مرحبا جميعا..ها هو البارت تحت عنوان
رحلة الى المجهول
..اختبئت الشمس في الافق بهدوء شديد..مخلفة حمرة اخاذة صبغت السماء..تراقصت سنابل القمح الذهبية مودعة عروس النهار..على ايقاع النسيم البارد..بعيدا عن صفو الريف و تلك اللوحة الفنية التي جسدها غروب الشمس..في احدى شوارع المدينة كان ليون يسير بهدوء شديد و لاوعي..واضعا يديه في جيوبه و قد بدا على وجهه الاكتئاب الشديد..كانت السماء حزينة رمادية كئيبة..اختفى القمر من ثناياها بسبب الغيوم التي غارت من جماله و بهائه..مر ليون بالمكان الذي افترق فيه عن مايا..مرت في ذاكرته تفاصيل الحادثة رويدا رويدا..زاد ذلك حزنه و المه..رفع راسه لتقع عيناه على هاتف عمومي على قارعة الطريق..سار لا اراديا اليه مباشرة..تردد قليلا الا انه مد يده و تناول سماعة الهاتف..ضغط عدة ازرار بسرعة و كانه يحفظ الرقم عن ظهر قلب..انتظر لحظات حتى اجاب الطرف الاخر
-مرحبا..منه معي
-مساء الخير..ايدوارد
قال بهدوء شديد
-اه..اهلا..ليون هل انت بخير
رد بارتباك شديد
-بخير و انت
- جيد..ما احوال جدتك ووالدك
-انهما بخير..اشتاقت جدتي لك كثيرا
- و انا اشتقت لها..
-ايدوارد..هل لا تزال غاضبا مني
-لا ابدا..كيف اغضب من صديقي و اخي المشاكس
-حقا
-حقا..لم يكن الامر يستحق
-اشتقت اليك..ايدوارد..متى ستعود
-افهم انك تحبني
-كفاك مزاحا
-ساعود بعد غد..الى اللقاء الان انا مشغول
-حسنا..الى اللقاء
..اقفل ايدوارد الخط و نظر الى اليزابيث التي امسكت يد ايلين النائمة و اخذت بالبكاء بحرقة..لقد كانت ايلين نائمة كملاك صغير..متناسية حزنها و المها الذان يعذبانها بشدة..احس بضيق شديد..فايلين بالنسبة له الان اخته الصغرى و صديقة عزيزة عليه..اقترب من ايليزابيث و ووضع يده على كتفها و قال بهدوء
-لقد تعبت يا خالة..ارتاحي قليلا
هزت ايليزابيث راسها رافضة و اردفت
-لا يمكنني يا بني..ايلين بمثابة ابنتي..انا خائفة عليها
ابتسم ايدوارد و قال
-افهمك خالتي..اذهبي و اغتسلي قليلا ثم عودي
وقفت ايليزابيث و امسكت يدي ايدوارد مبتسمة بوهن و اضافت
-اشكرك من كل قلبي بني..لولاك لكانت ايلين الان ميتة
-لا باس خالتي..ايلين بمثابة اخت لي
قال وهو يضع يده خلف راسه و يبتسم ابتسامته العريضة المرحة..خرجت ايليزابيث من هناك بوهن..نظر ايدوارد حوله و قال
-غرفة ايلين جميلة..لديها ذوق رفيع في التنسيبق..جعلت من بعض الاشياء القديمة الرخيصة تحفة فنية..
ثم لفت انتباهه كتيب صغير على المنضدة..اتجه نحوه و حمله..لقد كان كتاب ايلين الذي كتبته..اختار صفحة عشوائيا و اخذ يقراها..لقد كانت اول عبارة قراها هي "دوما ما اكون وحدي..لكنك انيستي الوحيدة..انظر اليك بشغف منتظرة لحظة شروقك..و ابكي بحرقة عندما تغربين..انت مثلي..افهم الجميع..و لا احد يفهمني..فارجوك يا من تنيرين ظلام وحدتي..ارجوك..لا تتركيني..ايتها الشمس"..شعر ايدوارد بشعور غريب..تاثر شديد..خفق قلبه بسرعة..تسارعت انفاسه..احس حقا بمشاعر ايلين..بحزنها..بفرحها..بمعاناتها و المها..امسك ذلك الكتاب ووضعه بجيب سترته..سمع صوت ايلين الهادئ الجميل..فاستدار بسرعة نحوها و ابتسم قائلا..
-ايلين..هل انت بخير
بادلته ايلين الابتسامة بوهن و ردت
-بخير..شكرا لك
في تلك اللحظة دخلت ايليزابيث..لتقول
-ايلين حبيبتي..هل انت بخير
-اجل خالتي..اين كاتي
نظرت ايليزابيث الى الاسفل و تجمعت الدموع بعينيها ثانية..لتقول بهدوء
-كاتي..اختطفت
تفاجئت ايلين لكن لم تبك..بل ابتسمت بهدوء و قالت
-حتى كاتي..المهم انها حية..سنجدها..ساجدها بنفسي..فهي لن تضيع مني
اندهشت ايليزابيث و ايدوارد من ردة فعل ايلين القوية..فصمتت قليلا ثم قالت
-حبيبتي ايلين..عمتك ماريا قبل وفاتها اوصتني و عمك جاك بالاعتناء بك..لكن الظروف لم تسمح..سنبيع ارضنا..لم نعد نستطيع العيش هكذا خاصة و ان السيد لورين مات..علينا الرحيل
-و انا
قالت ايلين بهدوء
-لا ادري حبيبتي..صدقيني ابلامر ليس بيدي
-لا باس خالتي..افهمك..ساجد لنفسي عملا
انتفض ايدوارد من مكانه و قال
-لن ادعك تعملين..ستعيشين في بيتنا معنا..امي و اختي هناك..انت مثل شقيقتي و لن ادعك تعملين ابدا
-اسفة..لا استطيع..لا اريد هذا و ارجوك لا تطلب مني..بامكاني العمل خادمة بمنزلك فانا اعلم انكم اغنياء..لكن شيئا اخر لا اريد
-خادمة
قال ايدوارد متسائلا
-اجل..هل يمكن
لم يجد ايدوارد ما يقول فهو يعلم ان كبريائها لا تسمح بان تعيش عالة على الاخرين..فقال
-ما رايك بان تعملي في منزل ليون..جدته تحتاج فتاة مثلك..انها امراة رائعة ستحبك و تحبينها
ابتسمت ايلين و قالت
-موافقة ايدوارد..شكرا على المساعدة
ابتسم ايدوارد و قال
-لا باس..سنرحل الى العاصمة غدا..موافقة
هزت ايلين راسها ان نعم..
انتهى البارت
ما رايكم به
+ التقييم من عشرة
-هل سيرضى ليون بعمل ايلين عنده
و هذا كل شيئ
|