عرض مشاركة واحدة
  #168  
قديم 11-25-2012, 10:34 PM
 







~اهــــــــلا بـــــــــكــــــــم مـجـــــددا احــــــبـــــائـــــــي ~
~ اســـــــــــفـــــــة لانـــــــنــــــي تـاخـرت بـالفـصل و لانــــــنـي لــــــن اعـــــقـــــب عـلـــــى ردودكـــــــــم ~
~ و هـذا لانــــنــــــي في اشـــــــد حالـات انـــــــشـغــــالـــــي ~

~ اتـــــمـــــنى ان يـعـجـبـكـــم الـفـصل ~



خرج من الحمام بعد ان نظف اسنانه مستعدا للنوم ... في طريقه لغرفة النوم الخاصة به ... سمع صوت التلفاز يصدر من الصالة الامامية ... خطى بخطواته الهادة لهناك ... رآه ... رآه نائما كما ينام الطفل تماماً ... بشعر اشقر اشعث فوضوي تتشرد منه العديد من الخصلات لتغطي عيناه المغمضتان ... يرتدي ملابس النوم الزرقاء المخططة ... متقوس على نفسه كما الرضّع في نومهم ... لم يستغرب لمنظره هذا ... فمنذ ان اشتركا بسكنٍ واحدٍ و شقة واحدة ... و هو معتاد على طفوليته وشقاوته و حركاته الذي تجبره على الابتسام حتى و ان لم يشأ ... لكن حتى و ان لم يستغرب منظره هذه المرة ... الا انه يظن بانه بدى الطف و اظرف اليوم ... تقدم من الاريكة النائم هو عليها لينحني عليه حاملا اياه ... لم يتحرك الاخر مطلقا سوى انه تعمق باحضانه اكثر و قد شعر بالحنان والدفئ ... نظر له بابتسامة لياخذه على غرفته الخاصة ... اراحه ببطء على سريره مغطيا اياه بغطاء سميك يحفظ دفئه طوال الليل ... لكم يذكره باخاه الراحل ... كان يرعاه كما يفعل معه الان ... كان يحميه ويحبه ... لكنه بغمضة عين فقده ... لم يحتمل الصدمة وانهارت قواه بعدها لينعزل عن العالم لسنين ... لياتي هذا الصغير امامه ويعيده للواقع مجددا ... يعيده للحياة ويشعره بجمالها و فقدانه لشخص عزيز عليه هكذا لم يكن نهايتها ... علمه ان الحياة لا تتوقف عند شخص ما ... بل انها تسير و تستمر و يجب علينا اللحاق بها لكي لا تنتهي دون ان نشعر بلذتها ... فنحن لابد الا نقف عند نقطة معينة ... بل نتعامل مع الواقع و نتعايش معه .. !

[ فــي صــبــاح الــيــوم الــتــالـــي ]

صاحت بسرعة :-
" توقف ... هذا هو ! "
التفت لها ليجدها مستندة على ظاهر مقعده من الخلف و عينيها مركزتان على الشاشة ... سألها :-
" انت متاكدة ؟ "
اومات بقوة و العزيمة و الاصرار يتموجان في ملامحها ... عاد ليتساءل مجددا :-
" اذا ؟! ... الم تخبريني ماذا يدور في رأسك الغريب ذاك ؟ "
تنهد تايلر الواقف بجوارهما بينما يقول :-
" سألتها نفس السؤال حوالي ست مرات اليوم و لم القى منها اي اجابة مقنعة "
ادارت كرسي روبرت ليواجه وجهه الحاسوب مجددا لتقول حاثة اياه :-
" هيا هيا اسرع ابحث لي عن رقم هاتفه المنزلي و الخاص و مكان عمله و عنوان بيته على الفور ! "
ثم وجهت سؤالها لتايلر بسخرية :-
" هل يمكنك اخباري لما لم يتم القبض عليه للان ؟ "
اجابها بلا مبالاة :-
" هذه مجرد شكوك ... نحن نشك فقط بانه كان يعمل مع ( فين آرت ) ... حسنا ليست شكوكا حرفية ربما نحن شبه متأكدين ... لكن لا دليل على هذا عدا ان ( فين ) رفض تماما الافصاح عن اي شيء يخصه فالقبطان كان يساعده كثيرا رغم كونه من اصل عربي مسلم "
تخصرت بينما ترفع ذقنها بكل غرور لتقول :-
" اِعترف ... لستم بِمَهَرَة "
زادت برودة رده بينما تتخللها بعضا من السخرية :-
" تركنا المهارة لكِ "
تدخل روبرت ليوقف مزاحهم الذي بدأ يعكر مزاجه :-
" ليخرس كل منكما ... ان تشاد نائم و صدقوني ان استيقظ بسببكما فستندمان اشد الندم "
و استكمل ناظرا لجوليا :-
" و انتِ ! ... اسرعي بنسخ الرقم و باقي المعلومات من على الحاسوب ساذهب لاسرح شعري و اجهز نفسي فانا لم اعي سوى وانتما تسحباني سحبا من على سريري "
اسرعت جوليا بنسخ المعلومات من على جهاز الحاسوب ... و عادت لتقول لتايلر بجدية هذه المرة :-
" هيا لنذهب لدينا الكثير من العمل قبل ظهور القمر "
تساءل باستغراب شديد :-
" القمر ؟؟ .. و ما علاقة القمر بما سنفعله ؟ ... بل ما الذي سنفعله ؟ ... جوليا افهميني كل شيء قبل ان نذهب من هنا ... لم اعد افهم شيئا من افعالك "
تنهدت لتختصر الجواب باربع كلمات :-
" لقد بدأت بحل اللغز "

[ فــي مــكــان اخر ]

نظرت للسماء الصافية من فوقها ... و قد حلق خيالها مع الحمامات البيضاء هناك ... فترى السحب و قد شكلت وجهه في السماء ... وجهاً طالما تأملته و تمعنت بملامحه ... جاذبية ساحقة تجذبها له ... لم يكتشف احد يوماً تلك الحكايات التي يرويها لها قلبها عنه ... فمرة ترى نفسها هي جولييت بشغفها المجنون في البرج العالي ... و تراه روميو قد بادلها الجنون و فقدان السيطرة كذلك اسفل شرفتها ... لتاخذ نظراتهما راحتها في التجوال في ملامح الاخر ... و قد ماج بها الوله فيزيدهما عشقا ... و تارة تراه ذلك الفارس ذا الحصان الابيض الذي يروى عنه في الحكايات ... و كذلك ترى نفسها ترتدي فستانا زهي اللون يزداد طوله عن طولها بمسافات لتسير فتلحقها اطرافه ... تسمع صهيل حصانه من بعيد ... فلا تشعر الا و هي تُدفن في احضانه تتدلى قدماها من على حصانه الشجاع ... لتأخذهما الاحضان الدافئة الى دنيا اخرى لا يعرفان فيها الا الحب ... آآآه يالها من حكايات يا ايها القلب ... يالها من امنيات بسيطة ... فيا ترى متى تتحقق ؟ ... انها لا تعرف حقا متى وقعت ... لا ... بل غرقت بحبه هكذا ... تحاول التصرف بطبيعية امامه ... و هي تثق تماما بان احمرار وجنتيها لا يظهران للعيان ... او ربما لعيناه هو فقط ... تريد ان تعلمه بمدى عشقها ... منذ ان التقت عيناه بعيناها ... لكن الخجل يلجم لسانها فما تعود قادرة الا على اللهو و المرح تستمتع بملامح وجهه المتقلبة ... لكنها لا تعلم انها بما تفعله انانية ... فهي لا تعلم ما قد خضع له ذاك الحبيب المجهول من ضغوطات .. و مشاكل ... و مآسي .. في الحب ... فعليها ان تعرف بأن ... فاقد الشيء لا يعطيه !!
[ فـــي الـساعـة الـ 3:00 عـصـرا فــي شـوارع لــندن ]
ظلت تسمع الرنين من الجهة الاخرى مرات و مرات و لا جواب ... عادت للمحاولة مجددا رافضة تماما فكرة الاستسلام ... و اخيرا ها هو صوته يجيبها بالسلام الرسمي البحت ... ردت له السلام بينما تقول بجدية و تعجل :-
" سيدي انت هو القبطان ( علي كامل ) ؟ "
اجابها بالايجاب بينما تستكمل قائلةً :-
" انا من فريق الشرطة ... و نود مقابلتك لامر ضاروري باي مكان تختاره فورا "
شعر ببعض القلق ليتسائل متوجسا :-
" ماذا هناك يا حضرة الشرطية ؟ "
سارعت هي بالجواب عليه بسؤال اخر :-
" انت بمحل عملك الان ؟ "
اجاب بالايجاب فلم تجد نفسها الا وهي تركض يتبعها تايلر قائلةً :-
" ساكون هناك خلال دقائق "


[ بــعــد نــصـف سـاعــة ]

صاح بغضب شديد :-
" اوه لا ... هذا لا يعقل ابدا ! "
قالت متأسفة بأسى :-
" مع الاسف ايها القبطان هذا صحيح او هذا ما استطعت تفسيره للان خصوصا بعد ان علمت بان رحلتك ستكون قريبة من اطراف فلوريدا "
قال الاخر غير مصدقا :-
" لمَ لم تقولي لي هذا ؟ ... يا الهي ايعقل ان يقوده تفكيره لشيء بهذا الذكاء ؟ ... تبا له "
كررت متأسفه قائلةً :-
" اسفة تايلر ... كنت في اشد تعجلي و لم استطع اخبارك "
انتصب القبطان واقفاً :-
" اسمعي ايتها الشرطية ... اعلم بانه سيتم القبض علي ... و لكنني اريد ان اتمم هذه الرحلة فقط مهما كان بها من صعوبات ... لقد تخليت عن بيع المخدرات بعد ان قُبض على فين ارت ... لقد توقفت عن التجارة فيها ... كنت دائما وسيلة استغلال لـ فين ... انا من ينقل البضاعة من بلد لاخرى و اعود غارقا بالمال لأعطيه كاملا له ... كل هذا كان دون علم احد ... اما الان فانني بدلا من انقل موادا تقتل البشر اصبحت انقل الادوية و العقاقير التي تُشفِي البشر ... اتدركين مدى تأثير ذلك علي و على ابنتي و امرأتي اللذان تنعّما بمال حلال ؟ ... اتدركين مدى تأنيب ضميري لي و انا اتبع ذلك الجرذ فين في اعماله الدنيئة ؟ ... اتدركين مدى تعذيب و لوم ضميري لي و انا ادرك بانني لست مسلماً الا في بطاقتي الشخصية فقط ؟ ... حتى الصلاة كنت اخشى اداءها من شدة خجلي من ربي ؟ ... فكيف لكِ ان تمنعيني من القيام بعملي لاجل خطر على حياتي ؟ ... و ماذا عن اولئك المرضى في مختلف الدول ؟ ... اعلم بانك ربما لا تفهمين ما اعنيه كون ديانتك مختلفة و انا لا استطيع جادلتك بذلك .. لكن ارجوك اتركيني اذهب علّني اموت شهيداً "
تفهمت جوليآ بطريقة ما احترامه الشديد لدينه وندمه في الاسراف في حقوقه ... انه لشيء جميل ... ان يشعر الانسان بانه ينتمي لشيء ما ... تنهدت بيأس بعد كلامه و من الواضح بأنها لن تستطيع اقناعه بالعدول عن رأيه ... وقفت وربتت بخفة على كتفه مودعة اياه بصمت تحت انظار تايلر المتعجبة !

[ فــــي الـــلــيــــل ]

تماماً عند التقاء ضوء البدر المكتمل مع اضواء السفينة المنطلقة من الميناء توا بدأ يتشتت تفكير القبطان ... الا انه تماسك وركز تماما على رحلته ... اتاه فتى يبدو انه في عقده الثاني ليلقي عليه السلام ويجلس بجواره على المقعد الاخر ... اخرج الخريطة التي سيتبعانها وبدأ بتوجيه القبطان ... كان القلق يغزو قلب القبطان ( علي ) الا انه استمر بروح قوية ... و قبل ان يدخلا في نطاقٍ خارجٍ عن التغطية اسرع بالاتصال بامرأته بعيون شبه دامعة ... اجابت بصوتها الحنون المحب :-
" مرحبا عزيزي "
ابتسم بشوق جارف ليقول:-
" اهلا حبيبتي ... كيف حالك ؟ "
استشعرت المرأة بحاستها الانثوية ان هناك خطبا ما ... تزاحف القلق لقلبها لتقول بصوت مرتجف :-
" انت بخير عزيزي ؟ ... ماذا هناك ؟ "
سارع بمسح دمعته التي هطلت للتو ... ليغمرها بفيضان من الحب مصاحب لجملته الاخيرة :-
" لا شيء ... فقط كنت اود ان اخبرك بانني احبك .. احبك كثيرا "
و عند هذه اللحظة انقطع الاتصال مشيراً الى دخولهم في عمق البحر حيث لا تغطية ... نظر للهاتف ملياً ليبتسم مودعاً اياها ... نظر له الفتى بتساؤل :-
" قبطان ! ... ماذا هناك ... هل هناك خطب ما ؟ "
ابتسم برفق محركا رأسه دلالة النفي :-
" لا شيء يا وولف ... استكمل ارشادي و دعنا ننهي الامر "
فعل وولف ما اُمر به بصمت ... مرت حوالي خمسة عشر دقيقة ... ليقف وولف مستأذناً للحمام المرفق بالسفينة ... طالت فترة غيابه قليلاً ... استمر ( علي ) بانتظاره ... فـ وولف فتى جديد بالعمل ... وربما كان يعاني من دوار البحر او ما شابه ... لكل غائب حُجَتُه ... مضت دقيقتان لتبدأ السفينة بالدخول في حالة اضطراب شديد فانطلقت كل اجهزة الانذار من كل مكان ... و قد بدأ يشعر القبطان بانه دخل في نطاق جاذبية كبيرة جدا ... استمر بمحاولة الفرار رغم كل التحذيرات التي اتته من جوليا ... نادى بصوتٍ عالٍ :-
" وولف ... وولف اين انت ؟ "
لم تصله سوى اصوات الاجهزة التي بدأت تشير الى انهيار السفينة ... ثوانٍ لتنفجر اغلب الانابيب مسببة تسرب حاد ... فادرك القبطان بانه قد اقترب من اطراف فلوريدا ... حيث يقع مثلث برمودا الاسطوري !

[ عـــلــى بــعـــد مــتــر مـــن الـــســفــيــنــة ]

ابتسم بخبث و قد ظن بانه نجا ... نجا بما حل بذلك القبطان العجوز ... وسيعود ليقبض اجره وفيرا ... نظر خلفه حيث يرى السفينة تغرق في دوامة كبيرة بما فيها ... شعر بخلل ما في زورق نجاته ... لاحظ كيف ان الدوامة تكبر وتتوسع لتقترب منه ... سارع بالتجديف محاولا الابتعاد لينجح بعد ثوان ... لكن لم يشعر الا و زورقه قد ثقب من شدة الضغط ... لتتسرب كمية كبيرة جدا من المياه اليه ... فيكون مصيره كمصير القبطان البريء ذاك ... فكما تدين تدان !

[ فــــي مــكــان اخـــر اكـــثـــر هــدوءا ]

جلست على سريرها بهدوء و حزن صامت ... تلك الغرفة التي بدأت تشعر بأنها تقيد حريتها فتصير سجناً ... جدران رمادية ... اثاث اسود و احمر داكن ... اسلحة في كل مكان ... انها كابوس !!
تردد صدى صوتها في عماقها قائلا :-
" انت شبح ! ... اجل انا شبح ... شبح لا اثر له و لا معنى ... انني مجرد شبح باهت لونه غير ظاهر للعيان لا قلب يحتويه و لا عقل يفكر فيه ... انا مجرد ريح عابرة ... انا لست بشراً ... انا وحش ... وحش يقتل ويسفك الدماء و يدمر و لا يشعر به احد ... "
استلقت على السرير متلمسة شعرها القصير مستكملة مخاطبتها لنفسها :-
" انا حتى لست بفتاة طبيعية ... لما ليست لي حياة طبيعية كباقي الفتيات ؟ ... لما ليس لي اصدقاء او احباء ؟ ... يا ترى هل ساظل وحيدة للأبد ؟ "
دخل عليها بابتسامة محبة ... ادعت النوم لترى ماذا جاء به لهنا ... شعرت بحركة خافتة بجوارها و خطواته تبتعد يتبعها صوت اغلاق الباب ... فتحت عينيها برفق لتنظر للطاولة التي بجوارها ... لتجد طعاماً شهياً بانتظارها ... ابتسمت بهدوء هامسة :-
" عجباً منك يا آدم ! "
الاســــــئـــــــــــــلـــــــــــة :~

رغم اني لم احل اللغز هل اقتربتم من اجابته ؟
هل توقعتم ظهور مثلث برمودا بالرواية من الاصل ؟
هل فاجأتكم ظهور تلك الشخصية العربية المسلمة بالرواية ؟
من هي الفتاة التي كانت تقف في الشرفة وتتخيل تلك الحكايات التي كتبتها ؟
من هو حبيبها المجهول ذاك ؟
و هل توقعتم ان وولف هو ذاك الشيطان الوسواس ؟
الم تلحظوا ان اختيار الاسم غريب ذلك لانني كنت اريد كالذئب ماكر كاذب فهل اعجبكم ولاحظتموه ؟
ما تفسيركم لاكتشافكم حانبا جديدا من تلك الفتاة التي كانت بالمقطع الاخير ومن هي ؟
ما تتوقعون ان يحدث في القادم من الرواية ؟
هل اثر بكم مقطع روبرت وتشاد الذي رويت عنهم جزءا بسيطا من حياتهم ؟
انتقاداتكم ؟
اقتراحاتكم ؟
هل شعرتم ببعض السخف في الرواية او في هذا البارت ؟
هل مللتم من اسلوب الرواية ؟

~ اعــــــذرونــــــــــي ان تــــــاخـــــــرت مــــجـــــــددا لكـــــــنني مريــــــضــــــة هذه الــــفتــــــرة بـــــــســــــبب الـبـرد ~
~ اســـــــفــــــة ~

__________________
All the love from an empty broken heart
all the love from a ruined damaged soul


Insta
book1

التعديل الأخير تم بواسطة *BLACK ; 11-25-2012 الساعة 10:45 PM