الموضوع: ~( فتاة الفندق )~
عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 11-23-2012, 09:50 AM
 
~~~~~ فتاة الفندق ( الجزء الثاني ) ~~~~~




بدأت اشجع نفسي اكثر فأكثر حتى اجرأ من الاقتراب من باب الغرفه رقم 227, لكن المشكله اين هي تلك الغرفه ؟! فالفندق يوجده بها كثير من الادوار ولن استطيع ان اجده بسهولة ولكن تذكرت عندما وصلنا الفندق والدي قال لي معلومة بأن اول رقم يدل على رقم الدور, هنا شعرت بأنني ذكيه وقررت ان الا استخدم المصعد وانزل عن طريق السلم لان شقتنا كانت في الدور الثالث. اتجهت الى السلم ونزلت وأشعر بتوتر يكاد ان يهلكني ودقات قلبي تقاد ان تقتلني من سرعتها, وكلما اقتربت اكثر اشعر برعشة في خفوقي وهناك هدوء يعم المنطقة. خرجت من الباب وسمعت صوت باب المصعد يٌفتح وان هناك سوف يرآني. تراجعت واقفلت الباب قليلا وجلست اراقب من سوف يخرج واذا هو نادر يحمل حقيبة جهازه المحمول ويتجه الى غرفته. بدأت اتنفس بسرعه وافكر قليلا يا ربي مالذي افعله لكن عنادي اخذني الى ان اتقدم وافتح الباب وامشي بأتجاه باب شقة نادر لا ادري مالذي سوف افعله حين اصل الى الباب واثناء اقترابي قاطعني احد مسؤولي الامن وقال لي " وجودك ي سيدتي غير لائق فهذا القسم فقط مخصص للافراد", نظرت اليه بتعجب وقلت: " اثناء صعودي بالمصعد توقف في هذا الدور ولم انتبه في اي دور وما زلت نزليتي جديده في الفندق, سوف اغادر بالحال"


ورجعت مسرعة الى غرفتي قبل ان يستيقظ والدي ودخلت بهدوء الى غرفتي وقفلت الباب ونزعت وشاحي عن رقبتي وجلست امام المرآة احدث نفسي " ماذا الي حدث لي؟! لماذا اصبحت مجنونة لهذا الحد؟! هسترة مشاعر تأخذني الى ذلك الغريب الذي اسمه نادر وكأني اعرفه منذ زمان بعيد, حتى نبرة صوته وضحكته لم تفارق مسمعي, كل هذا يحدث لي وانا لست بوعي, هل هو جنون الحب ام حب من اول نظرة ام مجرد إعجاب ؟ّ هناك الالاف الشخض حاولو التقرب مني لكن لم اكن مقتنع بفكرة الحب؟ جميع صديقاتي يتحدثون عن الحب وانا كنت اضحك عليهم واردد عليهم عباراتي المفضله " الحب كذبة اخترعها القدماء ونحن صدقناها" . بعدها اتجهت الى السرير ورميت نفسي وجلست اتأمل السقف وبداخلي ثورة بين عقلي وقلبي. عقل يريدني ان اتخلى عن كل شيء وابدأ حياتي الطبيعية وقلب امتلأه عشقا وغرام وجنون. ثم غرقت في النوم واستيقظت في نور الشمس الجميل الذي يملئ جميع انحناء غرفتي وصوت طقطقة والدي على الباب يقول " لم نأتي الى جدة لنضيع وقتنا في النوم يا اميرتي الجميلة, هيا سوف نذهب لنفطر ونتجه الى المستشفى من اجل المراجعة", صرخت من خلف الباب "سوف اكون في الخارج بعد بضع دقائق", نظرت الى المرآه ولا زلت البس العباءة وتذكرت بأني استغرقت في النوم بدون انا اشعر على نفسي بسبب نادر. بعدها اخذت نفس عميق وقررت ان اطرد ذلك التافه من حياتي حتى استطيع ان اسيطر على مشاعري فأنا لست فتاة سهلة ولا اؤمن في الحب من اول نظرة " .


بدأت اختار ملابسي ومكياج خفيف لاظهر جمالي وانوثتي واستمع الى الموسيقى وارقص حتى استطيع ان ابعد تفكيري قليلا عن ذلك الشخص الغريب , بعدها خرجت من غرفتي وقبلت رأس والدي وانطلق سوية الى مطعم الفندق حيث رائحه الافطار الشهية والمناظر الجميلة, نظرت الى نفس المكان الذي التقيت به امس في نادر وابتسمت وقلت في نفسي "يلي جمال تلك الفرصه التي جمعتني بك ايه المغرور الفاتن " , ومن ثم نظرت الى نفس الطاولة التي كان يجلس عليها بالامس واذا يوجد هناك شخص يضع الجريده امامه ولا استطيع ان ارى وجه ولكن استطيع رؤيه دخان السجائر خلف اشعه الشمس يتصاعد. ومن ثم سألني والدي مالذي سوف نتتاوله في مائده الافطار وكالعاده انا اسوء انسانه في هذه الاماكن واكرهها واشعر بالتوتر حين افكر مالذي اريد ان اتناوله فقلت له "يعجبني ذوقك في الافطار ي والدي" ولا يزال بالي مشغول في الشخص الذي يوجد خلف الجريده وكل فترة واخرى اخطف نظرة هناك فقلبي يشعر بأنه نادر.


انشغلت قليلا في اختيار الفطور مع والدي ونظرة مرة اخرى ولم اجده على الطاولة جلست ابحث عنه بكل مكان لكن لا اثر له لكن لا يزال هناك اشياء على الطاولة وكنت متأكدة بانها سوف يرجع. بعدها ذهبنا لنجلس الى الطاوله انا ووالدي في قسم العائلات وتفكيري مشغول في صحة والدي ونادر. فضلت ان اجلس في الكرسي الذي يقابل طاولة الشخص الغريب وانتظر ان كان نادر ام شخص آخر واحتسي قليلا من القهوة الامريكيه واستمع الى احاديث والدي. بعد لحظات عاد ذلك الشخص وبيده كوب لم استطع النظر الى وجهه خوفا من ان لا يكون نادر او خوفا من ان يكون نادر شعرت باني في لحظة تناقض, الذي غير مشاعري في لحظة واحده انه كان نادر لكن ليس هذا السبب انما كانت توجد امرأه تمشي بجانبه, في هذه اللحظات شعرت بأن هناك نغزة في قلبي كأنني فقدت شيء عظيم, اشعر بان في داخلي صرخة الم ودمعة تريد ان تخرج ويدي ترتجف بشدة واختناق شديد يكتم على صدري, لكنني تمالكت نفسي حتى لا يظهر على شيء أمام والدي, التزمت الصمت وعيني لم تبتعد عن نآدر.


جلسا معا في طاولة واحده و اخرج نادر من اسفل الطاولة حقيبة جهازه المحمول ووضعه أمام الامرأة وهي تطالع له بنظرات إعجاب وابتسامات تجعلني اكرهها طوال حياتي. كنت اراقب ملامح نادر ووالدي بجانب يتحدث بأشياء لم ادري ما هي الا يومي هذا. كل ما يهمني ان اعرف ما قصة الامرأة التي بجوار نادر أصابني الجنون وهناك أفكار تعصف بذهني. هل هي حبيبته او زوجته ؟! مستحيل ان كانت زوجته فلماذا نادر يسكن في قسم الافراد!! هل هي حبيبته ؟ لو كانت كذالك لكان سعيدا بوجودها و لكن نادر لم تظهر عليه ملامح العشاق التي نعرفها فقد كان كعادته يربك من امامه وبعد لحظات ادار شاشة جهازه المحمول بأتجاه المرأة ووضع يد على يد وهي تطالع الشاشه وتتحدث اليه وهو فقط يحرك برأسه. بعد لحظات قليلة ارجعت الجهاز المحمول الا نادر ورحلت ولكن لم يرحل ذلك الموقف من ذاكرتي. جلس بعدها نادر دقائق يرتشف القهوة ويشعل سيجارته وينظر الى السماء وانا بداخلي جنون يربكني كل لحظة بعدها اطفئ سيجارته وارتدى نظاراته الشمسية وخرج من المطعم باتجاه باب الخروج. هنا بدأت افكر طريقة ابتعد عن كل شيء يذكرني فيه, تحدثت الى والدي وطلبت منه ان نصعد الى الشقه ونستعد الى موعده في المستشفى.

في تمام العاشرة صباحا انطلقنا الى مستشفى السعودي الالماني في مدينة جدة وقد اخبرني والدي بانه مجرد كشف للاطمئنان على صحته ولا يوجد هناك شيء خطير او يثير القلق, عندما وصلنا الى عيادة الطبيب طلب مني ان انتظره في الخارج. انا جلست انتظر ويشغل بالي طلب والدي وفي نفس الوقت نادر, يالله كم اكره الانتظار. بعد نصف ساعه خرج والدي بابتسامة هادئه وقال لي هيا بنا نخرج فأني اكره رائحة المستشفيات, عدنا الى الفندق ودخل والدي ليرتاح وانا رميت نفسي على السرير لكن لا يزال نادر يشغل بالي بعدها بلحظات رن هاتفي ومسكت الجوال فكانت صديقاتي من الرياض مجتمعين في بيت احدى البنات وارادو الاطمئنان علي. تحدثت اليهم طويلا وضحكنا الصداقة اجمل من الحب وحان الان ان اتخلى عن جنوني وارجع الا وعي قليلا واتخلى عن ذلك المغرور ولكن اريد ان اترك له ذكرى بسيطه فلقد كان شيء جميلا في حياتي. ذهبت الى غرفة والدي لاطمئن عليه فكان يستغرق في النوم. رجعت مسرعة الى الغرفه لبستي عبائتي وبدأ جنون آخر ربما اسميه جنون الرحيل. خرجت من الشقة بكل هدوء حتى لا ايقظ والدي وتوجهت الى غرفة نادر ولا تزال الفكرة التي خططت لها في بالي قيد التنفيذ. وصلت الى باب الشقه رقم 227 واشعر بأني فقدته للابد. حللت الوشاح الذي اعدت ان اضعه على رقبتي وهو كان اجمل ما املك لانه كان هدية من والدتي العزيزة.



انتهى
__________________
رد مع اقتباس