطل



بشدة ، لم أستغرب ، فقد أطلعنـا زايدن على مناخهـا الرطب ، ، بقينـا في الفندق دون أي أحداثٍ تُذكر ، هدوء على كـل مكـان ، لم



يقترب أحدنـا من الآخر قـط ، الساعة الحـادية عشرة والنصف مساءاً ، اجتمعنـا بأسفـل البرج القديم ، كـانت الأمطار لا زالت





تهطـل بشدة ، بدأ جادين بإعادة سرد الخطة ، وأنـا أنظر إلى الغيوم المكثفة ، منتظرةً انقشاعها لتظهر عـن البدر ، بقينـا منتظرين



نصف ساعة أسفل المطـر بصبر ، اقتربت العقارب من الثـانية عشرة ، كـانت قلوبنـا بارتجاف ، ارتجاف شديد ، وقف العقرب



على الثانية عشرة تماماً ، صرخ جادين :


ـ الآن .
ركضنـا كلنـا بأقصى سرعتنـا ، نصعد درجات السلم الدائرية ، أصبت بالدوار حقـاً ، ولكن عـلينـا بأن نصـل بالوقت المناسب تماماً



، للغريب ، بمجرد وصول العقـرب على الثانية عشرة ، حتى توقفت الأمطـار عن الهطول فجـأة ، وظهر البدر من وسط الغيوم



السوداء ، ا كـان يحمـل لونـاً مائــلاً للاحمرار ، جواً مرعبـاً ذو رائحة غريبة ، وصلنـا إلى الأعلى ، ظهر دخـان أحمـر كثيف



للغاية ، شعرت بالاختناق ، لم أعد أستطيع التنفس ، يا إلهي ساعدني ، و أُغشي عـلي تماماً ...



رائحة غريبة تسللت إلى جيوبي الأنفية جعلتني أنهض فزعة ، شاهدت الأصدقاء وهم ينظرون إلى حولهم بدهشة شديدة ، كنت



مركزة على مـلامحهم الخـائفة أكثر من المكـان نفسه ، نهضت و وقفت على قدمي ، رويداً رويداً ، حتى أدركت بأنني في عـالمٍ


مختلف تماماً ، عن عالمـنـا ، كـانت حبيبات الأكسجين ذات لونٍ ظاهرٍ للعيان بشدة ، الأرض سوداء محترقة ، كأن الحرب قـد



اندلعت و رمّدت كـل شيء ، رائحة كالصدأ منتشرة ، أبخرة سوداء متصاعدة من باطن الأرض ، أشجار ، سوداء ذات جذور



حمراء ، مقتلعة من أماكنـها بقسوة ، أحب اللونين الأحمـر والأسود ، ولكنني لم أعتقد بأنهمـا يلونان الجوانب السيئة أيضاً ،



رفعت رأسي للسمـاء ، كـانت فاجعة ، شهقت خوفـاً بشدة ، كـانت حمـــراء قـانية ، تضم غيومًا سوداء فاحمة ، مخيف ، مخـيف ،



مخـــيف ، أيقظت حسي ، تـلك الانفجارات المندلعة من وسط الأشجـار أو مـا تبقى من الأشجـار ، ازدردت لعـابي ، وتبعت جادين



والآخرين و قـد هموا بالركض نـاحية الصوت ، قلعة كبيرة ، سوداء كالظلال ، الأعلام السوداء في كـل قمة ظاهرة عُلقت بهـا ،


فعـلاً اسمٌ على مسمى ، الموت الشنيع ، صرخ جادين :




ـ انتبهوا ،






آرجو عدمم الرد ....


__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:32 AM