جلست انجل بتعب على إحدى الكراسي وهي تنظر للناس امامها
انجل(لقد آلمتني قدماي بشدة من المشي ثم إن الكحة لم ترحني واحس بأن حرارتي مرتفعة رغم ارتعاشي من البرد وفوق هذا كله أنا اشعر بالجوع الشديد..لم اتناول شيئاً من فطور الليلة الماضية سوى الذرة التي اكلتها للتو وهي لا تسد جوعي..اشتهي تناول ديك رومي..أنا جائعة جداً..غبية..لو أنني تناولت الفطور اليوم وتجاهلت كبريائي قليلاً)
انجل بهمس لنفسها:لقد تعدت الساعة منتصف الليل..ألن تقفل هذه القاعة ابداً؟
صوت مكبر الصوت:"ضيوفنا الكرام..نأسف لأبلاغكم بأنه حان موعد إقفال مدينة الألعاب الكبيرة كايبا لاند..ونأمل أن تزورونا غداً لتحضيرنا لكم الكثير من المفاجأت والعروض..شاكرين لكم زيارتكم"
انجل:حمداً لله
صوت في سماعة اذنها:"الرجاء من الفريق الأحمر التوجه لقاعة الهدايا التذكارية حالاً لتنظيم الازدحام هناك
لم تذهب انجل فلقد نالت كفايتها اليوم ولآحظت تناقص الناس تدريجياً لأقفال بعض الأنوار لذا خرجت هي مع باقي الناس ومشى بمحاذاتها أحد الحراس
الحارس بأبتسامة:"يوم شاق هاه؟"
انجل بمجاملة:"اجل"
الحارس:"إنه اليوم الأول فقط"
أردف وهو مبتعد:"ستعتادين الأمر"
انجل بهمس:أرجو ألا افعل
توقفت في الخارج بتفكير عن وجهتها لكنها رأت صاحب عربة نقانق يجمع اغراضه وهو على وشك الأغلاق فسارت إليه
انجل:"ارجو بأنه ما زالت يوجد لديك شطيرة نقانق"
نظر إليها البائع وابتسم:"انا اسف لكنه لم يتبقى لدي سوى الذرة المطبوخة"
انجل بسعادة:"هذا افضل وافضل..هل لي بكوب؟"
البائع:"بالتأكيد"
قام البائع بأرجاع اغراضه ليجهز لها الذرة التي تريد فبقيت هي تنتظره حتى سعلت بقوة
البائع:"يبدوا بأنك مصابة بالحمى"
انجل بأبتسامة مجاملة:"قليلاً"
البائع:"يجب عليك ملازمة المنزل"
انجل بسخرية همست لنفسها:تتكلم وكأن كايبا سيوافق بصدر رحب
البائع:"ماذا"
انجل:"قلت بأنني سأحاول العمل بنصيحتك"
عطست انجل فمد لها البائع منديلاً
انجل:"شكراً فلقد نذت المناديل من عندي"
البائع:"لا شكر على واجب"
انهى البائع الذرة واعطاها لانجل فأستنشقت رائحتها بأستمتاع
انجل:"كم اعشق الذرة"
قاطعها قدوم السائق الجديد
السائق:"عن اذنك يا آنسة لكن السيد كايبا ينتظر في الليموين"
نظرت انجل لليموزين فأحست بالغضب يعتليها لكنها استغربت من السائق الذي سأل البائع عن الحساب واخرج محفظته ليدفع لكنها منعته
انجل:"ما الذي تفعله؟"
السائق:"لقد أمرني السيد كايبا بأن ادفع يا آنسة"
انجل:"لا تفعل"
اخرجت انجل محفظتها ثم اخرجت ورقة من فئة المئة واعطتها البائع
انجل:"احتفظ بالباقي"
البائع:"لكن هذا كثير"
انجل:"فالتعتبره عربوناً لأنك تعبت من اجلي"
مشت انجل وخلفها السائق إلى السيارة ففتح لها السائق الباب وركبتها ثم وجدته بالداخل لكنها لم تعطه إي اهتمام لأنه ما زال ينظر للأمام
كايبا:طعام الشارع غير مفيد ومضر بالصحة
اكملت انجل تناولها للذرة بدون أن تعيره أدنى اهتمام وكأنه لم يتكلم
كايبا بحدة:هيه انتي..هل فقدتي القدرة على الكلام؟
نجل بدون النظر إليه:من آداب الطعام ألا تتكلم وانت تأكل
اكملت اكلها مجدداً
كايبا:سنمر على مطعم الآن لذا تخلصي مما في يدك
هزت رأسها بالنفي
كايبا:فالترمي به قد يكون مسمماً
انجل بجراءة:لا
خطف منها الكوب ورماه من النافذة
انجل بغضب:ذلك كان لي..لما فعلت هذا؟
اقفل كايبا النافذة بهدوء:لقد قلت لكي لا تعصي اوامري
انجل:انت مدين لي بكوب ذرة آخر
وضعت قدماً على الأخرى ونظرت للخارج وهي تهز قدمها بغضب فرأت بأنهم يسيرون في طريق غير طريق البيت وتوقفت السيارة عند أحد المطاعم الفخمة والتي تدل أنها للأثرياء فقط ومن يريد تناول وجبة واحدة فيه عليه أن يحجز طاولة من اسبوع
كايبا:هيا بنا
انجل:لا شكراً
كايبا:انتي لم تتناولي شيئاً اليوم فلمرة واحدة في حياتك استخدمي عقلك
انجل بغيض:قلت انني لا اريد
كايبا بعد تفكير:فاليكن..إذا انتابك الجوع فالتأتي للداخل
نزل كايبا من السيارة تاركاً إياها..داهمتها نوبة سعال قوية مما انهكتها فأنزلت رأسها تدريجياً على المسندة الفاصلة بين مكانها ومكان كايبا ثم غطت في النوم فوراً رغماً عنها من الارهاق وبين كل لحظة ولحظة تسعل
السائق ينظر في المرآة:"هل كل شئ على ما يرام يا آنسة؟
انجل بتعب وبدون ان تفتح عيناها:"اجل"
كان السائق سيعرض عليها الذهاب للمشفى لكنه رفع هاتفه الذي يرن ووجد أنه سيده
السائق:"اجل سيدي"
كايبا:"قل للآنسة أن تنزل الآن"
السائق:"حاضر"
أردف يكلم انجل:"إن سيدي يقول بأنه عليك أن تنزلي يا آنسة"
لم ترد عليه
السائق:"يا آنسة..يا آنسة"
اردف يكلم كايبا:"هي نائمة سيدي"
لم يرد عليه كايبا بل اقفل الخط في وجهه وانتظر لحظات فرأى سيديه يخرج من المطعم ويتجه نحو باب الآنسة التي كانت نائمة..استيقظت انجل عندما امسك احدهم بيدها واخرجها من السيارة وسحب بدون أن يحادثها فما كان منها إلا ان جارته في السير بدون أن تفهم شيئاً لكنها توقفت قبل أن تخطو على عتبات هذا المطعم فنظر إليها
انجل:قلت بأنني لن ادخل إلى هناك
كايبا ببرود:ستدخلين رغماً عنك فلقد اكتفيت من لعب الاطفال
انجل بعناد:لا
كايبا:إما أن تدخلين سيراً أو بين يدي
فهمت انجل قصده بأنه سيحملها
انجل بحدة:لن تجرؤ
اقترب منها فصرخت وهي تبعتد:حسناً
انجل(ياللهي..ليس لديه وقت للتفاهم)
ابتسم وسار أمامها فسارت رغماً عنها خلفه وما عن دخلت المطعم حتى توقف مجموعة من نادلي المطعم على الجانبين من الطريق السجادة الحمراء التي يمشي عليها كايبا ثم إنحنى له رجل ببدلة رسمية مشى امامهم يدلهم على طاولة كبيرة للشخصيات المهمة فسحب الكرسي لكايبا ثم اتجه من ناحية انجل وسحب الكرسي لها وجلست
الرجل:"لقد اخلينا المطعم كما أمرت سيدي"
كايبا:"جيد"
الرجل:"هل من اوامر اخرى؟"
كايبا:"انصرف"
انحنى الرجل وذهب فدارت انجل بنظرها وجدت انه محق فالمطعم خالي من الناس ولا يوجد احد غيرهم
انجل:فقط من باب الفضول..لما امرت باخلاء مطعم ملئ بالناس؟
كايبا ببرود:لسبب بسيط وهو ألا يعرف احد بأنني اخرج معك
انجل بغيض:وإذا لم تكن تريد من احد معرفة خروجك معي فلما تخرج معي اساساً؟
كايبا بسخرية:لا تجعلي الأمر يبدو وكأنني خارج معك في موعد
انجل بنفس سخريته:انت تحلم في الخروج معي
كايبا:وما الذي نفعله الآن؟
انجل بنفس نبرته السابقة:لا تجعل الأمر يبدو وكأنني خارجة معك في موعد
سكت الأثنان ومازال كايبا ينظر إلى وجهها الغاضب والمنزعج..سعلت هي بكحة قوية ومرعبة فعلم بأنها مريضه لان هذا واضح من وجهها الشاحب ونظرة عيناها الذابلة
كايبا بهدوء:هل انتي تعبة؟
انجل بحدة:لا
كايبا بغضب:ما مشكلتك اليوم؟..هل هناك من ازعجك؟
انجل:اجل..شخص يسمى سيتو كايبا
قطع النادل نظراتهم الحادة
النادل:"هل قررتم ماتريدون طلبه؟"
كايبا بسخرية:"ابدأ مع الآنسة"
انجل تمثل التفكير:"اريد طلب.."
أردفت بعد أن رأته مستعداً للكتابة:"لاشئ"
النادل:"لا اظن بأن هذا الطبق لدينا يا آنسة"
كايبا:هل هذا وقت لعب الأطفال؟
أردف يكلم النادل:"اجلب طبق المساء الرئيسي"
النادل:"حاضر سيدي"
كان النادل سيذهب لكن كايبا اوقفه
كايبا ينظر لانجل:"واجلب لنا صحن ذرة فهناك غراب يحبه"
شخصت انجل بصرها فيه بغضب
انجل بغضب:"واجلب موزاً ايضاً فأحدنا يحبه"
النادل:"حاضر"
ذهب النادل وكايبا ينظر إليها بحدة
كايبا:ألن ننتهي من هذه القصة؟
انجل:انت الذي بدأت وانت الذي ستنهيها
عم الصمت بين الأثنين لفترة وكل منهما أخذته افكاره
انجل(يظن بأنه لو جلبني لمطعم مشهور وتصرف معي بلطف سيحصل على رضاي..هه..لقد اخطأ تماماً..كم يغيظني حقاً بتصرفاته..يتصرف وكأنه لم يفعل شئ)
كايبا(ما مشكلتها اليوم؟..هل ما زالت غاضبة بشأن تلك الحقيرة؟..يبدو بأن المرض يزيد من تمردها)
نظر كايبا بأستغراب إلى مدير المطعم
المدير:"عذراً سيدي"
كايبا:"ما الأمر؟"
المدير:"هناك شخص على هاتف المطعم يريدك"
احتدت عينا كايبا بشك:"على هاتف المطعم؟"
المدير:"اجل سيدي"
نظر لانجل التي تنظر إليه بأستغراب فعرف أنها شكت في الأمر لأنهم أتوا بدون موعد
كايبا بتمثيل:"علمت بأنه كان علي ألا احجز موعداً سابقاً..لابد بأن هذا احد الصحافيين"
انجل:لكنك لم تحجز مسبقاً
كايبا:بلى فعلت
استقام وذهب مع المدير لكي يريه مكان الهاتف
انجل بهمس لنفسها:غريب
بالنسبة لكايبا فقد اتجه لهاتف المطعم ورفع السماعة
كايبا:"كايبا يتكلم"
الغريب:مرحباً كايبا
كايبا:هذا انت..كيف عرفت بأنني هنا؟..هل تتعقبني؟
الغريب:رويدك..رويدك..لقد أردت الأتصال بك لكنني خفت بأن نكشف لذا شاءت الصدف بأن أراك تدخل هذا المطعم الراقي
كايبا:ماذا تريد؟
الغريب:لقد حصلت لك على معلومة مهمة قد تفيدك في بحثك
كايبا:ما هي؟
الغريب:يجب أن القاك..إنني في متجر لأدوات النجارة أمام المطعم
كايبا:فاليكن
اقفل كايبا الهاتف ومشى ليخرج من المطعم فأتجه له السائق
كايبا:"ابقى مكانك"
استغرب السائق عندما رأى رئيسه يدخل إلى اليموزين وبقي فيها لدقائق ثم خرج متجهاً ليقطع الشارع..نظر كايبا إلى المتجر المقصود فوجده مقفل انواره لكن اللوحة المعلقة على الباب الزجاجي مكتوب عليها مفتوح لذا اقترب من الباب الزجاجي وادار المقبض ففتح الباب ودخل وهو ينظر لحوله بحذر وقام بقلب لوحة الباب ليضعها على الوجه المكتوب عليه مغلق
الغريب:ها قد التقينا من جديد
كايبا ببرود:لما لا تخرج إلى النور؟..لقد اشتقت لرؤيتك
الغريب:كم انت شخص لطيف لكن لن اسمح لأحد بأن يراني معك
كايبا:ماذا لديك؟
الغريب:لدي معلومات تفيد بأن احد الوحوش يمتلك الذي تبحث عنه
كايبا بغموض:اعلم
الغريب:الآن عرفت لما تخرج مع الانسة اندرسون..لربما انك تفكر في اختطافها وتهديدهم..أو لربما اغوائها لكي تجلب لك ما تريد
كايبا ببرود يكسر الثلج:هل هذا ما جلبتني لمعرفته؟
الغريب:أنا اعرف ما الذي خططت له ومن معك..لقد قام اندرسون بتحديد موعد عرضها ثم اتيت انت واستخدمت نفوذك لتشتريها حتى لا يعرف عنها احد في السوق السوداء
كايبا بسخرية:تفكير مذهل لكن انا لا اعرف عما تتكلم؟
الغريب بتصحيح:تعني عمن اتكلم..إنها الشقراء التي بالداخل؟..هي ما كانت ستعرض للبيع صحيح؟
اتسعت عينا كايبا بصدمة و سرت كهرباء في سائر جسده لكنه انزل رأسه ليخفي ملامحه
كايبا بغموض:من قال لك؟
الغريب:لا احد فقد استنتجت ذلك بنفسي لكن ما يحيرني هو كيف استطعت اخفاءها بهذه السرعة وكيف اشتريتها قبل عرضها حتى..فلا احد يعلم بوجودها غير اندرسون نفسه؟
كايبا:ما الذي تريده؟
الغريب:الحقيقة
كايبا:وماذا ستستفيد من ذلك؟
الغريب:هيا يا سيد كايبا..تعرف بأنني مجرد رجل اعمال لكن يبدو أن هناك من يشك بي لذا اريد حماية نفسي كما تحمي نفسك انت..اريد اسماء
كايبا:أي نوع من الأسماء؟
الغريب:النوع الذي تستطيع التخلص منه وانا الأستفادة منه
كايبا:إذا كان هذا فقط ما تريد فأذهب إلى محطة القطار عند تقاطع شارع(......)شارع(........) ستجد هناك ما تريد في الخزانة رقم 36
الغريب بأبتسامه:حسناً إذاً..اتمنى لك امسية طيبة معها
كايبا ببرود:عن اذنك
الغريب:بالمناسبة ليس من المفترض أن اقول هذا لكن اظن بأن اندرسون يخطط لشئ مع شخص آخر
كايبا بحدة:مثل ماذا؟
الرجل:لا فكرة لدي لكنه يجهز عرضاً كبيراً كالسابق او بالأحرى كالذي سرقته منه
كايبا:متى سيحصل هذا؟
الرجل:لا فكرة لدي أيضاً..لكن لو أردت أن ابحث لك فيجب أن تعطيني المزيد من اسماء الخونة لكي ابتزهم
كايبا بخبث:لا حاجة فمهمتك تنتهي هنا
أردف كايبا بعد أن ضغط على سماعة اذنه:"الآن"
في لمحة بصر إمتلى المكان بالعملاء السريين الذين امسكوا به
الرجل:لا تفعل كايبا فستندم
كايبا:لقد حذرتك و قلت لك إنسى أمرها لكنك عرفت اكثر من الازم وكان يجب التخلص منك
الرجل:انت ترتكب غلطة كبيرة يا كايبا
قائد الفرقة:"شكراً على تعاونك سيد كايبا وسيصلك نصيبك من العملية قريباً"
كايبا:"هذا هو أحد كبار منفذين البيع والشراء في السوق السوداءكما طلبت..ثم انني مسافر غداً لذا اريد أن تعطيني إياها صباحاً"
القائد:"حاضر سيد كايبا"
كايبا:"وبالنسبة له اريده أن يذهب إلى ابعد مكان لا يمكن الوصول إليه لكي لا يعلم أحد بما يعرف"
القائد:"من هذه الناحية لا تقلق سيد كايبا فمنذ هذه اللحظة يمكنك إعتباره بأنه اختفى وتبخر"
كايبا:"وهذا ما أريد..بالمناسبة..إن خطيبتي في المطعم المقابل ولا أريد ارعابها بوجود الشرطة في المكان لذا سيكون من اللطف لو سحبتم سياراتكم"
القائد بأستغراب:"بالتأكيد فيجب ألا تعرف خطيبتك بالأمر"
الرجل:إنه يكذب فتلك مادلين اندرسون..إنها ما يبحث عنها الجميع
كايبا:ههههههههه..تكلم كما تريد فهم لا يتكلمون إلا الأيطاليه ثم إنه لن تسنح لك الفرصة لأخبار أحد
خرج كايبا وهو يسمع الرجل يتوعد ويهدد واخرج هاتفه ليتصل برولاند
رولاند:اجل سيدي
كايبا:سأرسل لك اسم احدهم الآن واريدك أن تنشر خبر موته في العالم السفلي لأنه عبث معي
رولاند:حاضر سيد كايبا
اقفل كايبا ثم ارسل الأسم
كايبا(ما الذي تخطط له الآن اندرسون؟..يجب أن اخبر الباقين بأن روبرت يخطط لشئ لربما يعرفون ما هو؟..لنأمل أنه يتمحور حول أعماله القذرة بعيداً عنا..لو أنه سيعيد كرته من جديد فستتغير مخططاتنا كلها..وقد يحتجزها..لكن هذه المرة مايكل يستطيع الأهتمام بالأمر..وهل ستجازف بذلك كايبا؟..أرجو ألا اضطر إلى نكث وعدي)
توجه لدخول المطعم فإستقبله المدير
المدير:"مائدتك جاهزة سيدي"
سار كايبا إلى حيث هي طاولته ورآها منزلة رأسها على الطاولة فعندما اقترب وجدها نائمة والطعام من حولها فرجح بأنها نامت قبل أن يضعوا الطعام لذا جلس على كرسي بجانبها جهة وجهها وظل ينظر إليها بتأمل
كايبا بتنهد(ما الذي اوقعت نفسي فيه؟..لو أنني لم اتعرف عليك أبداً..لو انني لم احبك..لكن..)
مسح على خدها بلطف ورقة
همس بحب:أنا لن ادع أي مكروه يصيبك
اردف بحزن:حتى لو تطلب الأمر جعلك تكرهينني
أبعد يده عندما رآها تسعل فتحولت نظراته للشفقة
كايبا(فعلت كل هذا من اجل طفلة مثلها..كلما قلت بأنني لا اهتم لها اجد بصمتها في كل شئ حولي..عندما تكون في المكان ينصب جام اهتمامي عليها..حضورها ملفت بطريقة غريبة..وكأنها مميزة بشئ ما..وكلما قلت بأنه لا يوجد ما يثير اعجابي بها..انظر لوجهها فأجد اجمل ما وقعت عيني عليه..مزعجة..عنيدة..تعصي الأوامر..كل هذه عيوبها لكننني اكتشفي فيما بعد بأن هذا ما يجذبني إليها..هل لهذه الدرجة أنا احبها؟)
وضع يده على جبينها فوجد بأن حرارتها مرتفعه بعض الشئ
كايبا بهمس:اسف
هز كتفها ليوقضها:انجل استيقظي
فتحت عيناها ثم عادت لأغلاقها مجدداً فأستقام وارجع كتفيها على الكرسي ورفع رأسها لتستيقظ
كايبا:هيا تناولي الطعام لنعود للمنزل وتنامي كما تريدين
استيقظت انجل بنعاس فجلس كايبا في كرسيه على رأس الطاولة وهي بجانبه لذا قرب منها صحن قطع اللحم مع الصلصة فتناولت انجل الشوكة وبدأت بالأكل هي غير مدركة لما حولها بل تفعل ما يقال لها
كايبا(من الجيد أنها نست كبرياءها قليلاً..تبدو جائعة بشدة)
قرب صحن الذرة منها بترقب إن كانت ستأكل منه وبالفعل أكلت منه وتركت باقي الطعام فأبتسم بتأمل فيها..طلبوا الحساب ودفع كايبا ثم ذهبوا إلى باب المطعم الزجاجي والذي توقف ليفتح به البواب الباب لكنه تفاجأة عندما اكملت انجل المشي حتى اصطدم رأسها به فأمسك كايبا بها
كايبا بأستغراب:ما بك؟..ألم تري الباب؟
انجل بعد أن وضعت يدها بطفوليه على جبينها وتكلمت بصوت مخنوق:لقد آلمني
لم يستطع كايبا منع نفسه من الضحك لأنها تسير وهي نائمة وبالكاد تستطيع التوازن
كايبا بعد أن توقف عن الضحك:هيا بنا
وضع يده هذه المرة على كتفها لكي لا ترتطم بشئ آخر
كايبا:هذا درج انتبهي
نظرت إليه انجل بحدة
انجل:يمكنني الرؤية فأنا لست عمياء
نظر كايبا للباب خلفه بأبتسامة:هذا واضح
انجل بأستياء وطفوليه:لقد كان نظيف جداً والرؤية لدي معدومة
ضحك بخفة فرآها تحك جبينها لذا توقف وأدارها لتواجهه ثم فرك جبينها قليلاً
كايبا:ستزول بعد لحظات
ركبا السيارة وعادوا إلى البيت ثم نزلوا ودخلوا المنزل وكايبا ينظر لانجل وهو ذاهب
كايبا بسخرية:حاولي بألا تكسري أي شئ في طريقك
انجل وهي تفرك عينها بنعاس:ليس مضحكاً
صعدت إلى غرفتها وبدلت ثيابها ببجامة حمراء مزخرفة بالورود البيضاء اختارتها بعشوائية ثم خلدت للنوم
|