البارت الثامن والعشرون-الجزء الثاني في الجزء السابق................ وفي تلك السيارة السوداء حيث كان كين يتنقل من مكان الى أخر ومن شارع الى أخر...اوقف سيارته على قارعة الطريق وضرب المقود بكلتا يديه قائلا "تباً...اين سأجدها الان؟؟....اتمنى ان تكون بخير...." نظر من النافذة وقال "اين عساها ان تكون قد ذهبت....لا يوجد أحد تعرفه في هذه المنطقة....."
رن هاتفه تلك اللحظة....نظر الى المتصل فوجده رقم غريب...أجاب قائلا "أجل...." صمت قليلاً ليقول "أجل انا هو...من المتحدث...." صمت ليستمع الى الطرف الاخر لتتسع عيناه بعدها باندهاش...... التكملة................ ( الجزء الثاني ) داخل تلك الغرفة الصغيرة المظلمة التي لم يضئها سوى مصباح صغير على المكتب.....جلس مايكل على الكرسي وراء مكتبه وأليكس كانت جالسة امامه فوق المكتب.....
اليكس بتساؤل "الم يجدها الى الان؟؟" هز مايكل برأسه "لا....لقد أختفت" ثم التفت الى النافذة حيث علقت قطرات المطر عليها ليقول "أين ذهبت يا ترى؟؟" وقفت أليكس بجانبه وقالت "ستكون بخير...." التفت مايكل لها وأبتسم قائلا "أتمنى ذلك....." وبعد مرور فترة من الزمن....اوقف كين سيارته امام قصر كبير....جال بنظره حول المكان حيث انتبه لوجود رجلان يقفان عند البوابة....اطفأ مصابيح سيارته وترجل منها بكل هدوء.....خطى خطوات هادئة امام الباب ذهاباً وإياباً..... ثم اقترب من الباب حيث لاحظه الحارسان
احد الحراس "هل نستطيع خدمتك؟؟" لم يتكلم كين....بل أكتفى بالصمت....رفع برأسه الى الاعلى ثم قال "هل هي هنا حقاً؟؟" التفت الى الحارسان وابتسم ابتسامة لم يفهم الرجلان معناها ليتلقى بعدها ضربة افقدتهما الوعي.....تابع كين مسيره بكل هدوء وهو يقول "أحلام سعيدة...." اتجه نحو الداخل حيث استقبلته قاعة كبيرة جداً توسطها سلالم طويلة....التفت الى اليمين حيث كان هنالك عدة ابواب....والتفت الى اليسار حيث وجد ممر طويل يؤدي الى قاعة وغرف اخرى.... خطى بضع خطوات ثم توقف ليقول "من أين أبدأ.؟؟"
"أخيراً جئت يا.....كين!!" التفت كين الى اعلى السلالم حيث كان ويليام يقف وهو مكتف يديه تحت صدره.....
كين ببرود "لا بد انك انت من اتصل بي يا......" صمت قليلاً ليقول "أسف نسيت أسمك بالرغم اننا تقابلنا من قبل...." نزل ويليام السلالم وهو يقول "لا يهم.....ولكنني لن أنسى انك من كنت سبباً في جعل الفتاة التي احبها تصفعني بقوة...." وضع كين يديه بجيب معطفه قائلا بسخرية "غريب....ولكنه يبدو انها لا تبادلك نفس الشعور....." وقف ويليام امامه مباشرة و رمقه بنظرة حادة ثم قال "اصعد هذه السلالم واتجه بعدها الى اليسار ستجد سلالم اخرى بنهاية الممر.....اصعدها الى الطابق الاخير.....الغرفة الثالثة على الجهة اليمنى.....ستجدها هناك..." بدء كين بالسير وهو يقول "من الافضل لك ان تكون هناك....." ثم صعد السلالم الى ان توقف في المنتصف عندما قال ويليام "لم أفعل هذا الا لأجلها....لم تتوقف عن البكاء و ذكر اسمك طوال الوقت....يبدو انك تعني الكثير لها...." ادار كين برأسه وابتسم قائلا "ربما...." ويليام بحدة "اعتني بها جيداً....وأياك ان تتسبب في ايذائها..." ثم ادار بظهره ليبدأ بالسير قائلا "ولا تخبر أبي بأنني من أتصل بك....." ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتي كين ليبدأ بعدها بالسير.......
امام ذلك الباب حيث كانت ساندي متكأةً عليه تنظر الى السقف وهي تفكر بطريقة ما لأخراج ليندا من الداخل.....كانت لين تلك اللحظة جالسة على الارض متكأةً بظهرها على الحائط بجانب الباب وملامح الحزن مرتسمة على وجهها......تحدثت لين قائلة "أتمنى ان يأتي كين بسرعة...." سمعتها ساندي فقالت "اتمنى ذلك أيضاً....." صمتت قليلاً لتكمل بعدها فجأة "خطرت ببالي فكرة....." سمعت ليندا صوت خطوات ساندي اللتي ابتعدت عنها بسرعة....وقفت لين و وضعت اذنها على الباب قائلة "أين ذهبتي يا ساندي؟؟....ساندي" كان كين يصعد السلالم و يمشي عبر تلك الممرات الطويلة بملل.....وقف امام ذلك الدرج الطويل....حدق كين به قليلاً ثم قال "ما هذا؟؟ انه طويل جداً....لقد تعبت بصعود كل هذه السلالم...." تنهد بعدها ليكمل مسيره...صعد تلك الدرجات وقد تجاوز أكثر من نصفها الا ان توقف عندما رأى يوشيدا يقف بالاعلى وينطر له.....
كين بسخرية "أخيراً جئت لأستقبالي...." يوشيدا بحدة "ما الذي جاء بك؟؟" كين ببرود "جئت لأستعادة فرد من افراد عصابتي....لقد قمت باختطافه ومن واجبي كـ قائد إعادته...." ضحك يوشيدا قائلا باستهزاء "وهل تعتبر تلك الصغيرة فرد من جماعتك؟؟" كين ببرود شديد "كما سمعت....هيا اذهب وأحضرها لي حالاً"
"وهل هذا أمر؟؟" حدق كين به ثم ابتسم ابتسامة ساخرة ليقول "ربما من الافضل ان أذهب بنفسي لأخذها..." يوشيدا بحدة "ان خطوت خطوة واحدة للأمام لن أتردد بقتلك....انت في قصري وممتلكاتي...وقد تعديت عليها...." كين يدعي الخوف "اووو اخفتني جداً....هل من المفترض ان أهرب؟؟" غضب يوشيدا من تصرفات كين الباردة معه ومن طريقة كلامه.... ضيق كين فتحت عينيه قائلا "أعد ليندا وسأذهب بسلام وكأن شيئاً لم يحدث...." يوشيدا بسخرية "حقاً؟؟ هذا لطف منك...." ثم أكمل بحدة "لو أنك تعلم الحقيقة يا كين لما جئت لتأخذها من هنا......" دعونا نذهب الى ساندي التي كانت تقف امام الباب ومعها دبوس شعر وسلك رفيع.....كانت تدخل ذلك الدبوس بفتحة الباب محاولةً ان تفتحه.....
لين بتساؤل "وهل ستنجح هذه الطريقة؟؟" ساندي وهي لا تزال تحاول ان تفتح الباب "أجل...أجل...شاهدت ذلك في التلفاز..." ابتسمت لين وقالت "اتمنى ان تنجحي بذلك...." نظر كين لـ يوشيدا باستغراب قائلا "ما الذي تقصده بكلامك؟؟" اجابه يوشيدا "ليندا ستسبب لك الكثير من المتاعب يا كين....من الافضل ان أسلمها وننتهي من هذا الموضوع...." كين ولم يعد يفهم شيئاً "تسلمها لمن؟؟" شد يوشيدا على قبضة يده قائلا "ستكون عائلتي بخطر ان لم أفعل ذلك ايها الفتى....." حدق كين به باستغراب.....في تلك اللحظة كان ويليام يستمع لمحادثتهما من وراء باب احدى الغرف وهو مندهش تماماً..... "وأخيراً نجحت في فتحه....." كانت هذه جملة ساندي التي قالتها بفرح وقد نجحت بفتح الباب.....خرجت لين من الغرفة قائلة بفرح كبير "ااه ساندي...انتي رائعة" ابتسمت ساندي وقالت "هذا لا شيء من مهاراتي المختلفة...." ليضحكا بعدها بسعادة.... "هيا يا لين....اهربي من هنا قبل ان يكتشف والدي فعلتي هذه...." أومئت لين برأسها ثم قالت ساندي "هيا لنذهب عبر هذه السلالم الى الاسفل...." ثم اتجهتا بسرعة نحو تلك السلالم لتنزلاها بسرعة......
كان كين ينظر لـ يوشيدا باستغراب وهو لا يفهم شيئاً من كلامه.... تحدث يوشيدا قائلا "عندما تعلم الحقيقة يا كين انا متأكد من انك ستتخلى عنها ولن تبقيها معك ابداً...." كين وقد بدأ صبره ينفذ "أتعلم يا يوشيدا....أياً كان الامر الذي تتحدث عنه فثق بأن لين ستبقى تحت حمايتي أنا.....ولن أتخلى عنها أبداً....لقد وعدت والدها بذلك..." اطلق يوشيدا ضحكة ساخرة على كلام كين وقال "هل قلت والدها؟؟." ثم اكمل قائلاً "هل ستبقي الفتاة التي كانت سبب في تدمير ماضيك وطفولتك تحت رحمتك ورعايتك يا كين؟؟" اتسعت عينان كين اندهاشاً وهو لا يعلم عن ماذا يتحدث يوشيدا هذا....كين بحدة "لماذا تتحدث بالالغاز؟؟ ما الذي يعلمه الجميع ولا أعلمه انا أو حتى ليندا لا تعلم شيئاً...." كانت ساندي وليندا تنزلان السلالم...الا ان توقفت لين عن السير عندما سمعت ذلك الصوت الذي تردد في اذنها....اتسعت عيناها قائلة "انه...انه صوت كين يا ساندي...." لتسرعا بعدها الى مصدر الصوت.....ركضت لين الى حيث كان يوشيدا يقف.....نظرت الى اسفل السلالم حيث كان كين واقفاً....اتسعت ابتسامتها فرحاً برؤيته....هتفت قائلة "كين...." ابتسم كين برؤيتها وقد بدت معالم الارتياح على وجهه....قال بصوت منخفض "انها بخير...." امسك يوشيدا بـ ليندا و وجهها نحو كين قائلا "هل تريدها يا كين؟؟" ادارت لين برأسها الى يوشيدا قائلة بخوف "لماذا يا سيد يوشيدا؟؟ لما تفعل هذا؟؟" كين بغضب "دعها تذهب...." ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه...مسك ليندا من ساعديها بقوة وقال "خذها اذاً...." وقام بدفعها بكل قوته عن اعلى تلك السلالم......
صرخت ساندي قائلة "لااااا....ابــــي" اغمضت لين عينيها بخوف......صرخ كين قائلا "ليندا...." فتح كلتا ذراعيه حتى يلتقطها.....امسكها بقوة محوطاً ذراعيه حول جسدها ليسقطا بعدها هما الاثنان عن تلك الدرجات ليستقرا على الارض....ليندا فوق كين الذي كان ممسكاً بها من غير حراك.....
خيم الصمت على المكان....معالم الاندهاش مرتسمةً على وجه ساندي التي فتحت فمها من غير تصديق....ويليام الذي اسرع باتجاههم بقلق وخوف.....ليندا التي كانت متشبثةً بقميص كين بقوة....صوت ضربات قلبه المتسارعة.....لين بنفسها "ما الذي حدث؟؟...." شدة قبضة يدها وهي ممسكة بقميصه قالت بنفسها "يا الهي....كين" فتحت عينيها بسرعة ونهضت عنه قائلة بخوف "كين...هل أنت بخير...كين" امسكت وجهه بكلتا يديها وانهمرت الدموع من عينيها لتستقر على وجهه...."افتح عينيك يا كين....هيا استيقظ..." فتح كين عينه اليمنى بصعوبة وهو يتألم....امسك بيد ليندا قائلاً بابتسامة "أنتِ بخير؟؟" اومئت لين برأسها ايجاباً والدموع لا تزال منهمرة من عينيها الزرقاوتان....
نهض كين عن الارض وهو يتألم.... رمق يوشيدا بنظرة حادة ليمسك بعدها بيد ليندا حاثاً اياها على السير معه من غير ان يتفوه بأي كلمة على ما فعله يوشيدا....سارت لين ورائه بصمت التفتت برأسها الى ساندي و ويليام حيث كانا يقفان وهما غير مدركان ما حدث للتو....همست لين قائلة "وداعاً....." اتجه كين ومعه ليندا خارج القصر ليركبا بالسيارة وانطلق بها مبتعداً عن ذلك المكان........ ساندي بغضب "لماذا فعلت ذلك يا أبي....لماذا؟؟" لتجهش بعدها بالبكاء....
وقف ويليام بجانب شقيقته وأمسك بها قائلا بحزن "كان ملجئها الوحيد والاخير بهذا العالم هو نحن يا أبي...انا لا أجد اي تفسير على فعلتك هذه..." ليبدأ بعدها بالسير وهو ممسك بشقيقته.....
التفت يوشيدا الى اسفل السلالم حيث وقع كين وليندا.....ارتسمت ابتسامة حزينة على معالم وجهه ليقول "ستكونين بخير وانتِ برفقته....حتى لو أخبرت اليساندرو عن مكانك...انا واثق من ان كين سيحميكِ منه...." كان كين يقود سيارته بسرعة والصمت سيد الموقف بينه وبين ليندا.....ليندا كانت منزلة رأسها وخصلات شعرها الذهبية قد غطت وجهها.....أوقف كين السيارة فجأة لينزل منها واتجه نحو ليندا ليفتح الباب عليها وأخرجها من السيارة.....نظرت لين له باستغراب...خطى كين بضع خطوات ذهاباً واياباً....تارةً يقترب منها وتارةً يبتعد عنها.... وكانت لين تتابعه بنظراتها ببعض من القلق الا ان وقف كين امامها مباشرةً قائلا بغضب "لماذا خرجتي من غير اعلامي؟؟ ما الذي جعلك تتصرفين هكذا يا ليندا؟؟" انزلت لين رأسها من غير ان تتفوه بكلمة.....وضع كين يديه على كتفيها وهزها بقوة قائلا "بماذا كنتِ تفكرين يا ليندا؟؟ كنت قلقاً جداً....بحثت عنكِ في كل مكان....لولا اتصال ويليام لما علمت اين انتِ....ماذا لو وقعتي بأيدي رجال سيئين...ماذا كان سيحصل وقتها..؟؟" انهمرت الدموع من عينيها....غطت وجهها بيديها قائلة "أنا اسفة....أسفة...." ابعد كين يديها عن وجهها وامسك بذقنها....رفع رأسها حتى تلاقت نظراته الغاضبة مع عينيها التي أمتلئت بالدموع وقال "وهل سينفع الآسف والندم ان حصل لكِ مكروه....أخبريني يا ليندا..." اكتفت لين بالصمت والبكاء....فلم تجد ما تقوله لانه كان محقاً وكانت تعلم انها أخطأت كثيراً....وكان معه كل الحق بأن يغضب منها ومن تصرفاتها.....
حل الصمت بينهم....ولا تزال ليندا تبكي اما كين فقد اكتفى بالتحديق بها..... بدء المطر بالتساقط والبرق أضاء المكان ليشتد هطول المطر بعدها... مسح كين دموع ليندا التي اختلطت بالمطر المتساقط من السماء حدق بها قليلاً ثم قال "لا تفعلي ذلك بي مجدداً يا ليندا....." ثم ضمها الى صدره ومسح على رأسها بحنان.......
وفي مكان أخر.....حيث كانت ليليان تقف امام النافذة وتنظر باتجاه بوابة القصر بقلق..... "الم تنامي بعد؟؟" التفتت ليليان ورائها وابتسمت قائلة "وانتِ لا تزالين مستيقظة....!!" اقتربت جودي من النافذة وقالت بملل "لقد تأخرا....اليس كذلك؟؟" اومئت ليليان برأسها وقالت "اتمنى ان يكون آرثر بخير....." التفتت جودي الى السماء وقالت "انها تمطر بغزارة....." ثم التفتت الى الاسفل اذ بها تلمح مارك واقفاً امام باب المنزل ... جودي باستغراب "مارك مستيقظ ايضاً....." كان مارك واقفاً امام الباب يراقب تساقط المطر من السماء....تذكر ذلك اليوم عندما قابل فيه اليساندرو....وتذكر الشبه بينه وبين آرثر وكيف علمات الاندهاش ارتسمت على وجه آرثر, اليساندرو حتى كين.....مارك بنفسه "كين وذلك الفتى يخفيان شيئاً ما عن الجميع....ترى ما هي قصة آرثر؟؟ ومن أين جاء....؟" تنهد بعدها ونظر الى ساعة يده ثم التفت الى البوابة الخارجية وقال "انها الواحدة والنصف....كين لم يعد وكذلك آرثر...." وفي المشفى تحديداً في تلك الغرفة الصغيرة حيث كان مايكل جالساً على الاريكة يقرأ كتاباً....دخلت اليكس وجلست بجانبه "واخيراً...انتهت مناوبتي لهذه الليلة.." التفتت الى مايكل وقالت "هل وجدتم ليندا؟؟" اغلق مايك الكتاب وقال "لا اعلم....." كانت ليندا تراقب الطرقات من نافذة السيارة....الظلام شديد والمطر يتساقط بغزارة والضباب يملىء المكان والشوارع خالية من الناس.....الصمت سيد المكان....وقد بدأ النعاس والتعب ينالان منها....وما هي الا لحظات حتى غطت في نوم عميق.....
اما كين فقد كان يقود السيارة ببطء شديد....اوقف السيارة امام احدى المحلات المغلقة والتفت الى لين فوجدها نائمة....مسح كين على رأسها وارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيه زادته وسامةً....رن هاتفه تلك اللحظة...اجاب قائلا "اهلا مايك...."
"هل وجدت ليندا يا كين؟؟"
"اجل انها معي...." مايكل بسعادة "حقاً؟؟ اين كانت؟؟" تنهد كين وقال "سأخبرك بكل شيء لاحقا....يجب ان اجد مكان لننام فيه...لن استطيع العودة الى البلدة الجنوبية بهذا الطقس السيء....كما انني متعب جداً...." مايك بقلق "ماذا حصل معكم؟؟ هل انتما بخير؟؟"
"لقد سقطت انا وليندا من اعلى الدرج....وكتفي الايمن يؤلمني بشدة...."
"اسمعني يا كين....يجب ان ترتاح الان ولا تقود السيارة... وفي الصباح تعال انت ولين الى المشفى...."
"حسناً...الى اللقاء" ثم اغلق كين الهاتف....
اغلق مايكل هاتفه هو الاخر واعاده الى جيبه....
اليكس بتساؤل "اذا ماذا حصل؟؟؟"
"لقد وجدها....ويبدوا انه منصاب...سيآتيان بالصباح الى هنا...." ابتسمت اليكس وقالت بارتياح "بما انها مع كين...سيكون كل شيء بخير" ابتسم مايكل هو الاخر وامسك برأس اليكس وضمها الى صدره...مرر اصابع يده بين خصلات شعرها السوداء وقال "الا تشعرين بالنعاس؟؟" اومئت اليكس برأسها وقالت بخجل "بلى...." فتحت عيناها الزرقاوتان لترى ذلك السقف الابيض فوقها....التفتت حولها....جدران وردية اللون ونافذة صغيرة غطتها ستارة زهرية زينتها مجموعة من الزخارف....رفعت جزئها العلوي ونظرت امامها حيث وجدت مدفأة و معطفها موضوع على كرسي بالقرب من تلك المدفأة وكذلك معطف اخر أسود اللون....ثم التفتت الى الجهة اليسرى....على تلك الاريكة....حيث كان كين نائماً عليها واضعاً ذراعه على رأسه فوق عينيه ويده الاخرى قد تدلت على الارض بجانب الاريكة.... لين بنفسها "هل نام هنا طوال الليل؟؟" ثم تذكرت ما حصل معها في ليلة امس وكيف عاملها يوشيدا....كيف سقطت عن السلالم هي وكين....وكيف كان كين غاضباً منها....تنهدت ليندا ونهضت عن سريرها متوجهةً الى كين... جلست على الارض بالقرب منه وحدقت به وهو نائم....وضعت رأسها على صدره واستمعت الى دقات قلبه المنتظمة وأصوات انفاسه الهادئة.....ليندا بصوت منخفض "أنا أسفة يا كين....لم أقصد ان اسبب المتاعب لك....كل ما أردته هو ان أرى صديقتي....اشتقت لهما كثيراً...لو كنت اعلم ان ذلك سيحصل لما غادرت المنزل....ارجوك سامحني...." تجمعت الدموع في عينيها لتأخذ مجراها على وجهها........
اما كين فلم يكن نائماً تلك اللحظة....ابعد ذراعه عن عينيه وحدق بالسقف بصمت وهو يستمع لبكاء ليندا على صدره....
رفعت ليندا رأسها عن صدره وأغمض كين عينيه بسرعة....مسحت دموعها ثم توجهت الى الحمام......
خرجت لين من الحمام واغلقت الباب خلفها...التفتت الى الاريكة فوجدت كين جالساً عليها...ابتسمت قائلة "صباح الخير...." ابتسم هو الاخر وقال "هل نمتي جيداً؟؟" أومئت برأسها بمعنى أجل....انزلت رأسها وقالت "لكن....انت....هل كنت مرتاحاً في نومك؟؟" نظر كين الى الاريكة...ثم وضع يده على كتفه الايمن وقال "لا بأس...اعتدت على النوم فوق الاريكة...." حدقت لين به قليلاً وابتسمت بعدها....نهض كين عن الاريكة واتجه نحو ليندا قاصداً الذهاب الى الحمام....
لين بتساؤل "هل نحن داخل احد الفنادق؟؟" اومئ كين برأسه بمعنى أجل ثم قالت ليندا "ولماذا لم تحجز غرفة بسريرين؟؟" نظر كين لها...وحدق بعينيها الزرقاوتان قليلاً ثم قال بمزاح "كانت لدي رغبة قوية في مشاركة السرير معك...ولكنك لم تفسحي المجال لي وانتِ نائمة...." واختتم كلامه بابتسامة ساحرة جعلت ليندا تغوص بها.....احمر وجهها خجلاً وقالت بتجهم "كاذب..." اطلق كين ضحكة جميلة ثم قال "لم أجد الا هذه الغرفة وكنت مضطراً لأخذها بسبب حالة الطقس السيئة...." ثم توجه الى الحمام...وقف امام الباب وادار برأسه الى ليندا قائلا بخبث "سأذهب للأستحمام...هل تشاركيني؟؟" انفجرت ليندا خجلاً عقدت حاجبيها قائلة بغضب مضحك "مجنوووووون...." ضحك كين عليها ثم دخل الى الحمام وأغلق الباب ورائه.....
وبعد مرور عدة ساعات...في ذلك المشفى تحديداً داخل تلك الغرفة حيث كان كين جالساً على السرير ولم يكن مرتدياً قميصه وكان مايكل يلف الضماد حول كتفه الايمن.....
كين بألم "مايكل...هذا مؤلم جداً...ارحمني يا رجل" مايكل وهو يلف الضماد متعمداً ان يؤلم كين "تحمل هذا الالم....ليندا لم تشتكي كما تفعل انت...." وعندما انتهى قام بضرب كين بقوة على كتفه قائلا "انتهيت...." صرخ كين متألماً "احمق...." اما مايكل فقد اكتفى بالضحك.....دخلت اليكس تلك اللحظة ومعها ليندا.....التفت مايكل لها وقال "اذاً؟؟" تحدثت اليكس "لم تظهر صور الاشعة اي شيء....انها بخير" ليندا: "اخبرتكم انني بخير ولا أشعر بأي ألم...." توجه مايكل لها قائلا "هذا من أجل الاطمئنان...لم يمضي زمناً طويلاً على شفائك...والسقوط عن الدرج سيكون كفيلاً بجعل عظام صدرك ان تنكسر مرة أخرى..." ربت على رأسها وابتسم بعدها قائلا "من الجيد انكِ وقعتي فوق كين....لقد تلقى الضربة بالكامل..." التفتت ليندا الى كين الذي كان يضع يده على كتفه ويبدو عليه الانزعاج....أستأذن كلا من مايكل واليكس وخرجا من الغرفة....نهض كين عن السرير وأرتدى قميصه قائلا "لنغادر من هنا...." ليندا بحزن "انا أسفة....كل هذا حدث بسببي أنا...." نظر كين لها وقال "هيا هيا بدلي ثيابك لنعد الى المنزل...." وبعد فترة من الزمن وصل كين برفقة ليندا الى القصر..... وفي احدى غرف الجلوس حيث كان الجميع هناك.....
مارك بتساؤل "أين اختفيتما فجأة؟؟" انزلت لين رأسها ولم تعرف بماذا تجيب....اما كين فقد قال "لقد قضينا ليلة أمس في الفندق...لم نستطع العودة بسبب حالة الطقس...." تبادل الجميع النظرات باستغراب.....جيت بتساؤل "اين كان آرثر طوال الوقت؟؟" التفتت لين له وقالت بارتباك "لقد كنت عند صديقي...." ضيق مارك فتحت عينيه وجال بنظره بين كين وليندا محدثاً نفسه "هنالك شيء غريب يحدث بينهما...." كين بانزعاج "وما شأنكم انتم؟؟ منذ متى تحققون معي عندما أخرج من هنا؟؟" نهض بعدها متوجها الى الخارج.....
وفي مكان أخر....في تلك الغرفة....حيث كان يوشيدا جالساً وراء مكتبه....حمل سماعة الهاتف بتردد....ليضغط بعدها على عدة أرقام.....
رن الهاتف ليجيب اليساندرو قائلا "أجل....من معي؟؟" صمت قليلاً ليستمع الى الطرف الاخر....ارتسمت ابتسامة على شفتيه ليقول بعدها "شكراً لك عزيزي....لا تقلق ستكون عائلتك بخير....." اغلق هاتفه ليطلق بعدها ضحكةً ملئت أرجاء المكان ليتحدث موجهاً حديثه الى مجموعة من الخدم "فلتجهزوا لأكبر حفل تعارفي في هذه المنطقة...." مرت عدة أيام على ذلك اليوم....اخبر كين مايكل عما حدث معه وكيف تصرف يوشيدا و ذلك الكلام الغريب الذي تفوه به.... وبدأ كتف كين بالتعافي تدريجياً ولم يعد يشعر بالالم .....
وفي احد الايام.....بعد ان تناول الجميع الفطور توجه كلاً منهم الى عمله....اما ليندا فقد كانت واقفة بالقرب من النافذة تنظر الى حديقة القصر....فتحت النافذة ليهب الهواء البارد مداعباً شعرها الاسود...تذكرت ليندا ما حدث معها قبل ايام....تساؤلات تراودت الى ذهنها....لماذا تصرف يوشيدا معها هكذا؟؟ ما الذي فعلته حتى يظهر كل ذلك الحقد لها؟؟....كانت لين شاردة الذهن وهي تحدق بالفراغ .... "ما الذي تفعلينه؟؟" انتفضت ليندا ذعراً من صوت كين....ادارت برأسها الى الخلف وقالت "هذا أنت...!!! لقد افزعتني...." اقترب كين من النافذة وقام بأغلاقها قائلا "الطقس بارد...ستصابين بالبرد هكذا....." جلست ليندا على الاريكة وجلس كين بجانبها....حدق كين بها....اما ليندا قالت بتساؤل "ما الامر؟؟ لما تنظر لي هكذا؟؟" اشاح كين بوجهه بعيدا وقال بخجل "لا....لا شيء" طرق أحدهم الباب ودخل قائلا "سيدي هنالك زائر...." تبادل كلا من كين وليندا النظرات ثم التفت كين الى ذلك الرجل وقال "أحضره الى هنا...." وما هي الا لحظات قليلة حتى دخل ذلك الرجل من الباب....بشعره الاسود وعيناه الزرقاوتان وبابتسامته اللتي زادته وسامة.... ذلك الرجل الذي جعل قلب ليندا يخفق بشدة...جعلها ترتبك....
اليساندرو بابتسامته الجميلة "مرحبا يا سيد كين...." بادله كين الابتسامة وقال "اهلاً بك....تفضل" جلس اليساندرو على الاريكة المقابلة لمكان جلوس كين وليندا....نظر اليساندرو الى ليندا فابتسم وقال "لقد تقابلنا من قبل ولكن لم أعرف اسمك...." اجبرت ليندا نفسها على الابتسام وقالت "انا آرثر...." اليساندرو بهدوء وهو لا يزال مبتسماً "اسمٌ جميل....." انزلت ليندا رأسها...وضعت يدها على صدرها محدثة نفسها "يا الهي....قلبي لا يتوقف عن الخفقان بشدة...." حدق اليساندرو بها قليلاً وارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتيه ليتذكر كلام يوشيدا القائل "ليندا....برفقة كين....الثعبان الاسود" ....اليساندرو بنفسه "انها هي....سأبرهن لـ جورج عن صحة كلامي... بعد ايام قليلة سينكشف كل شيء...." نظر كين الى اليساندرو الذي كان محدقاً بـ ليندا وعلى فمه ابتسامة لم يفهم معناها....ثم التفت الى ليندا ليعود بنظره الى اليساندرو قائلا "ما سر هذه الزيارة؟؟" التفت اليساندرو له وقال "جئت لكي أخبرك أنني سأقيم حفل صغير في قصري المتواضع....فأتمنى ان تآتي وتشاركنا يا سيد كين...." كين ببرود "هذا لطفٌ منك أن تأتي إلي شخصياً وتدعوني الى حفلتك....." بقي اليساندرو صامتاً ولم يعقب على كلامه بل أكتفى بابتسامة صغيرة....أكمل كين قائلا "ومتى ستكون؟؟"
"في نهاية الاسبوع...عند الساعة الثامنة" التفت الى ليندا ثم الى كين وقال "اتمنى أن تقبل دعوتي يا سيد كين....انه لشرفٌ لي ان يكون الثعبان ضيفاً لدي..." بقي كين صامتاً....التفت اليساندرو الى ليندا وابتسم قائلا "ويمكنك أن تأتي انت أيضاً يا آرثر...." ابتسمت لين قائلة "شرفٌ لي أن أحضر حفلتك يا سيد...ولكن...." التفتت الى كين الذي نظر هو بدوره لها لتكمل قائلة "طبعاً من بعد إذن القائد...." ارتسمت ابتسامة على شفتي كين كسرت ذلك البرود الذي اعتلى معالم وجهه ثم نظر الى اليساندرو وقال "سنراك اذاً في ذلك الحفل....." وقف اليساندرو وقال بامتنان "شكراً لقبولك دعوتي...." ثم نظر الى ليندا ليقول مؤكداً "اتمنى ان اراك انت ايضاً....." واتجه بعدها نحو الباب قاصداً الخروج محدثاً نفسه "رائع....سيكون حفلاً جميلاً بقدومهما...سنمرح كثيراً..." ارتسمت بعدها ابتسامة خبيثة على شفتيه...
راقبه كلاً من ليندا وكين حتى توارى عن انظارهما....حدقت لين بالباب...وضيق كين فتحت عينيه قائلا "هنالك شيئاً غريب...." أومئت ليندا برأسها وقالت "يجب ان أعرف من يكون.....سنذهب الى ذلك الحفل" التفت كين لها وقال "أجل سنذهب...." ركب اليساندرو سيارته البيضاء ليقول "خذني الى القرش الازرق...." اومئ السائق برأسه "أمرك سيدي...." ......To Be Continued الاسئلة......
رأيكم بالجزء؟؟
أجمل مقطع؟؟
مقطع لم يعجبكم؟؟
ما الذي سيحصل يا ترى بذلك الحفل؟؟
توقعاتكم؟؟ |