انا حامد انا شاكر انا ذاكر * انا جائع انا ضائع انا عاري الحمد لله الذي قص لنا من آياته عجباً. وأفادنا بتوفيقه إرشاداً وأدباً. واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون للنجاة سبباً وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله المجتبى أشرف البرية حسباً وأطهرهم نسباً صلى الله عليه وسلم، على آله وأصحابه الذين سادوا الخليقة عجماً وعرباً... أما بعد:
عن حذيفة المرعشي رضي الله عنه، وكان خدم إبراهيم الخواص رضي الله عنه وصحبه مدة، فقيل له: ما أعجب ما رأيت منه؟ فقال: بقينا في طريق مكة أياماً لم نأكل طعاماً، فدخلنا الكوفة، فأوينا إلى مسجد خرب، فنظر إلي إبراهيم وقال: يا حذيفة أرى بك أثر الجوع، فقلت هو كما ترى، فقال: علي بدواة وقرطاس، فأحضرتهما إليه، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، أنت المقصود بكل حال، والمشار إليه بكل معنى ثم قال:
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر ... أنا جائع أنا ضائغ أنا عاري
هي سته وأنا الضمين لنصفها ... فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك لهب نار خضتها ... فأجر عبيدك من لهيب النار
قال حذيفة: ثم دفع إلي الرقعة، وقال: اخرج بها ولا تعلق قلبك بغير الله تعالى، وادفعها إلى أول من يلقاك، قال: فخرجت، فأول من لقيني رجل على بغلة، فناولته الرقعة، فأخذها، فقرأها وبكى، وقال: ما فعل بصاحب هذه الرقعة؟ قلت: هو في المسجد الفلاني، فدفع إلي صرة فيها ستمائة درهم، فأخذها ومضيت، فوجدت رجلاً، فسألته من هذا الراكب على البغلة؟ فقال: هو رجل نصراني، قال: فجئت إبراهيم وأخبرته بالقصة، فقال: لا تمس الدراهم، فإن صاحبها يأتي الساعة، فلما كان بعد الساعة أقبل النصراني راكباً على بغلته، فترجل على باب المسجد، ودخل، فأكب على إبراهيم يقبل رأسه ويديه ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال: فبكى إبراهيم الخواص فرحاً به وسرور، وقال الحمد لله الذي هداك للإسلام وشريعة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. جعلني الله واياكم من عباده الصالحين |