عندما تغيب الحقائق يصبح الباطل حقاً والحق باطلاً..
عندما تغيب الحقائق يصبح القبيح حسناً والحسن قبيحاً..
عندما تغيب الحقائق يكفيك فقط أن تعزف على وتر العاطفة لتحصل على ما تريد..
فنحن كما تعلمون أمة عاطفية..
والعاطفة في حد ذاتها ليست عيباً.. لكن العيب في أن تتخذ رأياً أو تصدر حكماً أو تتبنى قضية بُناء على عاطفتك..
والعيب كل العيب في أن تستمر على هذا الرأي وأن تدافع عن هذا القرار وعلامات بطلانه ودلائل فساده واضحة وضوح الشمس في عز النهار..
عندما غابت عنا الحقائق تربَّع على عرش أمتنا أقوام هم أصحاب عقائد فاسدة وأهداف ساقطة.. يتسمون بأسمائنا ويزعمون أنهم على ملتنا بل ومنهم من يتحدث لغتنا ويعيش بين أظهرنا.. يحملوا راية أمتنا بكل وقاحة وينادون بالسقوط والخسران على أعدائها..
نعم السقوط والخسران والذلة والهوان لأعداء أمتنا ولكم معهم يا أصحاب الممانعة الحنجورية والمقاومة التي تثير الاشمئزاز..
نسمع جعجعة ولا نرى طحناً سوى الظلم والفساد.. نرى شعاراتهم الرنانة بينما سلوكهم ينضح بالقتل والدمار للأبرياء..
نعم الذلة والهوان لكم أنتم يامن فضلتم الحناجر في مقاومة أعدائنا واخترتم الخناجر في مواجهة شعب أعزلٍ مناضل..
أين هي طائراتكم ودباباتكم التي لم نرَها إلا في مواجهة صدور المسلمين؟؟!!
يتباكون على البحرين ويسحقون أهل سوريا!!
صدعوا رؤسنا وهم ينادون صباح مساء بالعِداء لإسرائيل والمؤامرة الأمريكية ثم يمنحون اليهود في بلادهم حقوقاً لايحلم بها العربي المسكين في الأحواز!!
وانظروا إلى تاريخهم المليء بما لا يتوقعه عاقل ولا يتخيله عدو.. وما طوي ولم يُدَون هو أكثر بكثير مما دُوِّن..
وأما عن حاضرهم فحدِّث بلا حرج.. أكوم من الجثث وشلالات من الدماء المتدفقة وهتك للأعراض وتمزيق للأجساد ونحر للأطفال.. كل هذا وأكثر والعالم الإسلامي في صمتٍ عجيب!!!
لكن مالغريب في ذلك وهم ذلكم الخنجر الذي غرزه أعداء أمتنا في ظهرها ليكونوا أحد أقوى أسباب ضعفها وتفرقها.. ورحم الله شيخ الإسلام بن تيمية الذي أفتى أنهم أشد خطراً على الإسلام من اليهود والنصارى..
وبالرغم من كل هذه الحقائق والجرائم ترى من يقف في صفهم ويدافع عنهم وعجبي!!