عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-03-2012, 09:14 AM
 
وأنت يا من تسمع الأغاني وهي هجيراك صباحاً ومساءً ، تدندن عليك في كل مكان، تشتريها وتدير مفتاح الراديو في السيارة على موجاتها، أ لا تخاف من رب العالمين الذي سوف يحاسبك ويسألك عن هذا السماع الحرام إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36) .

السمعُ أمانةٌ عظمى، ومِنةٌ كبرى، امتن الله على عباده بها، وأمرهم بحفظها، وأخبرهم بأنهم مسؤولون عنها، وإن استماع المزامير والطنابير جحودٌ لهذه النعمة، واستخدامٌ لها في معصية الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " رواه مسلم.

إنه واجبٌ علينا أن نقاطع الأغانيَ قنواتٍ ومحلاتٍ وشركاتٍ وفنانينَ وفناناتٍ وشعراءَ وشاعراتٍ ، وألا نُمكنَ لهم فلا نؤجرهم ، ولا ندعمهم بأي وسيلة كانت ، وأن نبرئ الذمة وننصح الأمة ببيان الحكم الشرعي لهم ، وأنها حرام ، وأن ما يفعلونه بنا و بالأمة من مهرجانات وحفلات وأشرطة هي إفساد في الأرض وإضلال ، وأن نتعاهدهم بالبيان والنصح بالتي هي أحسن حتى يرجعوا ويتوبوا ، وإلا هجرناهم وحذرنا منهم فإنهم من العُداة على الفضيلة والأخلاق ، وعلينا أن نُوجِدَ وندعمَ ونعممَ البديل الشرعي المباح الحلال من قراءة قرآن، وطلب علم، وسماعٍ لإذاعة القرآن، والأشرطة المفيدة النافعة، واللهو البريء، والشعر الجيد والحداء الطيب الذي يشعل همم الشباب للعلياء، وفي ذلك والله غنيةٌ عن صوت فاسقٍ وفاسقة ، وكفايةٌ عن شاشةٍ ماجنة وإذاعةٍ فاسدةٍ ومجلة هابطة، ولنحفظ أولادنا ونساءنا ومَنْ هم تحت ولايتنا منها.

إننا لا نلحق اللوم ونحمل المسؤولية القنوات والإذاعات التي تبث من دول كافرة ، لأنه ليس بعد الكفر ذنب ولا يرجى من كافر خير، لكننا نحمل المسؤولية في ذلك المسلمين الذين يغارون على دينهم وأخلاقهم ونسائهم وذرياتهم ، فكيف يليق بهؤلاء أن يرتكبوا ما حرم الله من الغناء واللهو والغفلة عن ذكر الله ، وكيف يليق بالمسلمين الذين اعتدي على دينهم وبلادهم وشرد إخوانهم في أقطار الأرض في فلسطين والعراق وغيرهما من البقاع والأصقاع ، كيف يليق بهم مع ذلك أن يلهو بالمهرجانات والحفلات وهم جرحى مهددون بالأخطار كيف لهم أن يغنوا وهم يسمعون مآسي إخوانهم في القوقاز والبلقان !! كيف لهم أن يطربوا وهم يرون أرضهم في فلسطين تغتصب وأعراضهم تنتهك ؟!! إن اللائق بأمة الإسلام : أمةِ لا إله إلا الله ، أمةِ العزة والعزيمة والكرامة، إن اللائق والواجب بها أن تجد وتجتهد في حماية دينها وبلادها وتجاهد الكفار وتدفع الأخطار، وأن تحفظ مقتدراتها وطاقاتها فيما ينفع ويفيد أبناء الأمة من علم وتعليم ودعوة إلى الله ، وبناء مرافق وإعداد للعدة في سبيل الله ، لا أن تذهب سدى في اللهو الباطل والغناء الحرام..

ولتتذكر الأمة رعاةً ورعيةً رجالاً ونساءً أن عزتنا ونصرتنا لا تكون إلا بالإسلام والتمسك بالدين والعمل بسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وأنها إذا تخلت عن الدين تخلى ربها عنها قال تعالىوَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38)، وقال سبحانه: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأنفال:53).

عزتنا ليست بالأغاني والموسيقي والملاهي ، فهذه لا تعيد حقاً مسلوباً، ولا تردع ظالماً،عزتنا بالقرآن والسنة قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ) (الزخرف:44)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين
__________________
رد مع اقتباس