عرض مشاركة واحدة
  #218  
قديم 09-22-2012, 01:15 AM
 
.











.


كـان تحذيره أتى متأخراً ، إذ كـان نيزكـاً مشتعلاً ، متوجه إلينـا ، أغمضت عيني على مضض ،

ولكنني سمعت صوت ارتطام عجيب ، فتحت عيني لأُصدم بديميتروس ، وهـو يضع الحـامية العملاقة

أمـام جسده وصـاعدٌ على تنينٍ أسود كبير مُقشعر للأبدان ، وبجانبه وحش اللعنات الذي لا يُنسى ،

سقط النيزك أرضـاً وخمدت نيرانه ، التفت ديميتروس إلينـا بـ بدلته الحديدية وصاح قائلًا بغضب :


ـ لماذا تظهرون في المواقف الحامية دومـا ، سحـقاً لكم ماذا تريدون ؟

حدثه جادين باحترام لا يليق بمكانة الحقير ديميتروس :

ـ أعتذر ، ولكننـا بصدد البحث عن علاجٍ للعنـات حاليـ ...

ـ حسنـاً حسنـاً ، اعدكم سأساعدكم لاحقـاً ، لكن حاليـاً ، اختفوا عن أنظاري ، في كهف التنين ،

أسرعوا ،
وطـار بـ تنينه بعيداً عنـا ، يبدو أنهم في مشكلة ، تجاهل جادين رد ديميتروس القاسي ، واستمر

بالمشي ، بـاحثـاً عن الكهف ، مشيـنا خلفه بانصياعٍ تـام ، كنت أرى الأفـاعي السوداء تزحف أسفـل

قدمي بأريحية ، و أنـا أرتعش خوفـاً فوقهـا ، وصلنـا إلى الكهف ، كـان مهول الحجم ، مظلم الضوء

، رائحة عفنة تصدر مـن داخله ، لم أتهيأ للدخول ، وبقيت خارجـاً قليلاً ، ترى ما لذي يحدث هنا ألدى

جادين أي فكرة ، ربمـا علي الدخول لأفهم منه لم يكونوا قـد تعمقوا كثيراً في الكهف ، وصلت إليهم

و قـد كـانوا يتكلمون ، وعندمـا اقتربت صرخ جادين بحذر :

ـ من أنت ؟

لا ألومهم فهم لا يرون شيـئاً ، صحت قائلةً أنـا الأخرى بغيض :

ـ إنني آكلة لحوم البشر !

سمعت تنهد تونسيا الأنثوي ، تبعه صوتها الحزين :

ـ ليس وقت المزاح شيل ...

ارتميت على أرضية الكهف الساخنة ، كم أبغض الانتظار ، :

ـ هيه ، جادين ، ما لذي يحدث ؟

ـ لا فكرة لدي ، ربمـا أحد الأسياد قـام بخيانته

ـ أهو أمرٌ جيد ؟

ـ لا أعـرف ، ربمـا سيء

ـ لماذا ، سنتغلب بهذه الطريقة عـلى ديميتروس وسيكون النـصر لنـا ..

ـ شيلا ، أيمكنكِ السكوت لبرهة ؟

صمت وأنـا مجروحة الكـرامة هذه المـرة الألف التي أشعر بهـا أنني مزعجة وغـير مرغوبٌ بـي هنـا

، نهضت من الأرضية بقوة ، ممـا أحدث خشخشة خفيفة عـلى الأرض ، سمعت صوت تونسيا القلق

وهـي تقول :

ـ ماذا هنـاك ؟

صرخت وأنـا أمشي لخـارج الكهف بخطواتٍ قوية :

ـ لا تقلقوا المزعجة ستذهب بعيداً عنكم ، تباً

سمعت أصواتهم المتعارضة ولكن لم أتوقف ، خرجت من الكهف ، وتوقفت خارجه برهة أحاول

التنفيس عن غضبي قليلاً ، نظرت إلى السماء ولحظت جسمًا يطير من بعيد ، ضيقت عيني لأراه

،كـان تنين ديميتروس ، اقترب كثيراً ، وبدأ يحلق فوقي تمـاماً ، كـانت أصوات تصفيق أجنحته

ببعضهمـا ، أخرجت الأصدقاء من الكهف برهبة ، قفز ديميتروس مـن عـلى ظهر تنينه الذي كـان

يبعد عن الأرض ، سبعة أمتار ، تنفس الصعداء ، وقـال بهدوء :

ـ لـقد تخلصتُ من المشكلة الآن ، ولن أنكـر بأنني وعدتكم بفك اللعنة عنكم ..

أخرج سيف ، صُنع من الفضة اللامعة ، كـان مقبضه يحمـل زمردة حمراء ، اقترب منـي ، وخدش

كتفي لتتساقط بضع قطرات من الدماء في علبة صغيرة أخرجهـا من مخبأه ، تألمت ولكنني لم أحب

أن أُظهر ألمي ، اقترب من جادين ، وعمـل لـه نفس الحركة ، ابتعد عنا قليلاً ، وابتسم بخبث ، شرب

الدمـاء مباشرة من القنينة ، تباً له ، مقزز ، كسر القنينة بيده ، وقـال وهـو يصعد إلى تنينه الذي هبط

منذ لحظات :

ـ أغبياء ، دمائكم ستمحني المزيد من القوة ، العلاج لن أحققه لكم ليس الآن على الأقـل

قهقه من الضحك ، واستطرد بعدها بسخرية :

ـ حياةً هانئة

و صعد تنينه ، لكن جادين كـان له بالمرصاد ، إذ اقترب منـه وأمسك بقدمه ، قبل أن يصعد ، أخرج

ديميتروس ، السيف وقطـع كتف جادين ابتسم بعدهـا ، وقـال متظاهراً الحزن :

ـ لم أرد أن أفي بوعدي ، يا للأسف

، صدمنـا كثيراً ، صرخت وأنـا أقترب منهمـا :

ـ سحقاً لك ، ديميتروس الغبي ،

قفزت عـلى ظهره ، وأخذت أعض رقبته من الخلف ، وأنـا أشعر بشعيراته تتداخـل وسط أسنـاني

لأقطعهـا بغضب ، وأنـا أشعر بالغيظ الشديد منـه ، دفعني بقدمه ، ومسح رقبته باشمئزاز ، ارتطم

رأسي على الحجرة الحادة ، لتنزف قليلاً ، نهضت بسرعة متناسية ألمي ، اقتربت من جادين ،

وأمسكت بكتفه ، صـاح متألمـاً ، ابتعدت بخوف ، وبدأت الدموع بالنزول شيئاً فشيئاً ، :

ـ جادين ، جادين ، انهض أرجوك ، لن نستطيع أن نعيش من دون ذكـائك ، جادين هـيا ..

فتـح جادين عينيه البنفسجيتين كـانتا ذابلتين للغاية ، مـد يده ، ليبدأ بمسح خدي برفق ، قـال

والابتسامة قـد شقت وجهه :

ـ شيلا أعتذر عن مـا فعلته ، سأقــول لكِ العلاج الوحــيد ، كـان بأن يموت أحدانـا ، كنت أتمنى بأن

أكـون أنـا ، و الحمد لله ، حُققت الأمنية ، فعـلاً شيلا ، هذا كـان العلاج منذ البداية ولكن كنت أعلم

بأنني إذا دخلت إلى عـالم اللعنـات لن أخرج حيـاً منهـا ، سامحيني عـلى مخاطرتي بكِ ، شيلا ، لم

نَمُت أنـا و والداكِ سوى لأننـا نريدكِ أن تعيشي سعيدة ، لا تخييبي ظننـا ، ولتكوني أسـعد فتـاة في

الحـياة ، نحن نحبكِ للـ غـ ..ا ية ..

توقفت أنفاسه ، حركة جسده تجمدت ، الشيء الوحيد الذي كـان يتحرك هـو تدفق الدمـاء من جسده

بغزارة ، أمسكت تونسيـا بذراعي وأنهضتني مـن الأرض ، كنت كالآلة منصاعةً لأوامرهـا ، نزع نوا

معطفه ، وغطى نصف جسد صديقه ، خرجـنا من عالم اللعنـات بسهولة أكبر من خروجـنا ، كـان

من المفترض أن أعود إلى عالمنـا بفرحة ، فأخيراً سأعود إلى الفتاة الطبيعية ، ولكن قلبي ، وكـأن

بـه طعنة كبيرة ، الدموع لم تتوقف عن الانهمار ، لم أقضِ معه طويلاً ولكننـا تعلقت بـه كثيراً ، كم

أتمنى بأن ترقد بسلام ، أغمضت عيني ، وتبسمت وسط دموعي وقـلت هامسة بصوتي الشـاحب :

ـ فا لترقد بسـلام ، جادين ...
تلك هـي قصتي قـد خطهـا قلمي أنـا " شيلا " ، كنت أعتقد بأن السعادة تكمن عندمـا يكون كـل شيءٍ

في محله ، ولكنني ومـع تقدم الأيـام ، علمت بأن السعادة الحقيقية تلك التي تكون ، أثناء بعثرة

الزمن ، والآم الحيـاة ، السعـادة الحقيقة تكمن في الأصدقــاء ، كـانت أيـام لعنتي ، هـي مـا جعلتني

أتعرف على الكثير من الأصدقـاء الصدوقين فا لتقلبوا الأمور لصالحكم ، لا تحزنوا ، ابتسموا للدنـيا

، ستبتسم لكم مرغمة ،و الآن قـد تخرجت من الثـانوية ، وأصبحت كـاتبة مشهورة في عـالم

الروائيين ، كـل رواياتي تتحدث عـن سلسلة اللعنة ، لتكون مستقبلاً علاجٌ لأمثـالي سابقـاً ، صديقتي

الجميلة تونسيـا ، أصبحت ممثلة شهيرة ، جسد جمـيل ، وجه أجمـل ، ما لمانع ، نوا ، أصبح مـحامٍ

كبير ، وصيده في كـل البلاد ، زايدن ، أبٌ سعيدٌ مـع أبنائه ، أصبحت نسخة من أمـي ، في أخلاقهـا

وتصرفاتهـا ، لا زلت كـل يومٍ أدعـوا لجـادين في السعـادة أينمـا كان ، لا زال عـالم اللعنات كمـا هـو

، ولا زال سنوياً الكثير من الأطفـال يُلعنون كم أتمنى بأن أساعدهم ، ولكن ما باليد حيلة للأسف ،

أمـام هذه السمـاء الكبيرة ، ذكرياتنـا قـد حدثت وانتهت ، استغـل أوقاتك ، ما دمت أسفـل السمـاء ،

أكمـل أيامك ، إذا لم تذهب لأعلى السمـاء بـعد ، ولا تكـن ملعونـاً مثـلي ، بــل اصنع من الحـياة لوحة

أنـت زينتهـا ، ولا تنسى بأن الأصدقـاء والأهـل الذين يبيعون حياتهم لشراء سعادتك ، أولائك ، من

عـليك بأن لا تخيب ظنونهم ، توقف عن كرههم ، واستغـل الأوقـات ببناء مسـتقبلٍ هم يتمنونه

، أحبكم يـا من قرأتم قصتي بدون تملل ، لـقد عانيت كثيراً من اللعنة ، ولكنني الآن سعيدة ، فلتكونوا

أنتم كذلك ..

^^

النهـــاية ..


__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:34 AM