في البارت السابق...... ليندا بغضب "دعني اذهب يا كين...."
افلت كين يدها وقام بدفعها الى الامام وقال "هل فقدتِ عقلك يا لين.....انه اقوى منك لن تقدري على مواجهته...."
التفتت لين اليه وقالت "هذا لا يهم...يجب ان يموت...سأنتقم لهم....انه مجرم"
كين ببعض من الغضب "لن أسمح لكِ ابداً....سيقتلك بضربة واحدة ايتها الحمقاء..."
ليندا والدموع بعينيها "لا يهمني ذلك...كل ما اريده هو الانتقام...."
ثم حاولت ليندا الخروج من تلك الغرفة الا ان كين امسك بيدها بقوة وسحبها باتجاه الحائط وقال "الهجوم هكذا من غير تخطيط مسبق سيؤدي الى موتك ايتها الغبية...."
ضيقت ليندا فتحة عينيها وقالت "انها فرصتي....لا اعلم ان كنت سأقابله مرة اخرى....دعني اذهب...." لتحاول بعدها الافلات من بين يديه ولكنها لم تفلح....
امسك كين بكلتا يديها وثبتها على الحائط وقال "أخبرتك من قبل انني سأساعدك....الان اعرف شكله سنجمع المعلومات عنه وبعدها...."
قاطعته ليندا قائلة "ان كنت سأنتظر معلوماتك هذه فلا بد انه سيقتل اشخاص اخرين....سيموت اناس ابرياء ان لم اقتله الان....سيعاني كثير من الابرياء بسببه...."
حدق كين بها.....وبعد ان رآى عنادها هذا واصرارها على الانتقام....تنهد ثم ترك يديها وتراجع للخلف بضع خطوات....نظر اليها وفتح ذراعيه على مصرعيهما وقال "أن كنتِ تريدين قتله حقاً...يجب عليكي ان تتجاوزيني اولاً...."
نظرت له ليندا باندهاش....ثم قال كين "يجب ان تقتليني اولاً كي تقتليه....ان لم تستطيعي تجاوزي فلن تقدري على قتله...."
شدة ليندا على قبضة يدها التي كانت تحمل بها الخنجر....ضيقت فتحة عينيها....كل ما كانت تراه امامها هو ذلك المجرم....كان همها الوحيد هو الانتقام لعائلتها...الانتقام ممن كان سبباً في حزنها والمها...ركضت باتجاه كين موجهةً خنجرها نحو صدره بهدف قتله...... البارت التاسع والعشرون..................
(الجزء الاول)
شدة على قبضة يدها لتركض باتجاهه موجهةً ذلك الخنجر نحو صدره....هجمت عليه موجهةً نصل خنجرها الحاد اليه بقوة... لكن كين امسك بنصل الخنجر ورفع يدها للأعلى وأمسك بيده الاخرى بذقنها...رفع برأسها حتى تلاقت انظارهما....قال بغضب "لن تذهبي الى هناك الا على جثتي....."
حاولت ليندا سحب الخنجر من يده....الا انه شد قبضة يده على نصله الحاد حتى جرحت يده.....سال الدم من يده ليلوث يدها بدمه الاحمر....
تجمعت الدموع بعينيها....لا يزال الحقد والكراهية يسيطران على تفكيرها....على قلبها..... قالت بغضب والدموع بعينيها "دعني يا كين....لا تقف بطريقي...." حاولت سحب خنجرها مرة اخرى لكن لا جدوى من محاولاتها....وكيف لا وهو اشد قوة منها ومن جسدها الضعيف.... قامت بضربه على قدمه على امل ان تنجح بالافلات منه.... شعر كين بالغضب الشديد....سحب الخنجر من يدها بقوة ورماه على الارض بعيداً عنها ليوجه بعد ذلك صفعة قوية على وجهها.......لربما تكون تلك الصفعة التي تلقتها منه سبيلاً لاستيقاظها مما هي عليه......انزلت برأسها للأسفل وغطت خصلات شعرها السوداء المستعارة وجهها....حل الصمت بينهما....جثت ليندا على ركبتيها وقالت "لقد قتلهم امام عيني ولم أستطع فعل شيء....كنت ضعيفة....ولا أزال ضعيفة....و سأبقى ضعيفة....لن أقدر على قتله أبداً...." انهمرت الدموع من عينيها لتأخذ مجراها على وجنتيها..... جلس كين امامها و وضع يده على كتفها وقال "ليندا....أخبرتك بأنني سأساعدك...وانا لا أزال عند كلامي يا لين...."
رفعت ليندا برأسها ونظرت الى كين....وضعت يدها على فمها لتجهش بالبكاء.... بكاء مؤلم ومرير ولربما بكت الجدران على بكائها....امسك كين برأسها وضمها الى صدره....
تحدثت ليندا وسط دموعها "لماذا....لماذا حدث ذلك....لماذا قتلهم....لما تركوني وحيدة....لماذا يا كين؟؟"
مسح كين على رأسها بحزن وقال "هيا توقفي يا لين عن هذا....لا تبكي....قلبي يتألم في كل مرة أراكِ بها حزينة...ارجوكِ توقفي عن البكاء...."
اما في الخارج....بالقرب من باب تلك الغرفة....حيث كان دانتي يقف....أشار بيده لذلك الرجل الذي يقف خلفه ليذهب من عنده....أتكأ دانتي على الحائط وهو يستمع لصوت بكاء ليندا....شد على قبضة يده ليذهب هو الاخر.....
اما في الخارج حيث كان اليساندرو واقفاً بجانب ذلك الرجل صاحب الشعر الاحمر....تحدث بلاك قائلا "لماذا طلبت مني الحضور بوقت متأخر يا هذا؟؟"
ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه وقال "للمرح لا أكثر...." نظر له بلاك باستغراب ولم يفهم شيئاً....ارتشف اليساندرو من كأسه وقال "اتعلم ان ابنة الكسندر هنا...!!"
ارتبك بلاك من كلامه ولكنه قال مدعياً النسيان "من تقصد؟؟"
نظر له اليساندرو من طرف عينه وقال "شخصٌ أحمق بلا عقل....."
ثم ابتعد عنه تاركاً بلاك غاضباً من تعليقه....تلفت بلاك حوله محدثاً نفسه "اين تلك الفتاة؟؟ يجب ان أقتلها حتى لا تفضح امري....وسأهرب بعدها من هنا....لن أستمع لكلام هذا الكونت....!!"
اما عند أماندا وجورج حيث كانا يتبادلان أطراف الحديث....
اماندا بأندهاش "كنت أعتقد أنك أحد المدعوين الى هنا....."
ابتسم جورج قائلا "لا لا أنا أسكن بهذا القصرر برفقة الكونت....."
اماندا بتساؤل "وهل أنتما من أصول فرنسية؟؟"
أومئ جورج برأسه بمعنى أجل....جالت أماندا بنظرها بين الحضور وقالت "اذا انت تعرف جميع المدعوين هنا...."
"أجل تقريباً....."
أشارت أماندا بأصبعها الى أحد الحضور وقالت "من هذا الشخص؟؟"
"انه احد رجال الاعمال....."
"وذلك الشخص؟؟"
كانت أماندا تسأله عن الحضور وجورج يجيبها بسهولة....ثم التفتت الى ذلك الرجل الضخم صاحب الشعر الاحمر وقالت "وهذا؟؟"
التفت جورج له وقال "انه بلاك جون...."
وأشارت أماندا بأصبعها الى نفسها وقالت "وأنا؟؟"
ابتسم جورج قائلا "أماندا من الثعبان الاسود...."
ابتسمت اماندا ثم قالت "هذا جيد...انت تعرف الجميع هنا...مع انك لست من سكان منطقتنا...."
جورج بغرور "بالطبع أعرف كل شيء...فأنا جورج..." ثم ضحك كلاهما...
"يبدو انكما مستمتعان بوقتكما....."
التفت كلا من اماندا وجورج نحو القائل....جورج بابتسامة "اجل...هذا صحيح..."
اماندا بابتسامة "شكرا على دعوتك لنا يا سيد...انه حفل رائع..."
ابتسم اليساندرو ثم التفت الى جورج ليتكلم معه باللغة الفرنسية....وتحدث جورج معه بنفس اللغة....اما اماندا فحدقت بهما باستغراب....اماندا بنفسها "عن ماذا يتكلمان؟؟ هل يتحدثان بالفرنسية؟؟"
تحدث جورج قائلا "حسنا...حسناً....لقد فزت هذه المرة يا اليساندرو..." ثم التفت الى اماندا وقال "ارجو المعذرة يجب ان اذهب الان...." ثم امسك بيدها وقبلها قائلا "سررت بالتحدث معك...." ليذهب بعد ذلك هو و الكونت....
في تلك اللحظة جاء مارك وليليان.....
مارك بابتسامة "مرحبا اماندا..."
بادلته اماندا الابتسامة "اهلا بكما...."
اندهش كلا من ليليان ومارك من تصرف اماندا هذا....ليليان بهمس "انها المرة الاولى التي تبتسم بها...."
مارك بنفس الهمس "انتِ محقة...انها فتاة غريبة..."
تلفتت اماندا حولها ثم قالت بتساؤل "أين كين وذلك الفتى الصغير؟؟"
تبادل كلا من مارك وليليان النظرات....تحدث مارك قائلا "لا أعلم...لم أرهما منذ فترة..."
اضافت ليليان "انت محق...لم ننتبه على وجودهما..."
لنعد الى تلك الغرفة التي اضائتها بعض من الانوار الخافتة القادمة من الخارج حيث كان كين لا يزال محتضناً ليندا الى صدره....ابعدها كين عنه برفق ثم قام بمسح دموعها قائلا "هل أنتِ بخير؟؟"
بقيت ليندا صامتة من غير ان تجيبه ثم قال كين "هل تريدين العودة الى المنزل؟؟"
اومئت لين برأسها ثم قالت "أجل أرجوك...لا أريد البقاء هنا"
اومئ كين برأسه وقال "ربما سيكون ذلك أفضل لكِ...."
التفتت ليندا الى الجهة اليمنى.... بالقرب من النافذة على الارض حيث رمى كين الخنجر....وقفت وتوجهت اليه ثم انحنت لتلتقطه....حدقت به قليلاً ثم انتبهت لوجود الدماء عليه...التفتت الى يدها التي تلوثت بالدماء ثم نظرت باتجاه كين الذي كان واقفاً بالقرب منها واضعاً يده اليسرى بجيب معطفه...اقتربت منه وقالت "يدك....."
نظر لها وقال بابتسامة "ما بها يدي....انا بخير..."
هزت رأسها نفياً....ثم نظرت الى الخنجر وقالت "لقد تأذيت بسببي..."
مد كين يده اليمنى وقال "انظري....انا بخير...."
نظرت لين الى يده لكنها لم تجد أثراً للدماء....ابتسم كين وقال "قلتُ لكِ...أنا بخير...." ثم بدأ بالسير باتجاه الباب قاصداً الخروج من تلك الغرفة....الا ان اوقفته ليندا عندما امسكت بذراع يده اليسرى وأخرجت يده من جيب معطفه....نظرت الى يده فوجدتها تنزف...أمتلئت عيناها بالدموع وقالت "انها تنزف...."
سحب كين يده من يدها وقال "انه جرح بسيط...كما انها لا تؤلم..."
اخرجت ليندا من جيبها منديلاً ابيض اللون ثم امسكت بيده لتقوم بلف ذلك المنديل حول كف يده....انزلت رأسها وقالت وهي لا تزال ممسكةً بيده "أنا....أسفة...."
رفع كين رأسها بيده الاخرى وقال "ليندا....قلت لكِ انا بخير..."
وفي الخارج داخل تلك القاعة الكبيرة الممتلئة بالناس....توجه دانتي الى حيث يقف اليساندرو و جورج...التفت جورج له وقال "اذاً...!!"
تحدث دانتي قائلا "انها هي....ليندا!!"
ارتسمت ابتسامة على وجه اليساندرو....اما جورج فقد كان مندهشاً...تحدث جورج "هل...هل أنت واثق؟؟"
أومئ دانتي برأسه وقال "أجل...واثق, لقد ناداها كين باسمها...انه يعرف حقيقتها..."
حل الصمت بينهم للحظات الا ان قطعه جورج قائلا "والان...ما هي الخطوة التالية؟؟"
اليساندرو بهدوء "الانتظار...!!"
حدق كلا من دانتي و جورج به باستغراب ثم تبادلا النظرات....جورج بتساؤل "الانتظار؟؟"
أومئ اليساندرو برأسه قائلا "أجل...لننتظر الى الربيع المقبل...عندما تبلغ الثامنة عشر من عمرها...." ثم التفت الى دانتي وقال "ستخبرني بكل ما حدث بينهما فيما بعد..." ليسير بعد ذلك مبتعداً عنهما.....
راقبه جورج وهو يبتعد عنهما ثم قال "ولماذا في الربيع؟؟"
"ستصبح في الثامنة العشر في منتصف الربيع القادم....وقانون العائلة لا يسلم الارث للوريث الشرعي الا عند بلوغه سن الثامنة عشر....لهذا سينتظر الكونت الى الربيع....كي ينفذ حركته القادمة..."
حدق جورج بالفراغ ثم قال "هكذا اذاً...." ثم اكمل بنفسه "في الماضي كان يخطط لكل شيء باتقان ومهارة....ولا يزال محتفظاً بمهارته وذكائه بالرغم من تقدمه بالعمر...الى أين سيؤدي بك ذكائك يا اليساندرو؟؟"
اما حيث كان أصدقائنا يقفون.....
"أخيراً وجدتكم...."
مارك بتساؤل "أين كنت يا كين؟؟"
تلفتت ليليان حول كين وقالت "اين آرثر؟؟"
تحدث كين قائلا "يجب ان نغادر حالاً...."
اماندا باستغراب "لماذا؟؟"
تلفت كين حوله فوقع نظره على ذلك الرجل المدعو بـ بلاك....ضيق فتحت عينيه وقال "أيعلم أحدكم من يكون ذلك الشخص؟؟"
التفت ثلاثتهم الى بلاك....تحدث مارك "لا...لا اعلم من يكون...!"
أماندا: "انه يدعى بـ بلاك جون..."
نظر كين لها وقال "هل أنتِ متأكدة؟؟"
أومئت أماندا برأسها بمعنى أجل....ثم تحدث كين موجهاً بكلامه الى مارك "يجب ان تعرف كل شيء متعلق به....واضح؟؟"
أومئ مارك برأسه "كما تريد يا كين...."
امام ذلك القصر الكبير حيث كانت ليندا متكأة بظهرها على سيارتهم السوداء...رفعت برأسها الى السماء السوداء اللتي غطتها بعض السحب العابرة....اغمضت عينيها لتهب الرياح مداعبةً وجهها وخصلات شعرها...انهمرت الدموع من عينيها وقالت "يا الهي....ساعدني..!!!"
"آرثر...ما بك؟؟!!"
فتحت لين عينيها ونظرت نحو القائل....كان كلا من مارك وليليان ينظرون لها باستغراب وأماندا تقف ورائهم برفقة كين....مسحت لين دموعها وهزت رأسها قائلة "لا شيء..."
تبادل كلا من مارك وليليان النظرات فيما بينهما ثم التفتا الى كين الذي كان ينظر لهما هو الاخر....تحدث كين "هيا لنذهب..."
وما هي الا لحظات قليلة حتى وصلوا الى قصرهم....توجه الاصدقاء الى الداخل حيث استقبلهما كلا من إيريك و جودي...
جودي بابتسامة "أهلا بعودتكم..."
إيريك باستغراب "هذا غريب....لما رجعتم؟؟ الوقت لا يزال مبكراً..."
تبادل كلا من ليليان ومارك وأماندا النظرات ثم التفتوا الى جودي وإيريك...شعرت جودي بان هنالك شيء غريب يحدث التفتت الى كين باحثةً عن جواب او أي شيء يوضح ما بهم....انزلت لين رأسها ثم بدأت بالسير باتجاه السلالم امام أنظار الاخرين الذين لاحظوا حزنها الشديد....تحدث إيريك "ما الذي حصل يا شباب؟؟"
اطلق كين تنهيدة كانت كفيلة بلفت أنظار الاخرين نحوه ثم قال "جودي...أحضري لي علبة الاسعاف الاولي"
جودي باستغراب "لماذا؟؟"
أخرج كين يده اليسرى من جيب معطفه حيث كان ذلك المنديل الابيض الذي لفته لين حول يده قد أمتلئ بالدماء تماماً.... تحدث الجميع بنفس الوقت "ما الذي حصل؟؟"
في تلك الغرفة المظلمة حيث كانت ليندا مستلقية على سريرها وهي تحدق بالسقف...صور من الماضي تراودت الى ذهنها....ذكريات جميلة برفقة عائلتها...أصدقائها....مدرستها....قصرهم الكبير.....وضعت ذراعها على عينيها اما يدها الاخرى وضعتها على صدرها وقالت بصوت مخنوق "أشعر بالضيق....قلبي يؤلمني!!"
لنتوجه الى تلك الغرفة حيث كان كين يجلس على الاريكة وبجانبه جودي تضع المعقم على كف يده....كين بألم "هذا مؤلم...."
مارك: "والان....ما الذي حدث هناك؟؟"
التفت كين له وقال "أتذكر ذلك الرجل صاحب الشعر الاحمر..!!"
أومئ مارك برأسه بمعنى أجل ثم اكمل كين "انه قاتل والدي آرثر...."
ارتسمت معالم الاندهاش على وجوههم جميعاً....تحدثت ليليان "يا الهي...هل قُتِلَ والديه حقاً؟"
أومئ كين برأسه ثم قال "عندما رآه آرثر فقد أعصابه....كان يريد ان يقتله ولكنني منعته بالقوة..."
أماندا: "وهل كان هو سبب أصابتك؟؟"
بقي كين صامتاً من غير ان يجيبها....لفت جودي الضماد على يده ثم قالت "لا بد ان هذا صعبٌ عليه...ان يرى قاتل والديه امامه ولا يستطع فعل شيء...."
التفت الجميع الى كين الذي طأطأ برأسه وقال بحزن "أنتِ محقة...ان هذا مؤلم جداً...." وكيف لا يكون مؤلماً بالنسبة له وهو الشخص الوحيد الذي كان في نفس موقفها....الشخص الوحيد الذي شعر بما شعرت به من ألم ومن حقد وحزن....حل الصمت بينهم الا ان قال كين "سنساعده للوصول الى ذلك الرجل...." التفت الى مارك وقال "ستجمع المعلومات المتعلقة به...." ثم التفت الى اماندا واكمل "من أخبركِ انه يدعى بلاك جون؟؟"
أجابته أماندا "انه جورج...ذلك الشاب الذي نظم الحفل مع الكونت..."
كين: "هذا جيد...يجب نعلم اين يسكن...الى أي عصابة ينتمي...ولصالح من يعمل...هذه المهمة ستكون لك يا مارك"
مارك بابتسامة "اعتمد علي..."
لنتوجه الى ذلك القصر الكبير....لنصعد الى احدى غرفه الكبيرة الفخمة حيث كان اليساندرو يجلس على الاريكة اما دانتي فقد كان واقفاً امامه وجورج بالقرب من النافذة.....
شد اليساندرو على قبضة يده وقال "هل أفهم من كلامك هذا ان ابنتي الصغيرة تتألم بسبب ذلك المجرم...!!"
تحدث دانتي قائلاً "هذا ما ييدو عليه...لقد كانت مصرة على الانتقام الا ان كين اوقفها....كما انها بكت بألم يا سيدي...يبدو انها حزينة جداً على فراقهم...."
تنهد اليساندور ثم قال "أن كان الامر هكذا...سأنتقم من الشخص الذي سبب لها الالم والحزن..." اغمض عينيه وخيم الصمت بينهم ثم قال "ستكون ليندا تحت مراقبتنا الى ان يحين الوقت المناسب...."
تحدث دانتي "سيدي...ارجو ان تسمح لي بان أتولى هذه المهمة..."
التفت اليساندرو له وقال "انا أثق بك...ستكون هذه مهمتك...تستطيع ان تأخذ بعض الرجال معك...أريدك ان تراقبها من بعيد حيث لا يشعر احد بك....وقم بحمايتها..."
أومئ دانتي برأسه وقال "اعتمد علي سيدي..."
على تلك السلالم الطويلة حيث كانت جودي وليليان....
ليليان: "سأحضر مشروباً ساخناً...أنتِ اسبقيني الى غرفته...."
أومئت جودي برأسها وقالت "لا تتأخري...."
امام باب احدى الغرف حيث وقفت جودي...طرقت الباب ثم فتحته وأطلت برأسها عبره...جالت بنظرها حول المكان الا ان الغرفة كانت مظلمة...خطت بضع خطوات الى الداخل وقالت "آرثر..هل أنت مستيقظ؟؟"
فُتِحَ تلك اللحظة باب الحمام حيث خرجت ليندا ومعها منشفة تجفف بها وجهها...التفتت الى جودي وابتسمت قائلة "ما الامر؟؟"
جودي بهدوء "لا شيء مهم...أريد التحدث معك فقط.."
أشارت ليندا بيدها الى السرير وقالت "تفضلي بالجلوس...."
جلست جودي على السرير وجلست لين بجانبها....انزلت جودي رأسها وقالت بتردد "لقد...أخبرنا كين...عما حدث"
بقيت لين صامتة ولم تعقب على كلامها....اكملت جودي "نعلم ان هذا صعبٌ عليك....ونحن نريد مساعدتك...أنت عضو من هذه العصابة ولا نريد ان نراك حزيناً..."
انزلت لين رأسها وقالت بحزن "شكراً لكم...."
وضعت جودي يدها على كتف لين وقالت "اتعلم...الجميع هنا يحبك....منذ ان جئت الى هنا لفت انتباه الجميع....حتى كين انه مهتمٌ بك...."
رفعت لين برأسها ونظرت الى جودي حيث اكملت بابتسامة "انت تذكرنا بشخص فقدناه منذ زمن...."
نظرت لين لها باستغراب وقالت "من هو؟؟"
"انه أكيرا....شقيق كين الاصغر.."
حدقت لين بها باستغراب...اكملت جودي "انتما متشابهان....كان أكيرا دائما ما يدخل الفرح الى قلوبنا....الابتسامة لم تفارق وجهه...طيب القلب وفتى مهذب....لم يكن يحب ان يستخدم القوة ابداً مع الاخرين...." ثم اكملت بحزن "في احد الايام تلقى مهمة...و اصر على عدم استخدام السلاح....الا انه ذهب ولم يعد....."
نظرت لها ليندا بحزن وقالت "هل مات في تلك المهمة؟؟"
أومئت جودي برأسها وقالت "أجل....أتذكر عندما تلقيت اول مهمة لك وكيف ذهبت بدون سلاح؟؟"
أومئت لين برأسها "أجل أذكر..."
"في ذلك اليوم فتحت علينا باب ذكرياتنا....ذهبت بدون سلاح كما ذهب أكيرا...وحللت تلك المشكلة بسلام كما فعل أكيرا من قبل... ولكن الامور لم تسر كما يجب....هو تلقى رصاصات طائشة لحماية أحدهم ومات....وعندما حدث نفس الشيء معك وقمت بحماية كين... رأينا شريط الماضي يُعاد امام أبصارنا..."
اغمضت جودي عينيها وصمتت...ثم اكملت "اعتقدنا بأنك ستموت كما مات أكيرا من قبل....شعرنا بالخوف...الخوف من ان يُعيد الزمن نفسه...." ثم فتحت عينيها وقالت بابتسامة "لا أعتقد ان كين سيسمح لك بأن تتولى مهمة أخرى..."
ابتسمت لين هي الاخرى وقالت "أنتِ محقة..."
حل الصمت بينهما الا ان طُرِق الباب ودخلت ليليان معها صينية موضوع عليها ثلاثة أكواب....ابتسمت قائلة "أحضرت لكم مشروب الشوكولا الساخن....انه مناسب في هذا الطقس البارد كما انه يجلب السعادة..."
ليندا بابتسامة "شكراً لكِ...."
وزعت ليليان الاكواب ثم جلست على الكرسي المقابل للسرير وقالت "عن ماذا كنتما تتحدثان؟؟"
لندعهم يكملون حديثهم ونذهب الى كين حيث كان واقفاً امام النافذة ينظر الى السماء....نظر الى يده اليسرى ليتنهد بعدها.....خرج من تلك الغرفة متوجهاً نحو السلالم......وقف امام باب غرفة ليندا ورفع يده ليطرق على الباب الا انه توقف عندما سمع اصوات ضحكاتهم القادمة من الداخل....ابتسم وقال "يبدو بأن ليليان وجودي سيخففان عنها كثيراً....." ثم توجه الى غرفته....حمل هاتفه المتنقل وضرب على عدة أرقام ليقول بعدها "مرحباً مايك....كيف حالك؟؟"
انتهى ذلك اليوم بما يحمله من أحداث ومفاجئات....أشرقت الشمس معلِنةً عن بدء يوم جديد....داخل غرفة الطعام حيث أنتهى الجميع من تناول فطارهم....وقفت ليندا امام النافذة تنظر الى حديقة قصرهم....أخذتها أفكارها الى مكان أخر حيث أنها لم تنتبه الى وجود كين الذي وقف بجانبها....لاحظ كين شرودها هذا....مد يديه وفتح النافذة...انتفضت ليندا ونظرت نحو كين ثم أعادت بنظرها الى الخارج....تحدث كين "بما تفكرين؟؟"
تنهدت لين وقالت "لا شيء....."
أغمض كين عينيه وعقد حاجبيه....ثم فتحهما وأمسك بوجنتي ليندا وقام بقرصها قائلا بطريقة مضحكة "لا أحب أن أرى وجهك العابس هذا....هيا ابتسمي ابتسمي هكذا..." ثم قام بشد كلتا وجنتيها....
ليندا وهي تصرخ "دعني أيها الاحمق....دعني...أنت تؤلمني....."
في تلك اللحظة دخل جيت الى الغرفة وشاهدهما على تلك الحالة...مر من جانبهما وقال "مجانين...." ثم توجه الى الاريكة وجلس عليها ليبدأ بقراءة أحدى الكتب.....نظر كلاً من لين وكين له وقالا "ماذاااا؟"
تنهد كين وأبعد يديه عنها ثم قال "لا تفكر بما حدث بالامس...سيكون كل شيء بخير...."
وضعت لين يدها على وجنتها المحمرة وقالت بطريقة طفولية "أنت مجنون..."
في تلك الاثناء دخل إيريك الى تلك الغرفة وهو يلهث وبيده ورقة قائلا "تعالوا وأنظروا يا أصدقاء...."
وما هي الا لحظات حتى أجتمع الجميع في الغرفة....كين بانزعاج "ماذا لديك؟؟لما جمعتنا هنا؟؟"
إيريك بابتسامة "انظروا هنا..." ثم قام برفع الورقة التي كان يحملها بيده....جودي باندهاش "انها مسابقة....!!"
ليليان بمرح "كم هذا رائع...."
اتسعت ابتسامة إيريك وقال "انها أكبر مسابقة ستعقد في منطقتنا....بالاضافة الى جوائز قيمة....سيحضر عدد كبير من الاشخاص....انظروا ماذا كتب هنا...."
سحب وان الورقة من يده وبدأ بقرائتها حيث قال "ستعقد هذه المسابقة بعد يومين...ستتضمن فعاليات مختلفة مع جوائز قيمة...قد تكون الجائزة نقدية أو مادية...وستكون عبارة عن فِرَق...كلُ فَريق يتضمن ثمانية أشخاص على ان يكون زِيّهم موحد حتى يتميزوا عن الفِرق الاخرى....ستوزع الجوائز مباشرةً وبعضها سيصرف حسب نوع الجائزة..."
اتسعت ابتسامات الجميع حيث كان الفرح بادياً على وجوههم ما عدا كين وليندا وجيت الذي كان يقرأ كتابه....التفت الجميع الى كين ينتظرون ما سيقوله....كتف كين يديه تحت صدره وأغمض عينيه...تعلقت أنظار الاخرين به منتظرين موافقته....فتح عينيه ونظر الى ليندا التي لم يفارق الحزن معالم وجهها من ليلة أمس ثم قال "سنشترك بهذه المسابقة...."
هتف الجميع فرحاً بموافقته ثم قال "سيذهب كلا من جيت و وان....جودي وليليان...إيريك و مارك..." ثم صمت قليلاً....تحدث إيريك "سنكون هكذا ستة أشخاص...."
نظر كين له وقال "سأذهب أنا و أيضاً...." ثم نظر الى ليندا وقال "و آرثر سيشارك معنا...."
نظرت لين له وقالت باندهاش "أنا؟؟"
أومئ كين برأسه بمعنى أجل وابتسم لها ثم قال "أما ملابسنا ستكون الزي الخاص بعصابتنا...."
اتسعت ابتسامات الاخرين وقالوا بصوت واحد "حاااااضر أيها القائد...."
انزلت لين رأسها محدثةً نفسها "ماذا سأفعل الان؟؟ أنا لم أشترك بأي مسابقة من قبل...."
وضع كين يده على كتفها....رفعت لين رأسها ونظرت له حيث قال "لا تقلقي...سنستمتع لا أكثر"
شقت ابتسامة معالم وجهها الحزينة وقالت "أجل...سنستمتع..." ثم التفتت الى يده اليسرى وقالت "كيف ستشارك...ويدك مصابة؟؟"
نظر كين الى يده ثم التفت لها قائلاً بغباء "وهل تسمين هذه اصابة؟؟ انها لا شيء مقارنةً بما أُصبت به في السابق..."
حدقت لين به باستغراب....نظر كين الى الاخرين حيث كانوا يتحدثون مع بعضهم وقال بصوت مرتفع "لنستمتع بهذه المسابقة يا شباب...."
مضى يومان وجاء موعد المسابقة.....
نزل كلاً من كين و ليندا و جودي و مارك من سيارة....اما بسيارة أخرى نزل منها وان و جيت وليليان وإيريك....وقف الجميع مندهشاً وهم يتلفتون حولهم....حلبات سباق مختلفة....مسارح ومباني متنوعة موزعة على مساحات كبيرة....أوراق ولافتات ملئت المكان... وعدد كبير من الاشخاص كان متواجداً....وعند مجموعة من الطاولات تجمع عدد كبير من الاشخاص يسجلون أسمائهم للمسابقة....تحدث إيريك "سأذهب لتسجيل أسمائنا و أحضار بطاقاتنا..."
ليليان: "أنتظر...سآتي معك...."
ليندا باندهاش "كم هذا رائع....لم أرى سباقات من قبل..."
كين بابتسامة "اذا ستكون هذه أول مرة لك ولن تنساها أبداً..."
"اوو الثعبان الاسود هنا...."
التفت كلا من كين وليندا نحو القائل....ابتسم كين وقال "يا لهذه الصدفة الجميلة...ما الذي تفعله هنا يا سيد؟؟"
ابتسم اليساندرو قائلا "سمعت عن هذه المسابقة...وأحببت أن آتي الى هنا وأشاهد هذه الفعاليات الجميلة...."
تحدث كين "اذا لم تآتي الى هنا للمشاركة...."
ضحك اليساندرو بخفة وقال "لا لا...كما ترى أنا كبيرٌ في العمر ولا أستطيع المشاركة في مثل هذه الاشياء....انها مناسبة للشباب" ثم التفت الى ليندا وابتسم لها وبادلته هي الاخرى الابتسامة ثم عاد بنظره الى كين وقال "ستشاركون بهذه المسابقة اليس كذلك؟؟"
أومئ كين برأسه "بالطبع سنشارك...."
في تلك اللحظة جاء إيريك وكانت ليليان تتبعه....إيريك بمرح "لقد سجلت أسمائنا....هيا لننطلق"
كانت جودي تنظر الى الكونت باهتمام ثم التفتت الى ليليان وقالت بهمس "هذا الكونت وسيمٌ جداً...كم عمره يا ترى"
سمعتهما ليندا في تلك اللحظة وقالت "انه في الخامسة والاربعون...."
ليليان و جودي باندهاش "ماذااااا....!!!"
ليندا بهدوء "لقد تفاجئت مثلكما تماماً عندما سألته عن عمره...يبدو انه أصغر من ذلك...."
كان اليساندرو ينظر لهم والابتسامة لا تفارق معالم وجهه الوسيم....اليساندرو بنفسه "من الجيد أنني جعلت دانتي يراقبهم...والان لا ينقصنا سوى ادوارد لنستمتع قليلاً...." ما أن انتهى اليساندرو من كلامه هذا حتى سمع ذلك الصوت القادم من خلفه قائلاً بسخرية "الحمقى هنا...."
التفت الجميع الى الخلف اذ به ادوارد مع افراد عصابته...بقي الجميع صامتون من غير ان يتكلموا حتى ان كين لم يعطيه اي اهتمام....ادوارد بسخرية "هل أكل القط لسانك؟؟"
تلفت كين حوله ثم نظر الى الاخرين وقال "كأنني سمعت صوت أحدهم يتكلم...هل سمعتم شيئاً؟؟"
هز الجميع رؤوسهم نفياً وقالوا بصوت واحد "لا...لم نسمع شيئاً..."
أشار كين بيده قائلا "هيا اتبعوني..." ليبتعدوا بعدها عن ادوارد ورجاله....ادوارد بغضب "ما الذي تقصده بتصرفك هذا يا كين...!!!!"
تكلم اليساندرو بمكر "لقد سخر منك أمام الجميع...هل ستصمت عن ذلك؟؟"
اشتعل ادوارد غضباً ولم يعقب على كلامه....ثم اكمل اليساندرو "ان بقيَ يسخر منك هكذا ستقل قيمتك امام رجالك....يجب ان توقفه عند حده...." وابتعد بعدها عنه ليتبع كين والاخرين....
شد ادوارد على قبضة يده وقال بغضب "سأريك يا كين...ستندم كثيراً" .........To Be Continued
الاسئلة.......
رأيكم بالبارت؟؟
أجمل مقطع؟؟
توقعااااتكم؟؟