..
البارت الثاني عشر( شاب مجهول ..).. **
وعلى طاولة الطعام في منزل رين جلس هو وماري على مائدة العشاء يتناولانه بهدوء كما هي العادة لكن رين قرر ان يغير من هذا الروتين وقال بابتسامه: ماري..ماذا فعلتي اليوم في الأستديو خاصتك؟؟..
فرفعت تلك الأخيره رأسها لتقول بهدوء: كما هي العادة.. تصوير وجلوس خلف جهاز الكمبيوتر لترتيب الصور على الخلفيات وغيرها ..لا شيء أخر..
فقال رين وهو يقشر التفاحة بالسكين: وكم سيدة أستقبلتي؟..
فقالت وهي تقطع شريحة اللحم: ربما عشرين سيدة اوثلاثين..لا اتذكر بالضبط..
ثم غلف الصمت المكان من جديد لتقطعه ماري بقولها: اخبرني...عن مارك..هل هو بخير؟..
توقف رين في تلك اللحظة عن تقشير التفاحه لينظر إليها بصمت وهو يتفحص وجهها ثم قال وهو يكمل تقشير التفاحه: أجل انه كذلك..
فابتسمت بشيء من الفرح وقالت: جيد..ثم أخذت تكمل أكلها بهدوء..
...............................**
لبس مارك ثياب النوم خاصته ..واتجه إلى سريره ليستلقي عليه بعد ساعة من وقت العشاء .. كان يفكر بحاله السابقه وحاله الآن.. ففي الماضي كان يعيش مع والده ووالدته في منزل كبير جداً..أي نستطيع أن نقول عنه قصراً لكبره وفخامته.. له غرفة خاصه كبيرة وواسعه جداً..وربما كانت بحجم هذه الشقة التي يعيش فيها الآن.. كان يعتبر نفسه أسعد الناس.. فأب وأم يهتمان به وحب وحنان يحيط به.. أسرة سعيدة متحابه ..لكن عندما توفيت والدته تغيرت وقلبت الموازين.. اصبح القصر كيئباً حزيناً.. لا تدخل البسمة اوالفرح إليه..وخصوصاً عندما تزوج ابيه تلك المرأة التي ملئت القصر بالمشاكل..وتسببت بطرده..إلى هنا وتوقف مارك عن أسترجاع اي شيء أخر واستلقى على جانبه الأيمن ليتنهد بحزن ثم يغمض عينيه وينام..
..........................**
أما في الصباح فكالعادة استيقظ مارك واستحم ليبدل ملابسه ثم ذهب ليتناول فطوره وبعدها اتجه للشركة ولما وصل إليها لم يشاهد سيارة أوليفان في الموقف الذي يوقف سيارته فيه في العادة بل وجد سيارة أخرى باللون البني الداكن فعقد حاجبيه لأنه لأول مرة يشاهد هذه السيارة منذ ان اتى إلى هنا..لم يبالي بها كثيراً ودخل الشركة وهو يرسم ابتسامة انتصار على شفتيه لكن لم تدم تلك الأبتسامة طويلاً عندما رأى أوليفان يجلس خلف مكتبه وهو يعمل، فضيق من عينيه بشيء من الغيظ لكنه ابتسم وذهب إليه ليقف امامه ويقول: صباح الخير..
رفع اوليفان رأسه لينظر إلى ذاك الأخير نظرة تتطاير منها الشرر لكنه انزل رأسه من جديد ولم يجب..
فرفع مارك أحد حاجبيه وقال: مابك ..لما لاترد على التحيه؟؟..
فلم يجب أوليفان عليه بل لم يوليه اهتاماً حتى.. فنزع مارك الملف الذي كان يقلب في اوراقه من بين يديه وقال ببرود: أجب..
فرفع أوليفان نظره إليه وقال بجمود: لست مجبراً على الرد على امثالك أيها الوقح..ثم أخذ الملف منه ووقف ليقول بغضب: يفترض بك أن تفسر لي مافعلته بسيارتي؟؟
فقال مارك ببراءه: أفسر مافعلته بسيارتك؟..ثم أمال برأسه قليلاً ليقول: لم افعل شيء..
فأكمل أوليفان بغضب: لست مغفلاً كي أصدق أمثالك أيها الخبيث المتعجرف..قلي لما افرغت الهواء الذي في عجلات سيارتي ؟
في تلك اللحظة ابتسم مارك ثم اخذ يوسع من ابتسامته شيء فشيئاً حتى اخذ يضحك بصوتاً عالي فعقد أوليفان حاجبيه باستنكار ليقول مارك: كم هذا رائع حقاً.. جيد بأنك غضبت وإلا لما كان لإفراغ هواء عجلات سيارتك معنى.. ثم ذهب ليجلس بجانبه ويقول بشيء من الكره: هذا من اجل مافعلته بي في الحديقه..
فابتسم أوليفان بحنق وقال: هكذا إذاً ؟...ثم جلس وقال بتحداً: سأجعلك تدفع الثمن..
فقال مارك بنفس النبرة: فالتفعل ذلك إن أستطعت..
...........................**
أنهى أوليفان تدريب مارك بعد العديد من المشاحنات الكثيرة التي كانت خلال التدريب ونظرات تحمل كثير من المعاني كانا يتبادلانها..وفي لحظة ما فتح باب المصعد ليخرج منه رجل كبير في السن قليلاً ومن خلفه شاب فتقدما نحو طاولة أوليفان حتى اصبحا امامها ولما رأه ذاك الأخير وقف وقال: أهلا بك سيدي.. ثم أردف بأدب: ليس من عادتك أن تأتي في هذا الوقت..
فأومأ رين برأسه بابتسامه ثم قال: هذا صحيح ..لكني قمت بجولة على جميع أقسام الشركة لذلك أتيت إلى هنا..ثم نظر إلى مارك الذي لم يتحرك من مكانه وقال: مارك.. اود ان اتحدث معك قليلاً تعال معي..
فنهض ذاك الأخير من على الكرسي وتوجه إلى جده ثم أخذا يمشيان حتى وصلا إلى باب المصعد فقال أوليفان بصوت منخفض نسبياً: هيه سبستيان فالتفت ذاك الأخير إليه وتقدم قليلاً نحوه ليقول : ماذا؟..
فابتسم أوليفان ابتسامة مرحه وقال:لم أُصبح عليك هذا اليوم ...
فبادله سبستيان بابتسامه هادئه وقال: أجل فلقد أتيت مبكراً ..
فقال أوليفان بابتسامه واسعه: صباح الخير إذا ..
فأطلق سبستيان ضحكة خفيفة وقال: صباح الخير..
وبعد دقائق عاد مارك للجلوس على كرسيه وصعد رين وسبستيان إلى الطابق الرابع .. وعندما اتت الساعة العاشره أتى ذاك الرجل المدعو ب(تاتسو مارا) الذي أتصل بمارك بالأمس للشركة وصعدا لمكتب رين ليسلم الصفقة إلى ذاك الأخير ويكلمه في موضوعاً ما..
...........................................**
جلسا على الطاولة التي في المطعم في تمام الساعة التاسعه مساءً وبعض من الأطعمه الشهية عليها..فقال رين بهدوء: أخبرني مارك..مالذي تعلمته من اوليفان؟..
فقال وهو يحرك الحساء بالملعقه: كل شيء يخص العمل..
رين: لكني لم أرى ذلك بادياً عليك ..
فتوقف مارك عن تحريك الحساء وعقد حاجبيه قائلاً: مالذي تقصده..
رين: اقصد في الشركة... لما أتيت أنا ووقفت امام المكتب لم تقف عندما وقف أوليفان لتحيتي..
فقال مارك مغيراً لدفة الحديث: على ذكر المكتب ياجدي متى ستحضر مكتباً لي؟؟
فرمقه رين ببرود وقال: قريباً..لكن توقف عن تغيير الموضوع وكلمني بخصوص ماقلته لك قبل قليل..
فتنهد مارك بهدوء ثم قال: لأنه لم يأتي على بالي أن أقف..
رين: كاذب..
فرفع مارك حاجبيه للأعلى في استغراب..بينما قال رين: أجل كاذب..لأنك لم تتعب نفسك بالوقوف اصلاً .. ثم أردف وهو يقول: فيك عادة لاتعجبني مذ كنت صغيراً وهي لم تتغير أبداً بل ازدادت سوءاً فوق سوءها ..
مارك: وما هي؟؟.
رين: غرورك وتكبرك..الذين لا اعلم من أين اتيت بهما..
ابتسم مارك بهدوء ثم قال: انا لا اشعر بأني كذلك..
رين: لكن من حولك يشعرون..
فقال مارك بسخريه: وماذا افعل لهم حتى لايشعرون بذلك؟..هل اختفي من العالم مثلاً؟..
رين: أنا لم أقل لك ذلك..لكن حاول ان تتواضع للجميع ..
فأومأ مارك برأسه إيجاباً ثم قال بعدم أهتمام: سأحاول.. بعدها أردف قائلاً:إذا ..هل أتيت بي إلى هنا من أجل هذا الشي فقط؟..
فقال رين وهو يضع المنديل على صدره: فقط.. ثم نظر إليه وقال: هل كنت تود بأن أكلمك في شيء أخر؟..
فأومأ مارك برأسه نفياً وقال: أبداً..
.......................................**
أما في اليوم الثاني في الشركة..عندما وصل مارك إلى الشركة تفاجأ بوجود مكتب أخر مجاور لمكتب أوليفان عليه جهاز كمبيوتر وهاتفان الأول متصل بمكتب السكرتير والآخر لأستقبال المكالمات من العملاء وغيرهم..بالأضافة إلى أشياء أخرى.. فتقدم نحوه ليجد ورقة مثنية بعنايه موضوعة عليه فأخذها وفتحها ليقرأ ما بداخلها: مارك هذا هو مكتبك.. أتمنى أن تعمل بجد عليه.. (رين).
ابتسم مارك في تلك اللحظة بشيء من السخريه ثم أعاد الورقة إلى مكانها ونظر إلى أوليفان الذي شغل بالكتابة..وكالعادة لم يوليه أهتماماً بل ذهب وجلس خلف مكتبه ليسمع صوتاً يقول بسخريه: مبارك لك المكتب الجديد..مع تمنياتي بأن يبقى كما هو.. نظيفاً ومرتباً..
فالتفت مارك إلى أوليفان وقال بجمود: ماذا تقصد ؟
أوليفان:قصدي واضح....ثم عاد ليكمل عمله بينما تمتم مارك بخفوت قائلاً: أحمق..
وبعد مرور خمس دقائق ألتفت أوليفان إلى مارك وقال: هل انت مستعد للتدريب؟..
فقال مارك دون أن يلفت إليه: أجل..
..........................................**
همت ماري بالتقاط صورة لأحد السيدات لكنها قالت :من فضلك ابتسمي..
فابتسمت السيدة بهدوء لتلتقط ماري صورة جميلة لها ثم قالت وابتسامة هادئة ترتسم على شفتيها: انتهينا..
فنهضت السيدة من مكانها ثم قالت: متى ستخرج الصور..؟
فقالت ماري بابتسامة هادئه:بعد شهر من الأن..
-حسناً إذاً..سأنتظر إلى ذاك الحين..إلى اللقاء..
ماري: إلى اللقاء... ثم اتجهت إلى جهاز الكمبيوتر وبدأت بتعديل الصورة وترتيبها من خلال برنامج الفوتوشوب ..
......................................**
أرتشف أوليفان القليل من قهوته التي أعدها روبرت له ..ثم أعاد الفنجان إلى مكانه على الصحن الصغير الخاص به..فالنظر إلى مارك بطرف عينه ببرود ثم أعاد النظر إلى جهاز الكمبيوتر ..وما هي إلاً لحظات حتى أتى شخصاُ ما ووقف أمام مكتب أوليفان وقال بصوتاً هادئ: مرحباً..
رفع أوليفان رأسه ووقف قائلاً:مرحباً..هل من خدمة استطيع أن أقدمها لك؟
فابتسم الشاب بلطف ليقول: أجل..من فضلك أود مقابلة السيد رين داني..
فقال اوليفان بابتسامه هادئه: حسناً... لكنه مشغول الآن تستطيع أن تنتظره ريثما ينتهي من عمله..ثم أشار عليه بأن يجلس على الآرائك التي تبعد عنهم بمسافه قصير قائلاً: تفضل بالجلوس على الآرائك التي هناك..
فأومأ الشاب برأسه وقال بابتسامه: لابأس..ثم وجهه نظره إلى مارك الذي ينظر إليه بالامبالاة وابتسم بغموض بعدها توجه للأرائك حتى يجلس عليها بينما ألتقط أوليفان سماعة الهاتف واتصل بسبستيان ليقول له: هيه سبستيان..هل لازال السيد رين منشغلاً؟..
فنظر سبستيان إلى جدول أعمال رين وقال: أبداً لقد أنهى أخر عملاً له للتو..لماذا تسأل؟؟..
أوليفان:هناك من يود مقابلته..
سبستيان: حسناً ..سأقول له ذلك..بعدها سأتصل بك ..
أوليفان: حسناً..ثم أغلق الهاتف وأتجه إلى ذاك الشاب الذي التقط مجلة من على الطاولة التي امامه وبدأ بقرائتها فقال له بابتسامه: هل تود أن تشرب شيئاً ما؟..
فرفع الشاب رأسه من على المجله ليبتسم بدوره ويقول: أبداً.. لكني ..أريد أن أسألك عن ذاك الشاب الذي هناك ..منذ متى وهو يعمل هنا؟..
فالتفت أوليفان إلى مارك ثم أعاد نظره إلى الشاب ليقول بهدوء: منذ أسبوع تقريباً..
فوسع الشاب من ابتسامته ليقول:حسناً.. أني اشكرك. |