بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير والأمة الأسلامية كلها يا رب ^^ " The red one !"
:
: " ثلاثةُ أيام ! " , " ثلاثةُ أيام ! " , " ثلاثةُ أيام ! "
تلكَ الجُملة الوحيدة التي كانَت تَتَكرر برأسي طوال الثلاثة أيام الماضية ! حتي في كوابيسي !
أُغشي عليَ يومان ! والثالث مرَ وأنا أُقنع أخوتي ! , وها هي ثلاثة أيام آُخري تمُر وأنا أنتظر أن يُلقي أبي نظرة علي القضية ..!
هل تأخُذ سبع قضايا كُل هَذا الوقت حقاً ؟!
مُنذُ يومان كُنتُ أُحاول أقناع نفسي بأنَ أبي يُخيفَني فقط ! , بالطبع سَينظُر فالقضية ولمَ قد لا يفعل ؟! هَذا واجبُه ! هوَ الملك ..!
لَكن أبي أخذَ اليوم الذي يليه عُطلة ! , أعطي المملكة كُلها عُطلة رسمية بدون سبب واحد معروف ..!
هل يُريد أغاظتي يا تُري ؟! , رُبما لا يُريد أن يَنظُرَ بها أصلاً ..! , لَكن هَذا ليسَ عدلاً !!
كُنتُ أذهب إلي تَدريباتي كَالعادة ! , كُنتُ أُحاول أن أكونَ أفضل ! كُنتُ أُحاول إصلاحَ الأمور ! تماماً كما تمَنت مينوري !
لَكن الآن لم تَعُد لديَ الرغبة في فعل شيء ..!
ها أنا أستَيقظ من كابوس آخر ! في يوم جَديد يُصادف أنهُ اليوم السابع مُنذُ إصدار الحُكم !
أي أنهُ إن لم يتم النَظر بالقضية اليوم لن يتم النظر بها أبداً !!
" لا يتم الأعدام ألا بعد مرور سَبعة أيام من تاريخ إصدار الحُكم ! " , أخَذَ صوت المُعلم جرايفين يَتَردد في رأسي حتي ظَنَنتُهُ سَيثقُبُها ! , جَعلني أفقد أعصابي لِأصرُخ وأنا أُلقي بوسادتي عن السرير : نَعَم أعلم ! , اليوم هوَ اليوم الآخير ! مازلتُ أشعُرُ بالضيق ! , نَهضتُ عن السرير وبدأتُ بألقاء كُل الأشياء القابلة للكسر علي الحائط !!
حتي شَعرتُ بالراحة ! أو رُبما التعب ! , المُهم أني أخرجتُ ما بي حتي لا أنفجر !
عُدتُ من جَديد لِأستلقي لي سريري وأُحدقُ بالسقف ! أشعُر بخمول لا مَثيلَ لهُ ! , ظَللتُ هَكذا لفَترة حتي شَعرتُ بشيء حار يسيل علي وجنتي !
دموع ! , نعم أنها هيَ ! مؤخراً أصبَحتُ أبكي بدون أن أشعُر ! , لا صوت ! , لا حُزن حَقيقي ! , لا آلم , فَقط دموع تَسقُط بصمت !!
لَقد أنتهي زمن الصوت بالنسبةِ لي ! , لماذا أصلاً قد يُريد أحدهم أن يبكي بصوت ؟!
أنها هبة ولعنة في آنٍ واحد !! , البُكاء بدون صوت !
يَختنق الهواء بدَاخل حَنجَرتي ! , وأشعُر بالأحتقان في حلقي وكأنَ قبضة من الآلم تُطوقُ عُنُقي ..!!
أنقَلبتُ علي جنبي وضَمَمتُ ساقيَ لصَدري ! , لم أذهب إلي التدريب اليوم ! , مع ذَلك لم يكلف جوي أو ماديسن نَفسَهُ بالقدوم إلي غُرفتي ليري ما الأحوال ..!
لَقد زارني جوي مُنذُ يومان ليأخُذَ البلورة ..! وَلحُسن الحظ قمتُ بصناعة نُسخة منها قبل أن أُعطيه أياها ..!
, نَعم تلكَ هيَ أنا ! , دوماً أحصُل علي النُسخ ! , البدَائل ! , رُبما لآني المُزيفة ..!
نَعم أنا المُزيفة ! , " مينوري " تَعني الحقيقة ! , ومَع ذَلِكَ ذَهبت ! , " كيفَ يُمكن للحقيقة أن تموت وتبقيَ الأوهام ؟! "
ظَلَ ذلكَ السؤال يَتَردد في رأسي كَيراً بعد ذهاب مينوري ثُمَ توقف فجأة ليعودَ ويَتَردد الآن ..!
لا أدري كم مرَ من الوقت وأنا علي هَذهِ الحالة , كُل ما وَعيتُهُ كانَ صوتُ طَرقِ باب غُرفتي لِأنهضَ كي أفتَحَهُ وأنا أنظُر من نافذة غُرفتي مُتفاجئة من كون الشمس تَغرُب والليل يَقترب ..!!
بحق الله ! لَقد أستَيقظتُ للتو !!
عندما فَتحت الباب أستقبلتني لين بأبتسامة مشرقة من أبتساماتِها وهيَ تَدخُل قائلة : مرحباً ! وَتلتها أروجانيت في الدخول بدون حتي أن تلقي السلام قائلة : هيَ من أحضَرتني معها ! وكادَ ليونس يدخُل لولا أنَ لين دَفعتهُ قائلة : الفتيات فَقط ! فأعتَرضَ مُتذمراً : ماذا ! لَكن أينَ يجب أن أذهب !؟ - وما أدراني ! , أذهب للتنَزُه في مكانٍ ما !! وبينما هُما يتَشاجَران أخرَجت أروجانيت مفتاحاً فضي اللون من جيبها الأيسر وفتَحَت بهِ قفلاً كانَ بالسوار الذي في معصمها الأيمن ليَختَفي الطوق الذي بعُنُق لوسيولا وكَذَلِكَ السلسلة الطويلة التي كانَت مُمددة علي الأرض أمامي مُنذُ ثواني !! - أستَمتع ! قَالت هَذا أروجانيت بهدوء ليوميء لوسيولا برأسُه بهدوء أكبر ثُمَ يسحَب ليونس المُتذَمر من ذراعَهُ قائلاً : سَنعود بَعد ساعتين ! أومأت بخفة من جَديد ثُمَ أغلقَت البابَ خَلفَهُ .. - هَل تَظُنينَ حقاً أنهُ سَيعود ؟! هَذا كانَ ما سألتهُ لين بفضول لتُجيبها أروجانيت بنبرَتها الباردة المُعتادة : أنهُ دائماً يفعَل !.. بَعد تلكَ الجُملة سادَ الصمت لثواني حتي قَطعتُه قائلة : إذَن .. لمَاذا أنتُما هُنا ؟! - ماذا ! ألا يُمكنُنا زيارة صديقتنا المُقربة من وَقت إلي آخر ؟! قالت لين هَذا مُراوغة فَنَظرتُ حينها إلي أروجانيت لتَقول : أحضَرتني معها لآنَ الحُراس ما كانوا ليسمحوا لها بالدخول وحدها ! فكما تعلَمين " غير مسموح للأشخاص العاديين بدخول قصر الأُسرة المالكة ! " ثُمَ أردَفت بفخر : لذا كانَ علينا أن نستَغلَ مَنصبي كَأبنة الوزير !.. فقالت لين مُكملة حديثها : نَعم ! , السيد أدوارد !.. ما مُشكلتهُما ؟! , ما علاقة كُل هَذا بسؤالي ؟!
أعدتُ سؤالي من جديد بتمَلمُل وأنا أحُك شَعري : بربكُما ! ما الأمر ؟! تَعلمان أنكُما لا تُجيدان التمثيل , صَحيح ؟! أخذت لين تُقلب نَظرها في الغُرفة لثواني حتي أستَقرَ علي السقف : أتَعلمين ؟! لدَيكِ سَقف رائع حقاً !!.. صَرختُ بغيظ لتَنظُرَ لي برُعب حقيقي , فَـ لطالما كانت لين تَتَصرف بطفولية وبراءة مُستَفزة في بعض الأحيان لَكني لم أكُن أصرُخ قط ! , لم أكُن قط بالشخص الذي يُمكن أغاظَتُه أو أغضابُه بسهولة !..
راقبتُ أروجانيت تأخُذ نَفساً عميقاً لتَقول : آآآه سمعنا عن ما حدثَ في أختبارِك ... وما حدَثَ للهاروكو البديل خاصَتك ... وبذكائي الخارق أستَطعتُ أستنتاج كون الأمران مُترابطان !.. قُلتُ بسُخرية باردة لم أعتدها في نفسي , حتي أني تفاجئتُ من كلامي : وااو عبقرية ! , لَكن هَذا لم يُجب عن سؤالي !! - أتَرغبينَ في أن نذهب ؟! هَذا ما قالتهُ لين مُتدخلة في الحديث , فَكرتُ لثواني قبل أن اُجيب : لا ! علي الأطلاق ! , لَكني فقط أتسائل خَيَمَ الصمت علي المكان لثواني قبلَ أن تَقول أروجانيت : فَكرنا أنهُ يجب أن نكونَ إلي جوارِك !.. - نَعم ! , نحنُ أصدقائِك , تتَذكرين ؟! لا أدري ما الذي شَعرتُ بهِ حينها , ربما الأمتنان الشديد ! , شَعرتُ بعينايَ تدمعان لَكني لم أُحاول ألا أبكي أو حتي الاختباء بل بدأتُ بسرد كُل الموضوع وهُما في حالة من الصمت وكأننا في عزاء شَخصٌ ماتَ محروقاً !..
وبَعد أن صَمتُ لم تنطق أحداهُما بحرف , فأكملت : أشعُر بالذنب مُنذُ الآن !.. - لا يجب أن تَشعُري بذَلِكَ ! , أنتِ بذلتي جُهدك ! لقَد فعلتي كُل ما تقدري عليه !.. - إلي جانب أنهُ لم يُعدم بَعد , يجب أن تكوني أكثرَ تفاؤلاً !.. - أكثر تفاؤلاً ! ما الذي تقولينَه ؟! , أنا لا أستَطيع فعل شيء سوي الجلوس هُنا والدُعاء !.. - وماذا بذَلِكَ ؟! لندعو جميعاً ! أخذتُ نفَساً عميقاً ثُمَ أخرجتُه قائلة : نَعم ! , أنتِ مُحقة يجب أن أكونَ أكثر تفاؤلاً ! , لَقد فَعلت كُل ما بوسعي ! , كما أنهُ لم يحدُث شيء بعد ! , صَحيح ؟ - صَحيح ! قالت هَذا أروجانيت وهيَ تبتسم وتُربت علي كتفي بعدها أردفت : لنُغير هَذا الجو الكئيبَ يا رفاق ! - أوه أوه أنا عِندي فكرة ! أنا عِندي فكرة ! قالت لين هَذا وهي ترفع يدها كمَن يُريد الأجابة علي سؤال طَرحُه المُعلم !.. - يا إلهي ألهمني الصبر !.. هَكذا تمتَمت أروجانيت لنفسها لَكني سمعتُها , بعدها أردَفت : أسمعينا أفكارك الرائعة يا لين !.. تَمتمت لين بشيء ليَظهر القاموس العملاق فجأة في مُنتصف الغُرفة جاعلاً أياي أنا وأروجانيت نُجفل ونَبتعد بسُرعة قافزتان فوقَ السَرير !.. - مَجنونة ! كدتِ تَقتلينا ! - عندَما تَستدعي هَذا الشيء أعطي علي الأقل تَحذيراً ! , لقد أخذَ نصف مساحة الغُرفة ! - لماذا أستدعيتيهِ أصلاً ؟! - نَعم ! لماذا ! , لا يستدعيه سوي المهوسيين ! - بهِ صور جميلة حقاً ! , كما أنهُ ليسَ للمهوسيينَ فَقط ! , مَن يُريد تَعلُم أساسيات السحر يجب أن يَدرُس مِن ذَلِكَ القاموس الذي لا يُعجبك بجِد ! - لا يُهم ! قالت أروجانيت هَذا وهي تُشيح عن لين بوجهها رافضة الأعتراف أنها مُحقة ! - علي أي حال , أفسحوا لي مكاناً ! قالت هَذا لين وهيَ تَقفز لتَجلِس بيننا ثُمَ لمَست القاموس قليلاً بكفها الأيمن وهيَ تُتمتم بشيء لم أفهمُه نهائياً ! , وكأنهُ نوع غريب من السحر لم يَسبق لي أن جَربتُه ! , بعدها قالت : أطفئوا الأضواء ! - لماذا ؟! - فَقط أفعلي أطفَئت أروجانيت الأضواء لتَظهَر العديد من الأجسام اللامعة المُضيئة طافية في جو الغُرفة ! - جَميلة ! , حقاً أنها ساحرة ! - ماذا تَكون ؟! - نجوم !! , نماذج مُصغرة من نجوم مجرة الدرب اللبني !! - مهوسة ! - شُكراً ! - هل يُمكن لمسها ؟! - علي الأغلب ستَكون ساخنة ! , لَكن أنا لا أدري حقاً ! , هل تَودينَ التَجرُبة ؟! - نعم ! هَذا كانَ آخر ما قالتهُ أروجانيت قبلَ أن تُمسك بأحد تلكَ النجوم اللامعة وبَعدها ألقتها مُجدداً بسُرعة : تباً أنها حقاً ساخنة !! - أودُ لمس تِلك ! قُلتُ هَذا وأنا أشير علي واحدة كبيرة بعض الشيء وذاتَ لون قُرمُزي - أنها بَعيدة ! وبطولَكِ هَذا لن تَصلي إليها ! - أنا لستُ قصيرة ! - بلي , أنتِ كَذَلِك ! - حَسناً رُبما قَليلاً ! - كما أنها علي الأغلب أسخن من التي لمَستُها ! أعني .. أنظُري إليها , تَبدو كَكُرة مُشتَعِلة !! - لا أهتم !
" يُتبع "
__________________ _ أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
اللهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث _ |