البارت الثالث
(شك) تنهد جواد ثم وقعت عينيه بعينها فقال لها
لا يا عزيزتي ليست المكالمة ابدا هيا لندخل الى الداخل قبل ان يفقدونا
مشى جواد قبلها تاركا يدها رفعت بيرين يدها و اخذت تحدق بالخاتم الذي يسمونه بخاتم الزواج
تجمع الجميع على طاولة الطعام كان الجميع سعداء و لكن بيرين لم تكن سعيدة فقد كانت تبتسم ابتسامه مجروحة بداخلها شعرت بيرين وقتها برغبة شديدة في البكاء كانت تحدق في الجميع سعداء ألا هيا نظرت أليها دارين فاقتربت منها و همسة بأذنها قائلة
بيرين ما بك هل انتي بخير بيرين ابتسمي فالجميع ينظر اليك
نظرت بيرين الى شقيقتها دارين فقالت لها:
سوف احاول لا بأس انا بخير لا تقلقي علي ابدا
عاد الجميع الى بيوتهم سعداء بعد هذه الأمسية الجميلة صعدت بيرين الى سريرها الذي كان جواد فيه نائما نظرت بيرين الى جواد فأرادت وضع يدها على كتفه فرفعت يدها نزلت من سريرها و توجهت الى شرفت منزلها جلست على الكرسي تراقب النجوم حتى غالبها النعاس هناك استيقظ جواد في منتصف الليل فلم يجدها فهرع يبحث عنها فوجدها نائمة هناك اقترب منها مسح بلطف على شعرها فهم بحملها برفق و وضعها في السرير وهو غادر ليليتها المنزل الى أين ذهب لا نعلم
أشرقت الشمس تحسست بيرين فلم تجد جواد قربها نهضت بيرين فهرعت تبحث عنه في أرجاء المنزل فذهبت الى الخدم و سألتهم فقالوا لها أنهوا خرج منذ الساعة 3 منتصف ليلية البارحة
أصيبت بيرين بلهلع الشديد والخوف فاتصلت به ولكنه لا يجيب عليها
قلقت بيرين وقتها كثيرا عليه و خافت أكثر لأنه لا يجيب جلست بيرين على الأريكة تبكي من خوفها فحين تحركت قبضت الباب وقفت بيرين فإذا به جواد يدخل تطايرت دموعها فركضت اليه و ضمته بقوة فقالت له
لا تفعل هذا بي مرة اخرى أين كنت طوال الليل
أين كنت طوال الليل الى الآن .
نظر جواد اليها ثم انزل يديها عن كتفيه وصعد الى غرفته في خطوات بطيئة جدا و كأن ألمت به مصيبة نظرت اليه بيرين التي تفجأت من ردة فعله تماسكت فأسرعت و طلبت من الخدم أعداد الطعام لزوجها لعله جائع
صعدت بيرين خلفه بسرعة فتحت باب الغرفة فوجدته جالسا على حافة السرير وقفت أمامه وقالت له:
أين كنت طوال الليل جواد لقد قلقت عليك كيف تفعل هذا انظر انها الثانية عشرة ظهرا ما خطبك لا ترد
وقف جواد وصرخ في وجه بيرين قائلا
هذا يكفي قلت لك كنت أتمشى لماذا انتي كثيرة الأسئلة صرتي مزعجة جدا كفى اغربي عن وجهي فمن غضبه قام بدفعها عن طريقه ووقف هو يحدق من نافذة غرفته
نظرت اليه بيرين فسالت دموعها بحرارة فقالت له
وقد خالطت الدموع كلماتها
آسفة لأني أزعجتك اليوم كثيرا كل ما في الأمر أني قلقت عن اذنك
فحين أمسكت بيرين قبضت الباب شعرت بيدين تطوقها من الخلف بحنان أسند رأسه على كتفها فقال لها
أنا آسف على صراخي بوجهك كنت متضايقا و حسب سامحيني لدفعي لكي كنت قلقة علي و أنا بدلا من شكرك صرخت بوجهك.
فطوقها أكثر أجهشت حينها بيرين بالبكاء فأدارها و مسح دموعها و اخذ يديها وقبلها و طبع قبلة اخرى على جبينها فغادر الغرفة متوجها الى الحمام لي يستحم وقفت بيرين في مكانها ثم تنهدت بحزن شديد فما يفعله جواد بها تناقض تام
غادر جواد مرة اخرى الى عمله فشعرت بيرين بالملل فقررت زيارة عائلتها فحملت نفسها و توجهت مع السائق الى منزل عائلتها فحين وصلت اتصلت بجواد و أخبرته حتى لا يقلق
دخلت بيرين فلم تجد سوى دارين هناك فصعدت الى غرفتها و جلستا سويا أخذن يتجاذبن أطراف الحديث ثم تذكرت دارين فقالت لها
بيرين ليلية اجتماعنا كنت حزينة جدا و جواد كان شاردا هل حصل بينكما شي ما أخبريني
ماذا حصل*
تداركت بيرين نفسها فقالت:
لا شي ما بك دارين كان جواد متضايقا و انا حزينة لان زوجي العزيز متضايق
نظرت أليها دارين فقالت لها
سوف ادعي اني صدقتك فقط
ماذا إلا تردين أن تصيرين أما
ضحكت بيرين ثم قالت
لا مازلت صغيرة الى الآن أنتي تزوجي لماذا لا تنجبين انتي
ضحكت دارين من أعماق قلبها بينما كانتا جالستين وصلت مايا فحين رأت بيرين ركضت نحوها وقفزت الى حضنها تعجبت دارين من تصرفها فقالت
لابد أنها تريد شيئا ضحكت بيرين ثم نظرت اليها مايا فقالت لها
لماذا هل تشعرين بالغيرة أم ماذا لا شأن لك بي بيرين عزيزتي هل تأتين الى غرفتي أريد أن أحدثك بموضوع
نظرت دارين فضحكت بيرين فرافقتها بيرين الى غرفتها بينما أكملت دارين دراستها أغلقت مايا الباب خلفها فجلستا على السرير أخذت مايا نفسا عميقا ثم قالت
بيرين أنا واقعة في الغرام أي انا احب شاب يدرس معي في نفس مدرستي تعرفينه رأيته مرة في حفل تخرجي حين كنت في المرحلة المتوسطة
أخذت بيرين تحاول التذكر حتى تذكرت فقالت لها
أسمه جوش على ما أعتقد هذا هو الشاب الذي تحبينه
أشاحت مايا بناظريها بعيدا عن بيرين فقالت
بخجل
اجل هو بعينه أريد منك خدمه بسيطة ولكن ليس الآن أريدك أن تتحدثي معه و تري اذا كان حقا يحبني و اخبريني بما قال
و لكن لا تخبريه أني أرسلتك انتي سوف تذهبين الى المطعم الذي سوف ادعوه له و انا سوف ادعي التأخر و هكذا تتمكنين من التكلم معه ما رأيك
أخذت بيرين وهلة تفكر ثم قالت
حسننا أخبريني متى و انا جاهزة أنتي سعيدة الآن
عادت بيرين الى المنزل قرابة الساعة التاسعة مساءا حين وصلت الى المنزل لم يكن جواد موجودا سألت عنه الخدم فقالوا لها منذ ذهابك لم يرجع الى المنزل
ازداد قلق بيرين وشكها أيضا
أسرعت بيرين الى غرفتها و اتصلت به مرة و اثنتان و ثالث مرة لم يجب عليها جلست بيرين تنتظر عودته دقت الواحدة و هو لم يعد بيرين مازالت مستيقظة و دقت الثانية ثم الثالثة وهو غير موجود
و حين تقاربت العقارب أن تضرب على الساعة الرابعة دخل هو الى المنزل صعد في هدوء تام كي لا يوقظ الخدم النائمين و لكنه تفاجئ حين وجد بيرين مستيقظة
نظرت اليه بيرين فقالت له في ثورة غضب و حزن
لماذا تفعل هذا من هيا الأخرى التي تريد أن تشاركني بها اجب تكلم صرت تقضي معظم وقتك في الخارج
غضب جواد كثيرا من كلام بيرين فصفعها على وجهها بقوة وقال لها
عليك ان تكوني مهذبة في الكلام معي هل فهمتي
دخل الى غرفته و نام لكن بيرين ظلت واقفة تريد ان تستوعب ان جواد لتوه قام بصفعها أخذت تتحسس مكان الصفع أحست بألم على خدها و اذا دموعها تطفئ لهيب الصفعة كانت دموعها تتساقط دون أردتها جلست بيرين على حافة السرير حينها أجهشت بالبكاء ولكنها كتمت صوت نحيبها حتى لا يسمعه جواد يومها ظلت طوال الليل مستيقظة لم تنم في صباح اليوم التالي جلست بيرين على طاولة الطعام تتناول فطورها حينها جلس جواد معها حدق جواد بها كان خدها ما زال احمرا بسبب الصفعة التي ناولها أيها ليلية البارحة
كانت تأكل بهدوء صامته نظر اليها جواد ثم قال لها
صباح الخير بيرين كيف حالك؟
ظلت بيرين صامته قليلا ثم ردت عليه
انا بخير عن ماذا تسألني عن مشاعري أو عن نفسي*
سكت جواد حينها فا لم يعجبه كلامها فحمل نفسه و ذهب الى العمل كالعادة بينما جلست بيرين تشاهد التلفاز رن جرس المنزل فهرعت الخادمة لتفتح الباب و اذا بها دارين شقيقة بيرين الوسطى تداركت بيرين الأمر و اخفت اثر الاحمرار بشعرها الطويل الأسود نظرت اليها بيرين بعد ان ألقت التحية فقالت لها
دارين لا يفترض بك ان تكوني هنا لديكي جامعة لماذا انتي هنا اذا؟
ابتسمت دارين فقالت و الابتسامة تشق طريقا في شفتيها
لا يا أختي العزيزة كل ما في الأمر ان اليوم كان لدي محاضرات قليلة أنهيتها و قلت بدلا من العودة الى المنزل أزورك و أتسلى معك
ذهبت بيرين الى المطبخ و طلبت من الخدم إعداد القهوة و بينما كانت تسير حرك الهواء الداخل من النافذة خصلات شعرها فرأت دارين الاحمرار على و جنتها اليمنى هل شكوك بيرين صحيحه؟ |