عرض مشاركة واحدة
  #494  
قديم 10-26-2012, 03:33 PM
 
Back





أرسلت الشمس خيوط أشعتها الذهبية لتجتاح السماء معلنةً عن بدء يومٍ جديد.......في حديقة القصر حيث اجتمع أصدقائنا حول ليليان و جودي.......
ليليان بحماس
"بما أن اليوم الشمس مشرقة سنقوم بتنظيف الحديقة من الاوراق المتساقطة......"
جودي بنفس الحماس "سنستقبل الشتاء بحديقة جميلة ونظيفة......"
مارك بملل "ولما لا تستأجرون عمالاً ليقوموا بذلك؟؟؟"
وضعت ليليان يدها على خصرها قائلة "أن أحضرنا أشخاص ليقوموا بذلك سنضطر لدفع أجوراً لهم....والجميع يعلم بأن وضعنا المالي لا يسمح بذلك....."
اكملت جودي قائلة "انها محقة...كما ان هذه حديقتنا ويجب ان نعتني بها....."
تلفت جيت حوله ليقول بيأس "ولكنها كبيرة جداً....."
هنا تدخلت لين قائلة بحماس "ولكننا سنستمتع....."
نظر لها الاخرون بنظرات ثاقبة مما جعلها تتراجع بكلامها قائلة "أقصد....ربما....."
اما إيريك فقد كان ينظر الى ليليان والى حماسها للعمل فابتسم ليقول هو الاخر بحماس "ان بدئنا العمل الان وتعاونا جميعاً سننتهي باكراً...." ثم التفت الى بيتر ليقول "انت أذهب للعمل في المطعم وأخبر المالكة بانني سآتي في المساء....."
أومئ بيتر برأسه ليبتعد عنهم قائلا "أراك في المساء اذاً....."
جودي بحماس "هيا لنبدأ بالعمل...." وأشارت بيدها الى أدوات التنظيف المختلفة التي قد أحضرتها مسبقاً......
مارك و جيت بملل
"حااااضر...."
اما البقية قالوا بحماس "هيا لنبدأ....."
ليبدأ الجميع بالعمل بأرجاء الحديقة......اما جيت فقد تلفت حوله ليقول "أين وان؟؟؟"


في تلك اللحظة....كان كين ينظر لهم من نافذة مكتبه ليبتسم بعدها....ثم حدق بـ ليندا مراقباً جميع تحركاتها.....تذكر ما حدث في الامس بعد أن رأت صورة والده......كين بنفسه "لا أحد يعلم عن مقتل والدي....لم أخبر احداً بالتفاصيل من قبل....ولكنها وصفت لي ما حدث كما لو أنها كانت هناك في تلك الليلة....ايعقل هذا؟ هل تعرف القاتل الحقيقي؟؟ .....يا الهي....هذه الفتاة تخبئ الكثير والكثير من الاسرار التي لا بد ان اكتشفها......."
وضع كين يده على رأسه ليبعثر خصلات شعره السوداء قائلا "مجرد التفكير بهذا الامر يسبب لي الصداع....."
في تلك اللحظة دخل وان الى الغرفة قائلا وهو يتثائب "أين الاخرون؟؟؟"
أشار كين باصبعه الى الحديقة.....ليخرج بعدها وان قائلا "سأنضم اليهم...."


اما عند اليساندرو الجالس على تلك الاريكة المخملية الفخمة تحدث موجهاً كلامه الى جورج اللذي كان متكأ على الحائط "سأذهب اليوم لزيارة الثعبان وسآخذ معي دانتي...."
ابتعد جورج عن الحائط قائلا "اذا لا حاجة لي هنا.......سأخرج قليلاً..."
التفت له اليساندرو قائلا "الى أين؟؟؟"

"سأتجول في المنطقة....."
ليخرج بعدها من تلك الغرفة.....


لنعد الى أصدقائنا حيث كانوا يعملون بجد ونشاط وقد انضم وان لهم...... اتجهت اماندا لهم وهي ترتدي تنورة سوداء ضيقة قصيرة وبلوزة سوداء اللون وفوقها معطف يصل الى ركبتها وحذاء بكعب مرتفع....بدا انها تستعد للخروج...... انتبهت ليليان لها لتقول
"الن تآتي وتساعدينا؟؟"
نظرت اماندا الى أظافر يدها قائلة بغرور "لا شكراً....لقد طليت أظافري هذا الصباح ...." لتتجه بعد ذلك الى البوابة قاصدةً الخروج......
ليليان و جودي بغضب
"مغرووووووووووورة......"



اما جورج اللذي وقف امام الباب الخارجي لقصرهم سحب الهواء الى صدره ليخرجه بعدها ببطء ....التفت الى الجهة اليمنى اذ كان هنالك شاباً وسيماً بشعر بني طويل يصل الى عنقه وعينان خضراوتان جميلتان تحدث جورج بصوتٍ مرتفع "دانتي....أخبرهم أن يجهزوا السيارة....الكونت سيخرج" ليخرج بعدها علبة السجائر ليضع سيجارة بفمه ويسير متوجهاً نحو تلك البوابة الضخمة حيث كان يحرسها مجموعة من الرجال.....


وما هي الا لحظات قليلة حتى توقفت تلك السيارة اللوميزين البيضاء امام بوابة القصر الضخمة....... فتح السائق زجاج النافذة موجهاً حديثه الى أحد الرجال الواقفين عند البوابة
"يريد الكونت مقابلة قائدكم....." ليفتح الاخر البوابة ويتوجه السائق بالسيارة الى الداخل......
اليساندرو: "ستنزل معي يا دانتي......"
أومئ الاخر برأسه "كما تريد سيدي....."

رفعت جودي برأسها الى السماء لتنتبه بعد ذلك الى تلك السيارة الواقفة امام القصر فقالت باستغراب "لمن هذه السيارة؟؟"
ليليان باندهاش "كم هي طويلة وجميلة....."
مارك: "ايعقل انها لـ........"
ليكمل جيت قائلا "ربما لذلك الرجل الذي انتقل حديثاً الى منطقتنا....."
ليندا باستغراب "ومن يكون؟؟"
جودي: "انه رجل ثري جاء من فرنسا يلقبونه بـ الكونت....."
ليليان: "وقد انتقل الى القصر المهجور الذي يقع بالغابة......خلف قصرنا مباشرةً....."
ليندا بتساؤل "قصر مهجور؟؟؟"
تحدث إيريك وهو يحاول أخافة ليندا "أجل.....قتل صاحب القصر منذ زمن طويل تحت ظروف غامضة.....ويقولون ان روحه لا تزال داخل ذلك المكان تقتل كل شخص يسكن به......"
تكمل ليليان قائلة "كما ان هنالك أشباح مخيفة تظهر بالليل وتصدر اصواتاً مخيفة يسمعها كل من في القصر وخارجه......"
يتدخل وان مكملاً القصة "وقبل بضع سنين ذهب مجموعة من الاشخاص لاستكشاف ذلك المكان ولكنهم لم يعودوا.....وبعد بضع اسابيع من اختفائهم وجدوا مقتولين بالغابة......"
نظر الجميع الى ليندا اللتي كانت تنظر لهم باندهاش.....همس مارك لـ جيت قائلا "هل تعتقد انه خائف؟؟؟"
جيت بعدم اهتمام "الحمقى فقد من يصدقوا هذه الاشاعة....."
تحدثت لين بحماس فجأة بعد فترة من الصمت "كم هذا رائع.....لا بد ان هذا الملقب بالكونت رجل قوي جداً لبقائه على قيد الحياة الى الان....."
حدق بها الجميع بغباء........
إيريك: "حاولنا اخافته الا ان الحماس يتطاير من عينيه.....يا له من فتى..."


اما عند كين حيث كان يجلس على الكرسي خلف مكتبه واليساندرو يجلس على الاريكة بجانبه دانتي.........
كان كين ينظر له باهتمام محدثاً نفسه
"هذا الرجل ليس غريباً عني....."
تحدث اليساندرو قائلا "لم أتوقع ان قائد العصابة الاشهر هنا شابٌ في اول عمره....."
ضيق كين فتحت عينيه قائلا "وهل لا أستحق ان اكون قائداً؟؟؟"
ضحك اليساندرو بخفة ليقول "لا لا لم اقصد ذلك....لا بد أنك شابٌ قوي...."
ارتسمت ابتسامة على زاوية فم كين قائلا "هذا ما يقوله الجميع......"
اما دانتي الذي كان ينظر الى كين ويراقبه قال بنفسه "بماذا يفكر اليساندور..؟؟ ما الذي يريده من كين بعد مرور كل هذه السنوات؟؟ الا يكفي ما سببه له من الم ومعاناة؟؟....وماذا سيحدث ان كشف كين الحقيقة؟؟ أشعر باقتراب الخطر....."



وفي مكان أخر بعيداً عن أصدقائنا حيث كانت أماندا تتجول في السوق وتنتقل من محل الى أخر بملل...... توقفت امام احدى المحلات التي تبيع التحف وأشياء اخرى قديمة الطراز......نظرت لها اماندا قليلاً لتقول بعدها "اي نوع من الهدايا التي يفضلها القائد؟؟ ماذا سأهديه هذه السنة؟؟؟" تنهدت بعدها لتكمل طريقها الا ان احد الفتية اصطدم بها لتقع على الارض ليهرب بعدها آخذاً معه حقيبة يدها.....نظرت له أماندا قائلة "توقف....عد الى هنا....." لتقف بعدها محاولةً اللحاق به..... ركضت ورائه وهي تصرخ وتنادي عليه حتى يتوقف....وضعت يدها على خصرها قائلة "سحقاً....نسيت إحضار سلاحي...." لتتابع اللحاق به الا ان دخلت في احدى الممرات الطويلة لتقودها الى ساحة كبيرة فارغة من السكان ومغلقة من جميع الجهات الا من الجهة التي دخلت منها.....توقفت لتتلفت حولها حيث وجدت مجموعة من الرجال يقفون وابتسامات خبيثة مرتسمة على وجوههم بالاضافة الى الفتى الذي سرق حقيبتها....وضعت يدها اليمنى على خصرها ورفعت خصلات شعرها البنية عن وجهها بيدها الاخرى قائلة "هذا رائع....."
التف الاخرون حولها مشكلين دائرة محاصرينها من جميع الجهات......
"أحضرت لنا فتاة جميلة......."
"جسدها مثير جداً......."
"ما رأيك ان نلهو قليلاً يا جميلة....."

خلعت اماندا معطفها قائلة "لنلهو قليلاً يا......حمقى" لتوجه بعدها ركلة قوية الى أحدهم أسقطته أرضاً مما جعل الاخرين يشتعلو غضباً وهجموا عليها واحداً تلو الاخر الا انها ابرحتهم ضرباً.....من الرغم من أنها فتاة الا انها بقوة عشر رجال.....وجهت اخر ضربة لاخر رجالهم ليسقط على الارض متألماً....وضعت قدمها على صدره وانحنت قائلة "انتهت اللعبة بفوزي أنا...." الا ان طعم الفوز لم يدم طويلاً حيث تلقت ضربة بعصا خشبية على ظهرها أسقطتها أرضاً ليقول الاخير "لا تفرحي كثيراً....." رفع العصا التي بيده عالياً لينزلها بكل قوته كي يضربها بها الا ان احدهم أمسك بيده قائلا "لا يجوز ان تغدر بعدوك من خلف ظهره....الم تتعلم ذلك؟؟" ليقوم بعدها بارجاع يده خلف ظهره موجها ركلة بركبته الى ظهره اوقعته ارضاً.....نظر الى اماندا التي كانت على الارض قائلا "هل أنتِ بخير؟؟" مد يده لها ليساعدها على النهوض الا انها وقفت بسرعة متخذةً وضعية الدفاع.....تحدث الاخر قائلا "لا أريد إيذائك...."
اماندا بغضب "كاذب...." وجهت له ركلة الا انه صدها لتوجه بعدها لكمة الى وجهه لكنه تفاداها بكل سهولة لتحاول بعدها تسديد لكمة اخرى الا انه امسك بكلتا يديها وقرب وجهه من وجهها قائلا "هل هذه مكافأتي لأني ساعدتك؟؟"
اماندا وهي تحاول الافلات منه "لم أطلب مساعدتك....كنت سأتدبر أموري...."
افلت الاخر يديها قائلا "حسناً....الحق علي لاني فكرت بمساعدتك...."
انحنت اماندا على الارض لتأخذ حقيبتها ومعطفها لتغادر ذلك المكان بسرعة.....راقبها الاخر وهي تبتعد ليبتسم قائلا "قوية..." ليضع بعدها سيجارة بفمه ليغادر هو أيضاً......


اما عند أصدقائنا حيث كانوا يعملون بجد ونشاط تحدثت لين قائلة "سأذهب لأحضار بعض العصير.....اتريدون؟؟؟"
وافق الجميع على فكرتها واضافة جودي قائلة "هنالك بعض الكعك بالشوكولا داخل الخزانة احضره بطريقك......"
ابتسمت ليندا قائلة "سأفعل....."
وضع مارك المكنسة التي كانت بيده على الارض قائلا "أنتظرني يا آرثر سآتي معك....."


اما عند كين حيث نهض اليساندرو قائلا بابتسامة "سررت بالتعرف عليك يا كين...." ثم مد يده لمصافحته......نظر كين الى يده لبرهة من الزمن ليصافحه بعدها قائلا "وأنا أيضاً سعيدٌ بلقائك...." ثم اكمل بنفسه "بالرغم من أنني لم أرتح لك البته...."
توجه اليساندرو نحو الباب وتبعه دانتي بصمت الا ان كين قال "سأرافقكم الى الاسفل...."
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتي اليساندرو ليقول "هذا لطفٌ منك...."
كين بنفسه "على كل حال كانت وجهتي للأسفل كي أنضم للأخرين....."

مارك بتعب "هذه الـ جودي دائماً تبحث لنا عن عملٍ ما حتى لو كان من تحت الارض..."
ضحكت ليندا بعفوية قائلة "ولكن هذا ممتع جداً...."
فتح مارك الباب ليدخل وتبعته ليندا وهما يتبادلان الحديث ويضحكان....في تلك اللحظة كان اليساندرو و دانتي متوجهين نحوهم وكين يسير بجانبهم..... توقف اليساندرو عن السير محدقاً بذلك الفتى الذي أطلق ضحكةً بريئة من أعماق قلبه......ذلك الفتى صاحب الشعر الاسود.....ذلك الفتى صاحب العينان الزرقاوتان.....تلك النظرات البريئة التي حملتها قسمات وجهه......فتح عينيه باندهاش قائلاً بصوتٍ بالكاد كان مسموعاً "جوليا....."
التفتت ليندا له......اتسعت عيناها مندهشةً.....خفق قلبها بشدة.....ذكريات و صور غير واضحة تراودت في ذهنها.....أصواتٌ عديدة ترددت في أذنيها....... ولم يكن ذلك الشاب دانتي بأقل اندهاشاً منهما......دانتي بنفسه "لا...لا أصدق....هل يعقل هذا....."
حولت ليندا نظرها ما بين اليساندرو و دانتي لتنظر بعدها الى كين الذي كان يقف ومعالم الاندهاش مرسومة على قسمات وجهه....
التفت مارك الى ليندا ثم عاد بنظره الى اليساندرو ليقول بنفسه
"انهما....متشابهان...."
كان الصمت سيد المكان ومعالم الاندهاش مرتسمة على وجوههم..... انتبه اليساندرو لما يحدث وحاول ان يتدارك الموقف فالتفت الى كين قائلاً بابتسامة مصطنعة وبنبرة لم تخلوا من الارتباك "أ...أعتقد انهم اتباعك....."
أومئ كين برأسه "أ.....أجل"
التفت اليساندرو الى ليندا ومارك وابتسم قائلا "اتطلع للتعرف اليكم جميعاً....."
ثم سار بأتجاههما ماراً من جانب ليندا حيث نظر لها بطرف عينه ليخرج بعدها هو و دانتي من القصر.......
راقبته لين وهو يبتعد.....ضمت يدها الى صدرها.....حاولت ان تخفف من توترتها والسيطرة على ضربات قلبها المتسارعة......ليندا بنفسها
"يا الهي....ما الذي حصل لي.....جسدي يرتعش.....لماذا نظر لي هكذا....هل يعرفني؟؟؟"
نظر كين الى ليندا الواقفة من غير حراك وهي تحدق بالباب.....لاحظ مارك ان هنالك شيئاً غريب يحدث....فحاول ان يكسر الصمت قائلا بمزاح "ما هذا يا آرثر.....هل هو والدك؟؟ انتما متشابهان لدرجة كبيرة....."
التفتت لين له قائلة "أأ.....أبي.....أنا؟؟...." مجموعة من الصور تراودت الى ذهنها من جديد.....ولكنها لم تكن واضحة البتة....أمسكت رأسها بكلتا يديها قائلة "رأسي....يؤلمني بشدة..."
مارك ببعض القلق "هل انت بخير؟؟؟"
وضع كين يده على كتفها قائلا "ارجو المعذرة يا مارك....أريد التحدث معه على انفراد...." ليبدأ بالسير حاثاً ليندا على السير معه......
راقبهما مارك وهما يصعدان السلالم حتى اختفيا عن انظاره....ضيق فتحت عينيه قائلاً
"هنالك شيءٌ يخفيانه...."


اما عند اليساندرو حيث كان جالساً بالسيارة وهو ينظر من النافذة ودانتي يجلس بجانبه......
اليساندرو "لقد رأيت ذلك الفتى انت ايضاً....اليس كذلك؟؟"
اومئ دانتي برأسه "اجل سيدي....."

"تلك العينان....تلك النظرة......تلك الملامح.....لا يوجد سوى شخصٌ واحد كان يحملها......"


شد دانتي على قبضة يده قائلا "أجل سيدي كانت للسيدة جوليا....."
التفت اليساندرو له قائلا "والشخص الاخر الذي حمل نفس تلك الملامح...."
انزل دانتي رأسه قائلا "الانسة الصغيرة.....لها نفس ملامح والدتها....."
ابتسم اليساندرو ونظر من النافذة قائلا "اذا وجدناها....."


اما عند كين وليندا......حيث جلست ليندا على الاريكة شاردة الذهن....وأتكأ كين على الحائط بجانب الباب مكتفاً يديه تحت صدره..... قطع كين الصمت الذي حل بينهما قائلا "اذا أخبريني.....من يكون؟؟"
هزت ليندا رأسها نفياً قائلة "لا أعلم....."
ابتعد كين عن الحائط متجهاً نحوها قائلا "ولكن ما حدث قبل قليل يبين عكس ذلك....بدا وكأنكما تعرفان بعضكما البعض...."
شدة ليندا على قبضة يدها قائلة "شعرت بشيء غريب....وكأنني قابلته يوماً...ولكنني لا أتذكر شيئاً يا كين....."
جلس كين على الطاولة التي كانت امام ليندا وانحنى بجذعه الى الامام قليلاً وقال "هل تعلمين بماذا همس عندما رآكِ؟؟"
رفعت لين رأسها ونظرت الى عينيه قائلة "ماذا قال؟؟"

"لقد همس بأسم جوليا......"

اتسعت عيناها.....وقفت مندهشةً تماماً.... قالت من غير تصديق "هذا... مستحيل....."


وفي المساء.........
في قصر اليساندرو حيث كان يتناول طعام العشاء برفقة جورج.......
وضع اليساندرو الملعقة في صحنه والتفت الى جورج قائلا
"كيف كان يومك؟؟"
جورج ببرود "جيد...." ثم قام بتحريك الملعقة التي كانت داخل كوب الشاي بشكل دائري قائلا "وانت؟؟ كيف كان يومك؟؟"
ارتسمت ابتسامة على شفتيه قائلا "كان يوماً رائعاً...وجدت كنزاً ثميناً بحثت عنه من سنين طويلة...."
توقف جورج عن تحريك الملعقة والتفت الى اليساندرو قائلا بتساؤل "ما الذي تقصده...."
اليساندرو بابتسامة "وجدت ليندا....."
اتسعت عينان جورج قائلا باندهاش "مـ......ماذا؟؟"


اما داخل تلك الغرفة المظلمة التي انارتها بعض الاضواء القادمة من الخارج عبر النافذة......حيث كان دانتي مستلقياً على سريره.... "هل يمكن ان تكون هي؟؟ ان كان ذلك صحيحاً فأنها مصيبة....يجب الا يأخذها اليساندرو معه والا سينتهي كل شيء...." وقف بعدها ليتجه الى النافذة.... "ولكن....لماذا مع كين؟؟ الم تجدي يا ليندا شخصاً غيره....لماذا هو؟؟لماذا؟؟....."
اغمض دانتي عينيه ليعود بذاكرته الى الماضي...... حيث كانت تلك الفتاة الشقراء صاحبة العينان الزرقاوتان تقول "ارجوك يا دانتي....هيا احملني...."
دانتي بارتباك "ااااه يا ليندا....الا تري أنني مشغولٌ الان....يجب أن أجمع الحطب....سنلعب فيما بعد...."
ليندا وهي متشبثة بساقه "لا لا لا لا أريدك ان تحملني الان....."
قال دانتي بصوت مرتفع "تعالي يا كيت وخذي الانسة الصغيرة....."
اتجهت كيت نحوهم قائلة "هيا يا ليندا تعالي معي....وسنلعب مع دانتي لاحقاً....."
ليندا وهي تهز رأسها نفياً "لا لا لا لا......."

"ما الذي يحدث هنا؟؟؟"

التفت كلا من دانتي وكيت نحو مصدر الصوت.......سيدةٌ شقراء.....عينان خضراوتان.....ابتسامة ساحرة ارتسمت على معالم وجهها الذي لم يخلو من البراءة.....ابتعدت ليندا عن دانتي وركضت باتجاه تلك السيدة قائلة "أمي.....دانتي لا يريد ان يلعب معي؟؟؟"
حك دانتي رأسه بارتباك قائلا "سيدة جوليا.....أنا......"
ابتسمت جوليا وحملت ليندا بين ذراعيها قائلة "ستلعبين معه فيما بعد يا صغيرتي....هيا لنتناول كعكة الشوكولا...."
ليندا بفرح "هذا رائع....."

فتح دانتي عينيه قائلا بحزن "لقد كانت أيامٌ جميلة......" لتأتي بعدها ذكرة مؤلمة امام عينيه.....في تلك الغرفة.....على ذلك السرير الابيض حيث كانت جوليا مستلقيةً عليه....مجموعة من الاجهزة التي لفت جسدها.....رفعت يدها بتعب لتمسك بيد كيت التي كانت واقفة بجانبها وقالت بصعوبة "ليندا....برعايتك....كيت....دانتي....انا أثق بكما...." ثم التفتت الى دانتي قائلة "أعتني بهما يا دانتي.....لن تجد أفضل من كيت.....انا أثق بك...." لتفلت يد كيت بعدها حيث تدلت عن السرير وأصدر ذلك الجهاز صفيراً معلناً عن توقف قلبها.....

رفع دانتي رأسه ونظر الى السماء قائلا
"وانا سأكون في محل ثقتك يا سيدتي....."


خيم الظلام معلناً عن انتهاء اليوم بما فيه من أحداث ليخلد الجميع الى فراشهم كلاً منهم لديه مجموعة من الاسئلة اللتي تدور في رأسه باحثين لها عن أجوبة.......



Brb
__________________

















رد مع اقتباس