البارت الثامن عشر( خوفٌ ليس في محله ..)
فابتسم شيرو بهدوء واعاد نظره إلى كتابه وأكمل القراءة..بينما نزل أوليفان من الأعلى وهو يحمل جود على كتفيه ويمسك بساقيها حتى لا تسقط من عليه وهي تمسك بشعره بهدوء حتى لا تؤلمه..فاتجه إلى حيث الصالة وقال بمرح مخاطباً جود: هيا يا جود سأنزلك الآن حسب ما اتفقنا..
فقالت وهي تشد على شعره معارضه: لا لا ..لن انزل..
فقال أوليفان وهو يغمض أحد عينيه بألم: هيه جود لا تشدي شعري هكذا انك تؤلمينني..
فقالت جود بابتسامه: حااااضرة...
فجلس أوليفان على ركبتيه وقال: حسناً أنزلي الآن..
فقالت جود برفض:لا ..لا اريد..
أوليفان: جود هل تودين أنكاث الوعد أم ماذا؟..ألم نتفق على أن أنزلك هنا؟..
فقالت وهي تنزل من على كتفيه: نعم أتفقنا..ولما استقرت قدماها على الأرض ابتسمت وقالت: شكراً لك أخي..
فبادلها أوليفان الابتسامة وقال: العفو.. ثم حول نظره إلى آل التي كانت تجلس بجانب شيرو وعلى ملامحها الحزن فعقد حاجبيه واتجه إليها لينزل إلى مستوى جلوسها على الأريكة ليقول بصوتاً حنون: آل..مابك حبيبتي؟..
فقالت وهي تمد شفتيها بحزن: شيرو لم يدعني أقرء معه الروايه التي يقرئها ..
فرفع شيرو حاجبيه وقال: قلت لك بأنها لا تصلح لك يا آل..
فابتسم أوليفان وقال: لا بأس.. ثم أستعدل في وقفته ليحمل أل بين يديه ويرفعها للأعلى ليقول بمرح: ما رأيك أن نلعب الأن أنا وأنتي وجود فقالت بابتسامه سعيده: بالتأكيد موافقه..
فأنزل أوليفان آل للأرض وقال: حسناً أذهبا وأختبئا في أي مكان وأنا سأبحث عنكما أتفقنا؟..
فقالتا بسعاده: اتفقنا.. ثم استدار أوليفان وأغمض عيناه ليقول: هيا اذهبا وأختبئا الان وأنا سأعد للعشرة ثم سأبحث عنكما..
فقالتا وهما يركضان ليختبئا: حسناً..
...........................................**
كان مارك ورين وماري يجلسون على أريكة واحده تتسع لثلاثة أشخاص وهم يشاهدون فلماً مثيراً على التلفاز في الصالة وأمامهم الفشار والعصير والشوكولاته وغيرها من الأكلات التي يحبونها.. كانوا مندمجين حقاً مع الفلم وهم يتناولون الأكلات التي امامهم..وفجأة رنً هاتف الشقة فالتفت مارك إليه وكز على أسنانه بغضب ثم نهض من مكانه والتقط السماعة ليقول ببرود: نعم؟...كلا لقد أخطأتي في طلب الرقم..ثم سكت قليلاً وهو يستمع لتفاهاتها وكلامها الفراغ الذي تقوله وفي منتصف كلامها قاطعها قائلاً:انا لست متفرغاً لمغازلتك ولن أتفرغ أبداً لذا لا تتصلي مجدداً.... ثم أغلق الخط في وجهها وعاد للجلوس على الأريكة فقالت له ماري وهي تنظر للتلفاز وتتناول الفشار: من المتصل مارك؟؟
فقال وهو يمد يده نحو صحن الشوكولاته: فتاة منحرفة..ليس لديها عمل تقوم به غير مكالمة الشباب المنحرفين أمثالها.
فالتفت ماري إليه وابتسمت لتعود لمشاهدة التلفاز..ولم تمضي سوى دقائق عده حتى عاد الهاتف للرنين فزفر مارك الهواء بقوة ونهض من جديد ليرفع سماعة الهاتف ويقول بغضب مكبوت: نعم؟.. فسكت قليلاً لكي يبحث له عن جملة يهينها بها وتجعلها لا تتصل من جديد لأنها نفس الفتاة التي اتصلت قبل قليل فقال لها بصوتاً صارم: اسمعي أيتها السافلة لا تحسبيني كباقي الشباب الوقحين المنحرفين الذين يركضون خلف الفتيات السافلات أمثالك..لذا لا تعاودي الأتصال على هذا الرقم وإلا اقسم بأنه لن يحدث لك ما يرضيك..اتفهمين؟.. . ثم أغلق مارك الهاتف في وجهها وعاد ليجلس على الأريكة ..فقال رين وهو يبستم بزاوية فمه..انا اجزم بأنها لن تتصل من جديد ...
فقالت ماري وهي تمسك بكأس العصير بابتسامه: انت مخيف حقاً يا حفيدي..
فابتسم مارك بشحوب وعاد لمشاهدة الفلم...
...................................**
كان اوليفان لايزال واقفاً وهو يغمض عينيه ويقول بصوتاً مرتفع نسبياً: هيا سأفتح عيناي الأن .. ثم فتح عينيه واستدار ليجول بنظره في أرجاء المنزل ثم أخذ بالتحرك في الصالة ثم خرج منها إلى غرفة الطعام ثم إلى المطبخ ودار على جميع أرجاء المنزل لكنه لم يجدهما فدس يده بين خصلات شعره ليفركه وهو يقول باستنكار: أين أختبئتا ؟.. ثم زفر الهواء بإحباط لينظر إلى شيرو الذي ينظر إليه بابتسامه فابتسم بمكر ليقول: لا تتحرك من مكانك شيرو ..
فعقد شيرو حاجبيه ثم ابتسم ابتسامة واسعه ليقول: فهمت ..كما تحب..
وفجأة وضع أوليفان يده على صدره ليقول: آه قلبي..ثم هوى على الأرض
وقد تكور على نفسه وهو يتأوه بصوتاً عالي ولم تمضي إلا ثواناً عده حتى خرجت آل وجود من مخبئيهما وذهبتا لأوليفان المستلقي على الأرض وجلستا بجانبه وهما يقولان بخوف: أوليفان..هل أنت بخــ.... ولم يكملا كلامهما حتى نهض اوليفان من مكانه ولف ذراعيه حول رقبتيهما وقال بمرح: لقد خدعتكما وأمسكت بكما..
فقالت آل بضيق: أيها المخادع.. وأكملت جود قائلة: المراوغ..
فضحك أوليفان وهو يقول: لكنني فزت عليكما أليس هذا صحيحاً؟..
فقالت آل بغضب طفولي: بالخدعة فزت علينا..
وقالت جود بنفس غضب أختها: أجل هذا صحيح..
فضحك أوليفان بصوتاً عالي ثم نظر إلى شيرو الذي كان يضحك هو الأخر..
.........................................**
نهض رين من على الأريكة عندما اصبحت الساعة العاشرة ليلاً ومن بعده ماري وهي تحمل حقيبتها الحمراء معها فقال رين بابتسامه: حسناً سنعود للمنزل الآن..
فقالت ماري بابتسامه يشوبها الحنان: سأنتظر زيارتك لي يا مارك..
فقال ذاك الأخير بابتسامه: بالتأكيد..
ثم اتجهوا نحو باب الشقة للخروج ففتح رين الباب وخرج وقبل أن تتبعه ماري طبعت قبلة حنونه على خد مارك وخرجت من الشقة لتغلق الباب خلفها.. فاتجه مارك إلى الصالة لينظر إلى الطاولة التي مولئت بالأكلات فصاح بمارشا بصوتاً مرتفع فخرجت تلك الأخيرة من المطبخ متوجهةً إليه وقالت بأدب: نعم سيدي؟؟..
فقال مارك بهدوء: نظفي الطاولة من فضلك سأذهب لأنام..
فأومأت مارشا برأسها إيجاباً وأخذت بتنظيف الطاولة بينما توجه مارك لغرفته لينام...
...........................................**
اشرقت الشمس على الأرض لتبدد الظلام الذي كان منتشراً فيها وتجعل لضوئها القوي مكاناً فيها ففي تلك الغرفة التي تدثر صاحبها بالغطاء جيداً رنّ المنبه الذي ضبطه على الساعة السادسة ليصدر صوتاً مزعجاً بالنسبة له فأخرج يده من تحت الغطاء ووضعها على الزر الذي سيسكته فضغط عليه بهدوء ثم سحب يده وأعادها تحت الغطاء من جديد وانقلب للجهة اليمنى ليفتح عينيه العسليتان بهدوء فلما أبصر صورة تلك المرأة ذات الشعر البني المموج ابتسم بحزن وقال: صباح الخير أمي..لقد أشتقت إليك كثيراً.... ثم نهض من على السرير واتجه للحمام وأخذ بخلع ملابسه ليستحم وبعد نصف ساعة خرج وهو يلف المنشفة حول نصف جسده السفلي وشعره الرطب ملتصق بوجهه فاتجه للخزانه واخرج بنطالاً بني وارتداه ثم أخرج بدلة بيضاء ذات ياقة وأكمام طويله وفوقها بدله حلبيه ذات أكمام طويلة أيضاً لكن فتحة عنقها واسعة جداً حيث أنها تصل إلى حد نصف كتفه وارتداهما ولما انتهى أغلق باب الخزانة و التقط المنشفة وجفف شعره..ثم خرج من الغرفه متجهاً للمطبخ وهناك كانت مارشا لا تزال تجهز الفطور.. فجلس هو على الكرسي منتظراً إنتهائها من أعداده ثم أمسك بإبريق الشاي وسكب له كوباً منه ثم قربه من فمه لينفخ عليه بهدوء ويرتشف منه القليل في تلك الأثناء وضعت مارشا طبق البيض المسلوق امامه وكذلك الجبن والزيتون والخبز ولم تنسى أيضاً العصير..
فقال مارك وهو ينظر إليها و لا يزال يمسك بكوب الشاي: لقد تأخرتي اليوم بإعداد الفطور ..لما؟..
فقال مارشا بصوتاً بتوتر:أنا..اقصد بأني..تأخرت في الأستيقاظ من نومي...
فقال مارك وهو يضع الكوب على الصحن الخاص به: نعم ارى ذلك... ثم أخذ بتناول طعام الأفطار ..
.......................................**
نزل أوليفان من غرفته إلى غرفة الطعام وهو يضع سترته الكحلية خلف ظهره ويمسكها بأطراف أصابعه ولما وصل للكرسي غطى ظهر الكرسي بها وجلس عليه ثم قال وهو يسكب العصير له في الكأس: صباح الخير أمي...
فابتسمت الأم بهدوء وقالت: صباح الخير عزيزي.. ثم حل الصمت لفترة لتقطعها الأم قائلة: أوليفان بني..
فنظر ذاك الأخير إليها وقال : ماذا؟..
الأم: ألم تتعب؟..
فعقد أوليفان حاجبيه وقال: من ماذا؟...
الأم: من الأستيقاظ مبكراً كل يوم ومن العمل في مدينة أخرى غير مدينتك وفي شركة غير شركة والدك..
فابتسم أوليفان والتقط سكيناً ليمسح بها المربى على الخبز ولما انتهى من فعل ذلك قال: أمي لقد تناقشنا في هذا الأمر مسبقاً.. ثم أنني مرتاح في عملي ولم اشتكي منه يوماً..
فقالت الأم بشيء من الحزن: لكنني أخشى عليك من الطريق الطويل الذي تقطعه لتصل إلى هناك..
فتناول أوليفان الخبز وقال: أمي لا تخافي علي ،لن أصاب بمكروه... ثم شرب العصير ونهض ليلتقط سترته من على ظهر الكرسي والتفت لأمه ليقول بابتسامه : إلى اللقاء امي..
فقالت الام بهدوء حزين: إلى اللقاء بني..
فنظر أوليفان إليها وهو لا يزال واقفاً في مكانه ثم أقترب منها وقبل رأسها وبعدها غادر المنزل متجهاً للشركة..
.......................................**
ركن مارك سيارته في موقف قريب من الشركة ثم ترجل منها ليدخل إلى الشركة فرفع حاجبيه عندما لم يجد أوليفان خلف مكتبه لكنه هز كتفيه باللامبالاة وتوجه نحو مكتبه وجلس خلفه.. وبعد دقائق معدودة دخل أوليفان للشركة وتقدم من مكتبه ليجلس خلفه هو الأخر ثم قال بهدوء: صباح الخير..
فرد مارك بنفس هدوئه: صباح الخير..
أوليفان: فالنبدء بالتدريب على الفور ..فلم يتبقى إلا القليل جداً لم أدربك عليه ثم أن هذا اليوم سيكون آخر يوماً للتدريب وبعدها ستعمل بمفردك..
مارك: حسناً..
.......................
وش رايكم بخطة أوليفان؟ مكّار مو؟
يلا أبي ردووود تطيب خاطري ولا ماراح انزل إلا نصف بارت كل أربعاء |