عندما تغيب الحقائق .. يتحول الأقزام إلى عمالقة .. وتتحول الكلاب إلى أسود ويتحول القتلة والسفاحين إلى ملائكة ..مشكلة عالمنا العربى أنه وسد فيه الأمر إلى غير أهله .. فوجدنا رؤساء وملوك وجدوا أنفسهم فى سُدة الحكم وعلى كرسى السلطة الكبير عليهم فحاولوا ارتداء ملابس فضفاضة واسعة كى يغطوا على ضآلتهم ويتغلبوا على قزميتهم التى هى أساسهم ..فوجدوا فى التعملق وسيلة لسد هذا النقص وآليه للتعويض عن ما يعانونه من ضحالة فكرية وعجز نفسى فلبسوا ملابس النعاج أمام الأعداء ولبسوا ملابس الاسود أمام شعوبهم العُزل ..كما يُقال أسد عليّا وفى الحروب نعامة ..واستخدموا فى سبيل ذلك وسائلهم القذرة وفى مقدمتها الألة الإعلامية التى سخروها لتزيف الحقائق ولتغيير الصورة وتغييب الحقائق بل ووأدها فى مهدها وعدم إتاحة الفرصة لها حتى ترى نور الشمس ..فأصبح الكاذب صادقا والجبان شجاعا والباطل حقاً وتحول الروبيضة إلى نجوم وكواكب يملؤن علينا حياتنا بعفنهم وفسادهم .. وهذا يأتى مصداقاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف فيما معناه ( سياتى على أمتى سنوات خدّاعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضه) قيل ( وما الرويبضه؟ ) قال: ( الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمرالعامة) كم أتمنى أن تخلوا أوطاننا من تلك الكلاب الضآلة التى نهشت لحوم شعوبنا واستباحت اعراضنا ويتمت أطفالنا وقتلت شبابنا ..ثم انطلقت تتمسح فى أحذية الغرب والشرق وتلعق أقدامهم لا لشيئ سوى لتبقى على كراسى السلطة .. فقط فلنصبر قليلاً ..فأن أشد لحظات الليل سواداً هى تلك اللحظات التى تسبق مباشرة طلوع الفجر ..وليكن أملنا بالله كبيراً .. فأن نار الأكرمين وأن خبت يوم تعود مهلاً قطار الماكرين فأنه يوم قريب RuUuby .. لكِ منى أسمى آيات شكرى وتقديرى لفكرك الراقى النابض بهموم الأمة و لموضوعك القيم ولطرحك الهادف الذى لامس مواطن الألم فى عالمنا الإسلامى وسلط الضوء على ذلك الجرح الغائر الذى لايزال ينزف
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |