عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 11-05-2012, 12:25 AM
 
خفق قلبى بقوة

عندما رأيت سارة تدخل الصالون كما كنت أفعل حين أراها أيام الخطوبة !! يا حبيبتى يا سارة واضح انها لم تنم مثلى ووجهها متعب جدا ...لن أغضبك أبدا يا حبيبتى وقطعت حبل أفكارى لأسترد وعيى ولأقول للجميع ما نويت عليه أنا جاى النهاردة علشان أعتذر عن الكلام اللى قالته والدتى ليكم .....وأنا باعتذر بالنيابة عنها لأنى لا أقبل المساس بكرامة سارة لأن كرامتها من كرامتى .... بس أنا جاى علشان كده ..وبعد اذنكم استأذن لأن عندى مشوار مهم !! )

قفز قلبى بين ضلوعى من الرعب أ لن يصالحنى عمر ؟ طيب وبعدين !!هل سيمشى حقا ؟!! وهمت والدتى أن تلقى عليه مدفعية من العيار الثقيل وما أن فتحت فمها حتى عرف أبى نيتها وعلم أنها ستشعل الوضع فقاطعها بصوت حازم]

( ايه يا حاجة مش هتجيبى حاجة للباشمهندس يشربها ولا ايه ؟ )

ونظر لأمى نظرة نارية جعلها تنسحب فى صمت......
ثم استأذن هو الآخر ليجرى مكالمة تليفونية طويييييييييييلة !!ربنا يخليك لى يابابا !!
ونظرت الى عمر من طرف خفى بشوق : آه كم أعشق هذا الرجل ! وكم كبر فى نظرى عندما اعتذر عن كلام والدته السخيف ....أنا فعلا غلطانة غلطانة غلطانة !!
وأخيرا تكلم عمر ونظر الى بعتاب كبير لم أره من قبل :

:كويس كده ان الناس بتتفرج علينا ؟ وانتى اشتكتينى للجميع وأنا لم أحكى حتى لأمى ؟!!
- ..............
- أنا فعلا غلطان انى زعقت وكبرت الموضوع بس انتى بعتينى وسبتى البيت وانا مش ح انسى ده أبدا !!

أنا غلطانة فعلا بس أنا متعودة منك أنك تحتوينى وتطبطب على فجأة لقيتك بتهاجمنى وانا ميتة من التعب أتجننت أعمل ايه ؟ ووالدتك كمان قالت كلام رهيب !
فرد بعصبية :

- خلاص أنا اعتذرت عن كلامها أعمل ايه تانى ؟ بس لازم تعرفى انى مش ح اسمح بالوضع ده تانى .....لو عاوزة تزعلى منى ابقى اقفلى على نفسك أودة النوم واعتبرى نفسك سبتى البيت مش نفرج علينا الناس كده ؟!

- فرددت بخجل وقد بدأت دموعى تنساب : خلاص انا كمان غلطت يا عمر!

فلانت ملامحه برقة وقال لى بحنان :

طيب ايه لازمة الدموع دى دلوقتى؟ ما تعيطيش علشان ما تتعبيش يا سارة ! وبعدين كده أهون عليكى وتسيبينى لوحدى!!

فهممت أن أعاتبه ثانية فدخل والدى وهو يبتسم ابتسامة حنون وكأنه سمعنا وقال لى

يالا يا سارة من غير مطرود قومى البسى هدومك علشان تروحى مع جوزك يا حبيبتى .....ومش عاوزين نشوفكم هنا الا مع بعض مفهوم

وأخيرا دخلت بيتى وكأنى تركته من عشر سنين !! شعور رائع بالدفء غمرنى عندما أحاطتنى
أركانه .....كم كنت غريبة خارجه!! لن أتركه ثانية ان شاء الله ...والتفت الى عمر وأنا أتوقع خناقة طويلة أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمة فى السيارة طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفة لا حدود لها ....ونظرت له صامتة أنتظر ما سيقوله


..وانتظرت طويلا حتى رفع رأسه لى أخيرا وقال لى جملة واحدة بحزم رهيب

(أنا مش ح أسمح باللى حصل ده انه يتكرر تانى ! ولو مش عاوزة تسمعى كلامى بعد كده فى أى موضوع يبقى مفيش لازمة نكمل مع بعض !!)

ثم تركنى ودخل غرفته الصغيرة التى تحتوى على سريره القديم وهو شاب ولم يدخل غرفة نومنا !!وذهلت من عبارته لقاسية وارتجفت من القلق لم أتخيله غاضبا الى هذا الحد !! لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحى حتى لو كنت مخطئة !! لقد اعتدت على حنانه حتى تماديت فى عنادى والآن أدفع الثمن !!


لم أجرؤ ان أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ ....... ودخلت غرفة نومى وحاولت النوم قليلا ولم أستطع فالغرفة بدونه كأنها غرفة فى الاسكيمو !! عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر فى المضاجع وسيلة لتأديب الزوجة !!


ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمنى الا كلمات معدودة ولا ينظر الى عينى وهو يحادثنى آه ما أقساه من عقاب !! وحاولت مرارا أن أفتح معه الموضوع لأشعره أنى أخطأت وانى كنت متوترة من الحمل وانى لن أفشى أسرارنا ثانية أبدا.. بلا جدوى !! كان لا يسمع ويجعلنى أصمت بحزم واضح !! حاولت اثناءه عن النوم فى غرفة أخرى بلا فائدة !! وكان يعود يجدنى متزينة ومتعطرة ولكن كأنى ألبس طاقية الاخفاء !! ماذا أفعل ياربى ؟


ومازاد المشكلة ان ماما زعلانة منى انى رجعت منزلى دون أن أجعلها ترد لى حقى وتقتل لى عمر وأمه !! وطبعا حماتى لا تتصل أبدا وشعرت انها هى الأخرى زعلانة من عمر ومنى طبعا !! يعنى احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض !!

لابد أن تعلم سارة انى لا أقبل ان تستهين بى ولابد أن تسمع كلامى !! الظاهر انى دلعتها كتير وهى اتعودت على كده !! لابد من وقفة حتى تستقيم الأمور !! بس كده انا حاسس انى بأقسو عليها جدا !! لا والله لا يمكن تكون قسوة فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتزل زوجاته فى المسجد عندما أثقلوا عليه فى أمور الغيرة والاختلافات الصغيرة حتى عادوا الى سابق عهدهم ....بس هى صعبانة على جدا ووحشانى جدا جدا ....لا اجمد ياعمر باشا وكمل دور سى السيد واستحمل النوم على السرير السفارى الجبارذو المرتبة الفولاذية لحد ما ربنا يسهل !!!

طيب الشغل وأخدت أجازة منه ! وكلام وبأحاول أكلمه ! أعمل ايه تانى ؟! الظاهر انى غلطت لما صالحته خلاص هو حر انا عملت اللى على ....... عاوز يزعل براحته بقى !!


بس هو حبيبى برضه وبافتكر لما بأكون أنا زعلانة منه بيعمل ايه علشان يصالحنى ....يبقى انا ماأتعبش نفسى شوية علشان أصالح حبيب عمرى؟ امال أتعب نفسى علشان مين ؟ طيب أعمل ايه ؟ واخذت أفكر وانا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتى عمر ....


ووقعت عينى على الطابعة وأنا ألعب... وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعرى له ....ولكنى وجدت فكرة أفضل....

أخذت أكتب كلمة أنا آسفة بكل اللغات التى أعرفها : آسفة بالعربى وسورى بالانجليزى وباردون بالفرنساوى و ايوووة حقك علينا يا جدع بالاسكندرانى ومعلهش بالصعيدى !!

وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسى أن أكتب عبارات جميلة مثل (والله العظيم باحبك !) ( ما كنتش أعرف انك قاسى كده!! ) (طيب أهون عليك ؟)

وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحدة على باب حجرة نومه الصغيرة التى أكرهها وكتبت عليها ممنوع الدخول !!! والاخرى على باب غرفة نومنا معا وكتبت عليها الاتجاه اجبارى !

وأخذت أعلق كل هذه الأوراق فى كل مكان .....أكيد حيقول على مجنونة لما يشوف المهرجان ده كله........ بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللى حصل بيننا !!


وانتظرت عمر طويلا حتى جاء أخيرا وطبعا ذهل من دار النشر اللى أنا عاملاها فى البيت !! ونظر الى وابتسم ابتسامة عريضة لم أرها من أيام طويلة !! فجريت اليه وتعلقت برقبته كالطفلة الصغيرة وهمست فى أذنه ( مش ح اعمل كده تانى ...أنا ماأقدرش أعيش وانت زعلان منى كده !!) وطبعا ضمنى اليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيرا وهو يبتسم

- انتى حتفضلى مجنونة كده على طول ؟ كل ده عملتيه علشان تصالحينى ؟ تعبتى نفسك يابنتى !!

- يعنى انت مش زعلان منى مش كده ؟


- أنا مقدرش أزعل منك خلاص ...بس لسه فيه نقطة صغيرة ....موضوع الشغل ده انا مش ح أرجع فى كلامى فيه .أنا لا يمكن أعرضك للخطر انتى وابنى تانى ...انتو الاتنين أغلى حاجة عندى اتفقنا ؟

- وهممت بالاعتراض ولكنى لم أستطع وقلت على مضض: حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعدة البيت يا عمر بجد ح أموت من الملل وبعدين حنلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبى ؟

- بصى أنا فكرت فى حل يريحنا كلنا .. بس ادعى ربنا انه يحصل ......فيه واحد عندنا فى الشركة كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجرى أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركة من خلال مقارنة مواقع الشركات الثانية بشركتنا .....يعنى كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجى ويبعت التقارير دى من البيت .......لأنه بيؤدى المطلوب منه وخلاص لأن وجوده فى الشركة غير ضرورى.....فهو الأيام دى جاى له عقد عمل فى الخليج وبيفكر جديا انه يوافق عليه .....فلو ده حصل ح أحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكى تعمليه من البيت ......وح أقنعه انك ولا بيل جيتس فى زمانه ......هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم ......بس ح تترحمى من بهدلة المواصلات ....قولتى ايه ؟ أقول له ولا انتى مش موافقة ؟

فرددت بفرح كبير : مش موافقة ؟ دى وظيفة تجنن !! بس يارب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق....بس مين ح يعلمنى الحواديت دى كلها انا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ما أعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دى ؟ مين اللى ح يعلمنى ؟

انا ياحبيبة قلبى ..........


يتبع.........
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !