ايها الليل
أيها الليل الطويل ُ
لماذا حين تأتيني كل يوم كشبح أسود تأخذ فرحي وتزد جراح السنون ُ
أيها الليل كم تشبهني
وحيد ٌ يبكي غربته يمزّقه الأنين ُ
أناس ٌ تنام ُ .. وأخرى تحتفل ترقص وتضحك .. تضرب الكؤوس ُ
وأنا أحتفل مع وحدتي .. والغربة تصب ّ فوق روحي الجروح ُ
أتى العيد والناس سهارا مع فرحتهم
و عيوني ساهرة ٌ مع دمعها والظنون ُ
كل عاشق ٍ يغفو فوق صدر وليفه ِ مطمئنا ً
ورأسي يغفو فوق مخدتي المبللة من شلالات الدمع ِ المجنون ُ
لو أتتني الفرحة صبحا ً .. يمحيها الليل وكأنه ُ القاتل المذبوح ُ
يذبحني معه ويمزّق أوردتي
لا وليف ٌ يمسح دمعي .. ويضمني لصدره ِ الحنون ُ
أمشي في طرقات ٍ غريبة مع ظلّي
والأحبّة ترقص فرحا ً فوق الرياحين ِ والورود ُ
أيها الليل يا صديقي الوفي
كم تشبهني حتى لو رأوني لافتكروني ليل ٌ ونجوم ُ
أحزاني كلها تصحو ليلا ً
وكأنها ذئب ٌ ليلي ّ ٌ جائع ٌ لإقتلاع قلبي من أحضان السنونو
يا نجوم الليل دثّريني
واحضني جرحي فصباحي قبل يوم أجلي لن يعود
|