البارت الرابع والأربعون
كل ما كان يشغل أذنها هو صوت محرك السيارة الهادئ واليد التي تبعد خصلات شعرها عن وجهها بين الحين والأخر فحاولت قدر المستطاع ان تتذكر ما حدث لها في الليلة الماضية وتذكرت بأنها تركت كايبا في المستشفى لذا وضعت رأسها على المسندة بين السائق والراكب لتنام..فتحت عيناها بثقل فأحست بأبتعاد اليد التي كانت تمسح على شعرها لذا رفعت رأسها ورأت كايبا يقود السيارة
انجل بصوت مبحوح:مرحباً
كايبا ببرود:اهلاً
رفعت رأسها بثقل وجلست باعتدال في مكانها وهي تنظر للخارج فرأت أن الشمس على شرفات الشروق
انجل ببعض النعاس:كم الساعة؟
كايبا:متأخر بما يكفي على عودتك للمنزل
انجل بأستغراب:ماذا؟
كايبا:لما لم تذهبي للبيت كما قلت لك؟
انجل بعناد:لقد قلت بأنني لن اذهب إلا معك
كايبا بهمس مسموع وغضب:طفلة عنيدة
انجل بطفولية واستياء:إضافة إلى أني لا اعرف طريق العودة للبيت
تبدلت ملامح كايبا وضحك بخفة فإبتسمت لأنها أضحكته لذا نظر إليها ورأى ابتسامتها فأعاد نظره للطريق مجدداً
كايبا:لا تتوقعي مني الأعتذار
انجل بذكاء:وهل فعلت شيئاً خاطئاً لتعتذر عليه؟
كايبا:يبدو أن حمى الليلة الماضية اثرت بك و انستك مع من تتحدثين
انجل(ها قد عدنا لنقطة الصفر وإلى غروره مجدداً..لو انني قمت بما فعلته بالأمس وتظاهرت بالتعب لعاملني بشكل افضل..لكن اظن بأن مبادئي قد تمنعني فهذا يسمى استغلال..الرحمة..في حالته يجب أن استغل كل فرصة سانحه)
قاطعها عندما لآحظ صمتها ورفع يده كي يضعها على جبينها ثم اعادها للمقود
كايبا بهدوء:تبدو حرارتك منخفضة لكن قد يكون هذا بسبب الجو
سكت ينتظر ردها لكنها لم تتكلم
كايبا:هل تحسين ببعض التعب؟
انجل ببرود:أنا بخير
انجل(سأعاملك بنفس اسلوبك البارد ولنرى إن كنت سعيداً به)
كايبا:اسمعيني..
سكت قليلاً ثم اردف:ما حصل بالأمس..
سكت مرة اخرى ومن االواضح انه متردد
كايبا:أردت فقط القول بأنه..
قاطعته انجل بدون أن تهتم لما يقول:هاقد وصلنا للمنزل
سكت بعد أن صدته بطريقتها الخاصة ودخل من البوابة الكبيرة التي فتحها الحارس ودخلوا ثم اوقف السيارة عند الباب وكانت ستنزل لكنه اوقفها فعرفت بأن لديه بعض الكلام لها عن ما فعلته بالأمس لكنها لم ترد سماعه فحاولت التهرب قدر الإمكان
انجل بأستغراب مزيف:ما الأمر؟
كايبا بجديه وهو يحدق في عيناها:في المستشفى الليلة الماضية..
بلعت انجل لعابها بأرتباك فهي تعرف بأنه جرئ وسيقول ما لديه وكأنه شعر فقام كايبا وغير كلامه بعد أن تأكد من نظرة عيناها
كايبا بحزم لكن فضحته ابتسامته التي لم يستطع كبتها:قالت الطبيبة بأنه يجب أن تتعرضي لأشعة الشمس لذا سيكون الفطور اليوم في الحديقه
أردف بعد أن قطب حاجبيه محاولاً إخفاء ابتسامته:مفهوم؟
انجل بأستغراب:حاضر
كايبا:يمكنك الذهاب
نزلت انجل وذهبت إلى غرفتها بأستغراب من ابتسامته الغريبة لكنها نست كل شئ ما أن رأت السرير المريح حتى رمت بنفسها عليه ولم تكن في حاجة لكي تبدل ثيابها فقد كانت ترتدي ثياب النوم مسبقاً
&&&&&&&&&&&&&&&&
كان يعمل على الحاسوب بأنشغال وتوقف ليريح نفسه قليلاً لكنه نظر للهاتف وفكر في أن يتصل بها لذا التقطه واتصل بها لكنها لم ترد لذا عاد للأتصال مجدداً ولم ترد أيضاً
كول:فالترفعي السماعة انجل..ما الأمر؟
كول(هل من المعقول أنها تتجنبني؟..ما الذي اقوله؟..مستحيل فهي تحبني..سأذهب لبيتها و أرى ما الأمر..لكن لربما عمها سيسبب لها المشاكل برؤيتي..قد تكون خارجة لذا من المؤكد أن تعود للبيت في المساء..سأتصل في المساء إذاً)
عاد للعمل على الحاسوب وهو يفكر فيها
&&&&&&&&&&&&&&&&
استيقظت بأنزعاج فهي لم تنم إلا ثلاث ساعات فقط
انجل بنعاس وصوت مبحوح:من هناك؟
سكتت بصدمة وهي تستمع لصوتها لذا تنحنحت كي يعتدل صوتها
انجل حاولت مجدداً:من هنـ..
توقفت وهي مرتعبه:اوه لا
وضعت يدها على فمها لكي لا تسمع صوتها الغريب والشبيه بصوت الصبيان
انجل(وكأن هذا ما ينقصني..كيف سأبلغ زملائي عن أي مشكلة بهذا الصوت؟..سيكون الأمر محرجاً جداً)
عاد طرق الباب الخافت مجدداً فأستقامت انجل وفتحت الباب فرأت امامها خادمة صغيرة في السن لكنها انحنت فوراً بأرتباك ما أن رأت انجل
الخادمة:"عذراً لإيقاضك يا آنسة"
انجل:"لا بأس"
استغربت الخادمة ونظرت لانجل انكاراً لصوتها
انجل بأحراج:"احم احم..ما الأمر؟"
الخادمة بأحترام:"السيد كايبا ارسلني لطلبك"
انجل:"الآن؟"
الخادمة:"اجل"
انجل:"غريب..على العموم أنا قادمة"
انحنت الخادمة وذهبت فأقفلت انجل الباب وذهبت لتبدل ثيابها بأستغراب لأنه لم يمض سوى ثلاث ساعات على عودتهم..ارتدت تيشيرت واسع طويل الأكمام بقبعة وجينز مع حذاء رياضي ثم خرجت واتجهت للأسفل فرأت احد الخدم
انجل:"عفواً"
نظر إليها بأستغراب من صوتها لكنه وقف بأحترام أمامها
الخادم:"اجل يا آنستي"
انجل(ما الذي يجب أن افعل بصوتي؟)
انجل:"اين كايبا؟"
الخادم:"السيد كايبا يتناول الفطور في الحديقة"
تذكرت انجل بأنه اخبرها بأمر الفطور في الحديقه
انجل:"شكراً"
ذهب الخادم ومشت انجل للباب الأمامي وخرجت منه فرأت بأن الجو معتدل والسماء غائمة بعض الشئ لذا مشت في الحديقه حتى رأت انجل الحصان وكايبا واقف أمامه
انجل(يبدو بأنه اعجب بانجل..لربما سيساعدني ذلك في اقناعه بأخذه معنا..هو بالتأكيد لن يتركه هنا)
مشت بأتجاهه لكنه التفت إليها عندما سمع تكسر بعض قشات العشب فتوقفت بمكانها
كايبا بأبتسامه:صباح الخير
انجل بأستغراب وهمس:صباح النور
مشى متجهاً لطاولة الأفطار
كايبا:تعالي لتتناولي الفطور
انجل(تعامله ليس سيئاً إطلاقاً..لابد بأن هناك سر وراء إبتسامته الغريبة هذه..انا متأكدة بأنها بضع دقائق وسيعود كما كان..لكن لما لا استغل تغيره هذا لصالحي..لا..هذا يخالف جميع مبادئي..أنا لن استغل مرضي لأشياء كهذه..لكن إن لم افعل ذلك الآن فلن تأتيني الفرصة لآحقاً)
تقدم خادم بأحترام ومد الصحيفة لكايبا على طبق مزين فأخذها كايبا وبدأ بقراءة العناوين الرئيسية لكنه شخص بصره في موضوع متصدر الصفحة مما جعل انجل تنتبه له لذا انزلت قطعة الخبر التي بيدها وحاولت أن تقرأ العنوان الذي شد كايبا عندما قلب الصفحة فصدمت لأنها رأت صورة كايبا وهو خارج من المستشفى وحوله الكثير من الحراس الشخصيين لكنه طوى الصحيفة ووضعها على الطاولة ما إن رأى نظراتها
كايبا بغموض:لا تهتمي بالأمر
انجل بأستغراب(لا اهتم بالامر..ما الذي يعنيه؟..علي أن اكتشف)
انجل:هل يمكنك مناولتي الصحيفة لو سمحت؟
كايبا بأستغراب وحدة:لما؟!
انجل:أريد معرفة آخر اخبار سوق الأسهم
كايبا بعدم اقتناع:الإيطالي؟!
هزت انجل رأسها بالإيجاب
كايبا يغير الموضوع:ما الذي حصل لصوتك؟
انجل بأحراج:ما الذي يبدو بأنه حصل؟..إنه مبحوح
لم يستطع كايبا منع نفسه عن الضحك فإمتلأت أوراق الشجر المتطايره بصدى صوت ضحكته
انجل بأستياء وهمس:ليس هناك ما يثير الضحك
ضحك مجدداً اكثر من السابق فإستقامت بغضب لتذهب لكنه امسك بيدها وهو يضحك
انجل بغضب:توقف عن الضحك
بالكاد استطاع السكوت ومسح فمه لكي يبعد الأبتسامه لكن لا فائدة
كايبا بأبتسامة:لم اقصد ذلك
انجل:اتضحك علي لأنني مريضة؟
كايبا:اطلاقاً لكن الأمر بدآ مضحكاً خاصة انت تمتلكين مظهر انثى كاملة لكن صوت..
سكت بعد أن رأى علامات الغضب على وجهها
أردف:صوت كناري
انجل بحدة:كناري انثى أم ذكر
كايبا:لأكون صريحاً معك..لا يوجد انثى كناري بهذا الصوت
التفتت بغضب ومشت خطوتين فأمسك بها
كايبا بأبتسامة:اهدئي..ما بك غاضبة اليوم؟
انجل بتعب:انت تسخر من صوتي وأنا مريضة فماذا تتوقع بأن تكون ردة فعلي؟
كايبا:استقبال الأمر بصدر رحب..فلست أول من يضيع صوتها
انجل:ما سبب مزاجك المعتدل اليوم؟
كايبا بجديه:وهل تحبين مزاجي المتعكر؟
انجل:لا لكن لا احب سخريتك ايضاً
عادت ابتسامته المتأملة مجدداً ثم سحبها من قبعتها
كايبا:تعالي للأفطار
انجل بأنزعاج:هيه توقف
تركها وربت على رأسها بخفة
كايبا بنبرة غريبة وجميلة:صوتك جميل فلا تهتمي
رسمت الكثير من علامات الأستفهام على وجهها مغطية تورد وجنتيها وهي تنظر إليه يتجه للجلوس على الطاولة
كايبا:تعالي واجلسي
مشت انجل وجلست على الطاولة وشرعا في الأكل حتى توقفت انجل ونظرت لانجل الحصان بتأمل
كايبا:انتي لا تنوين ركوبه
انجل:لربما
كايبا بجديه:اسمعيني جيداً..لا اريدك أن تقتربي منه في غيابي أبداً..مفهوم؟
انجل:لقد كنت افكر في انه بحاجة لحمام فيبدو بأنه لم يستحم منذ فترة طويله
كايبا:انا متأكد بأن مطر البارحة كان حماماً منعشاً له
ضحكت انجل بلطف:هذا لا يكفي فهو يجب أن يغسل بالصابون
كايبا:افعلي ذلك الآن بما أنني موجود لأنني سأذهب للمدينة بعد قليل
انجل وقد تذكرت:لقد نسيت..من المفترض أن اذهب قبل ساعتين
كايبا:ليس اليوم فهو إجازة لك..ثم انظري لصوتك..لن يكون لكي فائدة
انجل بأستياء:لكنني ما زلت اعمل هناك
كايبا:بما انكي ملتزمة بالعمل هكذا فتعالي في العصر
انجل:جيد فهذا سيعطيني الوقت الكافي كي اتفرغ لانجل
كايبا بغموض:قلت بأنني لا اريد أن تقتربي منه في غيابي
انجل:لما؟!
كايبا:بدون سبب
انجل:هو حصاني ولن يؤذيني
كايبا:هذا لم يحصل في المرة السابقة
انجل:في ذلك اليوم افزعته الألعاب النارية ولم يعرف ما الذي فعله
كايبا بهدوء:لا تقتربي منه في غيابي وهذا شرطي الوحيد لبقائه
انجل بأستسلام:حسناً
كايبا:إذا تعلق الامر بغسله فسيقوم الخدم بذلك
انجل:افضل فعل ذلك بنفسي فهو لا يحب الغرباء
استقامت ومشت لتدخل المنزل لكن كايبا اوقفها
كايبا:إلى أين؟
انجل:سأذهب لجلب شامبو
كايبا:لا حاجة
رفع يده فأسرع الخادم له
الخادم:"اجل سيدي"
كايبا:"اجلب مستلزمات غسل الحصان للآنسة"
الخادم:"حاضر سيدي"
ذهب الخادم واتجهت هي للسور وحاولت أن تفتح الباب لكنه كان معقداً فأقترب منها انجل لذا ابتسمت له
انجل:من الجيد أنك صرت تعرفني لكن لنأمل أنك لا تستنكر صوتي
حاولت جاهدة بأن تفتح باب السياج لكنه لم يفتح لذا مُدت يد أخرى وسحبت الباب بقوة ليفتح فرفعت رأسها له
انجل:شكراً
كايبا:على الرحب
دخلت السياج و استقبلها الحصان بأن دفع رأسها بفمه
انجل بسعاده:هيه..رويدك
فركت رقبته وخللت شعره بيدها
انجل:انت حقاً بحاجة لتقصير شعرك فهو طويل جداً
كايبا بهدوء:ما الذي قد يجعل انساناً يحب حيوان إلى درجة أنه قد غدر به سابقاً ومع ذلك هو يثق به؟
انزلت رأسها بحزن ثم رفعته ونظرت لانجل
انجل بتأمل وبدون النظر لكايبا:الأمر لا يتعلق بأنسان أو حيوان أو جماد..إنه يتعلق بمن بقي معك ولم يتركك رغم كل شئ..لذا انت لا تتركه فقط من اجل شئ واحد خارج عن سيطرته
كايبا بغموض:إذاً انتي تمتلكين صفة العفو
انجل:نوعاً ما
اتى الخادم ومعه وعاء به شامبو وثلاث فرش مختلفة الاحجام
انجل:"فالتجلب مقصاً لو سمحت"
الخادم:"حاضر يا آنسة"
ذهب الخادم وأخذ كايبا الوعاء وأدخله على انجل فرفعت كميها وأخذت الفرشاة وسحبت خرطوم الماء ثم فتحته ورشت به الحصان لكنه ابتعد فكان كايبا في وجه الماء لذا اقفلت الماء بسرعة |