أنا من قطع الوصال
مضى ما يقرب من نصف عقد من الزمن
واللوعة تقتلني والشوق يحرقني
طال أيها القدر الانتظار ... لحظات قاسية رغما عني
اجمعني بمن يهواها قلبي ... فلقد تمكن الجرح من قلبي ومني
كنت لها كما الندى في الصباح
وكل ما تطلب اياه بالطبع مباح
كانت تهمس لي أنت الأخ والصديق
والأب والابن والزوج والحبيب والعشيق
كانت تلاحقني كظلي فى وضح النهار
وان فارقتها لبضع دقائق تكاد أن تنهار
كانت تعانقني كلما بعدنا والتقينا من جديد
ما رأيت حبها ينقص لي يوما بل كل يوم يزيد
كانت تخبرني بأنها ستموت على صدري ان طال العمر أو قصر
ولن تبتعد عني ولن تسمح بفراقي مهما حصل
كانت تخبرني بأنها يوما ما في كهولتي ستبتسم
عندما يشيب رأسي وما عاد الشباب على وجهي يرتسم
كانت تقسم لي بالوصال مهما العمر طال
لا تظن اني عنك يوما راحلة صدقني هذا محال
ولقد شاء القدر ... وعلينا قد اقتدر وحكم علينا بالبعاد
استسلمنا لحكم القدر ... وتعهادنا رغم البعد بالوصال
مضت الأيام وليتها لم تمضي وابتدىء الفراق لغة الحوار
جفت فينا لذة الشوق وحدة النقاش ملكت فينا الانكسار
ولكن بقى الوصال عهدا علينا مهما فرقنا الزمان
فان كنا في الماضي نحارب ألا نفترق فكيف اليوم يفرقنا مكان
لكن القدر يأبى بالوصال وأصبح لي نصف أخر
وكما السائد لا تقبل بمشاركة أخرى في ولا بالتعداد
ويوما ما قرأت قرينتي مذكراتي وانقلبت حياتي
لا شيء يداوي جرحها الا القسم أن أستنكر تلك الى يوم مماتي
وفعلت واستغلظت القسم ورغما عني لتلك أصبحت لا أبالي
وغدت الأيام اليوم تلك الأخر ومضت السنيين
يقتلني الشوق ولا شيء يبدده وزاد عليه الحنيين
كم مضى ؟ مضي عام والآخر والآخر والآخر مضى من السنيين خمس
تشطرني الأشواق فيها الى نصفين والحزن يلامس قلبي لمس
ما عدت أطيق الانتظار ... لكني قد أقسمت
سأستغفر ربي الرحيم الغفار ... آه لقد تعبت
بحثت عن أرقامها القديمة وبدأت بالاتصال
وبدأت أصابعي ترتجف ... فأغلقت الاتصال
سألت نفسي لماذا لم تبدأ هي بالسؤال ؟
فكرت بضع دقائق ثم أدركت الحقائق أنا من قطع الوصال
بقلم خائن ... عمرو الجوري ...