أين أعضاء عيون العرب من هذا الفن ؟!! عندما سألني إحدى اصدقائي عن (ذوقي ) في الروايات ..
ذكرت له عيون العرب بعدما فرغت من شرحي المطول لها عن( إعجابي بأجاثا كريستي ) وأخبرته عنكم بأنكم (السبب الأساسي الذي شكل عندي هذا الانفصام الحاد في أذواقي القصصية ) بعدما شرحت له لماذا أحب أن أقرأ للكاتب (فلان ) ومتى أبحث عن روايات (فلانة ) وأي شكل من الفن يمتاز به كل كاتب من كتابي على وجه التحديد !!
منهم ...
أنني أخبرته عن
أن الكاتب الفلاني يعجبني لأنه (يتفرد فنه في صنع العقد الروائية المبهمة في مجال الخيال العلمي ) وأن الكاتب الفلاني ذاك (يمتاز فنه بحس فكاهة وكوميديا خارقة يجعلني أطلق قهقات عالية من صميم قلبي وأنا أقرأ رواياته )
وأن الكاتب الفلاني ( يمتاز أسلوبه وعباراته التي يستخدمها بقوة تؤثر على عواطفي مباشرة وتستفيضها حيث لا أجد كهذا التأثير في غيره)
وأن الكاتب الفلاني الآخر ( له قدرة عبقرية فذة نادرة جدا في صياغة أفكار روايته التي يمكن أن تكون عادية ، إلى أسلوب يصيب قلبي بالولع بل الرجفة دون أدنى مبالغة !!!)
وأني أحب ذلك الكاتب الفلاني ..(لأنه فنان في ابتكار المفاجآت الغير متوقعة في قصصه وخصوصا النهايات !!)
وأني مغرم بذلك الكاتب الفلاني (لأنه فنان في ابتكار كل الغريب الذي لم يصل اليه أحد حتى الآن !!)
وأنني أحب في هذا الآخر(أن الأجواء التي يصنعها في رواياته بما تتضمنه من أحداث تأسرني ببساطة !!)
كم صاروا ...واحد اثنين ...سبعة !!
سبعة كتاب في عيون العرب وضعتهم على واجهة إعجابي !
لكم أن تحزروا هوية الكتاب السبعة هؤلاء بأنفسكم لكن المقصد الذي جعلني أّذكرهم هنا ليس لسواد عيونهم بل هو أننا أحيانا نصنع فننا الروائي بأنفسنا ! نعم ،لا بأس أن نسرق التقنيات التي يستخدمها الكتاب الكبار العالميين ، وأن نحاول تطوير مهاراتنا فيها لأنها يمكن أن تكون مهارات مكتسبة نضيفها على الموهبة الفطرية التي نتمتع بها ،لكن الأروع أن نمزج مع ذلك تلك التقنيات المسروقة لمستنا الخاصة المتفردة فبصمة الأصابع لا يمكننها أن تتطابق إطلاقا مهما كانت متشابهة في أشكالها الظاهرية
لكن النقطة الحساسة من ذلك كله هو أن علينا حقا أن نعرف تماما أي نوع من الفنون التي علينا أن نركز عليها عندما نصنع روايتنا الخاصة ونحدد النكهات الفرعية الأخرى التي نمزجها بها !
وتلك هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المبتدئين مع أنهم يحملون حقا أفكارا تثير الاهتمام ..
لكن عليهم أولا دراسة الأفكار التي تراودهم وتحليلها ووضعها تحت المجهر قبل شروعهم في كتابتها
تريد أن تكتب رواية فيها شيء من البوليسية تعلم تقنية صنع الألغاز والحبك ،والمفاجآت لكن استخدم أسلوبا صريحا ومباشرا لاي حمل تكلفا أو زخارف في تركيباته العبارية حتى لا تضيع عقل القارىء بها وتجعله يفهم الحبكة التي تسير فيها الرواية !!
تريد دراما وواقعية و قليلا من الرومانسية تعلم كيف تصنع أسلوبا قويا يستهدف العواطف ويذيبها دون تصنع فهو سلاحك الذي سيجعل من روايتك مؤثرة أو مملة وميتة ! !
ثم بعد ذلك تحمص في تفاصيل روايتك لتعرف الجرعات التي تريد إضافتها عليها ،أنواع الأجواء والطقوس وما إلى ذلك !!
تريد كتب قصة قصيرة تتضمن معنى جوهري مستهلك ،تعلم كيف تخلق صورا جمالية تميز بها روايتك عن غيرها !
بمختصر القول (حدد نوع التأثير الذي تريده أن يطغى على جماهيرك عندما يقرؤون روايتك ولا تكتب بعشوائية ) وليكن هذا التأثير شيء تحبه وتقتنع به حتى تصل إلى الإبداع المطلوب ! أكبر غنيمة حصلنا عليها من سرقتنا من ضحيتينا الليلة :_ دائما وأبدا ...
ضع هذه التقنية في رأسك عندما تقرر نمط أي رواية وانظر بنفسك ذلك التأثير !!
تلك التقنية يمكنني أن أٍسميها بتقنية التناقض ؟
ماهي ؟ هيا تذكروا معي حديثي عن تأثير ( الخيال في الواقعية والواقعية في الخيال ) أنظر إلى ذلك السحر الذي تتركه هذه التنقينة بنفسك ..
أي أنه عندما تقرر أن تصنع رواياتك في قلب القوانين الواقيعية الطبيعية ..زد جرعة صغيرة من الخيال عليها فلا تجعلها تتسم بواقعية بحتة يمكن للقارىء أن يتنبأ بأحداثها !
والعكس صحيح .تماما !!
تابع يرجى عدم الرد ..
__________________ للاسف اعتزال:"( |