الجزائر العميقة عائلات جزائرية تطالب السلطات بالتحقيق في وفاة أبنائها بتونس
مساع لإنشاء جمعية ل''الحراقة''
طالبت عائلات الحراقة بعنابة السلطات العمومية بتجاوز الحديث عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الشباب يركبون قوارب الموت بعدما استفحلت هذه الظاهرة بشكل كبير في عمق الأحياء الشعبية، ومنحها فرصة الاطلاع على جثث أبنائها، خاصة تلك الموجودة، حسبهم، على مستوى مصالح حفظ الجثث بالمستشفيات التونسية، مع العلم أن رحلة البحث عن أبنائها تزامنت مع تمكن دورية تابعة لمركز الحرس البحري بطبرقة، نهاية الأسبوع، من إنقاذ ثمانية جزائريين اختفوا في عرض البحر مدة عشرة أيام كاملة، حيث هلك أحدهم واحتفظوا بجثته داخل القارب إلى أن تم إنقاذهم·
ذكر السيد كمال بلعابد أب أحد الحرافة، الذي يسعى حاليا لإنشاء جمعية تعنى بهذه الفئة ''أن هناك العديد من الأسئلة التي تطرح بخصوص الصمت الممارس من قبل السلطات تجاه مصير آلاف الحرافة الذين غادروا السواحل الجزائرية، في ظل تضارب التصريحات حول مصير أعداد كبيرة منهم''·
وأضاف ''أن عشرات العائلات ذهبت إلى تونس لاقتفاء أثار أبنائها بعد ورود معلومات عن انتشالهم من قبل قوات حرس السواحل التونسية''، متسائلا ''عن السبب الذي يمنع السلطات الجزائرية من أن تتكفل بالبحث عن المفقودين ومعرفة هويتهم لدى السلطات التونسية''·
وأضاف المتحدث ذاته أن المسألة تتعلق بأمرين هامين، الأول بصعوبة مهام حراس الشواطئ لعدم توفر هذا الجهاز على التقنيات التي تحد من الظاهرة، خاصة أن مغادرة هؤلاء الشباب للشريط الساحلي عادة ما تكون بين منتصف الليل والثالثة صباحا، أما الأمر الثاني فيخص ضلوع أولياء هؤلاء الشباب في عملية الهجرة غير الشرعية من خلال مساعدتهم على توفير الأموال التي تجعلهم في خدمة شبكات الهجرة السرية، على اعتبار أن هناك أمهات بعن مجوهراتهن لأجل تحقيق حلم أبنائهن· وقال محدثنا ''لا أحد من السلطات بادر إلى الاتصال بعائلات المهاجرين غير الشرعيين لمعرفة العدد الفعلي للحرافة المفقودين عدا المراسلة التي وجهتها إلى السيد وزير العدل حافظ الأختام، حيث تم سماعي، الأسبوع الماضي من طرف النائب العام لدى مجلس قضاء عنابة، بالإضافة إلى ذلك أبدى السفير الإيطالي بالجزائر كتابيا استعداده للاستعلام عن هؤلاء الحرافة في كل من إيطاليا ومالطا وتقديم المساعدات اللازمة'' ·
كما طالب السيد بلعابد كمال في اتصال هاتفي بمسؤولي الجيش الوطني والقوات البحرية لضبط موعد لمقابلة قائد الأركان وكذا قائد القوات البحرية لمدهما بالمعلومات عن الحرافة وشبكات الحرفة بالساحل العنابي·
شبهة الانتماء إلى الجماعات الإرهابية
تشير المعلومات التي استقتها العائلات من بعض الحرافة الذين عاودوا الدخول إلى أرض الوطن، بأن هناك من الحرافة من أخطأ مساره ودخلوا المياه الإقليمية التونسية مما عرضهم للتوقيف من طرف القوات الأمنية التونسية·
وفي هذا الصدد تقول عائلات الحرافة إن المعلومات التي تحصلت عليها عند تنقلها إلى السفارة الجزائرية بتونس تفيد بوجود حوالي عشرين جزائريا ممن شوهدت صورهم لدى مصالح السفارة الجزائرية قد تقدمت عائلاتهم ببلاغات إلى السفارة وقوات الأمن التونسية للتحقيق والبحث عن أبنائهم الذين يقولون بأنهم تم توقيفهم من طرف الأمن التونسي عندما اخترقوا بالخطأ الحدود البحرية والبرية التونسية بشبهة الانتماء إلى الجماعات الإرهابية، خاصة وأن معظمهم أوقف بعد يومين فقط من تاريخ 11 أفريل الذي تزامن مع التفجيرات في كل من العاصمة الجزائرية والدار البيضاء المغربية·
وذكر والد صابوني فيصل الذي غادر شواطئ عنابة رفقة ستة من رفاقه في 24 ماي الماضي، في حدود الساعة الحادي عشرة ليلا، ''تلقيت مكالمة هاتفية من المسمى بن سطوح منير الذي أعلمني بقيامه بطلب النجدة عندما تعرض القارب إلى عطل في عرض البحر، وفي اليوم الموالي على الساعة الواحدة والربع زوالا وجد القارب الذي كان على متنه المسمى هادف رياض من بلدية التريعات في عرض المياه الإقليمية التونسية بالقرب من الهوارية من طرف أحد الصيادين، حيث تم نقله إلى المستشفى، في حالة خطيرة، حيث توفي هناك، وتم نقله بعد ذلك إلى مسقط رأسه''·
المصدر :عنابة. الجزائر. ش· نبيل/ ع· زهيرة
2007-07-30
fayalpub