عَطِّرْ بذكر محمدٍ آفاقي
واسكبْ محبتهُ بكأس دهاق
وابعثْ من النور العظيمِ جداولا
تسري بأوردتي وفي أعماقِي
زين بهدي المصطفى روض الحياة
لتهتدي وتفيض بالإشراق
وامددٌ يديك هنا ستبدأ رحلتي
نحو السماء براحتيك براقي
امدد يديك وخلني في روضة
المختار مرتحلاً إلى أشواقي
امدد يديك فخافقي في رحمة
الرحمن مشدوداً بغير وثاق
قلبي يحن لروض طه... شهدهُ
حلو المذاق يفوق كل مذاق
فامدد يديك أنا هنا هذا الفضاءُ
وما عليه من الطباق طباقي
وانثر على صدر الزمان حديثه
الزاكي وعطر مهجة العشاق
يشفي حديث المصطفى أرواحنا
ويجمع الأشتات بعد فراق
فأضئ بآيات الهدى مُهجْ
الحيارى واسقني من نوره يا ساق
نورُ النبي زفاف كل مسافرٍ
نحو السعادة والنعيم الباقي
حبَُّ النبي يطوف بين جوانحي
فأنا المتيم... والخلال رفاقي
فامدد يديك لكي تعطر أحرفي
لحناً بنور حديثه الـدَّفَّاق
وانثر عبيرا من صحائف سيرة
عظمى تفيض بأحسن الأخلاق
فمن المعاني الغر آيات بها
تتفجر العبرات في الأحداق
إني بذكر محمد أجلو الصدى
وأبدد الأحزان في الأعماق
يا مرسل الكلمات تقطر بالندى
يسرى الندى ويفيض بالأشواق
أرسل سناك أما ترى أوطاننا
في غمرة المأساة والإخفاق
تتزاحم الطعنات بين ضلوعها
وتثير كل مشاعر الإشفاق
ويضج بالحسرات شعب كامل
وتــُغلُّ أمتنا من الأعناقِ
وتقلب الأزمات بين أكفها
ودم الشعوبِ يباع في الأسواق
يبكي الكلام أما ترى تلك النساء
تسيل من حدقاتهنَّ سواق
ضاق الكلام أما ترى رجع الصدى
صمتٌ على الصمت اللعين طلاقي
اليوم ينتحر المدى لما يرى
قيمَ الحياةِ تلاك بالأشداقِ
وتباع آخر قلعة من عزنا
ونتيه بين خيانة ونفـــاق
لم يبق إلا الحرف ينثر دمعه
حُزناً على ما ضاع من أخلاق
ويقبل الإحساس بين مشاعرٍ
مسلوبة الأوطان في أوراقي
صارت رماداً في شفاهِ قصائدٍ
كــَتبتْ حُروفَ دموعهنَّ مآق
وقصائدٍ تحكي شموخ أعزة
جعلوا الشهادة للجنان مراقي
وشموس علمٍ صاغها وحي الهدى
لتبث نور الله في الآفاق
فابعث زنابق من رياض المصطفى
تهدي النفوس لأحسن الأخلاق