عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-25-2012, 02:31 AM
 
قطوف وطرائف من الأدب العربي


يشرفني أن أغوص معكم في هذا البحر الزاخر بالفرائد النفيسة من الأدب العربي . فكلما غصت أكثر ظفرت بمغانم أكثر . حتى الشوارد من المعاني الظريفة والقبيحة قد ألقى بها العرب من غابر الزمن في خضم هذا البحر العجيب البديع .
وكفى العرب فخرا أن لهم شاعرا فذا مثل المتنبي الذي قال فيه أحد النقاد من الأدباء المعاصرين : لم أقف إلى اليوم على معنى واحد جديد طرقه شعراؤنا العرب لم يسبقهم إليه المتنبي .


..........


الأصمعيّ كمثل الجاحظ هما من أمراء الأدب العربي في العصر العبأسيّ . لا يُعرَف في أدبهما أكثر منهما غزارة ولا أفصح لسانا ولا أقوى بيانا .

حكى الأصمعي قال :

ضلّت لي إبل فخرجت أحثّ في طلبها .
وبينما أنا أقتفي أثََرَها اشتدّ عليّ البرد . فالتجأت إلى حيّ من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلّون وبقربهم شيخ ملتفّ بكساء وهو يرتجف من البرد وينشد :

أيا ربّ إن البرد أصبح كالحا === و أنت بحالي يا إلاهي أعلمُ
فإنْ كان يومًا في جهنمَ مُدخَلي === ففي مثل هذا اليوم طابت جهنمُ

فدنوت منه وهمست إليه :
أما تستحي يا شيخ تقطع الصلاة وتنشد الشعر والناس من أمامك قائمون وفي صلاتهم خاشعون ؟

يتبع ..........