قبس توهج في مجاهل ذاتي
قبس توهج في مجاهل ذاتي
ثملَ السّنا متمرّد الذّرات
قبس نسائمه الحياة ، ونوره
معنى الحياة ، وفيه كلُّ حياة
حسَر الدجى من داخلي ومن الدجى
فوقي عباءةُ ذي بُروق شات
فأضاء لي فلوات نفسي كلَّها
إلا كعرض الأرض من فلواتي
فملأت قنديلي من الزيت الذي
سكَبته في نفسي يد الزّيات
وتركتُه قرب الفؤاد معلّقاً
ومضيت أسبر كُنه صحراواتي
فذُهلتُ حين رأيت فوق رمالها
بعض الجبال تئنّ من عزماتي
ووجدت في أعماقها متنزّهاً
تأوي إليه السود من صَبواتي
ورأيت قصرا فيه جيش عجائز
زرقِ الوجوه زوائغ النظرات
وإذا الرماح تميس حول سياّجه
صمَّ الكعوب لوامع الشفرات
وإذا النفاق سياجه ،وإذا الكلام رماحه ، وملوكُه هفواتي
ورأيت بئراً ليس ينبض ماؤها
فعلمت أن نميرها عبراتي
وأتى شذىً كالطيف يُدلي دلوَه
فظ السجيّة هائجَ النبرات
ناديتُه فدنا، فصحت مهلِّلَه:
ضعفي ! عرفتك فيك بعض سماتي
ولقيت فوق الرمل بعض رغائبي
مطروحةً في القفر كالفضلات
وعلى حدودالبِيد روضٌ ، قلت:ما
هذا ؟ فقيل : مدينة الأموات
فطمعتُ في أسرارهم من غير أن
تقوى على أغوارهم مشكاتي
هذا وذاك وذا وذلك خُشّعٌ
ويلاه لي : وتتابعتْ خطواتي
ولمحت كهفاً كالنوى أحجاره
والباب أصغر من نقير نواة
ينسل ّفيه ومنه حشد هائل
متباينُ الأشكال والأصوات
هذا يطير وذا يسير وذا يمور
وذا يهرول باغماً كالشاة
وتعجّ في هذا وذا دنيا وفي الدنيا دُنىً موّارة الحركات
وبكل ثغر ألفُ ألفِ قصيدة
وبكل عين ألفُ الفِ شكاة
من هؤلاء؟ فقيل : أنتِ جميعهم
جنّا وإنسا، أنت جيش حُواة
أنت التي ،أنت الذين ..وأنتِ سرب صوادحٍ وجوارحٍ ولواتي
فمضيت ، أين ؟ عدوت أكتنه الرؤى
في خاطري جنية الرقصات
فرأيتها أمواج يمّ لاهب
ألفيتُني فيه كظلِّ حَصاة
فطفقت أكفتُ في الأضالع حرَّها
هيهات ! سال الحرُّ في همسات
وتراكضتْ مُقَلُ الأجنة في دمي
وفرائد الأنغام طيَّ لهاتي
فإذا سمائي للسماء منارة
والشهب تحسو الضوء من ومضاتي
وإذا فؤادي والكواكب حوله
عذب النشيد عذبةُ الإنصات
وإذا صهيل بُراق أحمدَ رعشةٌ
خضراء ربّانيّة اللمسات
وإذا الورى وإذا المنى وإذا الدّنى
وإذا أنا.. وأفقتُ من سُبُحاتي
الغزال الشمالي