عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 11-01-2012, 10:13 AM
 


البارت السادس عشر(لولاك لما كنت حياً..)**

فأشار بيير إلى أوليفان وقال: صديقك..
فنهض مارك من على الكرسي وضرب سطح المكتب بيده بغضب وقال: هذا ليس صديقي ولن يكون كذلك أبداً..
فقال أوليفان بهدوء وهو يتابع عمله: إنه على حق.
فقال بيير وهو يرفع كتفيه للأعلى بعدم أهتمام: حسناً، لكن من يراكما لأول مرة يقول بأنكما صديقان.. وصديقان حميمان أيضاً....ثم أستطرد قائلاً بتساؤل:مابها يدك مارك؟..
فقال ذاك الأخير بعبوس: لا شيء ..ثم نظر إلى أوليفان بحقد الذي كان ينظر إليه ببرود..فقال بيير وهو يستدير ليغادر الشركة ويلوح لهما بيده قائلاً: إلى اللقاء..
فقال أوليفان: إلى اللقاء..
ثم قال مارك في نفسه بعد أن جلس على الكرسي: لما يقولون دائماً أنه صديقي؟..
أما أوليفان فقد قال في نفسه: لا أتخيل بأن كتلة من الغرور مثله يصبح صديقي ..هه هذا محال...
.....................................**
استقبل اوليفان الكثير من العملاء وقد فاق عددهم العشرين وطبعاً تسلم مارك بعضهم ولما خرجوا جميعاً وضع أوليفان رأسه على الطاولة بتعب ليقول بخفوت: أنا متعب.. ثم رفع رأسه ونظر إلى الأوراق التي على مكتبه ليقول في نفسه بإحباط: لم أنتهي من عملي بعد.. ثم أردف بصوتاً مسموع وهو يصيح على روبرت قائلاً: روبــرت ..
فأتى له ذاك الأخير وقال: ماذا هناك سيدي؟..
فقال أوليفان بهدوء : أريد فنجاناً من القهوة..
فقال روبرت وقد عقد حاجبيه باستنكار: لقد شربت ثمانية فناجين إلى الآن.. إن كثرة القهوة ليست جيده..
فقال مارك بابتسامة ساخره: أصنع له القهوة روبرت..حتى إذا أصيب بمكروه ومات أستطيع أن أرتاح من رؤية وجهه ..
فالتفت أوليفان إليه وقال ببرود: أخرس..ثم أعاد النظر إلى روبرت وقال بنبرة رجاء: أرجوك ..أصنع لي القهوة لا استطيع أن أكمل عملي دون أن أشربها..
فتنهد روبرت بيأس وقال: حسناً كما تريد .. ثم أتجه إلى المطبخ وأخذ يعد القهوة له..
..................................**
شرب أوليفان قهوته بأكملها ثم وضع الفنجان على الصحن الصغير الخاص به وقد شعر بأن رأسه قد بدأ بالدوار فنظر إلى ساعة يده وإذا بها الواحدة ظهراً، فقال في نفسه: يا حبيبي هل سأبقى هنا إلى الساعة الثانيه؟ لكني سأحاول إن أنهي عملي بسرعة، وإن لم أنتهي سأعود غداً لأنهيه... ثم أمسك برأسه بكلتا يديه وقال متمتماً:لكني أشعر بالنوم والتعب ..سحقاً.
فنظر مارك إليه ببرود عندما سمعه يتمتم بتلك الكلمات التي لم يفهمها ثم عاد يكتب ما بدأه ..وفي تلك اللحظة رن الهاتف التي على طاولته فرفع السماعة ليقول: مرحباً..
سبستيان: مارك إن السيد رين يريدك الآن..
مارك: أنا أتاً....ثم أغلق الهاتف ونهض من على الكرسي متجه للمصعد لينقله للطابق الرابع.
بينما أخذ اوليفان بإكمل عمله رغم النعاس الذي حل عليه.. مضى الوقت ببطء عليه وهو يكاد أن ينام على الطاولة فنظر إلى الساعة وإذا بها الواحدة والربع فتنهد بقهر وقال: لما الوقت يمضي ببطء؟..
.......................................**
وفي مكتب رين..جلس مارك على الأريكة وقال: ماذا تريد مني يا جدي؟..
رين: أخبري أولاً..هل أستقبلت العملاء مع أوليفان وساعدته على عمله؟..
فقال مارك بملل: أجل..أستقبلت العملاء معه لكن ليس جميعهم طبعاً.. وبالنسبة للعمل الآخر فكانت مساعدتي له محدودة على حسب ما تعلمته حتى الآن..
فابتسم رين برضا وقال: أحسنت مارك.. ثم سكت قليلاً ولما همّ بالتكلم سبقه مارك وقال: جدي..ماهو الأمر الذي طلبتني من أجله؟..
فوسع رين من أبتسامته وقال: كدت اتكلم عنه لولا أنك سبقتني بالحديث...ثم أستطرد وقال: طبعاً الأمر الذي أريدك فيه لايخلو من ذكر ماري..أي أن هي صلب الموضوع..
فرفع مارك حاجبيه للأعلى وابتسم بينما أكمل رين قائلاً:إنها تود أن تراك..
فقال مارك وهو يسند قبضته يده على خده ولا يزال يبتسم: لا مانع لدي في ذلك..
رين: ليس هذا وحسب..
فعقد مارك حاجبيه وقال: ماذا أيضاً؟
فتنهد بهدوء وقال: تريدك أن تقضي لــ ....فقاطعه مارك بوقوفه قائلاً: لا..
فقال رين باستغراب: لكني لم أكمل كلامي..
فالتفت إليه وقال: أعلم ماذا تريد أن تقول..تريد أن تقول بأن أقضي ليلة معكما في المنزل..لكني لن أقبل ،ليس لأني لا أريد ذلك بل لأن لو أنقضت تلك الليلة وأردت العوده إلى شقتي ستفتح معي موضوع العيش في المنزل معكما وبتأكيد سأرفض وانت تعلم السبب وبعدها ستحزن وتبكي كما هي المرة الماضية..أليس كذلك يا جدي؟..
فقال رين وهو يحرك القلم بيديه: بلى..
فعاود مارك الجلوس على الأريكة وحلّ صمت دام طويلاً إلى أن قطعه ذاك الأخير بقوله: عندي فكرة أفضل..
رين: ماهي..
مارك: لما لا تقول لها أن تأتي إلى شقتي ونقضي الوقت معاً هناك؟ أعتقد بأنها لم تزر الشقه إلا مرات معدودات..
فقال رين بعد تفكير: ليست فكرة سيئه.. لا بأس سأقول لها ذلك..ثم أردف وهو ينظر إلى يد مارك اليمنى وقال: مابها يدك..
فقال مارك بملل: لما الجميع يسأل؟لقد مللت من الأجابه.. ثم تنهد وقال: لا شيء يا جدي..
فعقد رين حاجبيه بعدم تصديق لكنه صمت بعد ذلك ..
.......................................**
رنً هاتف أوليفان المحمول فالتقطه ونظر إلى الرقم الذي يضيء على شاشته وإذا به رقم المنزل فأجاب بصوتاً منخفض نسبياً قائلاً: مرحباً..
فأتاه صوتاً طفولي يقول: أوليفان..
فابتسم ابتسامة ذابله وقال: آلي..اهلاً بك حبيبتي..
آل: أوليفان أين أنت الآن؟..
أوليفان: لا أزال في العمل ..هل تريدين شيئاً ما؟.
فأومأت آل برأسها إيجاباً وقالت: أجل.. أريد الحلوى التي قلت لك إجلبها لي معك..
أوليفان: لا بأس سأجلبها لكِ لا تقلقي..
آل: مابه صوتك منخفض أخي؟..
فقال بحنان وهو يرجع شعره للخلف بإرهاق: لا شيء يا عزيزة أخيك..أني متعب فقط من العمل..
فقالت بشيء من الحزن:طيب.. جود تريد أن تكلمك أيضاً..
أوليفان: حسناً..
جود: أوليفان!..
فقال ذاك الأخير وهو لا يزال يبتسم: أنا معك حبيبتي..ماذا تريدين؟..
جود: أريد شوكولاته ..
أوليفان:حسناً سأجلبها لك..
جود: لا تنسى..
أوليفان: بالتأكيد لن أنسى..
جود: عدني..
فضحك بخفة وقال: أعدك..لن أنسى..
فابتسمت جود من خلف الهاتف وقالت: حسناً إذا..سننتظرك أنا وآل إلى اللقاء..
أوليفان: إلى اللقاء..ثم أغلق الهاتف ووضعه بجانبه ليقول: أتمنى بأن لا أنسى ما تريدانه ..
...................................**
خرج مارك من مكتب جده رين واتجه إلى المصعد ليركب فيه فضغط على الرقم 1 وبينما المصعد يهبط به إلى الطابق الأول وصلت إلى هاتفه رسالة ما فأخرجه من جيب بنطاله الأبيض وفتحها ليجد ماكتب فيها: فتش في هاتفك عن الصورة التي تضمني معك عندما كنا صغاراً وابتسم..^^ المرسل: بيير.. ضحك مارك عندما انهى قراءة تلك الرسالة القصيرة وفتش عن تلك الصورة التي تجمعه وبيير بجانب تلك الشجرة ذات الأغصان اليابسه التي غلفت بقليلاً من الثلج حتى وجدها فضل يتأمل فيها قليلاً وابتسم بسعاده.. فلقد عاد بذاكرته للوراء عندما كان الوقت شتاءً والجو بارداً فوقف هو بيير تحت تلك الشجرة اليابسه التي غطتها الثلوج وعلى وجهيهما خطت ابتسامة عريضه..وحسب مايتذكر أيضاً بأن من صورهما هي ماري التي تعشق التصوير...فتح باب المصعد في تلك اللحظة وخرج منه متجهاً إلى مكتبه فجلس على كرسيه بعدما ان أعاد الهاتف في جيبه وعاود الكتابة في تلك الورقه التي تركها قبل نهوضه ..
وأخيراً حانت الساعة الثانية..وهي الساعة التي أنتظرها أوليفان طويلاً فارتسمت على ملامحه الفرح وأخذ بترتيب الأغراض التي على سطح مكتبه بشكل منظم كما يفعل في العاده..فنظر إليه مارك بتعجب وتسائل في نفسه قائلاً: هل سيخرج الآن من الشركة ؟... ولما انتهى أوليفان من الترتيب نهض من على كرسيه وعيناه تكادان أن تلتصقا ببعضهما من شدة النعاس.. خرج من الشركة بخطوات غير متزنة وأخذ يمشي في الطريق من غير أن يعلم إلى أين يتجه..فجل تفكيره الآن هو الذهاب إلى المنزل والنوم على سريره المريح..وفجأة وجد نفسه يقف في منتصف الشارع حيث تلك السيارة المسرعه التي تكادت أن تقضي عليه في طريقها إليه ..اتسعت عيناه بتفاجئ وتجمد في مكانه لا يعلم ماذا يفعل..والشخص الذي يقود السياره بدأ بضرب بوقها لتصدر منه أصواتاً عاليه تنذره بالأبتعاد عن طريقها لكن..( لا حياة لمن تنادي) بقي جامداً في مكانه ولم يحرك ساكناً حتى أتى شخصاً من خلفه بسرعة وأرتمى عليه ليبعده عن مكانه فسقطا على الرصيف معاً معلنين بذلك أبتعادهما عن الخطر...فتح أوليفان عينيه وهو يضع يده على رأسه بألم ففوجئ بمارك الذي قد رفع نصف جسده العلوي من على الأرض وهو يضع يده على ذراعة التي تألمت بشكل خفيف فقال أوليفان بصدمه وهو يرفع نصف جسده من على الأرض هو الأخر: أ..أنت؟.. ثم أردف باهتمام: هل أنت بخير..هل تأذيت؟..
فقال مارك بسخريه وهو لا يزال يضع يده على ذراعه: لا لم أتأذى ..ثم تغيرت ملامح وجهه للغضب وقال بصراخ: بكل تأكيد تأذيت يا أحمق ..مالذي كنت تفعله في منتصف الشارع ؟..هل كنت تود أن تجرب الأنتحار..
فقال أوليفان نافياً: لا لا ..لم أكن أنوي ذلك..وإنما كنت سأذهب إلى سيارتي لكي أعود للمنزل..
فقال مارك وهو يشير إلى جهة اليسار بيده: أنظر إلى هناك ..
فنظر أوليفان إلى ما أشار إليه مارك ووجد بأنه قد تجاوز مكان سيارته فقال مارك وهو ينهض من مكانه وينفض الغبار عن ملابسه: إذا كان هذا يدل على شيء فهو يدل على أنك مغفل..
فوقف أوليفان وقال بغيظ: هيه أحترم ألفاظك..ثم أني لم أكن أدرك وضعي قبل قليل ..
فقال مارك ببرود: من المفترض أني جعلت تلك السيارة تدهسك جزاءً لك على ما فعلته بيدي .. ثم خطر الشارع بعد مرور السيارات وذهب إلى حيث سيارته.. وفعل أوليفان المثل وقبل أن يدخل الأثنان سياراتهما قال أوليفان بهدوء: مارك..
توقف ذاك الأخير في مكانه قبل أن يفتح سيارته وقد تكرر صوت أوليفان على مسامعه مراراً وهو يناديه باسمه فألتفت إليه بهدوء ليجد بأنه قد أنحنى له بأدب جم وهو يقول: أشكرك على أنقاذك لي .. أنا مديناً لك بحياتي حقاً فلولاك لما كنت على قيد الحياة الأن..
ظل مارك واقفاً في مكانه يتطلع إلى أوليفان المنحني له وأمامه فأنزل رأسه وقال بابتسامه: لا داعي لكل هذا..
فرفع أوليفان رأسه باستغراب من لهجة مارك المؤدبة والهادئة لكنه مالبث وأن سمعه يقول بغرور: فأنت بالفعل يجب أن تكون مديناً لي بحياتك..
__________________







رواية ..{ وللصداقة عنوان }..

http://vb.arabseyes.com/t355960.html

تزداد روعة بعبق اطلالتكم اللذي تنثرونة على صفحاتها