معركة بين طرفين أنت واحد منهم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله ... أما بعد :
فإن الذي يعيش في هذه الأيام من هذه الدنيا يرى اختلافا كثيرا في النفوس والظروف والأحداث ، فنجد من يعادي الأخ والأم والأب والناس والصحب ؛ من أجل دنيا تكون ورائك بعد موتك ... ومظاهر الفساد قد كثرت في هذه الدنيا .
لكن ما السبب في هذه المفاسد ؟
السبب هو/ أننا تركنا معركتنا ، وتركنا عدونا ينتصر علينا ؛ فهناك معركة تتكون من :
1 أرض معركة وهي " الأرض والدنيا "
2 طرفي المعركة وهما :
أ الإنسان (أنت) ب الشيطان (عدوك)
قال تعالى : " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه .. " ، فكره الشيطان لنا من بداية خلق آدم ، وقد اعتمد على سلاح يجب أن تعلم قوة هذا السلاح حتى لا تهلك ؛ وهو أن الشيطان يمس الإنسان فيجعله يتخبط بين الناس ، فيغضب ويحقد عليهم ويكره منهم ويجعله يميل إلى الشر والأصل في الإنسان الفطرة السليمة ؛ ولكن هذا إذا نظرت إليه تجده شيئا بسيطا والأصعب أن الشيطان لا يتركك على هذا فقط بل إنه لا يرضى لك سوى الكفر والهلاك ، بأن يجعلك تتهاون في الصلاة وتعوق والديك ، وغير ذلك .. فهو يبدأ معك من الصغيرة حتى يجعلك تقع في الكبيرة مثل حكاية عابد بني إسرائيل الذي بدأ معه بنظرة حتى جعله يزني ويقتل ، ثم يسجد له والعياذ بالله .
ومن أسلحته أيضا ضعف نفسك ، فإذا ما مالت نفسك لشيء قد يضرك وسوس لها حتى تلح عليك لفعله .. والأمثلة على ذلك كثيرة لدى الواحد منا ، فلما لا تذكر نفسك وتسايسوها حتى تتمكن منها وتقويها ، فتقوى على الشيطان .
فاحذر أخي في الله من هذا العدو المهم الخفي الذي تنساه ولا ينساك ، تتهاون به ولا يتهاون بك ، فأنت له عدو فأجعله أيضا لك عدو وأعمل على أن تنتصر عليه .
أما الإنسان (أنت) : عن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : " يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا ، لا أسأل عنه أحدا غيرك " . قال : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم في صحيحه . فليس لك أخي في الله سوى فليس لك إلا سلاح واحد هو أن " تؤمن بالله وتقيم فرائضه ، وتؤمن برسوله وتتبع سنته " فاستعن بالله واطلب معيته ، واستعذ به من الشيطان الرجيم تفلح ...
أخوكم في الله / م. سالم
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |