عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-31-2012, 06:24 PM
 
Smile ورد مجفف..........جيران الحب ( قصتين قصيرتين )..ولا أروع


بسم الله الرحمن الرحيم

هادي قصتين وجدتهما صدفة في المنتدى وأعجباني كثيرا

وللأمانة منقولة










ورد مجفف



في ليله صيفيه وسط حفله صاخبه .. التقت به .. تعرَّفا وتبادلا الاحاديث المختلفه .. سهره علي ضوء القمر .. بعيداَ عن احاديث الناس وبعيدا عن العالم الممل السطحي ..
سرعان ما التقت عيناه بعيناها رأى فيها السحر ورأت فيه الحنان ..
تشابك القلبان معاَ بعد ان احسَّا بانجذاب غريب .. وتشابه في العقل والتفكير .. وراحه نفسيه الي حد كبير رغم انها المقابله الاولي .. وربما الأخيره .. !
فاضت القصص والحكايات القديمه حول جلستهما .. فقد لمس كل منهما في الآخر الاستماع الجيد ..
واستمرا في الاحاديث وروايه المواقف والقصص الي ان اقترب الفجر .. وكانت الحفله علي وشك الانتهاء
وشعرت بطلتنا بالخوف الغامض من انتهاء الحديث .. فقد كانت علي بدايه ان تكون بخير من جديد ..
همّ الشاب مستأذناَ قليلا ثم يعود ..
وانتظرته وهي تنظر للبحر .. كأنه هو من سيعيده اليها .. ومع صراعات الامواج امامها تتخبط ببعضها البعض .. تذكرت الاوهام التي دارات برأسها فجأه بمجرد مغادرته لها ..
وحدثت البحر قليلا " رغم نعومتك الا انك تذكرني دائما بحزني .. ورغم اصوات امواجك لكنك توهمني بأني وحدي .. لما أيها البحر .. لما يا صديقي ؟ .. "
وتنبهت انها انتظرت ولم يعد .. ! .. أذهب مع الآخرين بلا عوده . ؟ .. ام تأخر قليلاَ ربنا لسبب ما ؟
هل تركها وحيده كما يفعل الباقين ؟ .. ام انه مختلف ؟ .. هل تذهب هي ام تنتظره ؟؟
تروادها الافكار السيئه محمله بالمبررات .. ولا تجد نتيجه حاسمه ..
انتظرت وانتظرت ولم تراه ..

توجهت للكافيتريا .. اشتاقت لفنجاناَ من القهوه الساخنه .. محاوله ان تستمتع بشيء ما ..

ومع دفء القهوه بين يديها اغمضت عينيها وارتشفت منها واحست بشعور مختلف من الراحه افتقدته .. مع سماع صوت يشع دفئا !
.. ... !
سألت نفسها : أهذه قهوتي ؟!
فتحت عينيها لترتسم الصوره واضحه امامها .. واذا به واقفا يتحدث .. " اين كنتِ ؟ لقد بحثت عنكِ ؟ "
وهنا أدركت انه لم يكن دفء القهوه .. !
" انا هنا .. احتسي القهوه .. ظننتك ذهبت "
قالتها وهي تبتسم .. فقلبها يتراقص فَرِحاَ
" لا .. لقد اردت ان احضر لكي هذه "
.. وكانت الجمله مزينه بورده حمراء يانعه .. " هذا المكان فارغ من الورود فذهبت بعيدا قليلا لأحضرها .. انها لكي .. "
لم تتمالك نفسها من رقه كلماته ومشاعره .. ووبخت نفسها علي ظنّها فيه ..
وقالت : " من الواضح جدا انك تعرف تأثير الورود علي النساء "
ابتسم ..
" كيف عرفت مكاني "
..
" تحسست رائحه عطرك .. فهي تعجبني .. وقادتني الي هنا "

احمرت خجلا ولم تستطع الرد ...
جلس بجانبها واراد ان يحتسي هو الآخر كوبا من القهوه الدافئه .. كثيره هي التشابهات بينهما ..

طلع الصبح واوصلها الي غرفتها .. وودعها وداع مؤقت .. وقال ..
" لكم تمنيت ان لن ينتهي هذا المساء .. كم كان جميلاَ "
" انا ايضا استمتعت كثيراَ .. منذ وقت طويل لم اشعر بالانتعاش كأمس "

" هل سأراكي ثانيه "

" بالطبع .. مازال يتبقي لي يومان هنا "

" اذن سأراكي ولكن ارجوكي .. لا تختفي .. "

" ان اختفيت فابحث عني .. انت بارع في اللعبه "

وانتهي الحديث بالضحكات و الابتسامات .. ولوح لها بيده قائلا وداعاَ .

دخلت غرفتها ولأول مره تشعر بمعني الانتعاش الحقيقي للقلب المجروح ..

خلدت للنوم قليلا تحتضن الورده الحمراء ..
التي ظلت معها حتي في احلامها في ذلك اليوم ..

استيقظت فتاتنا بعد بضع ساعات علي صوت هاتفها بعد ان اقلق سرد احلامها في ليله حب

" الو .. نعم امي .. انا بخير .. لما ؟ .. ماذا حدث ؟ .. نعم نعم .. سوف أحضر يا امي .. قريباَ .. سوف احضر "

انهت مكالمتها بعد ان عانقها القدر ككل مره بالاحباط .. عندما يتحدث عن الوقوف ضد ارادتنا ويهز احلامنا ببعض الظروف الطارئه ..
علي سرعه رتَّبت متعلقاتها لتنهي رحلتها وتودع اصدقائها هاتفياَ .. الا شخصاَ واحداَ ارادت ان تودعه وداعاَ خاصاَ لسبب ما ..
ذهبت لغرفته .. ونقرت الباب .. لم يجيبها ..
توجهت لمكتب الاستقبال لتسأل عنه .. وصدمت صدمه تاهت اثنائها ملامحها ..
" ماذا ؟ .. اين ذهب ؟ "

" ذهب لظرف طارئ باكراَ .. ولا نعلم الي اين .. لكنه أكَّد انه سيعود مجدداَ "

حدثت نفسها " ظرف طارئ ؟ .. ألهذه الدرجه يشبهني ؟ "
غيمتها غيمه حزن .. استسلمت لقدرها .. دائماَ ما تستسلم له فهو الاقوي .. !
وذهبت مغطاه بالاحباط وقليل من الأمل .. " هيا ايتها الورده الحمراء .. انتِ من تبقَّي لي من احساس ليله حب ..!! "
بمتاعها وهمومها سافرت الي حيث تقطن امها .. كانت تنتظرها بعد الظروف اهلكت قلبها وجسدها ..
كانا يومان من التعب والارهاق المزمن .. فقد كان عقلها محمّل بالارهاق ايضا فلم يترك التفكير قليلا .. سرعان ماينتهي من حديث ليحدثها بآخر .. حتي كادت تنهار فكريا َ..
وقلبها يلهمها بالمبررات الخياليه وعقلها يحدثها ان تنسي .. لتعتبره حلم من احلامها واستيقظت باكراَ ..

كلما مَّرت في المنزل نظرت الي زهريه زجاحيه .. داخلها بعض اوراق الورد المجفف .. جميله المنظر ومازالت رائحتها تنعشها .. ولكن .. هل مازالت حيه ؟!

كان هذا هو مصير الورده الحمراء .. التي اعطاها لها طيف واختفي .. واصبحت غاليه ومهمه .. تذكرها بلحظات صفاء لن تتكرر ..
فقد اصبحت كل ورقه من هذه الورده بمجرد النظر اليها تحكي قصصاَ رومانسيه .. وهي مفتاح للأمل كلما عانقها اليأس ..
وهنا حدثت فتاتي نفسها .. لربما لسبب ما قابلته .. لكي اعرف ان هناك احاسيساَ من الممكن ان نشعر بها تسعدنا .. ولسبب ما ايضا رحل .. لأتعلم ان لا شيء يدوم ..
ولكن ما بها اليوم هو شعور مختلف .. شعور من الامل الغريب .. لربما تأتي صدفه اخرى ويعرفها من عطرها .. ستظل تذهب الي هناك .. وتجلس امام البحر .. وتتعطر بنفس عطرها ..~

لا احد يعلم ماذا يحمل لنا الغيب .. وكيف يأتي لنا باحلامنا ..

" ربَّ صدفه خير من ألف ميعاد "
.
.



جيران الحب







اصدرت النافذه اصواتا علي غير العاده .. لا تعلم مصدرهاا .. فاخدت وشاحها وتوجهت نحو النافذه الزجاجيه .. والبروده تشع منه .. وزاحت ستاره ورديه اللون ..
واذا بسياره تحمل اثاثا وكتبا .. واشخاص غرباء .. وجو من البعثره والضوضاء .. وشاب يهتم بحمل الكتب فقط !!
ظلت خلف نافذتها قليلا محاوله ان تعرف ماذا يحدث ولكن فشلت .. ارسلت ستارتها الورديه وخلعت الوشاح وجلست بجانب المدفئه تكمل روايتها ..
هي فتاه في العشرين من عمرها .. تجد نفسها اقرب للادب والروايات والاشعار .. تحبهم قدر حبها لنفسها .. فهم يشعرانها بانها مازالت تمتلك مشاعر وتعيش بعالم يعي معني لذلك ..
ارادت ان تكمل احداث روايتها واذا بصوت ضوضاء شديده .. واصوات عاليه لبعض الاشخاص .. من وراء نافذتها الصغيره رأت شاب ينهر بعض الاشخاص بصوت مرتفع .. قد اوقع صندوقا في الارض ..
وتناثرت بعض الاوراق .. وطارت بعضها في الهواء وتبعثرت .. هذا هو الخريف !!

وسط الاجواء المتوتره .. همَّت عاصفه ترابيه شديده .. اطاحت بالجميع .. وطارت باقي الاوراق .. وانهار الشاب الغريب من شده الغضب ..ولكن .. بعض من الاوراق استقرت في الشرفه المطله علي الشارع ..

اسرعت الفتاه للشرفه لترى وتعرف جزءا من هذا الغموض .. واذا ببعض الاوراق الصغيره .. مكتوب بها بعض الكلمات " اتمني ان اراكي ولو لوهله .. لأعرفك .. يا من خطفتي قلبي بالأحلام .. يا من كنتي لي .. يـــا .. "
وقبل ان تكمل قراءه نادتها الوالده بأن تحضر بعض الماء ومنشفه فبعض الجيران يحتاجون لمساعده !!
هَّمت فتاتي وهي تحمل الماء وتنزل للأسفل .. وسط جو خريفي معبأ بالتوتر .. ورماديه لون السماء تضفي علي الاجواء روح من الغموض والسحر .. ووسط بعض الاوراق الجافه الصفراء المتساقطه ظهر امامها
يبتسم حين نظر اليها .. و .. تاهت .. سافرت الي عالم غريب .. وخانتها مشاعرها وارتبكت .. ولم تتكلم .. !!
" شكرا "

قالها لها .. افاقها للواقع ..
قالت : " اتشكرني علي واجب " ..
قال :" لا اشكرك علي الماء .. اشكرك علي اوراقي .. فانت لا تعلمين كم احب اوراقي وكتبي .. تبعثرت كلها الا هذه .. فشكرا لكِ "
ولم تستطع ان تتكلم بعدما علمت انها مازالت تحمل بيديها كتاباته .. التي من المؤكد انها قرأتها .. !
ارتبكت مجددا .. وهي تهمهم " عفوا " .

لم تكن تعرف فتاتي انها الاشاره .. كل شيء هو اشاره .. وبدايه لشيء ما .. !

دخلت غرفتها وبدون اي اسباب توجهت للنافذه .. ونظرت نظره اخيره الي ذلك الشاب .. ولم تعرف لما تريد ان تنظر .. لطالما احبت النظر منها ولكن اليوم تختلف .. !

مرَّ يومان ولم يحدث جديدا .. غير انها تسقي ورودها يوميا ثلاث مرات .. و تلمع زجاج نافذتها .. وتنظر الي الخريف .. اكثر من اللازم .. وتحدث نفسها كثيراا .. اهي نافذتي ام تغيرت !!

ليلا ..
سمعت صوت احدا يمر عبر الباب الرئيسي للمنزل .. جرت لــ مركز الرؤيه .. عفواَ - النافذه - .. ورأته .. وارتسمت الابتسامه علي شفاهها .. كيف هذا وكأنها افتقدته !

مصباح صغير واوراق وهدوء ليلي الا صوت بسيط لبعض الحشرات الليليه .. وسط هذا العالم الرومانسي .. يكتب ..

رأته يكتب .. وتذكرت بضع الكلمات اللي قراتها .. فقد كان يكتب لحبيبته .. محظوظه هذه الحبيبه ان يكون هذا هو نصيبها ..
قررت ان تظل تنظر من النافذه حتي اشعار آخر !!
وفجأه .. اشتدت تيارات الرياح .. وهمَّت تخطف وشاحها الوردي الدافئ .. لتلقي به علي وجه صديقنا .. بعد أن طار بدون اجنحه ولمس هذا العالم الساحر الرومانسي واستقر عنده ..
" وشاح بعطر وردي "
.. قالها بعد ان اشتم عطرها ..
وهمَّ واقفا ينظر عاليا وجانبا .. اين صاحبة هذا الوشاح ؟..

هذا وبعد ارتباك شديد من الفتاه وقد اسرعت للداخل .. من الخجل ..


استيقظت صباحاَ .. وهي تمتليء من الحزن علي وشاحها المفضل .. ويمنعها حياؤها من التحدُّث والمطالبه به ..

همَّت لصلاتها .. وخصصت ساعه لربها .. وجلست تدعو الله كثيراَ بأحلامها .. وتحدثه عما بها .. وتستخيره في أمورها .. فهو اعلم بها .. قالت :
ربي انت اعلم بي مني .. واعلم بالخير عني .. اهديني لطريق الصواب .. وارضيني وارضى عني .. اللهم آمين "


شخص ما يقرع باب المنزل .. همت لتري ..
واذا بها تفتح الباب .. و من وراؤه هو .. تسمرت في مكانها بعد ان رأت وشاحها الوردي بيده ..!
" اراكي بملابس الصلاه أكنت تصلين ؟ "

" نعم .. كنت استشير ربي ببعض الامور "

" بارك الله لكي .. هذا وشاحك اعدته لكي كما اعدتي لي اوراقي .. هذا رد الجميل "

" وكيف عرفت انه وشاحي ؟! "

" لا اعلم ولكن احسست .. كمان ان ملابسك ترتدينها وردي .. وستاره نافذتك ايضا .. اعتقدت انه لكي .. تفضلي "

وهي تحمر خجلاَ .. " انه لي .. وشاحي المفضل اعطتني اياه جدتي .. فهو غالي عندي "
" قليلاَ مانري أناس يعتزون ببعض الاشياء البسيطه "

ابتسمت وهي تنظر للأسفل .. " شكرا لك "
سألها " اين والدتك " ..
" بالداخل تفضل .. "

دخل المنزل .. واذا ببعض اللوحات الرقيقه لزهور البنفسج وبعضاَ منها داخل زهريه علي المنضده ..
" انها تعشق مشتقات الوردي "
.. والدتها وهي تبتسم ..
" نعم لاحظت "

" تفضل .. لقد قابلت والدتك صباحاَ وتحدثنا كثيراَ عن عملك وعن انتقالكم الي هنا .. "

" لقد انتقلنا فجأه .. والي الآن اخاف الا اشعر بالاستقرار "

" يابني .. تحدث اشياءاَ كثيرا علي غير ارادتنا ولكننا نكتشف آخراَ انها خيراَ "

" نعم .. اردت ان اسألك عن شيئاَ .. تمنيت ان اقوله من اول يوم لنا هنا "

" تفضل "

" هل ابتنك متزوجه ؟ "

" لا .. لما ؟ "

" اريد ان اتزوجها .. منذ ان رأيتها وانا اشعر اني اعرفها .. لاحظت حنانها وأدبها وحبها لجيرانها .. لي يومين فقط والجميع يتحدث عنها .. اشعر ان الله يسوقني اليها "

" لا ادري لكن نسألها اولا .. ونسأل والدها .. والخير فيما يختاره الله "


سقطت الفتاه مغشيا عليها بعد سماعها العبارات الرقيقه منه .. وادركت الآن سر انجذابها اليه .. ولما عشقت النافذه الزجاجيه في اقل من يومين ..

و دعائها الذي كانت تدعو الله به امس ..

ليلا ..

كانت زياره مكونه من الاهل - او الجيران - .. والجميع يتحدثون ..
داخل الشرفه جلست هي وهو بجانبها .. والقمر ينير السماء .. وجو بارد مع تساقط اوراق الشجر .. انها حقاَ سيمفونيه حب ..
قالت : " لماذا انا "
اجاب " حين سقط الوشاح عندي .. كنت اكتب وادعو الله ان يرزقني حبيبتي .. كانت في احلامي رقيقه كالوردي الذي ترتدينه .. صوتها كألحان عذبه حالمه .. تحب اهلها وتتمتع بروح متفائله رومانسيه .. وفجأه سقط الوشاح .. واحسست انها رساله من ربي
اشاره بانها موجوده .. وقريبه مني .. تذكرتك لا اعلم حينها لماذا .. وتذكرت اللحظات القصيره معك .. وعلمت انها انتي .. حبيبتي الورديه "
اغرورقت عيناها بالدموع " لكم تمنيت ان احيا قصه حب نقيه .. "
قال " أُحِبُّكِ .. يا من تحبين مشتقات الوردي "

لا تعلم الي اي طريق ستذهب .. وحده ربك من يشير .. ووحده من يضع الارزاق .. ووحده من يوفِّقنا لــ بعض ..

فحين تشعر باليأس تذكر انك ستتفاجأ بأنه ليس من حقك اليأس .. فالحق المشروع الوحيد هو الثقه بالله ..
يوماَما سـ تلمس احلامك .. يوما ما ستوفَّق لــ حبك .. يوماَ ما ســـ تُسعد ..
يوماَ ما ..


.
.
أميييييييييير







دخلت المتجر منبهرة بمتعلقات الزفاف في الفاترينة الزجاجية الخارجية .. أرادت أن تستمتع قليلاً باللون الأبيض الزاهي الذي تحبه
.. حيث يملأ المكان
و أثناء خطواتها البطيئة و هي تبتسم مستمتعة ... ناداها " تاج " مطعم بالأحجار اللامعة .. اهتزت فهو المفضل لديها .. و لطالما حلمت أن ترتديه يوماً ما .. نظرت اليه طويلاً فما أجمله ! .. و اقتربت أناملها تلمسه ..
و تذكرت !! أنه ما من مناسبة له .. لن تستطيع امتلاكه .. !
و اختطفها الواقع من لحظاتها تلك .. فقررت الرحيل .. و ودعته على امل لقاء قريب .. .

خرجت من المتجر و هي تجر أذيال الخيبة .. حزينة نوعاً ما .. و ما أن عبرت الشارع .. التفتت لتنظر مجدداً نظرة خاطفة نحو المتجر .. و كأنها وقعت بحب هذا " التاج " .. و عقلها يحدّثها ما من ضرر من تجربة احساس كهذا .. ما من ضرر أن ترتديه ..
فقط ستجربه .. !!

.......
دخلت المتجر مجدداً .. و طلبت من العاملة المسئولة أن تجرب " التاج " .. و ما ان لمسته تراقصت داخلياً فَرِحة .. انه لشعورٌ رائع ..
وضعته فوق رأسها و كانت في قمة سعادتها .. " حقاً انه شعور مختلف " .. هكذا قالت ..
فوجئت بالعاملة تحمل زياً للزفاف .. و على مقربة منها ... وضعته عليها .. " هذا هو المناسب "
هكذا قالت ..
أجابتها : " مناسب لماذا ؟ "
- " للتاج الذي ترتدينه . و لكِ "

و فكرة تجربة الثوب تتحدث امامها هي الأخرى .. !!
- " حسناً .. سأجربه " ..

... أزاحت الستار بعد دقائق .. و اذا بها تطل كالأميرة تنظر في المرآه و تحدّث نفسها .. " شعور رائع " ..
- " أنتِ جميلة " .. كان تعليق العاملة لها ..
غمرتها سعادة غامضة .. فقد شعرت انها أميرة بالفعل .. و ظنَّتها العاملة عروس ..فأحضرت لها بعض الاكسسوارات ليكتمل الحفل ..

و ها هي أخيراً كالعروس في ليلة عرسها ..

نظرت مجدداً في المرآه و بدأت تتراقص بالثوب الأبيض و التاج و تدور حول نفسها حتى كادت تطير .. أرادت أن تشعر شعور الأميرات .. و هي الآن تطير اليهم ..

..... و فجأة .. !

تسمَّرت مكانها احراجاً .. !!
هناك شخص يراقب أحداث الحفل !
تساءلت : " من أنت ؟! "
أجابها مبتسم باعجاب : " انا نصف يبحث عن نصف آخر "
قاطعتهم العاملة .. :
" عفواً سيدي .. لا يجوز الوقوف هنا امام غرفة تغيير الملابس .. "
- " أنا لم آتي الى هنا .. هي من جذبتني " ..
توترت الفتاه و احمرت خجلاً .. و كادت تذوب ..

و أكمل قائلاً : " أشعر بالخذلان .. من المؤكد اني جئت متأخراً .. هنيئاً له من سترتدين له هذا الثوب يا أميرة .. "
و هنا .. تذكرت أن أميرة هو أسمها !
و لكنها كانت و كأنها لأول مرة تسمعه .. !

- " و هل أبدو كأميرة بالفعل ؟ "
- " تماماً "
و كادت تخبره بأنه اسمها .. و لم يسعفها لسانها ..
فسكتت مجدداً ..

ابتسم و غادرها وحيدة .. و ذهب للقسم الآخر لوهلة .. انتابها الحزن و لم تعلم لماذا .. !
فهي ترتدي زي أبيض مرصع بالفصوص و تتزين بتاج ماسي .. و ظنتها عاملة المتجر عروس كما ظن هو الآخر .. !
نظرت لنفسها هل تبدو كعروس بالفعل ؟! ..
تركته يذهب .. و لم تتفوه ببنت شفة .. !!

أدركت أن الوقت قد طال هنا .. فقررت تغيير ملابسها ..
كانت في طريقها لإعادة الثوب للعاملة .. حيث مرت بالخزينة ..
كان هو الآخر يدفع حساب مشترياته ..
- " هل ترسلها للمنزل من فضلك ؟ "
- " نعم سيد أمير "
- " أشكرك "

و لمحها بابتسامة .. و ذهب بعيداً .. !

- " ألم يعجبك ؟! "
العاملة باستغراب ..
فأجابت : - " بل لم أكن أتمنى أجمل منه "
- " اذن .. ستأخذينه ؟! "
- " نعم , سآتي آخذه عندما أقابل أميري .. ! "
تمت

زقزقة العصافير دليل على يوم جديد .. ترتدي ملابسها و مسرِعة الى عملها .. فقد تأخرت .. و لكن ! تعرقلت أثناء اسراعها فانقطع طرف فستانها الأنيق بمسمار خارج عن المألوف بباب منزلها .. و هنا تجهّم وجهها .. و فار دمها فليس هذا وقته .. و لا أي وقت آخر !
رجعت منزلها لتغير ملابسها بنفس السرعة .. و بيدها الهاتف على اتصال مع صديقتها .. فقد تأخرت و فاتتها السيارة المخصصة لتقلها للعمل .. و لكن أخبرتها صديقتها " لا تنزعجي , فكل شيء يحدث لسبب ما "
في الشارع للمرة الثانية .. و لكن هذه المرة مضطرة أن تستقل المواصلات العامة قبل أن تفقد عملها !
الجو حار جداً و البشر يتقاتلون من أجل الوصول لكرسي داخل الحافلة .. و لكنها فازت بالدخول للعربة .. و لكن لم تسعها الفرصة للجلوس .. بل لم تسعها للمرور داخل المكان فالزحام قاتل !
تنظر في ساعة يدها .. و اذا بشخص يمر بجانبها .. ترتبك .. فالمكان لا يحتمل أي حركة .. و اذا بآخر و آخر .. و سيدة تريد النزول .. شعرت بالتوتر يتسرب اليها .. و بعض الحنقة من الوضع المحرج .. بدأت بالمحاولة في الابتعاد قليلاً .. و لكن لا جدوى .. المكان محاط بالكثيرين و لا يوجد من بينهم مُنقِذ ..!
و من بين الزحام يظهر من يشير اليها و هي تتعجّب هل تعرفه ؟ .. لا .. هو مجرد شخص قد شعر بالصراع الداخلي و قرر أن يحل الموقف .. بأن قام من مجلسه و دعاها لتجلس .. و وقف كحائط بينها و بين العالم المحيط .. شعرت و كأنها داخل قلعة محصنة .. و لا يمكن أذيتها بأي حال .. فهي انثى رقيقة مغلفة بالحياء و هو ما لفت ناحيتها الأنظار كما خطفت شيئاً ما بداخله بتلك الرقة التي تحتويها .. و لا تشبه الكثيرين ..
مع ازدحام السير .. توقفت الحافلة قليلاً .. لتبتعد بنظرها عن ذلك الزحام البشري و ترى لوحة من الرومانسية و الحب الفطري لعصفورين يتهمسان على أحد أسلاك الكهرباء .. أعجبتها تلك الرقة كما ارتسمت على ملامحها ابتسامة خفيفة .. و عندما عادت عيناها الى داخل الحافلة وجدته يبتسم فقد لاح له العصفور كي يراه أيضاً ..
و كان هنا حواراً صامتاً تماماً كحوار العصفورين .. !

و ظلت الحافلة تتوقف و تتحرك و تتوقف ثانيةً على محطات و في كل محطة تجذبها حركة تأخذها الى عالم بعيداً عن الازدحام و الجو الخانق و ترجع لقواعدها سالمة بمجرد تحرُّك الحافلة .. و في كل مرة تتحدَّث بعينيها معه و يجيبها .. و كأن هناك اتصال غير مرئي .. أو شيء ما غير بشري بينهما ..
و ظلت المحطات تتوافد و لا تشعر بالوقت البطيء .. و قد نسيت أمر عملها الذي يوترها .. الى أن وصلت الأحداث الى المحطة الأخيرة حيث ستُكتب النهاية .. توقفت الحافلة .. و توجه الجميع لباب النزول .. و تقدمت هي و يخلفها هو بابتسامة .. و نزلا .. و لكن هذه المرة لم تكن وحدها .. فقد كانت تتشابك يداها للأبد مع نصف آخر يشبهها .. بدون ميعاد مسبق .. فقد جمعهما سبب ما ..



يوماً ما - 27 يوم من عمري


اليوم لن أكتب قصصاً .. سأسرد أحداث يومي .. فهي حقاً تستحق التسجيل ..
أحتاج للفضفضة .. !


بدأت الحكاية صباحاً حوالي الساعة الخامسة و النصف .. حيث استيقظت عيناي على نور الصباح الدافيء .. الدافيء جداً حيث درجة الحرارة اليوم 39 درجة مئوية .. و ربما أكثر ! ..
و أشعة الشمس الحارقة و قد رُسلت من نافذة حجرتي .. تحرق بشرتي الرقيقة و توقظني من أحلامي على غفلة .. !
ترجلت من سريري فلم أستطع النوم مجدداً .. و قد ظننتها فرصة ان أكون وحدي ربما ساعتين اضافييتين قبل نزولي للجهاد خارجاً .. فقررت أن أكتب بعض السطور الجديدة في روايتي التي لم تكتمل بعد .. فقد الهمني الصباح بالجديد ..

أعددت قهوتي المفضلة .. و توجهت الى ما يسمى بـ " الانتريه " حيث الهدوء التام فالكل مازال نائم .. أزحت الستائر ليدخل النور .. و أحضرت الـ " لاب توب " الخاص بي و بدأت في الكتابة .. و لا أعلم لما أحداث قصتي بدأت طريقها للاحباط قليلاً .. ؟!

و هنا .. استيقظت والدتي لتخرجني من عالمي الخاص و تحكي لي ما تريد أن تفعله اليوم .. و أنني لابد لي و أن أبدأ بتحضير نفسي للنزول و الكفاح مع درجة الحرارة .. !
ودعت قصتي و قد كنت توقفت منذ زمن عن الكتابة بالفعل !

و أثناء أدائي واجب " الكي " الذي أكرهه منذ الولادة .. تنبهت لأمي تناديني فقد شعر والدي بالتعب المفاجيء ..
أسرعت اليه و القلق يملأني .. و بعض الاسعافات .. و كانت النتيجة أنه لابد لي الا النزول لاحضار بعض الأشياء الضرورية و الحلويات فقد انخفض معدل السكر في الدم مع انخفاض كل مؤشرات الراحة في صباح هذا اليوم ..
أحضرت العصائر و الحلويات بعد شكري لـ " بواب العمارة " على اجابتة السريعة حين طلبته .. و مساعدته لي !!!

انتظرت أن تتحسن حالة والدي لأنه من المخطط له أننا سنذهب سوياً لأداء بعض المهام .. فأنا لا أستطيع قيادة السيارة بسبب خوف والداي المفرط !
و انتظاري باء بالفشل .. و قررت الاعتماد على نفسي .. !
بدلت ملابسي و خرجت من منزلي على امل انهاء اليوم وحدي .. و بداية القصة كانت " عطل في الأسانسير " !!

قمت ببعض المشاوير المسجلة لدي بقائمة مهامي اليوم .. و التي أجبرتني على ركوب المواصلات العامة مرات عديدة في الحر القاتل .. و كان هذا ما أشعرني بقمة السعادة حقيقةً ..
و لن أنسى سائق " التاكسي " اللطيف .. الذي كان يحدثني عن مدى قلقه حين رآني وحدي في الطريق و الشمس حارقة .. فقد أبدى استغرابه أنني أشعر بالحر الشديد !
و " المنديل " المعطر جداً الذي عرضه علي و لا أعلم المبرر لذلك .. و لكن شعرني هذا بالقلق و الضحك الغير مسبب .. و رُسِمت أمامي قصصاً من أفلام الأكشن التي يحدثونا عنها في الاعلام من الخطف و القتل و ما الى ذلك !

و عندما وصلت الي مكان نزولي .. خرجت من العربة مودعة المكيِّف فقد كان خوفي أكبر من الحر .. و قد تركت له ما تبقى من المال المدفوع !

كانت المحطة الحالية هي محطة السجل المدني .. حيث موظفو الحكومة الأعزاء .. و الحياة الكريمة التي نعيشها داخل هذا المكان الرائع .. فقد قدمت لتغيير بعض المعلومات ببطاقة الرقم القومي الخاصة بي .. أتذكر أن أول مرة فعلت تلك الفعلة كنت بالمدرسة ! .. و قد تغيرت وظيفتي و عنوان سكني .. ! .. و بعد كل الاجراءات القصيرة جداً و المريحة جداً و الأوراق القليلة التي طُلِب مني احضارها .. تفاجأت بأنهم يطلبون مني أن يأتي ضامن و لم يخبرني أحداً بذلك من البداية .. يالله من الصعب أن يأتي أحداً في هذه الساعة من اليوم فمن المنطقي أن الجميع بالعمل ! ..
و لكن لا حياة لمن تنادي .. و عندما حدثت المعجزة و حضر أخي في وقت قياسي و قبل غلق الشباك .. أخبرتني الموظفة المقيمة هناك بأن بطاقة أخي لا تعجبها !
و أنها تحتاج أيضاً للتغيير و لا يمكن أن يضمني .. هذا بعد أن جاء من عمله و كتب هذا الأقرار على نفسه و قد ضاع ما يكفي من الوقت .. و كفانا فليس هناك من عاقل يفعل هذا ثانيةً .. !
هذا ما جعلني انفجر بصوتي العالي الذي لم أستطع تصديق نفسي حينها و أنا أصرخ بوجهها على تعطيل مصالح و أمور الناس بهذه الطريقة ..
و خرجت و أنا اتوقع أن هذا الروتين سيقتلنا يوماً ما ... !

وصلت منزلي و أنا أكاد أبكي على هذا اليوم المميت من الأحداث .. و اذا بي أكمل ما بدأ بالصباح و أحدث أجمل الخلافات على وجه الاطلاق مع أمي الغالية .. حيث أنها اقتنعت تماماً أنني المتسببة في تضييع وقت اليوم و ليس السجل المدني !
و لكني أرحتها بأنني لن أفعلها ثانيةً فقد عدلت عن تغيير بطاقتي الشخصية .. !

و أسرعت بالبكاء في حضن جدتي .. احتجت أن أفعل هذا الشيء جداً ..
و كانت نهاية النهار قد أوشكت و كنت قد أوشكت على الانتهاء أنا الأخرى .. فتمددت قليلاً دون حتى أن أتناول طعامي .. و رغم الحر الشديد و ما يدور بذهني الا أني رحت في نوم عميق لمدة لا تزيد عن الساعتين .. لم أشعر خلالهما بأي شيء و لا بأحلامي ..

و استيقظت على رنة هاتفي بعد أن تركت صديقة لي اتصالات عديدة دون اجابة و لم أسمعه .. و اعتذرت لها عن نومي المفاجيء و عدم شعوري بالوقت و قد كانوا ينتظرونني أن أراهم اليوم و قد مر وقت طويل على لقائنا سوياً .. و أنني كنت ضحية لنظام غبي قد يستمر معنا لبعض الوقت .. فخططي كلها قد ألغيت !!

و كل ما مر خلال النهار أصبح الليل يغار من عدم مشاركته لي هذا اليوم السعيد .. فقامت الكهرباء بعملها المفضل اليومي بالانقطاع .. حيث الظلام و الحر الشديد .. و شاركتها المياه قليلاً .. حيث أنني أردت أن أحزم أمتعتي و أذهب لكوكب آخر فقط لأنتعش قليلاً .. !

و الحدث اليومي الهام هو اصابتي بالبرد .. ليتوَّج هذا اليوم السعيد أخيراً ..
و لم يتنهي هذا اليوم بعد .. و لكني أريد أن أشعر أنه انتهى .. فسجلته للتاريخ .. فلا أعتقد أن هناك أسوأ من هذا يوماً ..

و الغريب حقاً .. أنني أتوقع الأحسن غداً .. فمن المفرح أن أنشعر أنني مازلت على قيد الحياه .. !


































أتمنى تعجبكم



__________________

التعديل الأخير تم بواسطة roxan anna ; 10-31-2012 الساعة 06:40 PM