الموضوع: ~؟A happy ending؟~
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-26-2012, 02:49 PM
 
~ 1 ~

~ الأمنية ~











الجو عاصف و هزيم الرعد يغطي المكان الموحش , فتاة راكضة حافية القدمين تغطي جسدها النحيل بملائة بالية , كانت تركض بقلق و عينيها تنصبان على تلك القلعة المهجورة في وسط الغابة .

توقفت للحظة ملتقطة ً ماتبقى من شجاعتها البسيطة و عينيها الخضراوين ملئتهما الدموع الدافئه , مسحتها على عجل و هبت الرياح القاسية نحوها فطارت الملائة التي تحميها و ظهرت لنا بشعرها الأحمر ووجهها الهادئ الجميل .

ركضت لتلحق بالملائة فوجدتها عالقه بأعلى شجرة ميتة المظهر لا تشبه الأشجار الأخرى , أرادت أن تتسلق الشجرة لكن الآخرى تحركت نحوها بشكل مخيف .

إرتعدت من فم الشجرة المتحركة التي كان واسعاً و طلبتها بهدوء :

" أرجوكِ ؟... أريد ملائتي ؟..".

تحدثت الشجرة بصوت خشن :

" هل أنتي أنجي ؟... أنجي بريكسل ؟ ".

أومأت أنجي بخوف موافقه .

تحرك غصن الشجرة المقفر العلوي و رمى بالملائه عليها و تمسكت أنجي به براحه فقالت الشجرة :

" إنه ينتظرك في ذلك القصر المهجور ... عليكِ الإسراع ... إنه يكره التأخير ".

أومات أنجي برأسها و إرتدت الملائة عليها ثم ركضت نحو القصر المهجور بينما نظرت الشجرة نحوها و قالت بصوت ضحكةِ مخيفة :

" فتاة أخرى حمقاء تقع في شركه ...! ".

و إشتد ضوء البرق حول المكان وسط ظلام الغابة المخيفة .



...#...



كان القصر مهجوراً فعلاً فلم ترى أنجي أي تحرك من أي كائن بشري أو حيواني بها و كأنها لا تمس من قبل أي شيء , و أكثر ما أدهشها هي تلك الأبواب الخشبية القديمة التي تفتح لها مرحبه و كأن هناك من يسكنها !.

لم تهتم أنجي بشيء من هذا فالأهم هو لقائه .

تحركت في وسط القصر الفارغ و فتح الباب الأخير لترى أمامها ذلك الظل الطويل المخيف ...إنه هو !.

ركضت نحوه و عندما دخلت الغرفة أغلق الباب من خلفها ليملئ قلبها الصغير الخوف .. وهذا ما أرده !.

" أنجي بريكسل ؟!"

قالها ذلك الرجل الطويل الذي يغطيه رداء أسود , إلتفت بجسده نحو أنجي و لم يظهر لنا وجهه , كان يغطيه بذلك الرداء الأسود و كأنه يخاف من أن يراه أحد !.

أكمل الرجل حديثه بصوت مخيف و هادئ :

" لقد وصلتي أخيراً ! ".

صرخت أنجي نحوه :

" نعم !... لقد أتيت كما أردت فأين هم ؟ ".

ظهرت يدي الرجل و ياله من شيء مخيف !... لم تكن أيدي أنسان كانت نحيله جداً و ذات أظافر طويله .

" من تقصدين يا أنجي بريكسل ؟ ".

كانت أنجي تحاول أن تكبت نفسها الباكيه الثائرة قفالت بصوت مخنوق حزين :

" أبي ؟.. أمي ؟ .. أختاي الصغيرتين ؟ ".

أشار الرجل الطويل - الغريب - بيده النحيله اليمنى لتراهم أمامهم !... وصعقت مما رأته بل و كأن قلبها طعن بسكين ناريه و جعله يتعذب للأبد .

لقد كانت هناك أربعة أسرة أمامها و كل واحد منها مغلف بحاجز ثلجي قوي .

إنهمرت دموع أنجي و ركضت نحوهم و لكن هناك شيء يبعدها عنهم ... إنه سحر ذلك الرجل الطويل !.

لقد رمى بها بعيداً نحو جدار الغرفه و شعرت بألم في كل أنحاء جسدها , صرخت باكيه و إقترب منها بهدوء و ردائه يصدر فحيحاً جميلاً .

" أسف يا صغيرتي يصعب عليكِ أن تقابلهم الآن ".

تغلغل الحزن كلمات أنجي القائله :

" مالذي تريده ؟... لماذا لا تتركنا نكون سعداء كالبقية ؟".

رفع جسدها الرجل بيده اليمنى وقال بغضب :

" و من قال بأنكم سعداء ؟ ... حمقاء !. ".

نظرت أنجي بعينين غاضبتين دامعتين :

" و مالذي تعرفه أنت ... عن السعادة ؟! ".

صدر صوت ضحكة صغيرة مخيفه من الرجل الطويل و قال :

" إذ لم أحصل على النهاية السعيدة ... لن يحصل عليها أحد في هذا العالم !".

ورمى بها نحو منتصف الغرفة , وقعت أنجي متألمه و أمسكت بمعدتها التي ألمتها بشدة و خرج بعض الدماء من شفتيها الصغيرتين , سعلت دماً و رفعت رأسها لتجد قدمي الرجل الطويل أمامها ينظر نحوها من أعلى قائلاً :

" يجب عليكِ تنفذي ما أريده إن أردتي أن تري عائلتكِ مجدداً ".

مسحت الدم بكفها و نظرت إليه بحنق :

" قل ما تريد أيها اللعين ! ".

ضحك الرجل الطويل بصوت عالي و كأنه أعجب بما قالته و قال :

" يبدو بأنكِ أصبحتِ مختلفه قليلاً ".

" أخرس و أخبرني ما تريده الآن ".

" حسناً يا أنجي بريكسل ".

فرقع الرجل الطويل بإصبعيه فظهر باب في الجدار , كان مختلفاً عن أي باب رأته أنجي في حياتها , لقد كان براقاً و يكسوه اللون الأزرق الفاتح و جميل بشكل غريب !.

نظرت أنجي نحو الباب بإستغراب :

" ماهذا ؟ ".

إقترب منها الرجل الطويل و قال بصوت منخفض و كأنه لا يود أحد أن يستمع لهما :

" إنه باب يؤدي إلى مكان مختلف و أود منكِ أن تجلبي شيئاً من هناك ".

نظرت أنجي نحوه بجديه :

" ما هذا الشيء ؟ ".

" لنقل بأنه ... شيء زجاجي جميل ... ! ".

" ماهو ؟ ".


" ... حذاء سندريلا الزجاجي ! ".



...#...




إستمرت أنجي بالتحديق نحوه و لم تكن على نظراتها الدهشه ,
كانت موقنه بأن عالمها مرتبطاً بعوالم أخرى و لكن لم تتوقع يوماً بأنها من ستذهب إلى هناك .

" وكيف سأعود إلى هنا ؟ ".

أدار الرجل الطويل جسده حولها و قال :

" لا تقلقي !... عند حصولكِ على ماتريدين ستفتح لكِ باب إلى هنا كل ما عليكِ هو القفز نحوها قبل إغلاقها ".

نظرت أنجي نحو البوابة البراقة و إقتربت لها أكثر قائلة :

" و إن لم أستطيع الخروج في الوقت المناسب ".

وضع الرجل يديه المخيفتين على كتفي أنجي و همس برعب :

" عندها يجب أن تودعي عائلتكِ و تنسي أمرهم ! ... فأنا لا أستطيع أن أفتح الباب مرة أخرى ! ".

حركت أنجي رأسها نحو عائلتها المتحجرين داخل أسرة ثلجية , و نزلت دمعة حارقة من عينيها .

" أوه ! ... إنكِ حزينة يا أنجي بريكسل ! ... لماذا كل هذا البؤس الذي يعتريكِ ؟ ... كل ما ستفعليه أن تجلبي لي ما أريد و عندها سيعود شمل عائلتكِ البسيطة ".

طوال حديث ذلك الرجل الطويل شعرت أنجي بأن هذة آخر مرة سترى فيها عائلتها و
عند وصول دمعتها الدافئة للأرض الغرفة و إصطدامها وضعت كفها على شفتيها الداميتن و أرسلت قبلتها لهم بكل دفئ .

شعرت أنجي بأن يدي الرجل قد وضعت مرة أخرى على كتفيها ليرمي بعض الشفقة إليها , فأبعدتها عنها و إلتفتت للرجل الطويل :

" حسناً ... حذاء زجاجي ! ... لك ما أردت أيها اللعين ".

توجهت نحو الباب البراق و إلتف الرجل الطويل من السعادة التي تعتريه :

" أحسنتِ يا أنجي بريكسل !... أحسنتِ !!... ستكونين الآولى بالتأكيد ! ".

لم تفهم أنجي كلماته و عند وصولها للباب نظرت نظرة أخيرة مطولة نحو عائلتها
و لكنها لم تطول فلقد دفعها الرجل الطويل بحركة من يده لتدخل الباب و تصطدم بضوء قوي و غريب جعلها لا ترى شيئاً !.




...#...




تحركت حشائش كثيفة وسط الغابة و ظهرت فتاة صغيرة ذات شعر ذهبي من بينها , كانت ترتدي لباساً نيلي اللون و بقيت ثابته لا تبتعد عن الحشائش , إبتسمت سريعاً و حدثت نفسها :

" لن يجدونني هنا ! ".

سمعت الصغيرة صوت أحدهم قادم إليها و شعرت بالقلق بأن يجدوها فإستمرت بالتوغل داخل الحشائش الخضراء الكثيفة ثم وقعت فجأة على الأرض و بكت ,
و أتى صوت الشخص الذي خلفها من الحشائش فكانت إمرأة جميلة البشرة و شعرها الأصفر يتدلى خلفها و ردائها الملكي الأبيض أجمل من اأي حرير نسج !.


" إيزابيل ؟ ... صغيرتي أين أنتي ؟ ".

" أمي ! ... إنني هنا !. ".

إستمرت الصغيرة بالبكاء و أتت نحوها المرآة و حضنتها بهدوء .

" هل أنتي بخير ؟! ... هل حدثِ لكِ مكروه ؟ ".

أومات إيزابيل برأسها بلا و أشارت بيدها نحو المكان التي وقعت فيه , إلتفتت المرأة نحو المكان و شعرت بالخوف مما رأته .

أتى حارس ملكي من بين الحشائش صارخاً :

" هل أنتي بخير أيتها الملكه سندريلا ؟! ".

حملت سندريلا إبنتها بين ذراعيها و نظرت نحو المكان الذي وقعت فيه صغيرتها لتجد بأن هناك فتاة ذات شعر أحمر مستلقيه فاقدة الوعي بين الحشائش .


لقد كانت ...أنجي بريكسل !.
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.