البارت السابع عشر( ربما هي بداية للصداقة)..
فاستعدل أوليفان في وقفته وقال في نفسه: لقد أرتكبت خطأً جسيماً في قول ماقلته له .... وبعدها ركب مارك سيارته وغادر المكان وكذلك فعل أوليفان حينما ركب سيارته هو الآخر وخرج من المدينه عائداً إلى مدينته وقبل أن يعود لمنزله مر على أحد المتاجر واشترى الحلوى والشوكولاته لأختيه التوأم وقد أخذ يقول في نفسه:لما اتى لأنقاذي؟ ولما هو بالذات؟ لا زلت غير مصدق بأنه فعل ذلك..أنه أخر شخص توقعته ان ينقذني..
...................................**
أما في سيارة مارك ففتح ذاك الأخير النافذة الأمامية لتتطاير خصلات شعره البنيه بفعل الهواء وأخذ يقول في نفسه: لقد أندفعت لإنقاذه دون أن أشعر ..تحركت رجلاي تلقائياً ..بصراحة لا أعلم مالذي شعرت به عندما رأيته في ذلك الموقف وكأنه... ثم نفض تلك الأفكار عن رأسه واكتفى برسم ابتسامة ساخرة على زاوية فمه..
................................**
وصل أوليفان إلى منزله أخيراً في تمام الساعة الثالثة والنصف فترجل من سيارته وهو يحمل كيسين بداخلهما الشوكولاته والحلوى فدخل للمنزل وعيناه شبه مغلقتان من النعاس وفور إغلاقه للباب ركضت نحوه آل وجود وأمسكتا ببنطاله لتقول تلك الأخير بصوتاً طفولي: أوليفان أحظرت الحلوى لي أليس كذلك؟..
وقالت جود كذلك بصوتاً مماثل لصوت آل: ولقد أحظرت الشوكولاته أيضاً..
فقال بابتسامه مرهقه وهو يجثو على ركبتيه بهدوء: بكل تأكيد..ثم أعطى كل منهما كيسها الخاص بها.. ففرحتا بذلك كثيراً ثم قال في نفسه: أريد أن أرتاح..
( أوليفان ألا تزال متعباً)..
أنتبه ذاك الأخير على آل التي قالت تلك العبارة السابقة باهتمام حزين وهي تضع يدها الصغيرة الناعمه على خده فابتسم بذبول شديد وهو يمسك بيدها الصغيره ويقول: قليلاً ..لكني ان نمت الأن سيزول التعب بكل تأكيد..
ثم قبل يدها ونهض من مكانه ليصعد إلى غرفته وبينما هو يفعل كذلك قالت التوأمان بسعادة: أخي شكراً لك ..
فلوح لهما بيده وتابع الصعود على الدرج حتى وصل إلى غرفته فارتمى على سريره بإنهاك وقال وهو يغمض عينيه: أخيراً..أنا على فراشي الآن..
.........................................**
فتح عينيه الرماديتان ببطء فرفع جسده من على السرير وهو يشعر برطوبة ملابسه فلقد نام على الحرارة دون أن يشغل جهاز التكييف ثم نظر إلى ساعة يده وإذا بها الرابعة فجراً فاتسعت عيناه على مصرعيهما وقال بصدمه: لقد نمت طويلاً جداً.. ثم نهض من على السرير والتقط منشفته الكبيره ليذهب بها للحمام فأخذ يخلع ملابسه ويستحم فلما انتهى لف المنشفه على جسده وخرج ليعود إلى غرفته ويلبس بنطالاً جينز رصاصياً داكناً وبدلة بنفسجية داكنه من دون أكمام.. وفي تلك اللحظة سمع هاتفه يرنً برنات خفيفة ومتقطعة فعرف بذلك بأنه هناك من أرسل له رسالة ما..فالتقط الهاتف وفتح الرسالة ليقرأ ما كتب فيها: أوليفان صديقي أشتقت إليك كثيراً.. وكذلك بقية الأصدقاء ونحن نتمنى أن تكون بخير..صديقك: كلاي.. ابتسم أوليفان بسعادة عندما أنهى قراءة الرسالة واخذ يسطر هو الأخر رسالة طويلة يعبر عن مشاعره فيها ولما انتهى ارسلها إليه وهو يبتسم بمرح.. مضى الوقت وهما يتبادلان الرسائل ولما اتت الساعة الخامسة قفز من مكانه ونزل للأسفل بسرعة حيث طاولة الطعام فوجد أمه مع عدد من الخادمات وهن يضعن طعام الأفطار على الطاوله فابتسم بهدوء وقال: صباح الخير..
فرفعت الأم رأسها لتقول وهي تبادله الابتسامة نفسها: صباح الخير أولي.. وأخيراً استيقظت؟..
فنظر إليها وهو يجلس على الكرسي ليقول: أجل..لقد نمت طويلاً جداً..
الأم: ليس هذا وحسب.. البارحه عندما اتيت لإيقاظك في تمام الساعة الثامنه لم تستيقظ ولم تحرك ساكناً أيضاً..بصراحه لولا نفسك الذي تزفره تارة وتستنشقه تارة أخرى لقلت بأنك ميت..
فقال باستغراب: حقاً أتيت لإيقاظي؟ لم أشعر بك البتة..
الأم: لا عجب في ذلك..لأنك لم تنم جيداً ليلة ما قبل البارحة..أليس كذلك؟..
فدس أوليفان يده في شعره وقال بابتسامة شاحبه: بلى يا امي.. ثم رن هاتفه من جديد ليعلن عن وصول رسالة أخرى ..فأخرجه من جيب بنطاله وفتح الرسالة ليضحك بخفه فقالت والدته بهدوء: أهي رسالة؟..
أوليفان: أجل أمي..
الأم: ممن؟..
أوليفان: من أصدقائي القدامه..تتذكرينهم صحيح؟..
فقالت الأم وهي تضع يدها على ذقنها: أصدقائك القدامه؟..آه أجل أولئك المشاغبون الذين يأتون إلى هنا ليلعبوا معك عندما كنت صغيراً..
فقال أوليفان وهو ينفخ خديه باستنكار: أمي لا تقولي هذا الكلام أنهم ليسوا مشاغبين أبداً..
فضحكت الأم برقة متناهيه لتقول: أعلم ذلك جيداً بني .. وإنما كنت أريد أن أرى كيف هي ردة فعلك وحسب..
فابتسم أوليفان واخذ يسطر رسالة صغيرة موجزة ختم بها تلك الرسائل التي دامت نصف ساعة ثم تناول فطوره بسرعة ونهض من مكانه ليخرج من المنزل لكن والدته استوقفته قائلاً: بني هل ستذهب ..هكذا؟..
فنظر أوليفان إلى نفسه وقال بخفوت: مابي؟.. ثم رأى بأنه لم يلبس سترته الرصاصية الجينز التي ستقطي كتفيه العاريين فضرب على جبينه وقال : سحقاً..يا ألاهي لقد نسيتها في الأعلى..ثم أخذ يركض للأعلى متوجهاً إلى غرفته فدخلها والتقط السترة من على السرير وكذلك مفتاح سيارته الذي غاب عن ذهنه ولم يأخذه فنزل للأسفل بسرعة وركب سيارته على عجل وأنطلق إلى الشركة..
...............................................**
دخل مارك الشركة وكانت ملامحه هادئه جداً فوجد أوليفان كالعادة يجلس خلف مكتبه فاتجه نحوه وجلس خلف مكتبه ولم ينبس ببنت شفه فنظر أوليفان إليه بطرف عينه ثم عاد لإكمال عمله... وبعد مرور خمس دقائق دخل رين الشركة وتوجه نحو أوليفان بخطوات سريعه ليقول له بقلق: أوليفان...
فوقف ذاك الأخير وتبسم قائلاً: أوه.. صباح الخير سيد رين.
فقال ذاك الأخير بقلقه السابق وهو يمسكه من عضديه: أوليفان هل أنت بخير؟ ألم تصب بمكروه؟..
فوقف أوليفان متعجباً من كلامه وهو يقول في نفسه: أنا بخير؟.. لم أصب بمكروه؟.. مالذي يقصده؟.
فقال مارك بملل وهو يلتقط القلم ليكتب على الورق: أنه يقصد الحادث الذي كان على وشك الحدوث لك بالأمس..ثم أردف بابتسامة فخر وغرور: لكنني أنقذتك منه في أخر لحظة..
فقال أوليفان في نفسه بغيظ وهو ينظر إلى مارك: وكأنه يقول لي لا تنسى بأني أنقذتك ...ثم نظر إلى رين وهو يبتسم باصطناع وقال: أنا بخير يا سيدي..ولم أصب بمكروه..
فقال رين بارتياح وقد أبعد يديه عن عضدي أوليفان: آه لقد أرحتني الآن..لقد سمعت بأنك تعرضت لحادث بالأمس وخرجت مسرعاً من الشركة لكي أراك لكني لم أجدك وبقيت قلقاً عليك كثيراً..حتى لقيتك الآن والحمد لله بأنك بخير..ثم أردف بعتاب: عليك أن تنتبه مرة آخرى على طريقك جيداً.. أسمعت؟
فابتسم أوليفان بتوتر وقال: حــ..حاضر...فبادله رين الابتسامة واتجه للمصعد ذاهباً إلى مكتبه..بينما جلس أوليفان على كرسيه من جديد وقال لمارك بهدوء: هيا ..فالنبدء التدريب الان..فلم يبقى إلا القليل جداً حتى ننتهي ..
فقال مارك بنفس هدوء أوليفان: هيا..
أخذ أوليفان بالتكلم ومارك يستمع إليه باندماج ومضى الوقت هكذا حتى أسند مارك رأسه على الكرسي وقال: آه.. وأخيراً أنتهينا..
فقال أوليفان في نفسه: يبدو على غير عادته فهو هادئ ومزاجه جيد ..لكني اتمنى بأن لا يكون هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفه..
.........................................**
عاد الجميع إلى منزله بعد يوماً من العمل الشاق وفي شقة مارك اتجه ذاك الأخير إلى الصالة وفتح التلفاز ليقلب في محطاته ولما استقر على محطة ما رن جرس الشقة فاستغرب ذلك لكنه عاد لمتابعة ما تعرضه المحطة وذهبت مارشا لفتح الباب وبعد لحظات عادت تلك الأخيرة ومن خلفها ماري ورين..فلما رآهما مارك رفع حاجبيه باستغراب شديد لكنه مالبث وأن نهض من على الأريكة والابتسامة على شفتيه..فاتجه إلى ماري وقبّل رأسها..فقالت له بابتسامه حزينه: أشتقت إليك مارك..
فقال لها وهو ينظر إلى عينيها: وانا كذلك جدتي..ثم أشار إليها بالجلوس على الأريكة وكذلك جده ومن ثم أمر مارشا بإعداد القهوة والشاي..ثم جلس على الأريكة المقابلة لهما وقال: كيف حالك جدتي؟..
فقالت ماري بابتسامه حنون: بخير يا حبيب جدتك..اخبرني أنت هل أنت مرتاح؟..هل تأكل جيداً وتنام جيداً..؟ألست محتاجاً لشيء؟..
فقال مارك وهو يضحك: على مهلك يا جدتي.. أنا بخير ومرتاح وآكل وأنام جيداً ولست محتاجاً لأي شيئاً..
فقالت ماري بارتياح: هذا جيداً ..
فقال رين وهو ينظر إلى ماري بابتسامه:ما كل هذا الأهتمام به ؟..لو كنت أنا مكانه لم تقولي لي ما قلتهِ له الآن..
فقال مارك بابتسامه وهو يعقد حاجبيه: ماذا يا جدي؟.. هل تغار مني أم ماذا؟..
فقال رين وهو ينظر إلى ماري: ربما أنا كذلك..
فضحكت ماري وقالت: لا عليك يا زوجي عندما نعود للمنزل سترى بأني سأقول لك كلاماً أكثر وأكبر من هذا بكثير..
..........................................**
جلس شيرو على الأريكة التي في الصالة وبيده رواية لتوه قد أشتراها من المكتبة فأتت آل وجلست بجانبه لتقول بفضول طفولي: ماذا تقرأ يا شيرو؟..
فأجاب ذاك الأخير وهو يبتسم: رواية..
آل: وهل يمكنني أن أقرئها معك؟..
شيرو: لا..لأن كلماتها صعبة عليك و..هي للكبار فقط..
فمطت آل شفتيها بحزن لتقول: دائماً تقول ذلك.. إن أوليفان أفضل منك فهو يسمح لي بقراءة القصص معه..
فضحك شيرو وأحاط جسدها بذراعه ليقول: حبيبتي آل..إن هذه الروايه أكبر من عمرك بكثير وأنتي لن تستطيعي قرائتها معي لأن كلماتها صعبه..
فقالت آل وهي لا تزال على حالتها السابقه: حسناً فهمت ما تعني..
......................................** |