وفي قلبي فرشت له ** فهل يدري أخي مابي
بحثت بوجهه الدامي ** لأزرع قبلة فيه
فحيرني وآلمني ** بتمثيل وتشويهِ
وفارقني بلا دمع ** وأبلغ منه ذا الصمتُ
وأكظم غضبتي حينا ** لكل تفجرٍ وقتُ
أكاد أصيح من حَزَني ** بأن فؤادي احترقا
سأصبر إن في صدري ** وان غالبتُه الرهقا
أتوكَ أخي بما ملكَتْ ** حضارتهم من القهرِ
وحين سقطتَ لم يجدوا ** رصاص الغدر في الظهرِ
فأنت الصامد البطلُ ** وأنت بدربنا مثلُ
ثبت لهم ولم تهزم ** وحاشا يهزم الجبلُ
وحيدا قاتل الاعدا ** ورد جموعهم ردا
ثلاث قذائفَ انفجرت ** ومافتت له عضدا
ومن أوكارهم خرجت ** رصاصات بها الوهنُ
ولكن كل مخلوق ** بيوم الموت مرتهنُ
فلم يسمع له صوتُ ** يقول بأنني متُّ
ولكن صاح في فرحٍ ** بإحداهن قد فزتُ
فواعجبا لمن يقضي ** يظل سلاحه معه
ويأبى أن يفارقه ** ويخشى أن يودعه
فويل للعلوج الحمر ** من غضبي ومن ثاري
سأحصدهم بمنجلهم ** وأقذفهم إلى النار
وإسألهم إذا ضجّت ** رعود الحق من أقوى
ومَن طلقاته ارتجفت ** ومَن طلاقاته نشوى
فياعبّاد أكتوبر ** لقانا في ثرى لوجرْ
صهيل الخيل في صدري ** وفي قلبي الردى زمجرْ
وباطلكم سأصرعه ** ولو وحدي سأدفعه
ولا ينجيكمُ منّي ** حديد الأرض أجمعه
سأحمل بعدك الرشاش ** زيّنه الدم القاني
وأعبر كل ميدان ** به تكبير إخواني
وحين أجيء للأقصى ** كما يوماً أخي أوصى
سأدفع عندها الرشاش ** يجعله الأمير عصا
يظل عليه متكأ ** ليعلن من ربى القدسِ
رجعنا اليوم للأقصى ** فهبوا نحو أندلسِ