الدافئ ... فنزعت عنها سترتها الصغيرة الخفيفة البيضاء
و بقت بفستانها ذا القماش المطبع بزهور وردية القصير لما فوق الركبة
حتى كشف عن بياض جسدها الثلجي ... و رشاقتها الرائعة
لم يكن السائق بذلك القديس حتى يبعد ناظريه عنه
فعلق بلكنة انجليزية ضعيفة قائلا ( اوه يا انسة اعتقد انك من بلاد العجائب السماوية البعيدة ..حتى تستطيعين العيش مع الملائكة هناك )
نظرت لذلك الاسمر النحيف ..سائق السيارة لم تنتبه لملامحه اللاتينية كثيرا
لكنها من خلال لمحتها الاولى بدا لها لاتيني عادي قد تخطى الخامسة و العشرون
ثم قالت له بلهجة لاذعة التي حاولت ان تعتاد على نطقها
( و ما شأنك انت ؟ ايها السائق ..من فضلك انظر لما هو امامك )
رد عليها مغازلا اياها ( عذرا ..انستي لكن فقط عيناي التي نظرت و ما كان قلبي الاهو الناطق )
لم تستطع ان تخفي التهاب وجنتاها حمرةً ... او حتى تنفسها الذي خذلها
و صار يدخل و يخرج بسرعة من رئتيها ... لكنها استطاعت ان تنظر بعيونها
التي تشبه مزيج البحار و السماوات في زرقتها نظرات تشبه الصقر المهاجم
و ردت قائلة ( اذا فليصمت قلبك و الا اقتلعته منك و غرزت فيه اكبر الاشواك التي خُلقت )
شعر بانه ازعجها و شاهد نظراتها له في المرآة فتراجع في حديثه خوفا من ضياع اجرته منه ..فبدل الحديث قائلا ( اسف انستي .. لكن من غرائز الرجل اللاتيني مغازلة اي امرأة جميلة ...فما حال اذا كانت مثل حورية بحر نادرة
او ملاك هبط الى الارض )
تجمدت في مكانها خوفا وضغطت على اسنانها توتراً .. و شدت على قبضة يدها
محاولة الاسترخاء
ضحك ذلك السائق لفزعها ثم قال محاولاً تهدئة الوضع ( مارايك يا انسة ان آخذك جولة قبل الذهاب الى الفندق )