مرحبا اليكم مشاركتنا
انا واحلام قاتلة
عودة الغريب من الاقسى في ظلمة؟! ظلمة الليل ام ظلمة قلوب البشر.! مزيج من الانفعالات الغاضبة اجتاحت جسدها الضعيف... التفكير ببؤس و النظر بخوف الى المستقبل .. لا يكف عقلها عن التفكير بالمآسي التي حصلت لها في الماضي .! تحطم حلمها الى اشلاء مزقتهُ قسوة الانسان و اقنعة الغدر ... الرياح تُزمجر بغضب ... و جسدها المرتجف لهول شلالات الدموع التي انهالت واختلطت مع قطرات الامطار ... قطع هذا الصمت صوت الرعد الذي رن بأذنيها و الصواعق تتبعه .. اخترقتها رجفة وكأن تيار كهربائي مرة بجسدها الضعيف وسرعان ما هوت على ركبتيها ... كم هو مرعب منظر قريتها المحطمة أمامها ... دماء كثيرة تيبست على حوائط عتيقة متهشمة لم تستطع غسلها مياه الامطار الغزيرة .. حطام البيوت و الاشجار المحترقة ...مع بعض الجدران التي تنازع من اجل الصمود حتى النهاية . مشت ثلاث خطوات وسرعان ما صعقت بمنظر مخيف اخر ولدتهُ وحشية الحروب .. بين ذالك الحطام .. دفن جسدهُ النقي ولم يظهر منهُ سوى يده الملطخة بالدماء .. ركضت اليه وهي تصرخ بجنون " أخي " كيف لا تعرف يدهُ التي لطالما احتمت خلفها ... كيف تنسى تلك اليد التي مسحت دموعها الف مرة .. كيف تنسى من كان سَندها بعد يُتمها.. كيف؟! كيف فقدته بلمحة بصر .؟! كيف يموت من مثله بهذه الطريقة؟! صرخت باكية " أخي " وتوالت صرخاتها بغضب اخترق عتمة السماء.. دوى صوتها في المكان " أخي " ماذا عسى لشابة يتيمة مثلها ان تفعل ... سوى الصراخ ... اه ... تتلوها الـ اه ... بل هي تأوهات كثيرة ... تُسمع ولا مغيث لها..! بقيت السماء تُخرج ما اثقل غيومها بسخاء في عتمة ليلٍ اخفى ضوء القمر بعصف رياحٍ دارت حول جثث بريئة ولدت نتيجتها دهاليز من البؤس .! وسط صراع المشاعر الكئيبة بداخلها تمالكت نفسها ثم نظرت نحو يدهُ التي احتضنتها بين يديها بشموخ يأبى الانكسار ... قائلة بصمت ستارهُ الغموض و غايتهُ الوَعيد " سأجعلهم يندمون .. لانهم لم يقتلوني " ثم اكملت بهمس يخفي الكثير من المكر و الدهاء " أعدك ..! ". |
:rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose::rose:
عودة الغريب مكان لم يره سابقا! أشياء لم يعشها سابقا! أناس لم يقابل مثلهم سابقا! هذا ما شعر به وهو يتجول في أنحاء تلك المدينة الجميلة التي كانت الحدائق والمتنزهات الجميلة تحتل معظم أماكنها وساحاتها والتي كانت تنبهر من جمالها العيون لكنها بدت في عينيه كصحراء جرداء خالية من كل زرع جميل أين أنا؟ ما الذي افعله في هذا المكان؟ لماذا أتيت إلى هنا؟ هذا ما فكر فيه وهو جالس في تلك الغرفة المظلمة التي كانت ظلمتها تأنس وحدته وتداوي جروح شوقه ولهفته للقاء أهله والعودة الحجر والديه والنظر في وجه المرأة التي أحبها يكل جوارحه واللعب مع أولاده كل ذكرياته السعيدة مرت بخاطره اخذ يتذكر الأيام التي كانت تعج بالفرح والسعادة وأناس غمرت الفرحة وجوههم وبانت في ابتسامتهم الدافئة بدا يزيد اشتياق وتوق أكثر فأكثر إلى كل هذا انه يريد العودة بشدة أقلعت الطائرة متجهة لذلك البلد الرائع الذي هو في اشتياق للشعور يدفئه لكن لحظة ما هذا الخبر؟ انتشرت الحرب إلى بلده الحبيب وقد قتل الكثير من الناس أثناء سفره ماذا سيفعل ألان؟ بأي وجه يلاقي أهله؟ بوجه سعيد لعودته أم وجه حزين للمآسي التي أصابت بلده؟ كثرت التساؤلات وبدأ الخوف يدب في جسده فماذا لو أن الحرب قد وصلت إلى بيتهم؟ والده مريض ولا يقوى على الهرب منها وأمه كبيرة جدا وزوجته اللطيفة التي لن تترك والدي زوجها وحدهم ليواجهوا الموت ماذا لو أنهم ماتوا؟ ماذا سيفعل عنها؟ وما هي إلا لحظات حتى هبطت الطائرة معلنة عن وصولهم إلى بلده شعر براحة تتسل إلى جسده وهو يشم عبير هواء هذا البلد لكن لا يزال الخوف قائما وعادت تلك التساؤلات إلى عقله ودب الضعف إلى جسده المنهك زهنا نزل من تلك السيارة واخذ يقترب من ذلك الباب على مهل وخوف دخل البيت وهو يرتجف لكن كل ما رآه هو ظلام دامس لا يمكن الرؤية فيه وكأن كل تلك الأوهام والأسئلة تحققت وان حياته ستتدمر هل سيعود إلى ذلك البلد المقفر أم يبقى هنا مواجها الحقيقة المرة ومدافعا عن بلده ضد الأعداء؟ هذا الصوت ! انه صوت ضحك أولاده قادم من الحديقة الخلفية التي تعودوا على تناول الوجبات الخفيفة فيها بدا يمشي نحو ذلك الباب في الظلام وحرك مقبض الباب بصعوبة وكأنه ثقيلا جدا فتح الباب لينقله من ذلك الظلام إلى نور ساطع رأى فيه تلك الوجوه الطيبة التي يحبها ويشتاق لها ثم أحس بدفء يعانقه أنها زوجته التي حالما رأته حتى ركضت نحوه وعانقته بشوق عاد لقد عاد إلى هذه السعادة إلى هؤلاء الناس إلى هذا البلد اشتياق حزن ثم عودة وسعادة هكذا كانت عودة الغريب |