رد: لماذا نسخط على الحياة..؟
ان الله انعم على الانسان الحياة الدنيا وكرمه بالعقل واللسان وفضله على سائر خلقه بجعله خليفة الله بالارض يعمرها وينشر فيها الخير والفضيلة .
الا ان الله غايته من خلقنا هي العبادة له والعبودية المطلقة له من خلال عبادته والاقرار بوحدانيته وقال الله تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56]
وقال الله تعالى:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌاللَّهُ الصَّمَدُ َمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص : 4]
لذلك ارسل الانبياء والرسل حتى يعلمونا عبادة الله وكيفية اداء الفرائض المكتوبة علينا فيخرجونا من الظلمات الى النور ومن الباطل الى الحق فيسموا بحياتنا الى الكمال في كل شيء الا ان الله ابتلى الانسان بالطعام والجنس اللذان هما مفسدتا النفس التي تامر بالسوءحيث قال الله تعالى:إ
ِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53]
ومن رحمته بنا كتب على نفسه الرحمة لانه يعرف الانسان انه يطغى بالنعم الوفيرة والمنصب والجاه حيث قال تعالى:
قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 12]
فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الأنعام : 54]
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً [الكهف : 58]
وهذه نعمة كبيرة لللانسان عندما جعل الحسنة بعشر امثالها والسبئة بمثلها كل مصداقا لقوله: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام : 160]وهذه النعم التي لاتحصى(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم : 34]
علينا ان لانسخط على الحياة الدنيا لانها ثمرة عملنا الذي نكافيء عليه يوم الحشر لان هذه الحياة فانية وان الحياة الاخرة هي دار البقاء والخلود فعلينا ان نستثمر صحتنا وقوة اجسادنا واموالنا واولادنا لعبادة الله لاننا سوف نجده عند الله تعالى مصداقا لقوله تعالى:
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة : 110]
|