في أحدى الأيام .............
بينما كنت أنا صغير ............
كان عمري لم يتجاوز ............ 11سنة ......
ذهبنا في نزهة الى الصحراء .............
حيث تقبع مزرعتنا .......... هناك ...........
قررنا المبيت أسبوع على الأقل ...............
ذهبت أنا وأبي وأمـــــــــــــي ......... وأخي الأكبر وأخواتي .......
وصديق أبـــــــــــــــــــي ..........
عند وصولنا هناك ..........
أرتحنا ....... قليلا ...... في المزرعة .......... ثم بدأ أبي وصديقه في العمل .......
في المزرعة ...........
أما أمي وأخواتي ............. ذهبا في تحضير الفطور ............
وذهبت أنا وأخي الكبير الذي يفوقني بالعمر بـــــــــــ 9 سنوات لأستكشاف المنطقة .......
من حولنا ......... والبحث عن الحطب لنشعل النار ..........
وفي العشية ........ جئنا ....... انا وأخي ........ كنا منهمكين ...... من التعب ....
لأن الشمس حارة ...... وكانت في وقت الصيف ..........
أمضينا الليلة الأولى ....... بسعادة وعند النوم ....... بدأت الذئاب بالعواء .....
لكن لم نخف فالقد ....... كانت معنا أيضا الكلاب في المزرعة ......
في الصباح الباكر ....... أستيقظنا من النوم ........
فطرنا ..... وأتجه كل واحد في عمله ...... أما أنا ........
طلبت من أخي أن نتنزه في الجوار مثل أمس ولكن ..... رفض الطلب ........
فلقد طلب منه أبي مساعدته ...............
في بعض أعمال المزرعة ...............
فذهبت وحدي لأتنزه ..... فالحقيقة نبهني ........ أخي .......... وأبي .......
قالا لا تبتعد ........
ولكن لم أخذ حديثهما بمبدأ الجد .............
وذهبت في الأستكشاف ...........
الى أن ظهر لي طائر غريب ............
بدا لي لا يخاف من البشر ........ كان طول الوقت بجواري ......
ولقد كان طائر جميل جدا ............
ولكنه حاد الذكاء .....................
وكان كلما أقتربت منه ........ طار بعيدا ............
وكلما أبتعدت عنه .......... لحقني ..........
وكان يطلق على اسم هذا الطائر ....... باللهجة الجزائرية .....
........... بوغداية ..............
هو طائر يعيش في الجنوب الشرقي للجزائر ...........
كان حاد الذكاء لونه رمادي .... يعلو رأسه طربوش ريش .........
الهدف منه .........
يتيه الأطفال الصغار في الصحراء .......
والمشكلة لم يحذرني أبي منه .............
بدأت في ملاحقته .......... لمسافات طويلة الى أن وصلنا منطقة لم أعرفها ..........
وكانت بعيدة عن مكان مزرعتنا ...........
وجئت في الرجوع ولكن بعد فوات الاوان .........
نظر الطائر نحوي .......... ثم طار بدون رجوع ...........
وهنا بدأت مشكلتي ............
جاءت لي فكرة ........
أن أرجع وأتبع أثار أقدامي ولكن ........
الرياح مسحت أثار أقدامي ........ والطائر أيضا كان ذكي ..........
ففي كل مكان ...........
كان يدور بي لكي تختلط أثار قدمي مع بعضها ..........
فخفت ..........
وأختلطت الأفكار ولم أعرف الحل ..........
وبدأت بالبكاء ..........
والصراخ لعل صوتي يلحق لهم ...........
لم أتحرك من مكاني .............
لساعتين وأنا تحت أشعة الشمس الحارقة ........ مع ذالك لم أصب بضربة شمس
ولكن مع مرور الوقت لم أتحمل أشعتها ........ فررت مسرعا .......
الى أحد المزارع .... اذا كانت موجودة بقربي .......
ولكن بدون جدوى ...... واذا بالخير أتى رجلان قادمان نحوي ......
أسرعت لهما .......... حتى وصلت ولكن .......... كان سراب ...........
أنهمرت بالبكاء .........
الى أن فقدت وعي .............
بعد مدة استيقظت ............
وجدت نفسي عطشان ............
جدا جدا جدا ..........
بدأت بالبحث عن بئر ...........
حتى وجدت بئر بعيد جدا أنا كنت أعرف بأنه حقيقي ...... وليس سراب ......
لأن الوقت كان عشية جينها ...........
أسرعت اليه فرحا ...........
شربت الماء حتى أرتويت ...........
وبدات في التفكير ..........
لم أتي بفكرة معينة لأنني كنت صغيرا ........
أنتظرت الفرج من عند الله ...........
جاء الليل .........
كانت من أسوء الليالي في حياتي على الأطلاق .............
أذا ارى سربا من الذئاب حولي يعوي ويعوي ..........
وأنطلق في مهاجمتي ....... وللعلم من خاصيات الذائاب في تلك الصحراء
أنها لا تهاجم الكبار تهاجم الصغار فقط .............
وعند مهاجمة الذئاب نحوي أردت الهرب واذ بقدمي أجدها في الهواء ....... نظرت الى الأسفل أجد ظلام دامس
تحت قدمي ....... هي لحظة وقوعي في البئر ..........
سقطت في ماء البئر .........
فقدت وعي مرة ثانية لأن السقوط كان مفاجئ .........
وفي الصباح أستيقظت لم أعرف أين أنا وحينما وجت نفسي مبللا عرفت الأمر وبدات بالصراخ والبكاء ....
كانت تلك أقسى اللحظات التي أمر بها في الحياة ...... بعد برهة ........
أسمع صياح المواشي - الكباش - ......
ونباح الكلاب .........
صرخت صرخت ....... لم يسمعني راعي المواشي ذاك .........
ولكن ......... أنتابه العطش فجاء ليشرب من البئر وعند نظرته الأولى ........
للبئر ........ نظرت اليه وأنهمرت بالبكاء ..... وقلت أنقظني أنقظني أرجوك .........
مرر الحبل لي .........
وأنقظني .........
أعطاني الأكل لأني كنت جائعا جدا ..........
وحكيت له القصة ........
...................
وبعد يوم من مأساتي ....... مرة ايضا يوما منذ ألتقائي بالراعي ...........
في تلك اليومين بدأنا بالبحث عن عائلتي ..........
وساعة بعد ساعة كنت أبكي .............
وقلت له ألن أجدهم بعد الأن ........
نظر الي بوجه بشوش وقال لا سوف نجدهم ............
وفجأة التقينا برجل كان صديق أبي في الماضي .........
قلته له ....... هل تعرف مزرعة أبي قال نعم ........ قال لماذا أنت لست معهم ........
قلت له لقد ته في الصحراء ووجدني هذا الشخص ساقطا في البئر .........
فانقض ........ حياتي ......
وبعد مدة أخذني عند عائلتي ........... لكن لم نجدهم ....... فأخذني ....
الى البيت ......
وعندما طرقنا الباب وجدت أمي تبكي .......
فذهبت اليها مسرعا ........
فأدخلتني في حضنها لدقائق وهي تبكي وتقول لماذا تفعل بي هذا ........
وعند رجوع أبي وأخي الى المنزل .........
نظر الي نظرت غضب وشفقة ....... في نفس الوقت .....
ضمني الى صدره ..... ثم صفعني وقال الحمد الله على قدومك ......
بكيت أنا ....... كثيرا حاولت أمي تفهمني الوضع ...... الذي تركتهم فيه .......
من حزن وبكاء .........
ولكن قلت لهم لن أكررها مرة ثانية ........
وبعد مدة ضحك أبي ...... وقال لي أحكي لي كيف نجوت ...... من صحراء قاحلة .....
وفي فصل الصيف .......
حكيت لهم القصة ..............
ووعدت أبي ........
بأن لن أفعلها مرة ثانية .............
ومن تلك الحادثة ..........
......
..............
وأنا أذهب لتلك المنطقة ...........
التي تهت فيها ............
منها البئر .....
ومزرعة ذالك الرجل الذي أنقضني ..........
وفي الحقيقة حاليا ....
دائما أذهب الى الصحراء لكي أصطاد ذالك العصفور الذكي ........
أنظر اليه نظرة أستخفاف أحاكيه قليلا وأحكي لهم قصتي ........
ثم أطلق صراحه ...........
ومؤخرا أي منذ عامين لم اذهب لتلك الصحراء لأن أبي توفى وأخي الكبير باع المزرعة ........
ولكن تذكرت القصة وكتبتها لكم .......
بسبب أني ذهبت يوم العيد لتلك الصحراء أنا وأصدقائي لكي أحكي لهم قصتي ولكي أنظر ماذا كنت أفعل في الماضي ...............
بصراحة ما أجمل الذكريات ...........
......
أصدقائي صغارالمنتدى ...........
العبرة من القصة .......... هي أن تسمعوا كلام ابائكم وأمهاتكم ..........
وقبل خطو أي خطوة يجب أن تحسب ألف حساب لتلك الخطوة لأنها ممكن ترفعك الى السماء وممكن تنزلك ..........
الى تحت التراب ......... في القبر ..........
هذه كانت قصتي .................
أرجو أن تعجبكم ............................

__________________
[][/url]
مشكلتي أنني أحبك ولكن لا أراكـــ
[/COLOR][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE]