من فضائح الإباضية للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله، وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد : فقد استمعت إلى شريطين من رجل إباضي يقال إنه مفتى عمان، وهذان الشريطان فيهما مهاجمة السنة ومهاجمة أهل السنة. وأعتقد أنهما سيكونان شؤما على الفرقة الإباضية ؛ لأنه قد استقر لدى أهل السنة أن الإباضية هي أقرب طوائف الخوارج إلى أهل السنة ، ولكن المفتي أبان لنا أن الإباضية تعادي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ! وأعتقد بعد ما تأتيهم الردود من أهل السنة أنهم سيقولون : لا جزى الله هذا المفتي خيرا؛ إذ فضحنا ونبش ما كان مدفونا ! ويكون حالهم كحال بني نمير الذين كان أحدهم إذا قيل له : من أين أنت؟ قال : أنا نميـــري بمد الياء ، فلما قال جرير لبعضهم : فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا أصبحوا يخجلون ويستحي أحدهم أن ينتسب إلى قبيلة نمير. وهكذا أيضا الفرقة الإباضية إذا جاءتهم ردود أهل السنة وبيان ما هم عليه من البدعة فإنهم سيقولون : لا جزى الله هذا المفتي الداعي إلى الفرقة والداعي إلى نبش ما كان مدفونا لا جزاه الله خيرا ! 1 والإباضية هي طائفة من الخوارج، وبدعة الخوارج هي أول البدع حدثت في الإسلام ، حدثت على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أصلها على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما جاء في "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقسِّم غنائم حنين فجاءه رجل فقال : اعدل يا محمد . قال : "ويلك من يعدل ؟! خبتَ وخسرتَ" ، وجاء أيضا : "خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل" جاء بفتح التاء وبضمها([1]) . فقال خالد بن الوليد : دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "لعله يصلي" ، ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "إنه سيخرج من ضئضئ هذا – أي : من صلبه – قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" ووقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فقد ذكره العلماء في دلائل النبوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر عن خروج الخوارج وما ذلكم إلا أصلهم ، فخرجوا كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وجاء عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ، وعن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الخوارج : "إنهم كلاب النار" وفي رواية : "إنهم كلاب أهل النار". والخوارج كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان". ووقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد مر يهودي بالخوارج ، وقالوا : ذمة نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتركوه، ومر عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه جاريته فقالوا : حدثنا ، فحدثهم بحديث في الفتن، ثم قتلوه وبقروا بطن جاريته ! من أجل هذا قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، بعد أن قطعوا السبيل وقتلوا النفس وحاربوا الإسلام فاضطر علي إلى مواجهتهم بالقتال. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : "يمرق طائفة من الناس تقتلهم أولى الطائفتين بالحق" فقتلهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ولم يبق منهم إلا نحو تسعة أو سبعة أو غير ذلك ، ولم يقتل من قوم علي بن أبي طالب إلا اليسير . فالخوارج من البلايا التي ابتلي بها الإسلام ! وقد ذكر أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى في كتابه "الفصل بين الملل والنحل" – يقول - :"إن أهل البدعة ما نصر الله بهم الدين يوما من الدهر!" وصدق!! نستطيع أن نتحدى وأن نقول : ائتونا بفرقة من الخوارج قاتلت اليهود والنصارى أو قاتلت المشركين ؟! أو ائتونا بفرقة من الرافضة قاتلت اليهود والنصارى أو قاتلت المشركين. بلاء هاتين الطائفتين على المسلمين ،كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "يقتلون أهل الإسلام أو أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان" .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |