محمد إبراهيم أبو سنة يكتب : بكائية لأبي فراس الحمداني
القاهرة 08 سبتمبر 2011 الساعة 12:34 م
شعر/ محمد إبراهيم أبو سنة
- "حلب" على مرمى سحابة
نثرت ضفائرها
وفستق دمعها
يشكو الصبابة
مالت ينا شمس الغروب
إلى الكآبة
وأنا وأنت "أبا فراس"
ننتمي للريح..
.. لا شمس الملوك
تضئ ما يعتادنا
من ليلنا الوثني
لا قمر الكتابة
يهمي بسوسنه
فيلهبنا
وتطلع في فضاء القلب
أزهار الغرابة
لا تنكشف للغد
أنت محاصر
ما بين بحر الروم والمنفى..
... وتلك نبوءة العراف
تلمع في سيوف ذوي
القرابة
من أين يا زين الشباب
أتيت؟\
من رحم القصائد
والمكائد والشدائد والرعود؟
من أين تطلع
أيها القمر الشامي
المكبل بالأقارب والمصائب والقيود؟
قلبي عليك ...
.. وأنت تعبر للحدود
جرحا تطاول ألف عام
جرحا من الخذلان
والدمع الكذوب
ومن أباطيل الكلام
جرحا بحجم المجد ..
حجم الحب في
قلب الشام
ها أنت تبحر في مياه القلب
تبصر في مرايا الوقت
أوهام الغلام
يمضي على وقع السيوف
إلى حمى أم ..
.. تولول في الظلام
تبكي رحيل أحبة
بيد الأحبة
مازلت ترجف
كلما هزتك أيام
الضرام
وأبوك مقتول
بسيف بني أبيه
وأنت ما بين السهام
تعطي لفوضى الأرض بعض نظامها
وتقيم حلمك في النظام
تبني مدينتك الجميلة
بين أضلاع القصائد
ما كنت تحلم بالعروش
أو الضياع أو الموائد
دع زمرة الشعراء
فوق أرائك الذل
"المنافق"
ينشدون ويأخذون
ويكذبون ويفخرون
وأنت شاهد
يتجمعون على الطعام
وأنت واحد
تمضي إلى الروم الذين
تربصوا
تمضي لما لا عيب
فيه ...
أبا فراس تبتغي
"مجد العرب" ..
ما من سبب ..
يدعوك أن تحني جبينك
والخطوب ثقيلة ...
وسواك يقترح الهرب
ووقفت للموت المؤكد
أنت ند كالحياة له
إذا لاح الخطر
شدوا وثاقك
مرحبا بالأسر
أو بالموت ...
يركع تحت أخمصك الظفر
"حلب" على مرمى سحابة
وهواك متسع لهذي
الأرض
والأحلام غابة
ملأى بأسرار الغيوب
وليلنا متثاقل
وبنو العشيرة يسفكون
دماءهم
وعلى المدى أم مصابة
سرب من الغربان
ينعق فوق تاريخ مهان
أمم يسابقها الزمان
فلا تبالي تنطوي
خلف الزمان
تلهو إذا حمي الوطيس
وحينما اشتد الرهان
فتكت بأنفسها القبائل
وانتحت
تبكي حظوظ حروبها
في ظل أرداف القيان
سرب من الغربان
ينعق
فوق تاريخ
مهان
أمم تساق إلى مصائرها
يسابقها الزمان
فتنطوي
حتى لينكرها
الزمان
التعديل الأخير تم بواسطة سارة محمد منصور ; 06-28-2013 الساعة 06:24 PM |