الكتابة هي البهاء الذي أجحفت بهِ مساقطُالمياه "
في حضرة أباطرة الأقلام كنتُ أتلصص على بنات الأفكار اللواتيتتعرّى بين السطور مخالجاً المضمون ب أحداقٍ لا أعرفها ، تارةً أنتهكُ البياضالعارم أمامي ل عتمةٍ مجاورة تحذرني منها أمي " الفكرة " تتآمرُ عليَّ ب مبهماتهاوتزرِّرُ فقاعاتي ب هلوسات رمادية تعمل على عدم تجرُّؤ القراءات ل مواعدتي ،تتكاثرُ حولي الأحرف التي لا أظنها بتاتاً تليق ب أمتي ف تستحدثُ بها الكارثةوتقترنُ بها أيضاً التوابع ل تدفن الإستكشافات العظيمة وتكون الحداثة بلا مقدمات .
أشعر في بعض الأحيان ب الملل يجري في شرايين الوقت كلما أحتضنت جسد كاتبٍ ماأحاول أن أجزِّأ تفاصيله وتقاسيمه ف أجدني بعيداً تماماً عن التوغُّل ف السطحيةالتي يتلفحها جعلتني أغادرهُ في بضع دقائق ، كل الأشياء التي لاتقودني لل بحثوتخصيص النمط ل إدراك المضمون تحيلُ القراءة والكتابة إلى منتجعٍ من الكآبةوالضجر ، غالباً ماأخصِّصُ المحاولات ل إقناع نفسي ب أنني س أجد العلاج في كلِّقراءة مذيَّلاً في آخر النص لكن عبثاً كانت محاولاتي ف الوباء بدأ في مستهل وفيالآخير تكونت خلايا سرطانية فتكت بما كان مكتمل .
ذات يوم حاولتُ بناء متحفاً مندلائل الإعجاز وحبة البركة قلت لربما تكون هنا إعادة النظر ومحاولةُ المواكبة لكنمع الأسف خضعت ل إبتزاز غير معلن منعني من قص شريط الإفتتاح ، مؤكَّد أنني كنتُأغالطُ النفس عندما أختزلتُ هذا السياق ل أنَّ جميع أشيائي الخاصة كان يحضرهاالقلق وتترك حجرتها خالية من الأحداق بما في ذلك الإبتذال الذي يضدُّها خلفالستار ، لا أدري أو كانت الرائحة اللاصقة في بلاطي تورِّدُ الإختناق أم أن الأنفاستشكوا من علِّة الإستنشاق في حضرة هذا الهواء متيقِّنٌ أنا ب أني لستُ بهاء حرفٍكلَّ ليلة لكن هل هم قرّاء بما يكفي ..؟! قيل ل أبو تمام ذات يوم " لماذا لا تقولمايفهم " ف قال لهم " لماذا أنتم لاتفهمون مايقال " .
إن سلطنا الضوء اليوم علىتلك الرعشة المتسربة من الصفحات س نجدها منبعثة من أشياء كثيرة مائلة يتِّخذُ فيحضرتها القارئ الواعي هيئة الحمى ، لا أنكر ب أنها ذاتها الأبجدية المموَّه ب أ - ب - ت لكنها ملطَّخة ب إشمئزازات كثيفة ممصوصة تماماً عن المضمون ، لدينا في اللغةثمانية وعشرون حرفاً ولدينا المعجزة السماوية " القرآن الكريم " كم من المفرداتوالتعابير الإعجازية يتحويها هذا الكتاب ومع هذا نجدُ البعض يكتب ب حروف شخصية بلعبارة عن شريحة كلامية لزجة يصيدها أي كاتبٍ عابر ويسجنها في مقالٍ عاري ينتمي فيالغالب للاشئ ، كم هي سهلة الكتابة إذا كانت ب هذهِ السطحية لكن ماذا س يكونالوافد من القرّاء مجرد صمت وإنتظار ومفردات شكر لا تتقصى أبداً الآثار إنهمت فقطب دواعي المجاملة وأنفتحت بعدها ل تبويب النسيان ، مثل هؤلاء الكتّاب تظلُّأقلامهم ساكنة لا تؤثَّثُ شيئاً في العقليات ف كلُّ ماتمتلكهُ في معينها لازمةبالية ك علبة جدتي التي حفظت فيها حليها وماتت ل تكون ميراثاً عنها لم تستفد منهاولم تفد أحداً منها ب نفس الوقت .
أن الجمل الصلعاء التي تكاثرت على الأوراق لاتستقطب من يخضرُّ في رأسه العشب ف مثل تلك الجمل الآتية من أحافير ماقبلالفقاريات لا تستثير خلجات القارئ الذي يواكب الإنماء ، قد تنجذبُ إليها الرؤوسالذي أكدَّ عنها التطور ب أنها غير صالحةً ل لإستخدام في إيِّ حال هم قرّاء لكنهميحملون في جماجمهم قطع أثرية راكدة لاينفضُ عنها الغبار ل أنها مقتنعة ب إقامتهاالشعتاء ، لا أدري أو س يطول الحال بنا والشرفات يوماً عن يوم تستضاق في الظلاملقد حاول الكثير ب أن يغمرها بما يحملُ من معرفةٍ وأن يستأصلها ب المشعل الوضاءلكن الناتج كان الجلاء ، كيف نوائم الطبقة إذاً وفتى القبيلة يبحثُ عن نينجا أسطوريوفتاة الكليب تبحثُ عن عارضة أزياء لم يعد لدينا وقتٌ والآتي س يكون فوت الفوتلابدَّ أن نتعَّرف على الصيغِ ب إنتقاء .
أستغربُ أن البعض يومئ ب أنَّالكتابة شئٌ ثابت لا يسقطُ ضمنها عمودٌ وتكون مرئيةً وليست ذات حوجٍ لل إستعلام بليكفيها إطلاع يتضمنه إنطباق الجفن ب إستمرار ، أن تحرير النص ل أي كاتب لا يكونموثوقاً تماماً ب إلتزام أو سطيحةً يستدركها القارئ دون إبداء إهتمام لابدَّ أنيختزلها خلخلة تفلتها من كيس التراثية ومن تعابير صارت عالقة في البيات ، لابدَّ أنتكون الكتابة مصبوغة ب الحرية في أنسنتها ل مشروع الإرادة وأن تكون التوعيةشاملةً لإعلائها وإنتقالها من كونها رثاثة لاتستساغ إلى إحساس حقيقي وعميق بالوجود والزمن ، وهذا الإحساس تكون أعراضه ظاهرةً في الرؤية القارئة عبر تأسيسالعلاقة التي تلامس جوهر النص بدءً من التخلص من عقدة التابو والمقدس في النصالقديم ، يتحتَّمُ على الكائنات أن تقرأ وأن تبحث حتى تفهم ماتقرأ ليس مهم أن نكتبمايهمُّ أن نقرأ ، ف من لا يقرأ محالٌ أن يبزغ نجمه أو أن ينبجس صبحهُ مهما كتب ستكون كتابته مجرَّد فوضى تنتعلُ أيِّ شئ أملها ب أن يكون في ذلك صعود تماماً كتلك الفوضى التي خبَّرت عنها الكورية هدارايك : " يافراشة إهبطي ثانية إلى الأرضالسوداء ف أنا أريد أن أنتعلك في فوضى الأحذية هذه ".
أحبتي
هذه كلمات من كاتب يدعى أسيرُ الحرف
من ملاذ الفلسفة..
أرجو أن ينال إستحسانكم
صدى