عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-04-2012, 02:42 PM
 
Thumbs up محمود الحلوانى يكتب..جسر بين القلبين

القاهرة 24 سبتمبر 2012 الساعة 12:08 م

اتهما فائض الدلالة بالضلوع فى إحداث توترات
وإشعال نيران الفتنة بينهما
وقررا ـ لتجاوز تلك المشكلة المزمنة ـ ردم فتوق العلامة
وسيولة اللغة ، بإقامة جسر فيما بين القلبين .
أعجبتهما الفكرة جدا ، فشرعا فى العمل
اختارا الاسم ذاته للجسر : بين القلبين
ـ على غرار الاسم المحفوظى الشهير ـ
ليتدفق الكلام بين الضفتين ، نقيا ،
خالصا من الشبهة ، وشهود الزور ،
وعناصر التشويش ، وحراس البوابة .
كانت ابتسامة كبيرة تضع بيضها ، بينما يعمل البناءون بهمة
واستعدت القلوب جيدا لهذا اليوم المشهود
راجعت القواميس ، نقــّـت المعاجم ، وشحذت الهمم
ثم اطمأنت على أرصدتها المتوفرة لتتدفق ـ عند فتح الجسر ـ من هنا إلى هناك ومن هناك إلى هنا .
كان منظر السهم الواصل بين القلبين خلابا
حتى أن الأحلام لم تنم ليلتها
وظل الشوق يروح ويجيء طيلة ستة أيام بلياليها ،
حتى تورمت قدماه
وهدّهُ التعب فراح فى إغفاءة طويلة بجوار البيض .
ـ انظروا إلى هذا الجسر
بناه عاشقان مرا من هنا فى سالف العصر والأوان ،
ولما اكتمل البناء ، زهدا فيه، بدون ذكر أسباب .
هكذا قال عابر سبيل .
ـ ياله من حلم ساذج لمراهقين ظنا فى لحظة أن قلبيهما بأجنحة ،
لا يجيدان غير التحليق .
قال عالم حشرات .
أما عالم اللاهوت فقال : إلهان تنازعا بينهما الخلق ، فلم يستريحا فى اليوم السابع أما الجسر فسيظل هكذا ، لنجعله شاهدا على ضرورة التصالح بين السمو والانحطاط .

http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=18212
رد مع اقتباس