IMG]http://up.arabseyes.com/uploads/24_10_1213511040161.png[/IMG]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مباركة اعيادكم :rose:
تكملة القصة كما وعدتكم :glb:
تذكير
بعد فترة قصيرة من شرائي للوحة ، وبالتحديد عندما كنت اندس في فراشي ، كنت اسمع اصواتا غريبة قادمة من غرفة المكتب ، ابتدأت بأصوات همهمات غريبة ، أحيانا اسمع صوت خطوات ثقيلة تنتقل في أرجاء الغرفة ، أكثر من هذا هناك من يعبث بالكتب ، كنت اسمع بوضوح صوت صفحات الكتب ، وكأن شخصا ما يقرأ في مكتبي!.
بينما أنا مستلقية على السرير أطرافي متجمدة ولست قادرة على الحركة ، كيف لا وقد كنت الفتاة الجبانة كنت أخاف من أشياء كثيرة ، القطط، الكلاب ، الحشرات أشياء عديدة ، اذكر أني لم أكن قادرة على النظر تحت سريري ـ عندما كنت طفلة ـ ، كنت أظن أن وحشا يختبئ هناك ، اذكر أني كنت ابكي بكاءً مريرا كلما شعرت بذلك الوحش ، بكاء بلا صوت حتى لا يحس بوجودي ، والآن ها أنا أعيد الأمر وابكي وأنا فتاة راشدة ، بكاء بلا صوت ،وأنا خائفة من شيء لا اعرف حتى ما هو!
جمد الخوف تفكيري، وأنا أحدق بباب غرفتي لمعت صورة الرجل المضطرب الذي باعني اللوحة بعقلي، هل يعقل إن كلامه كان صحيحا !؟ ، هل يخرج الحيوان من اللوحة ويفعل كل هذا !؟ ، هل هذا معقول ؟ ، ابتسمت ساخرة من نفسي ومن تفكيري، لم أكن اعلم أني سأصدق كل هذا وأخاف من لوحة !
بعد فترة صارت تنتابني وساوس غريبة، والمشكلة أنها لا تأتيني إلا عندما أنام، لم أذق طعم النوم منذ أيام، وصدقت حقا أن الحيوان انفلت وخرج يتجول في الغرفة.
هل سأستجمع قوتي وانهض وارى من بالغرفة " لا مستحيل" رددت في داخلي، إذا ماذا افعل؟ هل أبقى متقوقعة داخل أحشاء خوفي ورعبي وادع هذه الوساوس تسيطر علي؟ ، هل استسلم؟
لم لا ادع المنزل كله لذلك الحيوان وارحل، أليس هذا أفضل ؟ ، ولكن هذا بيتي ،هو من جاء وعليه أن يرحل ، أحسست للحظة أني انقسمت إلى شخصيتين صارتا تتجادلان ، قطع تفكيري ذلك الصوت من جديد - لقد عادــ اسمعه بوضوح انه يقلب صفحات الكتب، استويت على السرير وحدقت بباب غرفتي للحظة ، أظن أن شيئا من القوة قد رمي في قلبي ، جعلتني تلك القوة أتحرك نحو باب غرفتي وافتحه ، مشيت بخطوات ثابتة وانأ احمل معي عصا وجدتها في غرفتي ، وصلت إلى باب المكتب ووضعت يدي على المقبض ، زفرت بتوتر ، وأحسست أني سأنفجر من الارتباك ، أمسكت العصا بقوة ؛ لأكون مستعدة لمواجهة ما يختبئ خلف الباب ، فتحت الباب ببطء وأنا اسمع أزيز الباب ، وما إن وقعت عيني على الذي كان يجلس في الغرفة ، حتى عقدت الدهشة لساني وجمدت الصدمة أطرافي ، حدقت فيمن كان يجلس على الكرسي وقد تطلع إلي باستغراب وهو يحمل كتابا بين يديه ، سألني : ما بك؟ ، عندها رميت العصا من يدي وابتسمت ساخرة من خوفي ، الذي جعلني أتخيل أمورا لا وجود لها ، وانسي أني أعيش مع أبي في هذا المنزل ، ركضت نحو أبي وعانقته ودموعي تتزاحم لتسقط من عيني، استغرب أبي تصرفاتي وقال مازحا: هل عاد الوحش تحت سريرك يزعجك؟
ابتسمت وأنا امسح دموعي وقلت: لا يا أبي ، أنسيت أني نظرت تحت سريري واكتشفت أنها لعبتي القديمة !
جميع الحقوق محفوظة© 21/10/2012 - هديل ضيف الله اللصاصمة