جلست على كرسي بأنهاك والكاب بيدها ثم بقيت تفكر فيما ستفعله لكن قاطعها من سحب الكاب فنظرت إليه وقد كانت طفلة صغيرة وجميلة بالكاد تستطيع الوقوف لذا ابتسمت لها بلطف رغماً عنها
انجل:كيف حالك يا صغيرة؟
ضربت الطفلة على الكاب عدة مرات بعشوائية
الأم:"أرجو بأنها لم تزعجك"
انجل بود:"إطلاقاً"
أردفت بعد أن حملت الصغيرة ووضعتها على فخذيها:"ما إسم هذه الأميرة؟"
الأم:"جينفر"
انجل بأستغراب:"جنيفر؟..إنه اسم كبير لطفلة"
الأم بأنهاك:"اخبري والدها..لقد اصرَّ على الأسم"
انجل بعد أن قبلت الصغيرة:"إن حب السيطرة لدى الرجال في كل بلد وكل مكان..لو كنت مكانك لأسميتها الأسم الذي أريد فأنا التي تعبت في حملها وولادتها وتربيتها"
الأم:"الكلام أسهل من الفعل"
انجل بجدية:"ومن قال إن الفعل صعب؟..هو صعب لأننا نعتقد أنه صعب..لأن جنس النساء ينصاع للرجال دوماً..لكننا لو استطعنا أن نقف في وجههم لمرة واحدة لأستطعنا أن نأخذ حقنا بيسر وسهولة"
الأم:"أنا لن اسبب المشاكل بيني وبين زوجي فقط من اجل اسم ابنتي"
انجل:"وهذه هي المشكلة..يمكنني التكهن بأنك لا تعملين صحيح؟"
الأم بصدمة:"كيف عرفتي؟"
انجل:"ببساطة لأنك جالسة هنا وتراقبين ابنتك بحرص فأنتي لم تعتادي على فراقها لا للعمل أو أي شئ آخر"
حملت انجل الطفلة ووضعتها في حضن امها
انجل:"أمسكيها جيداً ولا تفلتيها"
الأم:"لما؟"
انجل:"فقط افعلي ذلك"
الأم:"حسناً"
سرعان ما بكت الطفلة في محاولة لتحرير نفسها من قبضة أمها فأخذت انجل الطفلة ووضعتها على حجرها ووضعت الكاب بيدها ليشغلها ريثما تتكلم مع امها فأنشغلت الطفلة باللون الأحمر الذي أمامها
انجل:"أرأيتي؟..أنتي تبالغين في الألتصاق بها لذا فإن ابنتك تبتعد عنك لتكتشف ما حولها وهي متأكدة بأنك لن تبتعدي..وهذا بالضبط ما يحصل بينك وبين زوجك..أنتي تبالغين في الألتصاق به مما جعله يمل منك ويذهب للنظر للفتيات لأنه متأكد بأنك ستكونين موجودة عندما يعود..أعني عندما يعود من العمل لا تستقبليه بالاحضان وما إلى ذلك..فالتحضري له الغداء وعامليه ببرود وصمت لذا سيقوم هو بدوره بالتقرب منك ومحاولة نيل رضاك عندها يمكنك طلب ما تريدين لأنه لا يوجد أي زوج يحب البرود في حياته"
انزلت الأم رأسها بحزن فرفعته انجل وامسكت بيدها ووضعتها على يد أبنتها
انجل:"ما الأمر؟..يمكنك اخباري فأنا لن القاك مجدداً لكن انتي بحاجة شديدة للبوح"
الأم بصوت مخنوق:"لقد مضى وقت طويل على آخر مرة احتضنني فيها فرانك"
انجل بتفهم:"هو يخونك أليس كذلك؟"
نظرت إليها الأم بصدمة وانهارت تبكي على كتف انجل
الأم:"هل الأمر واضح؟"
انجل:"لا عليك..اهدئي..هو لا يستحق أياً من دموعك هذه"
رفعت الأم رأسها ومسحت دموعها ثم اخذت ابنتها في حضنها
الأم بأرتباك:"عذراً لأزعاجك يا آنسة..علينا الذهاب"
اخذت الأم ابنتها وكانت ستذهب لكن انجل اوقفتها
انجل:"لا عليك..قلت لكي بأنه يمكن البوح لي فأنا لا اعرفك حتى"
ظلت الأم تفكر في الأمر فجلست وبقيت تلاعب ابنتها
الأم:"اكتشفت الأمر منذ ستة اشهر تقريباً..مع زميلته في العمل وعندما واجهته بالأمر قال.."
توقفت الأم بألم وهي تتذكر الكلام الجارح الذي وجهه لها فوضعت انجل يدها على كتف الأم بمواساة
الأم:"لقد قال بأنها صغيرة وجمالها من مستواه اما انا فقبيحة مقارنة بها"
مسحت دموعها التي تنزل بقهر فضغط انجل على كتفها
انجل:"أرأيتي نتيجة اهتمامك الزائد به؟..أنتي جميلة وجذابة ولطيفة لكنه لم يرى ذلك لأنك خنقته بأهتمامك..تجاهليه وستجدين نتائج مذهلة..لكن لا تطيلي من تجاهله فتفترقان ولا تنقصي من حقوقه بل عامليه بشكل اسوأ من الآخرين..مثلاً..عندما تكلمين صديقتك أو جارتك أمامه قولي لها كلاماً معسولاً لم تقوليه له من قبل فسيشوقه ذلك لأن تقولي له مما يجعله يقول لكي كلاماً جميلاً بل وقد يناديك بأسماء محببة لك"
الأم:"حقاً؟"
انجل:"بالتأكيد..و أيضاً عندما تجتمعين مع اصدقائكم اضحكي كثيراً مع اصدقاءه وتكلمي معهم اكثر وعندما يتكلم هو انشغلي بالحديث مع صديقتك فهذا سيجعله ينتبه لكل كلمة تقولينها"
الأم:"ماذا لو قال لي بأنني اتعمد الكلام مع اصدقاءه؟"
انجل:"وما المشكلة فهو يكلم زوجاتهم أليس كذلك ثم إنك تكلمينهم بوجوده وليس بغيابه..وايضاً إنه عندما يراك قوية ومصرة على رأيك سيتراجع ويعرف بأنه أخطأ"
الأم:"هل انتي طبيبة نفسية؟"
انجل:"ليس تماماً"
رفعت انجل بطاقتها وارتدتها كالقلاده:"انا حارسة امن"
الأم:"انتي لست من السكان المحليين صحيح؟"
انجل:"صحيح فأنا من الدومينو"
الأم باعجاب:"الدومينو..وااااو..إنها بلد جميل"
انجل:"شكراً جزيلاً"
الأم:"بل شكراً جزيلاً للنصائح التي اعطيتني إياها"
انجل:"يجب أن تكوني قوية من اجل ابنتك..إذا كبرت وانتي بهذا الضعف امام والدها فلن تستطيع الوقوف في وجه أي رجل"
الأم بحزن:"اعلم"
نظرت انجل للأم بأسى فأخذت الصغيرة منها ورفعتها أمام وجهها
انجل:"كوني قوية من اجل ماما..اسحقي كل الرجال مفهوم؟"
ضحكت الأم وابتسمت انجل مجاملة لها فقاطعهم صوت رجل
الرجل:"مرحباً"
التفتت انجل للرجل بأستغراب
الأم بأحراج:"هذا هو زوجي فرانك الذي حدثتك عليه"
نظرت انجل إليه ورأت أنه وسيم اما زوجته فمتوسطة الجمال
انجل(الآن عرفت سبب تعاليك عليها أيها الأخرق)
انجل بتمثيل الصدمة:"انت زوج هذه السيدة؟"
أردفت تكلم الأم:"اعذريني لكنني عندما رأيت جمالك توقعت بأن يكون زوجك اوسم من هكذا بكثير فانتي تستحقين شخص بمستوى جمالك الآخاذ"
فرانك بصدمة:"مماذا؟"
كانت الأم مدهوشة من كلام انجل المفاجئ والغريب
انجل:"أنا آتية من الدومينو وقد لففت العالم كله لكنني لم اجد في جمال زوجتك احد..لآبد بأنك تغار عليها كثيراً من اعين الرجال فجمالها ملفت للأنتباه..حتى إنني عندما طلبت منها ان اصورها لكي أريها لصديقاتي قالت بأن زوجي لا يسمح..أنت حقاً محظوظ بها"
فرانك بأرتباك:"احم احم..أأجل فهي زوجتي الجميلة"
اخذت الأم ابنتها باحراج:"عن اذنك"
انجل تمثل التأمل في الأم:"تفضلي"
ذهبت الأم مع زوجها المستغرب فنظرت انجل للكاب الذي بيدها واستوقفت الأم ثم البست الطفلة الكاب
انجل:"انا متأكدة بأنها ستصبح جميلة كأمها لكن لنأمل ألا تصبح كأبها"
ابتعدت انجل عنهم وسمعت فرانك يسأل زوجته بشك إن كان قبيحاً فعرفت بأن خطتها نجحت
انجل(لو انها تسمع نصائحي ستعيش بسعادة مدى الحياة)
نظرت للناس من جميع الأعمار وتذكرت وظيفتها لكن الأم بشكل ما ذكرتها بسمانثا لذا قررت أن تتصل بها لأنها الوحيدة التي ستتفهمها
سمانثا:الو
انجل:مرحباً سمانثا
سمانثا:أهلاً..من معي؟
انجل:هذا انا انجل
سمانثا بفرح:انجل..كيف حالك يا عزيزتي؟
انجل:بأسوأ حال
سمانثا بخوف:ما الذي حصل؟
انجل:لقد كان يومي حافلاً بالمشاكل وفوق هذا كله أنا اعطي نصائح للمتزوجين
سمانثا:اشرحي لي كل شئ بالتفصيل
بعد ان حكت لها انجل عن ما حصل في مكتب كايبا و فعلة جاين
سمانثا:حتى الآن أنا غير مصدقة بأنه عينك حارسة أمن..هل أنتهت الوظائف من شركته ليعينك حارسة أمن
انجل:لا عليك فهي وظيفة مؤقتة لا اكثر
سمانثا بأستياء لحال انجل:ما الذي تحسين به الآن؟
انجل بحزن:لا فكرة لدي..لقد شعرت بالأختناق عندما رأيت تلك الساقطة تقترب منه..نار أوقدت في داخلي..تملكني الغضب الشديد..شعرت بأنني لو لم أبعدها سأندم طوال حياتي..ظننت بأنني سأحس بالراحة بعد صفعها لكنني لم افعل..كنت ابكي بشدة..لم اعرف سبب بكائي..هل هو بسبب ضعفي أم بسبب أنه لم يبعدها أم بسبب الكلام الذي قاله عني
سمانثا:أي كلام قاله؟
انجل:عندما امسك بوجه الحقيرة ووجهه ناحيتي قال بأنني جميلة وجذابه وبريئة وشئ من هذا القبيل ثم اردف بان النظر لوجهي كل يوم عندما يستيقظ يعميه عن رؤية باقي الحسناوات لذا تصرفاتها لا تهز شعرة منه
صرخت سمانثا بأعجاب فأبعدت انجل السماعة عن اذنها لكنها سمعت صوت بكاء صغير عندها
انجل:ما الأمر؟
سمعت سمانثا تكلم شخص عندها:سالي فالتأخذي كريس
سالي:ما الذي فعلته؟..لقد اخفته بصراخك
أردفت باستغراب:من تكلمين على كل حال؟
سمانثا:انجل
سالي:اعطني إياها..اريد مكالمتها
جلست سالي ووضعت كريس بعد أن سكت في حجرها واخذت الهاتف
سالي:مرحباً انجل
انجل:اهلاً سالي..كيف حالك؟
سالي:بخير لولا خيانتك
انجل بأستغراب:خيانتي؟!
سالي:اجل..لما سمحتي لنيك برؤية غرفته؟
انجل بصدمة:ومن قال بأنه رآها؟
سالي:إذاً انتي لا تعلمين..لقد رآها واخبر كلير عنها
انجل:سأريه ما إن اعود
أردفت بخبث:لقد خطرت لي فكرة..ما رأيك بأن نجهز له مقلباً في حفلة اعلان خطوبته؟
سالي:هل انتي جادة؟..مستحيل..أنا لا دخل لي فهو اخاك
انجل:حسناً سأفكر في شئ لآحقاً والآن قبلي كريس نيابه عني و اعطني سمانثا فانا لا اريدك
سالي بسخرية:ما ألطفك يا فتاة
اعطت سالي الهاتف لسمانثا وبقيت تلاعب كريس وتقبله
سمانثا:فالنعد لموضوعنا..هل حقاً قال ذلك؟
انجل:اجل لكن لما انتي متفاجأة؟
سمانثا:متفاجأة؟..انجل لقد تغزل بك للتو..هذا يعني بأنه يحبك
التفتت سالي بأستغراب:ماذا؟
سمانثا:هذا ليس من شأنك..اقفلي اذنيك فهذا كلام كبار
سالي:لكنني اكبر من انجل
سمانثا:هذا امر خاص بها
اردفت تكلم انجل:ماذا قال أيضاً؟
انجل بتعب:سمانثا..هو قال ذلك فقط أمامها ثم إن كلامه يشعرني بالخوف
سمانثا:ما الذي تقولينه؟..صحيح ان كايبا بارد لكنه لن يؤذيك أبداً
تلمست انجل ذراعها بحزن واجابت ببعض السخرية:نعم صحيح
سمانثا:ولا أكون جادة معك..لقد أخطأتي عندما قلتي الكلام الجارح لذلك الشاب الذي لا اتذكر اسمه
انجل:اتعنين جاين؟
سمانثا:اجل..فلقد كان لطيفاً وأراد التخفيف عنك
انجل:سمانثا..مجرد احتضانه لي جعلني اتذكر حضن كايبا..لم احسس في حضن جاين بالدفء الذي شعرت به بالامس بل كان بارداً ومزعجاً..لم اشعر برغبته حقاً في التخفيف عني
سمانثا:وهل احسست بهذه المشاعر كلها في حضن كايبا؟
انجل:تقريباً..فعندما يجذبني بين ذراعيه احس بالدفء..وكأن بروده يزول فوراً..اشعر بأنه لن يتركني أبداً..إنه شعور غريب حقاً لكنني احس بشئ ناقص لدي وأجده في حضنه..سأكون صريحة معك..في حياتي كلها لم ارتح في حضن احد كما ارتحت له..شعرت بالسعادة حينا رأيت جنونه عند غيابي..شعرت بخوفه علي حقاً..حتى عندما سألني عن مكاني احسست بخوفه من فقدي..عندها فقط اشعر بانه لي وأنا له وحده..لم استطع منح هذا الشعور لشخص آخر..وكأن شيئاً بداخلي اصبح ملكاً له وحده..
قاطع انجل صوت في سماعتها
الرجل:"مادلين..حددي مكانك"
نظرت انجل للمكان الذي هي فيه فلقد مشت بدون أن تشعر
انجل تتكلم في ساعتها:"هنا مادلين..انا في الطابق الرابع"
أردفت تكلم سامانثا:سمانثا..هل ما زلتي معي؟
سمانثا:اجل انا معك..انجل انا حقاً لا اصدق ما تقولين لكنك تحبينه بشدة ومتأكدة من أنه يحبك
انجل بسخرية:اجل والدليل هو شجاره معي في اليومين الأخيرة
سمانثا:لما لا تفكرين في شئ فعلته وضايقه؟..لربما ارتكبتي شيئاً بدون أن تنتبهي
انجل:انا متأكدة بأنني لم افعل شيئاً يستحق ما فعله
قاطعها صوت إمرأة تبغضه
جوليا بفضاضه:هيه انتي
التفتت لها انجل ورأتها جوليا فتجاهلتها ومشت فلحقتها جوليا
جوليا:توقفي يا هذه
انجل:اكلمك لآحقاً سمانثا
سمانثا:إلى اللقاء
جوليا:ايتها الفاشلة
انجل:أنا لن اتوقف حتى تنادينني بأسمي
جوليا بغضب:مادلين روبرت اندرسـ..
توقفت انجل وغطت فم جوليا بغضب لكي لا يسمعها احد لكنها ابعدت يدها بتقزز
انجل بتقزز:إيووو..ما هذا؟
جوليا:إنه احمر شفاة ايتها الحمقاء
انجل بحدة:ومن يضع احمر شفاة وهو ذاهب للعمل؟
جوليا:هذا لكي يرى السيد كايبا مظهراً جميلاً يشعره بالأسترخاء بعد أن استقبلته انتي بمظهرك القبيح والخالي من مستحضرات التجميل
انجل بثقه:أنا جميلة بدون أي مكملات لكن انتي قبيحة حتى بعد وضعك لمساحيق التجميل
جوليا:حاذري لكلامك ايتها المدلله
انجل:ليس قبل أن تفعلي
جوليا بغيض:اااه..إن مجادلتك ممرضة
انجل بأبتسامة نصر:لا تجادلي محامية ابداً
جوليا:انا اكلم حارسة امن وليس محامية يا عزيزتي الصغيرة
انجل:هل سبق لي وقلت بأنني لا احبك؟
جوليا بدون اهتمام:عالعموم أين كنتي فقد بحثت عنك في كل مكان؟
انجل بسخرية:لم اكن اعرف بأنك معجبة بي لهذه الدرجة
جوليا بغيض:احلمي فقد وصاني السيد كايبا ان اعطيك هذا شخصياً
مدت السوار لانجل فصدمت انجل لرؤيته ونظرت ليدها فلم تجده لذا أنبت نفسها بشدة لأنه عرف بأنها لم تخلعه
جوليا:حسناً سآخذه إن لم تريديه
خطفت انجل السوار من يدها بغضب:في احلامك
مشت انجل وهي ترتدي السوار
جوليا بهمس لنفسها:على تلك الفتاة التخلي عن شراسة الصبيان والتصرف كأنثى
عند انجل كانت تسير وتتلفت يميناً وشمالاً بملل وبين فترة واخرى كانت تسعل أو تعطس
|