عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 10-26-2012, 04:05 PM
 
[SIZE="7"]البارت الرابع عشر( ليس هو بل بيير..وسيدفع مارك الثمن غالياً)..**
ولما وصلت إلى الباب فتحته بشكل واسع حتى تتمكن من رؤية ذاك الشاب الذي ظنته مارك ..لكنه لم يكن هو..كان شاباً يحمل بين يديه باقة من الزهور الحمراء وهو يرسم على وجهه ابتسامة رائعة ..ظلت ماري تتطلع إليه بشيء من الأستياء والأستغراب..تنظر إليه باستياء لأنه لم يكن مارك كما ظنت..وتنظر إليه باستغراب لأنه شاب لم تره من قبل لكنها في أخر لحظة ابتسمت ابتسامة واسعه وسعيده فقالت بتفاجئ: بيير !!
فقال ذاك الأخير بابتسامه واسعه وهو يفرد ذراعيه لأحتضنها: لقد عدت عمتي..
فقالت تلك الأخيرة وهي تبادر باحتضانه:أوه عزيزي .. لقد عدت حقاً....ثم ابتعدت عنه ليقدم لها الأزهار فقالت بسعاده: يالها من أزهار رائعة أشكرك حقاً..
فوضع بيير يده خلف رأسه وهو يبتسم بلطف كبير: الحمد لله بأنها أعجبتك..
فأشارت ماري له بالدخول وقالت: تفضل بني..أدخل..
فدخل بيير داخل المنزل وجلس في الصالة أما ماري فكانت ترتب الزهور في المزهرية الموضوعة على الطاولة التي تتوسط الصالة..ولما انتهت جلست بجانب بيير وبدأت بالتحدث إليه طويلاً بفرح....
....................................**
وضع أوليفان الملف أمامه وبدأ بتصفح أوراقه ومن غير تفكير خطرت على باله فكرة ستجعل مارك يدفع الثمن بشكل كبير..وأنا أعتقد بأن هذه الفكرة ستكلف مارك الكثير.. فصاح في تلك اللحظة بأحدهم قائلاً: روبــــــــرت..
فأتى ذاك الأخير ليقول: نعم سيدي؟..
فقال أوليفان بابتسامه خبيثة: من فضلك أصنع لي فنجان أخر من القهوة.. وفور أنتهائك منه أجلبه لي .. لأني أريده ساخناً جداّ.. فابتسم روبرت بهدوء وقال:حاضر سيدي.. ثم عاد إلى المطبخ ليعد لأوليفان تلك القهوة ..الســـــــاخنه..
.................................**
ماري: هذا رائع..وأين ستعمل الآن؟..
فقال بيير وهو يضم الوسادة الصغيرة إلى صدره بهدوء: في الواقع أنا لم أفكر بهذا الآن.. لكن مؤكد سأعمل في شركة والدي..فهو سيطلب مني ذلك لامحاله..
ابتسمت ماري وقالت: أجل..فأنت وحيده بيير..ثم سكتت قليلاً وقالت: هل ذهبت لرين؟.
بيير: أجل..ذهبت إليه في الشركة ثم اتيت إلى هنا..
فقالت ماري بتردد: حسناً..اممم..بتأكيد شاهدت مارك اليس كذلك.؟؟
فابتسم بيير وقال: بكل تأكيد عمتي..لكنه في البداية لم يعرفني..ولما دقق فيّ كثيراً تعرف إلي..
ابتسمت ماري بشيء من الحزن وقالت: نعم..فملامحك تغيرت بعض الشيء وخصوصاً عندما نزعت النظارات الطبية عن عينيك ..
فقال وهو يضع إصبعه السبابة على ذقنه: حقاً؟.. ثم أردف وهو يبتسم أبتسامه عريضه: لكن أصدقيني القول ..ألا أبدوا وسيماً هكذا أكثر؟..
فأطلقت ماري ضحكة رقيقة وقالت: بلى ..أنت كذلك..
.....................................**
أتى روبرت إلى أوليفان وهو يحمل فنجان القهوة الساخنة ..فوضعها على الطاولة وشكره ذاك الأخير بأدب..ولما عاد روبرت إلى المطبخ ألتفت أوليفان إلى مارك الذي كان يضع يديه اليمنى على طرف الطاولة ويحني جسمه حتى يلتقط ورقة سقطت على الأرض..فاستقل أوليفان تلك اللحظة وحمل فنجان القهوة بيده ليسكبه بأكمله على يد مارك في سرعه ..وفي تلك اللحظة أبعد ذاك الأخير يده عن الطاولة بسرعة كبيره وصرخ صرخة عاليه تدل على الألم الذي أحس به..ثم وقف وهو يمسك يده بقوه وألتفت إلى أوليفان الذي سد أذنيه تجنباً لسماع صراخه فقال بصوت حاد يحمل الألم: مالذي فعلته ؟ لقد أحرقت يدي.. سحقاً لك..
فقال أوليفان باللامبالاة وقد وضع الفنجان على الصحن الصغير الخاص به: ألم أقل لك بأني سأجعلك تدفع الثمن وأنت تحديتني؟ ...ثم أردف بابتسامة جانبيه: فها أنا ذا قد فعلت..
فقال مارك وهو يخرج الحروف من بين أسنانه بغضب: أي وغد أنت؟.. وبعد ذلك مباشرة شعر بأن يده بدأت تنبض بألم كبير فضغط عليها بيده اليسرى ليقول أوليفان وهو ينظر إلى جهاز الكمبيوتر: إذهب إلى الطبيب حتى يجد حلاً ليدك .. المحروقه..(قال أخر كلمة بسخرية وكان ذلك مما جعل من مارك يشتعل غضباً وحقداً..)..فحمل مفتاح سيارته وهاتفه المحمول وخرج من الشركة راكباً سيارته.. في حين أبتسم أوليفان وقال وهو لايزال ينظر إلى شاشة الكمبيوتر:أنا آسف حقاً..لكنك تستحق ذلك..
أما في السيارة .. وضع مارك يده اليمنى بالقرب من فمه ونفخ عليها بهدوء لعل الألم الذي يشعر به يرحل لكن ذلك لم يحدث فنظر إليها لبرهة من الزمن ووجد بأن لونها قد تحول إلى الأحمر الفاتح جداّ.. فغضب بشده ..وبعد مرور قليلاً من الوقت أوقف سيارته عند أحد المستشفيات الكبيره وترجل منها ليدخل عند أحد الأطباء..ولما رأى الطبيب يده لمسها بخفه فتأوه مارك بخفوت وقال: لا تلمسها ..لقد آلمتني..
فقال الطبيب وهو يحظر أدواته: أسف..لكن أخبرني.. هل ما سكب عليها ماء ساخن؟
فرفع مارك أحد حاجبيه وقال: وما أدراك أنت؟..
فالتفت الطبيب إليه وقال بابتسامه شاحبه: أنه تخميناُ وحسب..
فقال مارك بغيظ وهو ينظر إلى يده: بل هي قهوة ساخنه..
فابتسم الطبيب بخفه ثم تقدم منه قليلاً ليضع على يده القليل من المراهم ويلفها بالضماد النظيف.. وبينما هو يفعل ذلك شرد مارك بذهنه وعاد بذاكرته إلى الوراء..كان يبلغ من العمر 17 عاماً..يجلس في غرفته وهو يضم يده اليسرى إلى صدره ويبكي بحراره فألم الحرق الذي سببته له امرأة أبيه لم يكن كأي حرق فلقد غلت الماء جيداً حتى أصبح البخار يتصاعد منه وبعدها سكبته على يده بلى أدنى رحمه حتى أخذ يصرخ بقوة ويجهش بالبكاء...
(أيها الشاب .. لقد أنتهيت..هيه هل تسمعني..)
أنتبه مارك على نداء الطبيب له فرفه رأسه لينظر إليه وقال بهدوء: أني أسمعك وشكراً لك....ثم نهض من على السرير الأبيض الذي كان يجلس عليه وخرج من الغرفه ليمشي في الممر الطويل ذا اللون الأبيض وهو يقول في نفسه: لما؟..لما كل ما يحدث معي الآن مشابهاً لما حدث معي في الماضي؟.. ثم تنهد بحسرة وخرج من المشفى ليركب سيارته ويعود إلى شقته ..وهناك كالعادة استقبلته خادمته مارشا و تجاهلها كما يفعل كل مرة..فذهب إلى غرفته واستلقى على سريره الكبير ليفرد ذراعيه وكذلك رجليه بشكل واسع غارقاً في تفكيره وماضيه الحزين البائس..
........................................**
وفي الشركة كان أوليفان لايزال يجلس خلف مكتبه وهو يعمل..فأخذ الموظفين يخرجون من الشركة واحداً تلو الآخر والبعض يخرجون دفعات حتى لم يبقى في الشركة أحداً إلا هو و سبستيان ورين..فأخذت الساعات تمضي وتمضي حتى اصبحت الساعة السابعة مساءً..ففي تلك اللحظه فُتح باب المصعد ليخرج منه رين وسبستيان.. فوقف أوليفان عندما رأهما وابتسم بشحوب ليقول له رين: أوليفان...ألم تذهب بعد إلى منزلك؟
فقال ذاك الأخير بهدوء: لا ..لكني سأذهب الآن..
رين: أنصحك بأن لا تتعب نفسك..فأنا أرى علامات التعب بادية على وجهك..
أومأ أوليفان برأسه وهو لا يزال يبتسم ثم ذهب رين ليقول سبستيان بخفوت وابتسامته المشرقه مرتسمة على وجهه: إلى اللقاء يا صديقي..
أوليفان: إلى اللقاء..
ولما غادر سبستيان الشركة جلس أوليفان على الكرسي من جديد وأخذ يرتب مكتبه ليستعد للمغادرة.. ولما انتهى حمل مفتاح سيارته وخرج من الشركة فركب سيارته التي أصلح عجلاتها وأخذ يشق طريقه عائداً إلى منزله.. وفي الطريق كان يتثائب كثيراً وهو يقول بتعب: لم أشعر بالتعب هكذا من قبل.. آخ يا ألاهي... مضت ساعة ونصف وإذا به قد وصل إلى المنزل فترجل من السيارة وقال:وأخيراً..وصلت بالسلامة ...ثم دخل المنزل من بوابته الزجاجيه البنيه الداكنه التي لا يرى من خلالها شيء والتي زخرفت بشكل رائع..ليسمع صوتاً لطالما أحبه يقول: أهلاً بعودتك بني..
فالتفت إلى مصدر الصوت ليقول بابتسامة هادئه وبالتأكيد لاتخلو من التعب: مساء الخير أمي..
الأم: مساء الخير حبيبي.. ثم أردفت بهدوء: لقد تأخرت هذا اليوم في عملك..
فقال وهو يدس يده بين خصلات شعره: أجل أمي..فأنا لم أنتهي من عملي إلا متأخراً..لذلك أتيت في هذا الوقت.. ثم سكت قليلاً وقال: أين جود و آل ؟؟
فأشارت الأم إلى يسارها وقالت: إنهما في الصالة يشاهدان الرسوم المتحركة..
فقال أوليفان بإرهاق: حسناً..أنا ذاهب إليهما..فأخذ يخطو بخطواته الهادئة إليهما ولما ألتفتا إليه ورأياه نهضتا من على الأريكة معاَ وأخذتا تركضان إليه بسرعه حتى ارتميا في حضنه بسعاده فطوق ذراعيه حولهما وقال: لقد اشتقت إليكما عزيزتاي..
فقالتا معاً: ونحن أيضاً..
فابتعدت آل قليلاً عنه لتقول: هل أشتريت لي الحلوى؟..
وفعلت جود المثل لتقول:وهل أشتريت لي الشوكولاته؟..
فقال اوليفان بابتسامه شاحبه : أووه أنا آسف جداً..فلقد نسيت ذلك ..
فنفخت كلاً من أل وجود خديهما باستنكار ليكمل أوليفان قوله:لكني أعدكما بأن أشتري لكما ماتريدانه غداً أتفقنا؟..
فقالتا بعدم رضى: أتفقنا..
فقال أوليفان وهو يحاول إرضائهما: أرجوكما لاتغضبا مني ..فأنا بالفعل نسيت..هيا سامحاني..
فالتفتت أل لجود وهي تقول بابتسامه: هل نسامحه ؟..
فقالت جود وهي تبادلها الأبتسامه: لابأس ..سنسامحه هذه المرة فقط..
فالتفتا كليهما إليه لتقولان بابتسامة واسعه: حسناً سامحناك هذه المرة..
فقال وهو يبعثر شعرهما القصير الأشقر: مشاغبتان..
( هل تريد مني أن أضع لك العشاء الآن بني؟)
التفت أوليفان إلى الخلف وقال: أجل أمي ..فأنا جائع جداً..
فابتسمت الأم بحنان وقالت: حسناً دقائق معدودة ويكون كل شيء جاهز..ثم أتجهت إلى المطبخ بينما ألتفت هو إلى أختيه وقال: هل تناولتما عشائكما؟..
فنظرت كلاً منها إلى بعضهما وابتسمتا بمكر ثم عاودتا النظر إلى أوليفان وقالتا: لا ..لم نتناوله بعد..
أوليفان: إذا ما رأيكما ان تتناولاه معي؟..
فقالتا بسعادة: بكل تأكيد موافقتان..
في تلك اللحظة نادت الأم أوليفان وهي في المطبخ قائلة: أوليفان بني..هيا تعال إلى المطبخ حتى تتناول عشائك..
فقال بصوتاً مرتفع نسبياً: أنا قادم أمي..ثم أمسك بيدي أل وجود وأخذ يتجه إلى المطبخ ..ولما وصل إلى هناك جال بنظره في أرجاء المطبخ لكنه لم يجد امه التي كان يبحث عنها بينما تنهدت كلاً من الأختين براحه .. هز اوليفان كتفيه بعدم أهتمام ثم أجلس آل عن يمينه وجود عن يساره وهو بينهما..ثم شرعوا بتناول الطعام الموضوع على الطاوله، فقالت آل بهدوء وهي تشير إلى أبريق الماء: أوليفان..أسكب لي كأساً من الماء..
.....................................
__________________







رواية ..{ وللصداقة عنوان }..

http://vb.arabseyes.com/t355960.html

تزداد روعة بعبق اطلالتكم اللذي تنثرونة على صفحاتها