عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-28-2012, 08:21 PM
 
Wink أيـمن وسرين في ((شاآطـــــئ الذّكرى°° كاآملــــــة...من تأليـــــفي...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




شاطئ الذكرى






شتاء ربيعا صيفا وخريفا,كان ليلا أم نهارا تجدوني أمكث في نفس المكان أقضي جلّ أوقاتي فيه بحيث رمال الشاطئ تداعب أقدامي وتوقّع ذكريات لن ينساها بحر شهد حكاياتها وعاش أحداثها....

مرت على تلك الايام سنوات وها انا في العشرين من عمري لا بل نقل في السبعين، لقد استعمرت التجاعيد وجهي من شدة الجوع ومن برد قارس لا يرحم ومن هموم لعينة لا تنتهي....فكل من يراني يحسبني عجوزا رغم ان الحقيقة عكس ذلك...


أتذكر في احد العطل الصيفية حين اتى كثير من الناس للاستجمام والاستمتاع بالبحر ومناظره كنت أختبأ منهم حتى لا أفسد عليهم المتعة لأنني أشبه الأشباح...
فالتقيت بمجموعة من الاطفال صدفة فلما أبصروني لم يتردّدوا ثانية واحدة برمي الحصى علي، أما آخرون فقد كانوا يفرون هربا والذعر يسبقهم ....كم كنت أتألم من واقع لابد من هضمه كيف لي أن أخبرهم أني فتاة شابة انما قساوة الدّهر فعلت بي هذا.. لكني اصمت وابتلع الكلمات التي تشتعل غضبا وهيجانا أكتم دموعا بألوان شتى وأحتفظ بابتسامة وأمل يبقيانني على قيد الحياة.....


تمر الأيام والأيام الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن أنساه ماحييت جاء وبجعبته قصة أضمّها الى صفحات أوجاعي الى شاطئ الذكرى...
بينما أنا جالسة أداعب البحر لمحت شابا جالسا فوق صخرة كبيرة حاملا بين يديه كراسا وقلما وهو شارد في صفحة بيضاء يدوّن فيها، حتى أصبحت ممتلؤة بالكلمات......

بقيت أطالع فيه لمدة وجيزة الى ان ابصرني فاخفضت راسي واتخذت طريقا للذهاب فناداني...


الشاب: مهلا انتظري لو سمحتي...


وفجأة لقيته أمامي، بقيت مطأطأة رأسي ولم أرفعه أبدا....
فكلمني ثانية.....


الشاب: لو سمحتي ارفعي رأسكي ولا تخجلي انما انا بشر مثلكي فلا داعي لكل هذا...

وبعد سماعي لهذه الكلمات العذبة والصوت الحنون رفعت رأسي وانا موقنة أنه اما سيغمى عليه من مظهري وامّا أن يفرّ هاربا.....

ولكنّ الغريب لم يفعل من هذا القبيل بل قابلني بابتسامة ساحرة لازالت عيناي تحتفظان بها في البوم الصور الجميلة ....


فقلت له: ألن تهرب؟ ...أقصد ألن تخاف مني؟

الشاب: ولما أفعل ذلك؟..بالعكس.. رغم أنكي تشبهين العجائز الاّ أنّ من يتعمق في عينيكي يلتمس فيهما الحيوية والشباب اظنّ بانكي شابة وانما الحياة من خلفتكي بهذه الحالة..

زاد استغرابي من هذا الشاب وزاد اعجابي به كيف لا وهو الوحيد من نطق بحروف
استطاعت ان تداوي جروحا بدل جرح واحد استطاعت أن تردّ الحياة في من جديد...


فقلت له: معك حق في كل حرف قلته ولكن ما عساي أن أفعل ان كتب لي القدر أن أتذوق جرعات الأسى...؟؟؟؟

الشاب: وان قلت لكي بأنّ القدر خبأ لكي يوما ستنتهي فيه كلّ هذه المعانات ...أي ستعيشين حياة عادية كباقي النّاس..تعالي معي وثقي بأنني سأخرجكي من عالم لا يناسبك...

وقفت حائرة العقل متسائلة ألف سؤال ،هل سأجرّب أو سأرفض؟ هل هو صادق أم يستهزأ بي؟ هل أثق به ؟ولكن ما العمل اذا فوجئت به مخادع؟؟اي رأسي

الشاب: ماذا قلت؟

فقلت له: حسن، لك ما أردت اني الآن بين يديك فافعل بي ما تشاء..

الشاب: لن تندمي على خياركي ولتدعي الآتي يبين لكي صدق قولي...

ذهبت مع الشاب وانا متعجبة من نفسي كيف سمحت له بذلك؟ فعرفت اني فعلت كل هذا من اجل ان اتخلّص من حياتي البائسة لأغرس نبتة الحياة فترنو فراشات السعادة بين أزهار الطمأنينة....






ما رأيكم هل أتابع
__________________