الحلقة الخامسة
وفي طريقه بدأت تتلاشى قواه فثقل أماني أتعبه وجعله غير قادر على المتابعة ولكنّه أصرّ على انقاضها...
نظر سامي اليها وقال: لم أصادف فتاة مثلك أشعر باحساس غريب تجاهكي..
أكمل طريقه وهو لا يدري بأنّ الحظّ ليس في صالحه اليوم...فجأة ظهرت له كلاب شرسة منعته من العبور.. سامي:يا حبيبي من أين خرجت لي هذه الكلاب..يبدو أنّها غاضبة وسنكون طعما لذيذا لها..
أمّا الكلاب فقد بدأت تقترب شيئا فشيئا نحوهما الى أن وصلت اليهما.... سامي: اهدئي ...أنت كلاب مطيعة ..أنظروا لحمي سيئ ولن يعجبكم...أمّا التي معي فهي ميتة
وأكيد لن يعجبكم لحم الموتى فهو نتن وسيئ المذاق ....هيّا أتركينا وشئننا....
المسكين سامي كيف لحيوانات تفهم كلامه.... سامي: اذن سأودّع حياتي هنا...ولكنني مازلت صغيرا..ولم أفي بوعدي بعد...لالا يعقل أن تكون النهاية هكذا
أيعقل أن تكون الحياة قاسية لهذه الدرجة؟ (ثمّ أغمض عينيه وتشبّث بأماني جيّدا)...
وفجأة سمع صوتا يخاطبه..ففتح عينيه ورأى الكلاب تبتعد عنهما.... الرجل: لا تخف يا بني..أنت في أمان فهذه كلابي.. سامي بإرتياح: وكيف تطلب مني عدم الخوف؟..كلاب شرسة كادت تلتهمني والموت رأيته أمامي...لالا يا عم ..بالمناسبة
كيف تترك كلابا كهذه تتجوّل هنا؟ الرجل: مهلا يا ولدي..هذا المكان لا يمرّ منه أحد وكلّ السكّان هجروه ..ولم يخطر في بالي أن يعبره أحد لذلك
تركت كلابي تتنزّه... سامي: لا بأس..المهمّ أنّني نجوت...عليّ الإسراع للمستشفى معي فتاة فقدت وعيها وأجهل مصيرها؟.. الرجل: المستشفى...أمممم لا تزال بعيدة من هنا نوعا ما ...دعني أفحصها بنفسي...(بعد لحظات) آها
لازالت حيّة ولكن مغمى عليها....ولكن يوجد نزيف في رأسها .وبعض الكدمات ... سامي:يجب عليّ الإسراع إلى المستشفى... الرجل: لا عليك سأقدّم لها إسعافا أوليّا ريثما توصلها..لنذهب لبيتي .. سامي: ولكن..(يقاطعه الرجل)... الرجل: لا عليك بيتي ليس ببعيد انظر هو هناك.. لم يكن بوسع سامي سوى القبول...وبعد لحظات وصلا... الرجل: تفضل بيت متواضع ... ضعها بهدوء على السرير.. ثمّ أحضر الرجل علبة الأدوية وجفّف النزيف وأوقفه ..ووضع الضّماد وغطّى به الجرح.. الرجل: انتهيت آمل أن يصمد الضماد وأن يبقى النّزيف متوقفا ريثما تصلان للمستشفى ...
أمّا أنت يا بني سأحضر لك بعض الطّعام لتأكله فالتعب باد على وجهك ..وعلى الأقل ستستجمع قواك للمتابعه..
سامي: أشكرك أرجوك لا تتعب نفسك... الرجل: لا يا بني التعب من أجل الخير راااحه
أحضر الرجل الطيّب طعاما خفيفا وماء وقدّمه له... سامي: الحمد لله..جزاك الله خيرا أيّها العمّ الطيّب ..إذا نجوت من هذا الموقف فسأعود إليك وأكافئك... الرجل: لا يا بني هذا واجبي..وإذا أردت مكافئتي فلا تعد إلى هنا مرة ثانيه ..فالمكان خطير ..أتمنّى أن تكون
مثلي إذا إحتاجك أحد يجدك في الخدمة... سامي: حسنا..إلى اللّقاء ... الرجل: في أمان الله وليحفظكما الرّب... سامي يحدّث نفسه: كم هو جميل أن تساعد النّاس وتخالطهم...لقد كنت وحيدا فلم أنتبه لهذه الأشياء التي كنت أعتبرها
سخيفة...ولكنّني إكتشفت العكس... أسرع سامي في خطواته عازما على أن يكمل للنهايه... وفي داخله صوت يخبره أن يصبح انسانا آخر...
"ترى هل سيفي سامي بوعده لأماني؟ وكيف سيتغيّر ؟"
لمعرفة هذا وذاك تابعوني في الحلقة"السادسة" من (عاطفة الحب)
__________________ |