عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-20-2007, 11:30 PM
 
من أروع قصص المخابرات0000أصغر جاسوس في العالم (الجزء الثاني)

السر في الدجاجة


تركزت فكرة الضابط كيلاني على تكوين صداقات بين صالح والضباط الإسرائيليين من خلال بيعه للبيض داخل المعسكرات الإسرائيلية ونجحت الفكرة وبدأ صالح يحقق صداقات داخل المواقع ومع الجنود لقد كان صديقا مهذبا وبائعا في نفس الوقت، وكان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى، وداومت المخابرات المصرية على الاتصال به وتزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها.

وبعد شهر تقريبا بدأت مهمة صالح في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة والملاحظة وبعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعود على المكان وتعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر.



ومع الأيام تكونت الصداقات واستطاع صالح التجول بحرية شديدة داخل المواقع الإسرائيلية بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة وبذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء،وظل يداعب الجنود، ويمرح معهم ويلعب معهم،و يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئا وما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود، وما شاهده في المواقع يسرده له بدون ملل


معلومات قيمة

وبعد أربعة أشهر بدأ حصاد صالح يظهر في صورة معلومات لقد استطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة، وتكنولوجيا التجسس وقتها.
فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، ووضع خزانات المياه، وبيان تفصيلي عن غرف الضباط، وأماكن نوم الجنود وأعداد الحراسة الليلية، وكل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة، وكان يستطيع صالح رسمها، ومع تعليمات ضابط المخابرات كيلاني استطاع صالح التمييز بين أنواع الأسلحة0


ظل صالح يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة وصغيرة وبناء على ما تجمعه المخابرات من صالح ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الاستفادة القصوى من صالح مع توفير أكبر قدر من الأمان والرعاية له0


مضايقات



كثيرا ما كان يتعرض صالح أثناء احتكاكه بالجنود الإسرائيلية للمضايقات والشتائم وأحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه، وكان ضابط المخابرات المصرية كيلاني يخفف عنه الآلام، ويبث فيه روح الصبر والبطولة وكان أصدقاؤه من الجنودالإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام، وينقذونه من تحت أيدي وأقدام زملائهم0

وكان من أبرز أصدقاء صالح ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات، ظل صالح يتحمل مشقة المهمة حتى جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد.

وبعد اختباره في عملية نفذها صالح بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية كيلاني بتزويد صالح بقطع معدنية صغيرة، وتم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقةلصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة وأسقف الدواليب الحديدية، وكانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر والمحاذير، وكان هناك تردد من قيام صالح بها حتى لا يتعرض للمخاطرة، ولكن صالح رغب في القيام بهذه المهمة وذهب وترك الضابط في قلق شديد0

.



انتهي الجزء الثاني
الجزء القادم
قلق وحيرة



التعديل الأخير تم بواسطة *GHADA* ; 07-20-2007 الساعة 11:43 PM